قصة النبي يونس عليه السلام والحوت

أرسل الله أنبياءه ورسله لتوجيه البشر ونقل رسالة ربهم، فلم يترك أي أمة بلا مبعوث من الله تعالى يحذرهم في يوم القيامة، وأخبرنا القرآن الكريم بقصص بعض الأنبياء مع شعوبهم.

يذكر في القرآن الكريم من بين الأنبياء، نبي الله يونس عليه السلام، وسنتحدث في هذا المقال عن قصة حوت يونس عليه السلام.

نبي الله يونس عليه السلام

سنقوم بإجمال الحديث عن نبي الله يونس من خلال البنود التالية:

  • النبي يونس عليه السلام هو يونس بن متى وهو أحد الأنبياء الذين يرتبط نسبهم بالنبي يعقوب.
    • يقول معظم المؤرخين إن نسب يونس عليه السلام يصل إلى بنيامين، ابن يعقوب، ابن إبراهيم.
  • أرسل يونس من قبل الله إلى أهل نينوى، وهي مدينة في شمال العراق.
    • إن الله بعثه إليهم لأنهم كانوا يعبدون الأصنام ويتركون عبادة الله.
  • يونس دعا قومه لعبادة الله الواحد وترك ما يعبدونه من الأصنام والأوثان.
    • فأبوا وأصروا على شركهم وكفرهم.
  • يقال إن يونس عليه السلام بقي في دعوته لأهل نينوى لسنوات طويلة، حيث استمر في دعوتهم لمدة ثلاث وثلاثين عاما، ولم يؤمن معه سوى رجلين.
  • انتابت يونس عليه السلام الغضب واليأس، فحذر قومه بأنهم إذا لم يؤمنوا ويتركوا عبادة الأصنام، ستصيبهم العقوبة بعد ثلاثة أيام.
    • ثم قام بترك نينوى ظنا منه أنه أدى ما يجب عليه القيام به وأن الله لن يحاسبه على ترك قومه، لأنه قدم الحجة عليهم.
  • بعد أن خرج يونس من نينوى، بدأت علامات العذاب وسخط الله تنزل على أهلها.
    • وتمتلئ منازلهم بالدخان الأسود حتى تتحول سطوح بيوتهم إلى اللون الأسود، وتتكدس فوقهم السحب المظلمة.
    • أحس أهل نينوى بقرب نزول عذاب الله عليهم، فخافوا وارتعدوا وبدأوا يبحثون عن يونس ليدلهم على طريقة التوبة إلى الله تعالى، ولكنهم لم يجدوه.
  • قدم أهل نينوى طلب التوبة إلى الله تعالى، فأرشدهم شيخ كبير على سبيل التوبة.
    • حيث خرجوا عن أبيهم بلا مبرر وأخرجوا نساءهم وأطفالهم.
    • وأزالوا المهلهل من ثيابهم وبدؤوا يتضرعون إلى الله، فتاب الله عليهم وكشف عنهم ما نزل بهم.

شاهد أيضًا: قصة خيال علمي قصيرة عن مخلوقات فضائية

قصة حوت يونس عليه السلام

سنلخص قصة نبي الله يونس وتعامله مع الحوت في هذه الفقرة من خلال النقاط التالية:

  • بعد خروج النبي يونس عليه السلام غاضبا من مدينة نينوى.
    • تاركا قومه الذين لم يطيعوه ولم يؤمنوا برسالته، اتجه نحو البحر حتى وصل إلى الشاطئ.
  • ركب يونس عليه السلام السفينة هاجرا إلى بلد آخر بأمل أن يجد من يؤمن برسالته.
    • ولكن هذا الأمر لم يكن إلهاما من الله له، بل كان قراره الشخصي بعد أن اعتقد أن الله لن يعاقبه، لأنه قد بذل جهودا مع شعب نينوى.
  • وبعد تحرك السفينة ووصولها إلى عرض البحر، بدأت الموجات تتلاطم والسفينة تتمايل بما يكاد يهددهم.
    • فقد قال أصحاب السفينة إنه يجب تخفيف الحمولة لتستقر، فقاموا برمي بعض الأمتعة، ولكن السفينة لم تهدأ.
    • قرروا أن يجروا تصويتا بينهم، ومن يخرج سهمه سيلقى في البحر، ووافق الجميع، فألقوا القرع بينهم وخرج سهم يونس عليه السلام.
    • لم يرغبوا في أن يرموا به، فقد لمسوا فيه الصلاح، فكرروا إطلاق السهم ثلاث مرات وفي كل مرة خرج سهم نبي الله يونس.
  • في هذه اللحظة، أدرك يونس أن هذا الأمر مقدر من قبل الله، لذا قفز يونس في البحر وكان واثقا تماما أن الله سينجيه.
  • بعد أن ألقى يونس عليه السلام نفسه في البحر، أرسل الله تعالى الحوت وأمره أن يبتلع يونس دون أن يلحق به أي ضرر.

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن الحب

تتمة قصة حوت يونس عليه السلام

سنتابع في هذه الفقرة قصة نبي الله يونس مع الحوت:

  • اعتقد يونس أنها نهاية الأمر وأنه لن ينجو، ولكن عندما استفاق وجد نفسه داخل بطن الحوت دون أن يتعرض لأي ضرر.
    • علم أن هذا ابتلاء من الله لأنه خرج من نينوى بدون إذن من ربه.
  • حمد يونس عليه السلام يشكر ربه على اهتمامه به، ولكنه يبدأ بالتسبيح لربه قائلا (لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين).
  • تروي معظم القصص أن يونس عليه السلام بقي في بطن الحوت لمدة ثلاثة أيام.
    • وتتحدث الروايات عن بقائه في بطن الحوت لمدة سبعة أيام، حيث أمضى يونس عليه السلام أيامه هناك.
    • وهو يتضرع إلى ربه أن يغفر له ويسامحه، فقد ظلم نفسه.
  • كما سمع يونس عليه السلام أصواتا غريبة في بطن الحوت دون أن يعرف ما هي.
    • فسأل ربه عن ذلك، فأوحى رب العزة إليه أنها تسبيح المخلوقات التي تعيش في البحر.
  • بعد ثلاثة أيام من الدعاء والتضرع، غفر الله لنبيه ما كان منه.
    • وأوحى إليه قائلا: يا يونس، لو لم يكن لك التضرع والتسبيح، لكنت لا تزال في بطن الحوت إلى يوم القيامة.
  • ثم أمر الله تعالى الحوت بأن يلقي بنبيه يونس على الشاطئ.
  • بعد أن خرج يونس عليه السلام من فطرة الحوت كان مريضا وضعيفا بسبب بقائه لعدة أيام في الظلام الداخلي للحوت وظلمة البحر وظلمة الليل.
  • أنبت الله شجرة يقطين لنبيه يونس وأوحى له أن يستظل بها ويأكل منها ويدهن جسمه بمائها.
  • ثم عاد يونس إلى مدينة نينوى ووجد أن قومه قد آمنوا فجاءته الفرحة الكبيرة لأن الله قد أحقق هدفه في هداية قومه.

نهاية قصة يونس مع قومه

بعد عودة يونس إلى قومه، وجد أنهم قد آمنوا بالله وعاش معهم لفترة من الزمن، حيث كانوا متقين ومحسنين ومخلصين في عبادتهم لله. وقد أخبرنا ربنا في القرآن عن ذلك بقوله العزيز (وأرسلناه إلى مائة ألف أو أكثر، فآمنوا فمتعناهم حتى حين).

ومع ذلك، للأسف لم يستمر قوم يونس عليه السلام على إيمانهم وتقواهم، بل عادوا إلى الشرك وعبادة الأصنام، فعاقبهم الله بأشد العذاب وأهلكهم، ونجى الله نبيه يونس من بين القوم المشركين.

تشير الروايات إلى أنه هاجر إلى صيدا من مدن بلاد الشام، وتوفي هناك، دون معرفة مكان قبره.

 الفوائد والعبر من قصة نبي الله يونس عليه السلام

يمكننا استخلاص العديد من العبر من قصة نبي الله يونس عليه السلام مع قومه ومع الحوت، ومن بينها:

  • العبرة الأولى: أمر مهم، وهو أن المؤمن لا ينبغي أن يستعجل تحقيق فرج الله واستجابته، فالله أعلم بعباده وكل شيء عنده بمقدار ووقت ومكان.
    • لذا، فإن المحنة التي تعرض لها يونس عليه السلام كانت نتيجة لاستعجاله.
    • يقول ربنا عز وجل: وذكر أيضا النون (النبي يونس) حين ذهب غاضبا وتوقع أننا لن نقدر عليه، ثم نادى في ظلمات البحر بأن لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجوناه من الضيق والهم. وهكذا ننجي المؤمنين.
  • العبرة الثانية: ما نأخذه من قصة يونس عليه السلام هو عدم الغضب.
    • عندما غضب يونس، قرر ترك القوم الذين أمره الله بدعوتهم، ظنا منه أن الله سيقبل منه أن يذهب لدعوة قوم آخرين.
    • لكن شاء الله أن يعيد يونس مرة أخرى ويريه كيف آمن قومه بقدر الله.
  • العبرة الثالثة هي الصبر: حيث يجب على من يعمل في مجال الدعوة إلى الله أن يكون صبورا ولا يستعجل الأمور.

شاهد من هنا: قصة النبي إلياس للأطفال 

وبهذا نكون قد استعرضنا في هذا المقال قصة نبي الله يونس عليه السلام، حيث قدمنا تفاصيل حول حياة نبي الله يونس عليه السلام منذ بداية دعوته وحتى وفاته في مدينة صيدا.

قصة النبي يونس عليه السلام والحوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *