ما هو اللقب الذي يطلق على ملك فرس

تعد بلاد فارس واحدة من أقوى الدول شاهدها العالم القديم هذا إلى جانب أن حضارتها واحدة من أشهر الحضارات في التاريخ.

ومع ذلك، يجهل بعضنا اللقب الذي كان يطلق على ملك الفرس. فمن المعروف أن ملوك العالم القديم يحملون العديد من الألقاب والأسماء المختلفة التي تعكس عظمة وقوة حاكم البلاد

تذكر كتب التاريخ أن حكم وحضارة بلاد الفرس امتدت لأجزاء عديدة حتى وصلت إلى الأراضي المصرية في وقت كانت فيه حكومتها ضعيفة. شهدت بلاد فارس نشوء العديد من الإمبراطوريات العظيمة على مر التاريخ.

ومن بين الإمبراطوريات الشهيرة كانت الإمبراطورية الساسانية، وشهدت الفرس العديد من الملوك في الماضي والحاضر، وكان آخرهم شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي الذي تم إطاحته بعد الثورة الإسلامية الإيرانية.

ما هو اللقب الذي يطلق على ملك الفرس؟

شهدت بلاد فارس العديد من الملوك والأسر الحاكمة التي عاشت ومجدها وقوتها وعرفت أيضا ضعفها وسقوطها، وهذا جعل ملك فارس يطلق على نفسه العديد من الألقاب المختلفة عن الملك السابق.

وهذا هو ما جعل لقب الملك في بلاد فارس جزءا من تاريخ الحضارة الفارسية القديمة، وكان كل ملك من بينهم يحرص على اختيار اللقب أو مجموعة الألقاب التي تتحدث عن شخصيته ومدى قوته.

على سبيل المثال، نجد أحد ملوك الدولة البيشدادية الذي كان يدعى كيومرت واعتلق لقب كلشاه، وهي كلمة فارسية تعني ملك الطين.

يقال إنه اختار هذا اللقب لأنه هو المالك الوحيد للأرض ولا يوجد آخر يمتلكها.

وهذا أيضا يشير إلى أنه كان أول من حكم بلاد الفرس في عهد الدولة البيشدادية.

سابور أحد ملوك الدولة الساسانية أطلق عليه لقب نبردة، وكان من بين أوائل ملوك الساسانيين.

وكان له لقب آخر كملك بلاد فارس، وهو يزدجرد بن شهريار بن برويز.

انتهى حكمه عندما دخل الفتح الإسلامي إلى أرض فارس.

منذ النصف الثاني من حكم الدولة الساسانية، ظهر لقب وأصبح تراثا لجميع ملوك الفرس.

هذا اللقب هو كسرى، وكان الملك أنوشروان أول من حمل هذا اللقب وكان يحمل أيضا لقب الملك العادل.

شاهد أيضًا: بحث عن مصر تحت حكم الرومان القديم

صفات الملك في بلاد فارس

كان الملك في بلاد فارس يمارس الحكم الشامل وكان له كل السلطة في حكم البلاد.

وكان يحتكم بيده إلى جميع السلطات، ويمكننا القول بأن ملك الفرس هو رأس الدولة.

كان يكنى بكسري وهي كلمة فارسية تعني الملك وجمعها هو أكاسرة.

كان الملك برويز يدعي بعض صفات الإله لنفسه، مثلما فعل الملك كسرى، حينما ادعى أنه الرجل الخالد بين جميع الآلهة.

اعتبر نفسه الإله الأعظم أو العظيم بين جميع رجال الأرض، وهذه الألقاب تحمل جميع معاني الغرور والتكبر.

وهذا ما جعل الملك في الإمبراطورية الساسانية يصف نفسه بملك الملوك، وكلمة `شاهنشاه` تعني ذلك باللغة الفارسية.

فيما يتعلق بطريقة تولي الملك للحكم، كان ذلك يتم عن طريق الوراثة، حيث يرث الحاكم من والده أو شقيقه.

وفي بعض الأحيان كان يشرف على تدبير المؤامرات كباقي الملوك في العالم القديم.

الملك كسري الثاني

يعتبر الملك برويز بن هرمز الرابع ابن الملك كسري الأول واحدا من أشهر ملوك الدولة الساسانية.

ولد في مدينة قطيسفون في عام 570م، وتولى والده تربيته في الجوانب العسكرية والسياسية وكافة شؤون الحكم.

أصبح ملكا لبلاد الفرس بعد وفاة والده الملك هرمز، وكان ذلك في عام 590م.

وكانت طبيعة الملك كسري الثاني بها تكوينا كبيرا من العظمة والغطرسة والغرور.

وعلى الرغم من ذلك، كان ملكا قويا، وهذا ما جعله يطلق على نفسه لقب الإله الخالد.

كما يلقب بالمظفر وكان ملكا جشعا وطامعا ومتعلقا بتجميع المال والثروات.

فقد ملأ خزائنه بكميات كبيرة من الذهب والأحجار الكريمة وغيرها بكثرة.

والسبب الذي يدفع لجمع كل تلك الأموال هو الظلم والقهر الذي يتعرض له الشعب في البلاد.

يقال إنه كان يستعين بالسحرة والمنجمين للاستشارة في جميع الأمور الحيوية التي تتعلق بشؤون الدولة والحكم.

وكان كسرى الثاني صديقا للإمبراطور الروماني موريس، حيث ساعده على استعادة حكم البلاد بعد أن انقلب بهرام السادس عليه.

