أول بيت تم بناؤه للمسلمين في مكة هو الكعبة المشرفة، وهو المكان الذي يجتمع فيه المسلمون لأداء واجب من واجبات الإسلام الخمسة، وهو الحج.
شهد بيت الله الحرام العديد من الأحداث من هدم وترميم وتوسعات للمسجد الحرام، وفي هذه المقالة سنستعرض عدد مرات هدم الكعبة وكل ما يتعلق بتاريخها وفرائضها وفضلها عند المسلمين.
كم مرة هدمت الكعبة؟
وفقا لجميع المصادر التاريخية والإسلامية، تم هدم الكعبة أربع مرات، وهذا هو التفصيل:
- هدم قبيلة قريش للكعبة: حيث هدمت الكعبة المشرفة للمرة الأولى على يد زعماء قبيلة قريش المعادية للإسلام.
- وذلك في السنة الخامسة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
- دمها تم استخدامه لإصلاحها بعد اشتعال النار فيها بسبب قريش الذين حاولوا تدخينها.
- وتأثرها بالسيول من جهة أخرى.
- هدم عبد الله بن الزبير للكعبة: تم هدم الكعبة للمرة الثانية في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
- وذلك بواسطة عبد الله بن الزبير بعد حربه مع يزيد بن معاوية.
- قد بعث الخليفة عبد الملك الحجاج بن يوسف الثقفي مصحوبا بستة آلاف جندي.
- فقاموا بضريب جيش يزيد بالمنجنيق.
- بعد انتصار ابن الزبير، أمر بتدمير ما تبقى من بناء الكعبة.
- لإعادة بنائها على أسس البناء القديمة في زمن النبي إبراهيم عليه السلام.
- هدم أبو الطاهر القرمطي للكعبة: أبو الطاهر القرمطي هدم الكعبة للمرة الثالثة.
- وحين هاجم جيشه الحجاج، أصاب ثلاثين ألفا منهم بالموت داخل المسجد الحرام.
- وقد تم هدم السيول للكعبة آخر مرة قبل نحو 600 عام من الآن.
- وذلك بسبب سيول عنيفة صدعت جدارها.
- وبالتالي، قام السلطان العثماني مراد الرابع بإعادة ترميمها، وهي محتفظة بها حتى الآن.
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن هدم الكعبة
وصف الكعبة المشرفة
تم تسمية الكعبة المشرفة بهذا الاسم نسبة إلى شكلها المكعب، أو بيت الله الحرام نسبة إلى أن الله حرم فيها القتال.
الكعبة المشرفة هي القبلة الثانية للمسلمين بعد بيت المقدس.
فمن يتوجه إليها كحاج أو معتمر، يعود كما لو كان يوم ولادة أمه، وتقع في وسط المسجد الحرام في الجهة الغربية من مكة المكرمة.
لون الكعبة أسود، وارتفاعها يصل إلى خمسة عشر مترا، وتحتوي على باب من الذهب.
وتكتب عليها آيات من الذكر الحكيم مصنوعة من حرير.
فكرة بناء الكعبة المشرفة تشير إلى أن الملائكة هم من شيدوا الكعبة المشرفة.
وأمر الله سبحانه إبراهيم وابنه إسماعيل برفع قواعد البيت.
كما جاء في قوله تعالى: وعندما رفع إبراهيم القواعد من البيت وقال إسماعيل: `ربنا قبل منا، إنك أنت السميع العليم`، وردت في سورة البقرة الآية 127.
الكعبة في اللغة العربية
الكعبة هي شيء مكعب، وتسمى الكعبة بهذا الاسم بسبب شكلها المكعب، ويقال أيضا بسبب ارتفاعها وانحنائها، وتسمى أيضا البيت العتيق والبيت الحرام.
وقد ذكر لفظ الكعبة في القرآن في موضعين:
- (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام) سورة المائدة، الآية 95.
- جعل الله الكعبة البيت الحرام مكانا للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد، وذلك لكي تعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله عليم بكل شيء. هذه الآية من سورة المائدة، الآية رقم 97.
أسماء الكعبة المشرفة في القرآن
ذكر في كتاب الله عدة أسماء للكعبة، ومن بينها نستعرض مثالا على ذلك التالي:
- وذكر اسم الكعبة في سورة المائدة الآية 95: (يا أيها الذين آمنوا، لا تقتلوا الصيد وأنتم في حرم الإحرام، ومن قتله منكم عمدا فجزاؤه.
- مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين.
- أو يمكن تعديل ذلك بالصيام ليذوق ويتأمل في أمره، فالله يغفر ما مضى، ومن يعود فيخذل الله منه، والله عزيز وذو قدرة على الانتقام.
- وسميت أيضًا بالبيت وذلك ورد في سورة البقرة الآية 125: (وعندما جعلنا البيت مكانا للناس للسكن والأمان واستخدموا موقع إبراهيم كمكان للصلاة، وعاهدنا إبراهيم وإسماعيل بتطهير بيتي للزائرين والمعتكفين وأداء الصلوات).
- وسمي أيضًا بالبيت العتيق في سورة الحج الآية 29: (ثم لينفذوا تعهدهم ويفيوا بوعودهم ويطوفوا بالكعبة العتيقة ).
- وسميت أيضًا المسجد الحرام في سورة المائدة الآية 2:(يا أيها الذين آمنوا، لا تقتربوا من آيات الله ولا من الشهر الحرام.
- وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
- والبيت المحرم في سورة إبراهيم الآية 37: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْت مِنْ ذرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيقِيموا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهمْ يَشْكُرُونَ).
شاهد أيضًا: حكم الصلاة على سجادة بها رسم الكعبة
تاريخ بناء الكعبة
المسلمون يعتقدون أن الملائكة هم من بنوا الكعبة أول مرة.
وتشير السجلات التاريخية والمخطوطات إلى أن الكعبة تم بناؤها 12 مرة على مر العصور، وفيما يلي أسماء الأشخاص الذين قاموا ببناء الكعبة عبر التاريخ:
- الملائكة.
- آدم عليه السلام.
- سيث بن آدم.
- إبراهيم عليه السلام.
- إسماعيل عليه السلام.
- العمالقة.
- جرهم.
- قصي بن كلاب.
- قريش.
- عبد الله بن الزبير عام 65 هـ.
- الحجاج بن يوسف عام 74 هـ.
- السلطان مراد الرابع عام 1040 هـ.
ترميم الكعبة في عهد الدولة السعودية
تم صنع باب جديد للكعبة المشرفة خلال عهد الملك خالد بن عبد العزيز.
صمم الباب من قبل المهندس المصري منير الجندي، وصنع باستخدام الذهب الخالص.
حيث يزن 280كيلو جرام، بعيار 99,99.
وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز، تم استبدال أعمدة الكعبة الخشبية التي يعود تاريخها لأكثر من 1200 عام بأعمدة جديدة من خشب التيك الصلب.
والذي تم جلبه من بلاد بورما- ميانمار.
يتميز بثبات شكله وقوته في مقاومة العوامل الجوية مثل الحرارة والرطوبة والماء.
فضل الكعبة
إن للكعبة المشرفة مكانة عظيمة عند المسلمين، وتم ذكر جميع فضائلها في القرآن الكريم.
وفي الأحاديث النبوية التي تناولت العديد من فضائل الكعبة المشرفة، ومنها على سبيل المثال:
- ذكر في سورة آل عمران بأن الكعبة أول بيت وضع للناس: (إن أول بيت وضع للناس هو الذي في بكة مبارك وهدى للعالمين).
- وذكر أيضا بأن الكعبة هي قبلة المسلمين في صلواتهم، وفي قول الله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره).
شاهد أيضًا: كم يبلغ ارتفاع الكعبة وعرضها
تناولنا فضائل الكعبة المشرفة، وتكلمنا عن عدد مرات هدمها، ومن هم الاثنا عشر شخصا الذين قاموا ببنائها بعد الهدم.
وكم هو أثر كبير للكعبة في قلوب المسلمين وفي الدين الإسلامي، وكيف تمت عملية ترميمها وتجديدها في عهد المملكة العربية السعودية الحديثة تحت حكم الملك خالد بن عبد العزيز.
