من الشخص الذي سعى بين الصفا والمروة

من مناسك الحج أو العمرة، يتعين على المسلم أن يقوم بالطواف بين الصفا والمروة لمدة سبعة أشواط، حيث يتم قول دعاء محدد عند وصوله إلى كل جبل منهما، وهناك بعض الآراء التي تشير إلى أن هذا ليس واجبا في شعائر الحج، وتاريخ صفا ومروة طويل وشهدت السعودية توسعات كثيرة بهما.

من أول من سعى بين الصفا والمروة؟

تعتبر السيدة هاجر، زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام، أول من سعى بين الصفا والمروة عندما كانت تبحث عن ماء لابنها نبي الله إسماعيل عليه السلام. كانت تصعد على جبل الصفا وتنزل حتى تصل إلى جبل المروة.

قامت بتكرار ذلك سبع مرات، حتى وجدت الماء في موقع زمزم، وشربت منه وأرضعت ولدها. وعندما جاء الإسلام، جعل ذلك جزءا من مناسك الحج والعمرة، وسمي الطريق الذي يربط بين الصفا والمروة بـ المسعى.

شاهد أيضًا: موضوع عن حجر إسماعيل

أين يقع جبلي الصفا والمروة

جبل الصفا هو جبل صغير يوجد تحت جبل أبي قبيس في الجهة الجنوبية الشرقية للكعبة، ويبعد عنها حوالي 130 مترا، وهو المكان الذي يبدأ فيه السعي.

جبل المروة هو جبل صغير مصنوع من الحجر الأبيض، ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من الكعبة، ويبعد عنها حوالي ٣٠٠ متر.

وهو مرتبط بجبل قعيقعان، وهنا ينتهي السعي، ويقع الصفا والمروة والمسعى خارج المسجد الحرام.

لم يكن لديهم بناء يخصهم حتى قامت المملكة العربية السعودية ببناء المسعى وتجهيزه للحجاج.

ومن ثم دخوله إلى الحرم المكي ليصبح جزءا منه.

تاريخ الصفا والمروة

تعود تاريخ الصفا والمروة إلى النبي إبراهيم وابنه إسماعيل وزوجة إبراهيم، السيدة هاجر.

عندما غادر سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل إلى صحراء مكة، حيث لا يوجد زرع أو ماء.

وضعهما هناك، ووضع جراب يحتوي على تمر وماء، ثم ذهب إبراهيم وتبعه أم إسماعيل.

فقالت له يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه إنسان ولا أي شيء.

وحين لم يجبها سألته: الله الذي أمرك بهذا، فقال نعم، فقالت إذا لن نضيع.

بعد ذلك، عاد إبراهيم وانطلق بعيدا، ثم دعا ربه قائلا: `ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، فارزقهم بالثمرات واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ليقيموا الصلاة، عسى أن يشكروا.

عندما نفد الماء من هاجر وابنها إسماعيل، خرجت هاجر تبحث عن الماء لابنها بين الصفا والمروة، وهي تركض بسرعة.

وبعد أن ذهبت وعدت سبع مرات، سمعت صوتا، فإذا به ملاك عند موضع زمزم.

ثم بحثت بجناحها حتى ظهرت الماء، وبدأت في سقي نفسها.

وشربت ورضعت ولدها، وقال لها الملك: لا تخفي الضياع؛ إن هذا بيت الله، يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله.

في زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كان هناك صنمان على جبلي الصفا والمروة يدعيان إساف ونائلة.

كان الجاهليون يدعونهم “السمان” وكانوا يدورون حولهما سبعة أشواط، وكانت قريش هي الوحيدة التي تقوم بذلك.

أما غيرهم من العرب فلا يطوفون بهما.

وكانت الصفا والمروة من المواقع التي كان لها تأثير كبير في عبادة أهل مكة.

في رحلة الحج لأهل مكة، يؤدون طوافين، الأول حول الكعبة والثاني بين الصفا والمروة، وهذا الموقع بين الصفا والمروة يعرف في الإسلام بالسعي.

السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج

وفي السنة هناك عديد من الأحاديث عن مشروعية السعي.

فقد روت السيدة عائشة بنت أبي بكر: (قد طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون، أي بين الصفا والمروة، وكانت سنة).

وعن ابن عمر قال: (رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدي فريضة الحج، ويطوف بالكعبة، ويسعى بين الصفا والمروة).

شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن مقام ابراهيم

طريقة السعي من الصفا إلى بالمروة

اختلف حكم السعي بين الصفا والمروة إلى ثلاثة أقول، وهي:

  • الأول: إن السعي بين الصفا والمروة هو ركن من أركان الحج الذي لا يتم إلا به، ولا يكفر به دم، ولا يفوته ما دام صاحبه حيا.
    • ولو بقي عليه خطوة أو بعض خطوة، لم يصح حجه ولم يتحلل من إحرامه.
  • الثاني: إن السعي واجب، فإذا تم تركه فسيترتب عليه دمار، وهذا هو رأي أصحاب مذهب أبي حنيفة.
  • الثالث: إن السعي سنة لا ينبغي تركه دما، وهذه رواية للإمام أحمد بن حنبل.

إذا أراد الحاج أو المعتمر السعي يتوجب عليهما البدء من الصفا ويقرأ:) إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا ذنب عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شكور عليما.

ثم يتجه إلى الصفا حتى يرى الكعبة، ويستقبلها ويرفع يديه ويمدح الله ويدعو بما يشاء.

وكان من النبي يدعو في هذا الموضع: (لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

لا إله إلا الله وحده يحقق وعده وينصر عبده ويهزم الأحزاب بمفرده، وكان يكررها ثلاث مرات ويدعو بينها.

ثم ينزل من الصفا إلى المروة سيرا على الأقدام حتى يصل إلى العمود الأخضر، وإذا وصل إليه بسرعة، فسيجري بأقصى سرعة يستطيعها دون إيذاء نفسه.

حتى يصل العمود الأخضر الثاني، ثم يستمر في مسيرته حتى يصل المروة.

يضع وجهه عليها ويتجه نحو القبلة، ويرفع يديه ويقول ما قيل على الصفا.

ثم ينزل من المروة إلى الصفا ويسيرون في مكانهم ويسرعون في مكان العلمين.

فيصعد إلى الصفا ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول مثلما قال في المرة الأولى.

يتم تكرار هذا سبع مرات، بدءا من الصفا وانتهاء في المروة. يتم صعود جبلي الصفا والمروة، ووجود رمل كثيف بين العلمين الأخضرين هو سنة.

تاريخ تسمية الصفا والمروة

  • الصفا: جمع صفاهم، والصفا والصفوان والصفواء جميعها من الحجر العريض الأملس.
  • أو الصخرة الصلبة القوية المختلطة بالحصى والرمل.

وقال الأزهري: (إن الصفا والمروة جبلان بين بطحاء مكة والمسجد)، وقال ابن الأثير: (الصفا هو أحد الجبلين في مسار السعي).

جبل الصفا هو المكان الذي يبدأ منه السعي، ويقع في الجهة الجنوبية، مائلا إلى الشرق، على بعد حوالي 130 مترا من الكعبة.

والصفا بالأصل هو موقع مرتفع في جبل أبي قبيس جنوب المسجد الحرام.

  • المروة: هو حجر أبيض، صلب ولامع، أو صخرة قوية ومتعرجة، وهو الجبل الأبيض القوي في قلب مكة.

توسعة مسعى الصفا والمروة

حدثت توسعات بعضها لمسعى في العهد السعودي حيث قام الملك عبد العزيز عام 1345 هـ بتغطية المسعى بالحجارة لمنع إثارة التراب والغبار.

وفي عام 1366هـ، قام الملك عبد العزيز بترميم المسعى.

تم تخصيص عرض السقيفة التي تم أمر بإنشائها بمقدار 20 مترا وطول 350 مترا من الصفا إلى المروة.

شاهد أيضًا: من أول من طاف بالبيت العتيق

تعرفنا على أحد أركان الحج والعمرة، وهو السعي بين الصفا والمروة، وقد تم توسيع المسعى عدة مرات ليتلاءم مع عدد زوار المسجد الحرام.

تعرفنا على أساس تسمية كلتا الجبلين، وتاريخ كل من جبال الصفا والمروة، ونحتفظ بها لأنفسنا دون الحاجة إلى أي مساعدة في الصورة.

من الشخص الذي سعى بين الصفا والمروة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *