تفسير سورة الفاتحة ومعانيها، إن سورة الفاتحة تحتوي على أسرار وفوائد عديدة، فهي أم الكتاب وأعظم سورة في القرآن الكريم، إنها السبع المثاني والقرآن العظيم، وتعد الكافية والوافية والشافية وغيرها من الأسماء المباركة التي سميت بها.
ونحن في مقالنا هذا، سوف نتحدث عن فضل هذه السورة الكريمة في فتح البصيرة الدينية، مع تعلم طريقة ذلك بالخطوات، تابعوا موقع مقال للتعرف على فتح البصيرة بسورة الفاتحة ومعناها.
البصيرة في الدين
- يمكن تعريف البصيرة بأنها القدرة على التعرف على ربه عز وجل واكتساب معرفة صحيحة عنه.
- بل ويساعده، من خلال معرفته بربه عز وجل، على معرفة الطريق الذي يؤدي إليه سبحانه.
- وهو ما أنزله وشرعه على رسله الذين بعثهم لنا، وعليهم جميعا وعلى نبينا الصلاة والسلام.
- ومن خلال هذه المعرفة، يمكننا أن نعرف المنازل التي يتوجه إليها الناس.
شاهد أيضًا: فضل سورة الرحمن الروحانية
حقيقة البصيرة
- البصيرة تتجلى في قدرتها على إظهار الحقيقة وفهم جميع الأمور والأشياء على حقيقتها وحقائقها.
- فالبصيرة هي مصطلح يشير إلى الوعي الكامل الذي ينشأ في القلب.
- يأتي أصل البصيرة من الظهور والبيان، حيث وصف الله -عز وجل- القرآن بالبصائر، أي: الدلائل والهدى والبيان الذي يقود إلى الحق ويهدي إلى الاستقامة.
- بالنسبة إلى القلب، البصيرة تعادل البصر للعين، حيث يستدل ويميز من خلالها المعلومات والحقائق على شكلها.
- كما يعتبر البصيرة عين القلب، تماما كما يعتبر البصر عين الجسد.
منزلة البصيرة في الدين
المنزلة الأولى
- تتجلى البصيرة في الدين من خلال معرفة ما جاء به نبينا – صلى الله عليه وسلم – من حقائق
والمنزلة الثانية
- التحدي يكمن في تطبيق هذه المعرفة؛ فالأشخاص هنا يشتتون وينحدرون، وقد يكون السبب في ذلك جهلهم بالحقيقة، أو قد يكون السبب هو تركهم للعمل بها.
- وبذلك يحدث تفاوت وتباين في المراتب والدرجات لهم في الحياة الدنيا والحياة الآخرة.
- في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الحق غامضا ومربكا بالنسبة للفرد، وقد يكون هناك العديد من الأشخاص الذين يبحثون ويدرسون ويستكشفون، ثم يخرجون بنتائج متناقضة للجمهور.
- لذلك، فنحن كعباد لله- عز وجل- دائما ما نكون في حاجة شديدة لطلب إلهامه وتوجيهه السامي، وأن يهدينا في أقوالنا وأعمالنا وآراءنا وقراراتنا وكل أعمالنا الأخرى.
- على الرغم من ذلك، هناك العديد من الأشخاص الذين قد يكونون على دراية بالحقيقة.
- ولكنهم لا يعملون بناء على هذا الحق وهذه المعرفة، وهذا كثير.
- يقول الله عز وجل في كتابه المجيد: “أذكروا عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أولي الأيدي والأبصار” [ص – 45].
- أثنى الله تعالى على سيدنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ونبينا بأفضل الصلاة وأتم السلام.
فالأيدي
- بمعنى القوة في تنفيذ الحق، والعمل به.
والأبصار
- هم الأنبياء الذين تجمعهم رؤية الحقيقة في الدين؛ فقد جمع الله -عز وجل- هؤلاء الأنبياء بمعرفة الحق كما هو.
- وبنفس الطريقة، فإن القوة في تنفيذ هذا الحق والقيام به بشكل ظاهر وباطن يعد الكمال الحقيقي لكل من يسعى لتحقيق الكمال.
أنواع البصيرة
بالنسبة لأنواع الرؤية، يمكن تجميعها في نوعين
الأول
ما كان وهبيًّا
- هذا يحدث بتوفيق من الله عز وجل لعبده، ويعني ذلك أن الله عز وجل يفتح قلب العبد ليبصر الحقيقة ويفهمها.
- يكون العبد مستقيما على الصراط، يتبع كلام الله عز وجل ويتصرف وفقا له، وكل هذا بفضل الهبة من الله- عز وجل.
والثاني
ما كان كسبيًّا
- ويتطلب ذلك الاجتهاد والاكتساب والصبر في سعي الشخص للحصول على المعرفة الصحيحة من مصادرها الموثوقة، مع التركيز على مصدر الهداية والتقوى.
- وهو كتاب الله عز وجل (القرآن الكريم)، والتأمل في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما اتبعه السلف الصالح في فهمها، واكتساب المعرفة، والتطبيق العملي، والاستنتاج من أدلة القرآن والسنة.
الطريق إلى البصيرة
هناك أمور تنجلي م”(12231)” “هناك أمور تنجلي معها البصيرة في نفوسنا، وقلوبنا، لكب نكون ذو بصيرة، ومن هذه الأمور:
الإيمان
- الإيمان هو المسؤول عن فتح القلب وإضاءته، ونور البصيرة الذي يتواجد في داخله، كما أنه المسؤول عن تنبيه أجهزة الاستقبال لدى العبد.
- كما يستفيد من البصر، والاستماع، وباقي الحواس الأخرى.
- بل ويجيب فطرته، فيكون العبد في حالة من الاهتزاز، والتأثر، والاستفادة من كل ما يمكن رؤيته.
- بالطبع، هذا على عكس الأشخاص الذين يفتقرون إلى الإدراك، حيث يتجاوزون هذه الآيات بسرعة دون التأمل والاعتبار والتعلم منها.
- بعد انكسار فطرهم، لا يستطيعون الاستفادة منها أو التأثير بها بأي شكل من الأشكال.
تابع أيضًا: سبب نزول سورة الفاتحة لابن كثير
تقوى الله- عز وجل
- يقول الله – عز وجل – في كتابه العزيز: `يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا` [الأنفال: 29].
- المقصود بالفرقان في هذه الآية هو البصيرة التي تمكن العبد من تمييز الحق من الباطل ومن تفريق بين الحقيقة والشكوك.
- من المعروف أن الحكم الذي يعطى لأي وصف يزداد بزيادة جودة هذا الوصف، وينقص بتراجعه، كما قيل: `إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا`.
- وهذا هو الحكم الذي تم ترتيبه على هذا الأساس، وهو تقوى الله عز وجل، فإن هذا الحكم يكون لهم بناء على ما لديهم من الوصف المتقدم، وهو التقوى.
- فإذا كان العبد يتقي الله عز وجل، فإن بصيرته تتوسع، وسيكون له قدر من هذه البصيرة يتناسب مع مدى تقواه.
- أي أن الحكم يعتمد على الوصف ويزداد بزيادة الوصف، ويقل بانخفاضه.
هداية الله- عز وجل- للعبد، وتوفيقه
- فيجب على العبد أن يستمر في الدعاء إلى ربه ليرزقه بفهم في الدين ويهدي قلبه، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتوفيق الله وكرمه وهدايته لعبده.
- فالعبد بحاجة إلى أن يسأل ربه دائماً: يا الله، أيها الرب العظيم، الذي يحكم عمل جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، الذي يخلق السماوات والأرض، العالم بالأمور الغائبة والشاهدة، اهدني إلى الحق الذي اختلف فيه بإذنك، إذكرني بأنك تهدي من تشاء إلى الطريق المستقيم.
- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: ربما تكون قد قرأت مئات التفاسير للآية الواحدة، ثم أسأل الله أن يمنحني الفهم.
- وأقول: أيها المعلم آدم، وإبراهيم علمني، وكنت أزور المساجد المهجورة وما شابهها، وأنثر وجهي في التراب.
- وأسأل الله، وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني”.
- وبالمثل عندما أنقذه الله – عز وجل – من فتنة امرأة العزيز، قال – تعالى -: `نعمل بهذه الطريقة لنحميه من الشر والفساد، إنه من عبادنا المخلصين` [يوسف: 24].
- فهذا يشير إلى أن الإخلاص هو سبب للتخلص من الفتن بأنواعها، مثل الشبهات والشهوات.
أكل الحلال
- إن تناول الطعام الحلال له تأثير مدهش في توجيه العبد وهدايته نحو الصواب والحق، ويبعده عن المحرمات.
- فكما يقول ابن الجوزي- رحمه الله-: “من يارام يتولد عمى البصيرة، وظلام السريرة”.
اقرأ أيضًا: فوائد سورة الفاتحة لقضاء الحوائج
في نهاية مقال فتح البصيرة بسورة الفاتحة ومعناها، نأمل أن يكون المقال قد أفادكم، نرجو من الله – عز وجل – أن يجعلنا مفيدين، اللهم اجعلنا محبوبين، اللهم احفظنا من اليمين والشمال والأمام والخلف ومن فوقنا، ونعتصم بعظمتك لكي لا نهلك من تحتنا، اللهم آمين – لمزيد من المواضيع، قم بزيارة موقع مقال!
