ما هي جزيرة الدمى - مقالة كاتب

تعد جزيرة الدمى من الأماكن الأكثر غرابة، حيث تكون مليئة بالدمى المعلقة على العديد من الأشياء مثل أغصان الشجر والسياج.

تلك الدمى لم تكن نظيفة بل كانت مغطاة بالطين والعناكب، وسنتعرف في هذه المقالة على الجزيرة بالتفصيل عبر موقع مقال mkaal.com.

جزيرة الدمى

تعد هذه الجزيرة واحدة من أكثر الجزر إثارة للرعب في نفوس جميع من ينظرون إليها، حيث تتسبب الدمى المقطوعة الأطراف والمفقودة الرأس، والدمى المغطاة بالغبار والمهتزة والمعلقة من الأشجار في شهرة هذه الجزيرة وتجعلها واحدة من أكثر الأماكن رعبا.
تعتبر جزيرة الدمى واحدة من أشهر الجزر الصغيرة الموجودة في المكسيك بأمريكا الجنوبية.
تقع بالضبط عند نهر زوتشيميلكو، وهي على بعد حوالي 28 كيلومترا من مدينة مكسيكو سيتي (مكسيكو سيتي في الأصل جزيرة في بحيرة كالديرا البركانية ومحاطة بجبال سييرا مادري)، ومساحة جزيرة الدمى تبلغ فدانا واحدا.
ذكر أحد مؤسسي شركة السفر المكسيكية لصحيفة (ذي بوست) أنه خلال فترة كورتيش (وهو من الجنود الإسبان الذين دمروا حضارة الأزتيك المكسيكية القديمة)، هرب العديد من الأشخاص إلى سوتشيميلكو واختبأوا في القنوات المائية، وذلك بسبب سوء معاملة الهنود الحمر في ذلك الوقت.
كانت الأغلبية من الهاربين من هناك نساء وأطفال، وفي بعض الأحيان كانت النساء يقمن بالانتحار بدلا من تعرضهن للاعتداء من قبل الجنود الإسبان، لذلك كانت هذه الجزيرة مكانا للاختفاء.
توجد العديد من البحيرات حولها، وتلعب دورا هاما في وجود الحضارات التي ازدهرت في وادي المكسيك، مثل حضارة التولتيك والأزتيك (من 1300 ق.م إلى 1521 ق.م).
- في البداية، كان الأزتيك هم الذين بدأوا في تطوير المنطقة، وقاموا ببناء جزر اصطناعية، ومن بين هذه الجزر، تشينامبا هي الأكثر أهمية، بالإضافة إلى بحيرة سوتيميلكو.
تعتبر بحيرة سوتيميلكو واحدة من البحيرات المميزة بمياهها العذبة، وتغطي مئات الجزر الصغيرة الاصطناعية في المكسيك جنوب العاصمة مكسيكو سيتي.
ومن خلال الزورق يستطيع أي سائح من السياح الوصول إليها، إذ إنها الآن تعد من المناطق السياحية المشهورة في المكسيك.
استمرت هذه الجزيرة لعدة عقود، ولم يكن هناك سوى كوخ واحد فقط، وكانت تسكنه رجل واحد فقط يدعى دون جوليان، واسمه الحقيقي هو جوليان سانتانا باريرا
عاش جوليان سانتا باريرا مع زوجته وأطفاله، ثم تركهم وجاء ليعيش بمفرده في هذه الجزيرة.

كما يمكنك التعرف على: جزيرة صقلية على الخريطة

تاريخ جزيرة الدمى

بدأت قصة دون جوليان منذ حوالي نصف قرن في عام ١٩٥٠، حيث كان دون جوليان شابا يمتلك زوجة وأطفالا وعائلة ووظيفة مرموقة في المدينة.
كان دون جوليان يزور الجزيرة بين الحين والآخر، وفي يوم من الأيام كان يقف وينظر بتأمل نحو الماء، دون معرفته بأن المنطقة التي يحدق فيها هي نفس المنطقة التي غرقت فيها الفتاة منذ فترة طويلة.
غرقت هذه الفتاة في العشرينات من القرن الماضي عندما كانت ترافق والدها ووالدتها في قارب صغير، وكانت الفتاة تجلس في طرف القارب بصحبة دميتها التي أهداها لها والدها في عيد ميلادها.
رأت الفتاة زنبقة تطفو فوق الماء، فتركت الدمية وحاولت الإمساك بهذه الزنبقة، وسرعان ما فقدت التوازن وسقطت في الماء، وحاول والدها أن يمسك بها ولكنه لم ينجح، وانتهى بها الأمر بالغرق.
فجأة، رأيت ظل غير واضح لفتاة صغيرة، وكان جسدها يتحرك بهدوء تحت الماء، وكانت ترتدي ثوبا أبيضا يحمل شرائط طويلة مزخرفة تتمايل تحت الماء.
بدت هذه الفتاة وكأنها عالقة بشيء يعيق حركتها، ولكن لم يكن لدى جوليان اعتقاد بأنها فتاة ميتة، بل عندما اقترب ورآى ملامح وجهها، بدت له كفتاة حية، حيث كانت عيناها مفتوحتين ومستمرة في النظر والتحديق إلى جوليان.

اقرأ أيضا: جزيرة كيش السياحية في إيران

صدمة جوليان في جزيرة الدمى

قفز دون جوليان في الماء باتجاه الفتاة، ولكنه صدم عندما لم يجد الفتاة التي كان يبحث عنها، بل وجد دمية للأطفال بدلا منها، وكانت الدمية تحمل شعرا أشقر طويلا وعيونا زرقاء واسعة.
ظل تفكيره محصورا بين أنه شاهد فتاة حقيقية وبين أنه لم يتمكن من الإمساك إلا بدمية، وهذا الأمر زاد من حيرته.
- عندما أخبره أحد المزارعين قصة الفتاة التي غرقت منذ فترة طويلة ولم يتمكن أحد من العثور عليها، أصبح جوليان واثقا أن ما رآه هو شبح تلك الفتاة.
عاد جوليان إلى منزله في مساء هذا اليوم وشعر بالحيرة، فلم يكن هو نفس الشخص الذي كان يلعب مع أولاده، بل تحول إلى شخص لا يتحدث إلا قليلا.
في يوم من الأيام، ترك جوليان منزله في المدينة إلى الأبد وتخلى عن العائلة والوظيفة والجميع ليعيش بمفرده في الجزيرة.
كان دون جوليان يحصل على دمية جديدة من البقعة التي حصل منها على الدمية الأولى يوما بعد يوم، ثم يعلق تلك الدمية على الأشجار.
وصل الأمر إلى حد أنه كان يذهب إلى المدينة ويبحث في سلة القمامة ليجد دمية، دون أن يلتفت لشكل الدمية حتى وإن كانت مقطوعة أو غير نظيفة.
كان يعتقد أن تعليق الدمى على الأشجار بهذه الطريقة يعتبر احتراما لروح الفتاة، وكان بعض سكان تلك المنطقة يعتقدون أن روح هذه الفتاة تسكن داخل دون جوليان سانتانا.
مع مرور السنوات، تحولت الجزيرة إلى معرض كبير للدمى، حيث تحتوي على العديد من الدمى وأغصان الأشجار في كل زاوية من زواياها.

وفاة دون جوليان في جزيرة الدمى

في عام 2001، تم العثور على جثة دون جوليان في نفس المكان الذي كانت الفتاة الشبح تظهر فيه، وحتى الآن لا يعرف أحد بدقة كيف توفي دون جوليان، ولكن يتذكر البعض أنه توفي بسبب نوبة قلبية بعد أن قضى 50 عاما من حياته في جمع العديد من الدمى، حيث بلغ عددها حوالي 1000 دمية.
يذكر عدد من المزارعين وبعض سكان القرى المجاورة للجزيرة أن الدمى تبدو غريبة في نظرهم، ويقول البعض إن الدمى كانت تتكلم وتدعوهم لزيارة الجزيرة.
بعد مرور سنوات عديدة، ظهرت العديد من الجزر الاصطناعية في القناة المائية، مستوحاة من الجزيرة الأصلية.
- ومع ذلك، كما قال سانتانا، إنها تجارة كبيرة الآن، وهناك جزيرة دمى حقيقية واحدة فقط.

كما يمكنك الاطلاع على: جزيرة أرواد في سوريا