وقد امتد حكمه حتى وصل إلى مصر وبلاد الشام والعراق وشمال الأناضول.

تم قتله في عام 628م على يد ابنه قباذ الثاني لكي يتولى العرش والسلطة بدلا من والده الذي قطع رأسه.

شاهد أيضًا: حضارة مصر في عصر البطالمة

الملك سايروس الثاني

يعتبر الملك سايروس الثاني، أو كورش العظيم، مؤسسا لبلاد فارس وأول دولة تأسست على أراضيها، وهي الدولة الأخمينية.

في عام 590 ق.م، أسس دولة كبيرة تشمل العديد من الأراضي.

مثل بابل وآسيا الصغرى ومدن أخرى قديمة تم ذكرها في تاريخ الشرق الأدنى القديم.

وحرص الملك كورش أو سايروس الثاني على ضم جميع الدول التي انبثقت فيها الحضارات تحت سلطانه.

لقد شارك في العديد من الحروب والمعارك التي ساهمت في تأسيس هذه الإمبراطورية الضخمة.

وتضم العديد من العرقيات والديانات المختلفة.

قد سعى لتحسين الحياة السياسية والعسكرية، وترك أثرا كبيرا في الحياة الدينية داخل بلاد فارس.

وقد أسس نظاما حكوميا ذاتيا وخاصا في البلاد التي تمت احتلالها.

وهذا ما يميز فترة حكمه التي استمرت لمدة تسعة وعشرين عاما.

لقد ترك أثرا واضحا أيضا على كل من حضارات الشرق والغرب، حيث امتدت حكمه حتى بلاد البلقان.

كان له العديد من الألقاب مثل ملك أنشان وملك بابل والملك العظيم.

توفي الملك سايروس الثاني في عام 529 قبل الميلاد في معركة صغيرة.

قام بمواجهة شعب يسمى الماساجيتي الذي كان يعيش في شرق بحر قزوين.

الحياة الاجتماعية في بلاد الفرس

كان النظام الترتيبي هو الذي يحكم المجتمع في الفرس القديمة وكان الملك هو قائد الدولة والحاكم المطلق ويأتي الآخرون بعده.

وذكرت المصادر التاريخية أن الحياة الاجتماعية في بلاد فارس تقوم على عاملين رئيسيين هما الملكية وهم من يتبعون الأسرة الحاكمة والآخر هو النسب.

وبسبب ذلك، احتلت الطبقة النبيلة مكانة خاصة لها، وكانت لها قواعد وقوانين تميزها عن طبقات الشعب الأخرى.

وعند النظر إلى تلك الحياة الاجتماعية، نجد قانونا غريبا يحكمها.

يعتبر من غير المشروع لأحد من أفراد الشعب أن يسعى للوصول إلى مرتبة أعلى أو يعيش في طبقة أخرى غير تلك التي ولد فيها ونشأ.

والسبب وراء ذلك يعود إلى القواعد السياسية في فارس، التي تنص على أن لكل شخص مرتبة أو رتبة خاصة تميزه عن الآخرين.

وقد وضع الملك أردشير الأول، أحد ملوك الفرس، نظاما اجتماعيا يقسم المجتمع إلى أربع طبقات.

حصل رجال الدين على الطبقة الأولى، وتلتهم رجال الجيش في الطبقة الثانية.

أما بالنسبة للطبقة الثالثة، فقد تضمنت الكتاب، وبالنسبة للطبقة الرابعة والأخيرة، فتضمنت العمال والفلاحين.

وبالنسبة للنظام الأسري، كان يعتمد على الزواج المتعدد مما يتيح للرجل الزواج بأكثر من امرأة.

وكانت النساء للأسف يعاملن مثل الرقيق والعبيد ولا يحق لهن أن يعترضن إذا تنازل زوج إحداهن عنها لأي رجل غيره.

الحياة الدينية في بلاد الفرس

كشعب في بلاد فارس ومثل الشعوب القديمة الأخرى، كانوا غير عارفين بالقليل عن الأديان السماوية التي أرسلت بها الله سبحانه وتعالى من خلال الأنبياء والرسل.

تدين الغالبية العظمى من شعب إيران بالديانة المجوسية، وهي عبادة وثنية قديمة يسجدون فيها للنار.

وأصبحت الزرادشتية الديانة الرسمية للفرس في القرن الثالث الميلادي.

ومع مرور الوقت، تدهورت أخلاق رجال الدين بسبب انشغالهم بأمور الدنيا.

والبعد عن تعاليم الدين الزرادشتي.

ومع ذلك، حاول الملك برويز أو كسري الثاني إحياء هذا الدين من جديد.

وهذا هو ما دفعه لإعادة فتح جميع المعابده التي كانت تعبد فيها النار.

وكان يطلق على رجال الديانة الزرادشتية اسم `الموابذة`.

كان هناك رجل دين في كل مجموعة يخدم نيران المعابد المنتشرة في القرى، وكان يطلق عليهم اسم الهرابذة.

شاهد أيضًا: الكتابة المسمارية وكيف تطورت

وأخيرا نتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم ورضاكم.

كما نتمنى أيضا أن نقدم لكم جميع التفاصيل المتعلقة بلقب ملك الفرس.

ونأمل مساعدتكم في نشر هذا المقال وننتظر أيضا أن تتواصلوا معنا عبر التعليقات والرسائل.

ما هو اللقب الذي يطلق على ملك فرس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *