ابحث عن ظاهرة التدفق والتراجع، فهما ظاهرتان طبيعيتان تحدثان في مياه البحار أو المحيطات، وعلى الرغم من ارتباط أسمائهما ببعضهما البعض، إلا أن لكل منهما معنى مختلف.
سنناقش هذا الموضوع بالتفصيل في مقالنا اليوم، فنرجو أن تبقوا معنا.
ما هي ظاهرة المد والجزر؟
- المد والجزر هي تدافع الموج وظهوره على شواطئ البحار والمحيطات، أي قيام ارتفاع وانخفاض الموجة ووصولها إلى الشاطئ وتغطيته.
- وتظهر هذه الظاهرة في بعض أوقات اليوم تحت تأثير القمر.
- المد هو ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات لأعلى مستوى يفوق المنسوب الطبيعي.
- أما الجزر، فهو انخفاض في منسوب مياه البحار والمحيطات وعودتها إلى المنسوب الطبيعي.
عوامل حدوث المد والجزر
تشترك عدة عوامل في حدوث ظاهرتي المد والجزر:
- العامل الأول هو القمر، وكما هو معروف فإن القمر هو جسم في السماء يمتلك جاذبية وله تأثير يظهر أثناء وجوده ليلا فقط.
- العامل الثاني هو الشمس، إذ تعتبر الشمس الجسم المركزي الأول في المجموعة الشمسية، ولها تأثير يظهر خلال سطوعها في النهار فقط.
- العامل الثالث هو دوران الأرض حول نفسها، وهو ما يعرف بقوة الطرد المركزي، وهذا العامل غير مرتبط بالأجسام السماوية، بل له علاقة بكوكب الأرض فقط.
- وتميز العلماء بقوة الطرد المركزي بأنها غير موجودة في الواقع، وتم استخدامها لتبسيط شرح بعض النظريات العلمية.
- إذا أوضحنا المعنى العلمي لقوة الطرد المركزي، فإنها تشير إلى رد الفعل الناتج عن الأرض تجاه قوة الجذب المركزي.
- وهذه القوة هي المسؤولة عن ظاهرة دوران الأرض حول نفسها وتناوب الليل والنهار أيضا.
كيفية حدوث ظاهرتي المد والجزر
- في البداية دعونا نستعرض بعض الحقائق المسؤولة عن الظاهرة.
- من المعروف أن القمر أقرب إلى الأرض من الشمس، وهذا يجعل تأثير قوة الجاذبية أكبر على المحيطات والبحار على الرغم من حجمه الأصغر.
- إذا فإن القمر هو العامل الأساسي وراء حدوث ظاهرة المد والجزر.
- عند مرحلتي المحاق والبدر، يحدث ظاهرة المد التي تصل إلى أقصى نقطة على اليابسة، ويعود ذلك إلى وجود الشمس والقمر في نفس الاتجاه في ذلك الوقت.
- في الأسبوع الأول والأسبوع الثالث من الشهور القمرية، يحدث تراجع وقلة في ظاهرة المد بسبب اختلاف مواقع الشمس والقمر، مما يؤثر على جاذبية القمر.
- عند وقوع ظاهرة الكسوف، يكون الجزر في أدنى مستوى له، حيث يلاحظ انخفاض منسوب المياه في ساعات الليل.
- وكما ذكر سابقا، فإن القمر ودوران الأرض حول نفسها يعدان من العوامل المؤثرة على الظاهرتين، حيث يحدث المد والجزر بتردد مرتين يوميا أي كل 12 ساعة.
- عندما يمر الأرض أمام القمر، تحدث ظاهرة المد، وعندما تبتعد الأرض عن القمر، تحدث ظاهرة الجزر.
كما أدعوك للتعرف على: المد والجزر بطنجة
أهمية ظاهرة المد والجزر
- تكمن أهمية هذه الظاهرة أولا في تنظيف مياه البحار والمحيطات من أي شوائب موجودة بها.
- وتقوم هذه الظاهرة أيضا بنشر المغذيات التي تحتاجها الأسماك للبقاء على قيد الحياة.
- كما يقوم بتنقية مياه الأنهار والموانئ من أي ترسبات.
- إلى جانب ذلك، فإنه يعمل على تجهيز الموانئ البحرية وجعلها جاهزة لاستقبال السفن، وخاصة في المناطق البحرية الضحلة.
- تعد مصدرا هاما للطاقة، وتستخدم لتشغيل الطواحين الهوائية البدائية.
- على الرغم من أهمية ظاهرة المد والجزر، إلا أنها مثل أي ظاهرة طبيعية وتحمل مزايا وعيوب.
- ويكمن العيب في هذا الظاهر في ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير والذي يشكل خطرا كبيرا على الملاحة في المضائق بشكل خاص.
أماكن حدوث المد
- يحدث المد أثناء دوران الأرض حول نفسها وبالتحديد في المناطق المواجهة للقمر، وذلك لأن قوة جاذبية القمر تجذب سطح الماء.
- في المناطق البعيدة عن القمر يحدث ظاهرة الجزر.
- من الملاحظ أن ارتفاع منسوب المياه، أي ظاهرة المد، وانخفاضه، أي ظاهرة الجزر، يختلفان من مكان إلى آخر حول العالم.
- في بعض المناطق يرتفع منسوب مياه البحار والمحيطات إلى أكثر من ٢٠٠ سم، بينما لا يتجاوز ٢٠٠ سم في مناطق أخرى.
كما يمكنكم الاطلاع على: المد والجزر وعلاقتها بالقمر
عدد مرات حدوث الظاهرة يوميا
- تحدث هذه الظاهرة عادة مرتين في الشهر، وذلك عندما يتواجد الشمس والقمر والأرض على نفس الخط، فيحدث اندماج قوة جاذبية القمر مع قوة جاذبية الشمس، وفي ذلك الوقت تصل ظاهرة المد إلى أقصى قوتها.
- تحدث الظاهرة لأول مرة في وقت المحاق، حيث يتواجد القمر حينها بين الأرض والشمس.
- وتحدث للمرة الثانية عندما يكون الأرض موجودة بين الشمس والقمر ويصبح القمر في وقت البدر.
- أما الوقت الذي يكون فيه المد ضعيفا فهو عندما يكون تأثير جاذبية الشمس أقل من تأثير جاذبية القمر، ويحدث هذا عندما يكون القمر في الربع الأول أو الربع الأخير.
- كما ذكر، يحدث ظاهرة المد والجزر مرتين في اليوم، أي كل 12 ساعة.
- يحدث هذان الحدثان كل 6 ساعات، فإذا حدثت المدة أولا، يحدث الجزر بعدها بـ 6 ساعات ثم يتكرر حدوث المدة مرة أخرى.. وهكذا يوميا.
- يعتبر شمال غرب فرنسا واحدا من أكثر البلاد في العالم التي تشهد الظاهرتين.
- الأمر الذي يؤثر على سواحل المحيط الأطلسي، والذي أدى إلى إنشاء محطة توليد كهرباء في المنطقة المذكورة.
- تحدث هاتان الظاهرتان أيضا في السواحل الشمالية للخليج العربي، وتحديدا في دولة الكويت.
أنواع ظاهرة المد والجزر
- يحدث تمديد نصف يوم، وذلك عندما يحدث المد مرتين بنفس القوة، والجزر مرتين بنفس الضعف، وهذا يحدث يوميا.
- ارتفاع المد خلال النهار وحدوثه بقوة والجزر يحدث بضعف مرة واحدة يوميا.
- يحدث الانخفاض والارتفاع المتقارب لمستوى الماء، وهذا يحصل عندما يتم تغيير المد والجزر بشكل متباين خلال اليوم.
حساب المد والجزر
- يعتبر البحارة والصيادون الأكثر اهتماما بظاهرتي المد والجزر ومعرفة أيامهما.
- وهذا يساعدهم في تحديد أوقات الصيد المناسبة لهم.
- معروف أن الأسماك تتواجد بشكل متزايد في المناطق التي تشهد ظاهرتي المد والجزر.
- ويحدث ذلك لأن حركة المياه والموج تجذب الأسماك نحو الشواطئ، مما يسهل صيدها.
- كما يساعد حساب المد والجزر في تحديد حالة البحر في جميع الأوقات.
- هناك طريقة شهيرة لمعرفة مواعيد المد والجزر، ويمكن متابعة هذه الطريقة عبر الخطوات التالية.
- في البداية، يتم تحديد تاريخ اليوم الهجري، ثم يقوم البحار بضرب التاريخ في الرقم 50 ومن ثم يقسم النتيجة على الرقم 60.
- النتيجة المستخلصة من هذا الحساب هي الوقت الذي ستحدث فيه ظاهرة المد والجزر.
- يتم تحديد وقت حدوث الظاهرة بناء على أن اليوم يحتوي على 24 ساعة، فإذا كانت النتيجة الحسابية تساوي 16، فهذا يعني أن الظاهرة ستحدث الساعة 4 مساء.
اقرأ أيضا: المد والجزر بالدار البيضاء
أثار المد والجز على البيئة
- يعد التحكم في المناخ من خلال تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في توليد طاقة المد والجزر.
- يختلف تأثير طاقة المد والجزر وفقا للمنطقة الجغرافية التي توجد فيها، حيث تستخدم الأمواج التي ترافق المد لتحريك توربينات بحرية تولد اهتزازات.
- وتساعد تلك الاهتزازات لدولفين على معرفة موقع حدوث المد وتجنب التصادم به.
وهكذا استعرضنا جميع التفاصيل المتعلقة بظاهرتي المد والجزر وتأثيرهما على المناخ والبيئة، تماما كما هو الحال مع جميع الظواهر الطبيعية التي تؤثر على محيطها.
