أم كلثوم، سيدة الغناء العربي، تعرف بالعديد من الألقاب مثل ثومة والست وكوكب الشرق وقيثارة الشرق وصاحبة العصمة. إنها معجزة الغناء العربي، فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، التي استطاعت ملء الأذنين بصوتها الذي يعبر عن الروح المصرية.
قد جمعت صوتها أنماطا صوتية مختلفة من الشعوب العربية، وسافرت إلى العديد من البلدان للغناء من أجل مصر، وقد حققت رحلة نجاح ملهمة مليئة بالجهود والتفاني.
ميلاد أم كلثوم ونشأتها
- تم ولادة فاطمة إبراهيم البلتاجي، المشهورة بأم كلثوم، في قرية طماي الزهيرة، التابعة لمركز سنبلا وين في محافظة الدقهلية. وقد ولدت في 30 ديسمبر عام 1898م.
- ومع ذلك، هناك بعض المصادر التي ذكرت أن تاريخ الميلاد هو 4 مايو 1908م.
- والدها هو الشيخ إبراهيم وكان يعمل إماما ومؤذنا لمسجد في القرية، بالإضافة إلى أنه منشد للحفلات الزواجية في القرية والقرى المجاورة.
- كانت الأسرة تعيش معا في منزلهم الصغير، وكان دخلهم المادي منخفضا.
- كان الأب هو المصدر الرئيسي للدخل، حيث يكسب من وظيفته كمنشد في حفلات الزواج بالقرية.
- التحقت بحلقة تعليم القرآن في القرية، على الرغم من الظروف المادية الضيقة للأسرة.
- وقد حفظته في عمق قلبي، وتعلمت الغناء من والدي في صغري.
شاهد أيضًا: معلومات عن اشرف زكي
أم كلثوم تشارك في حفلات الإنشاد
والدها كان يعلم أخاها خالد فن الغناء، فكان يأخذها معه لتغني في المناسبات، وأثناء تعليمه لخالد، سمعتها ترتل ما يعلمه لخالد من أساليب الغناء، فأبهر الوالد بما سمعه منها وكذلك بقوة صوتها.
طلب والدها منها أن تشارك أخيها دروس الغناء، وبعدها بدأت أم كلثوم الغناء.
وفي ذلك الوقت، كانت في سن الـ 12، من خلال حفلات الغناء التي كان والدها يصحبها إليها، وكانت تغني وهي ترتدي العقال وملابس الأولاد.
في إحدى المرات، سمع القاضي علي بك أبو حسين هذه الكلمات وأكد لوالده أن لديه كنزا لا يعرف قيمته.
وهذا الكنز يوجد في حنجرة ابنته أم كلثوم، كما وصى به بالاعتناء بها.
أم كلثوم تتجاوز الأحلام
بعدما شاركت أم كلثوم في حفلات الغناء مع والدها وأخيها، انتشر صيتها لتصبح هي السبب الأول لمصدر دخل الأسرة.
بعد أن كانت مجرد مصدر إضافي لدخل الأسرة، تجاوزت أحلام الأب، وأصبح الأب وابنه الشيخ خالد رعاة لهذه الفتاة الصغيرة.
خلال سفرهم لحفلة غناء، صادف أن أبو العلا محمد كان معها في القطار.
وقد سمعتها وهي تكرر ألحانه دون أن تعلم أنه معها في القطار، حيث يعرف والدها كلا من زكريا أحمد وأبو العلا محمد وقد أتيا إلى سنبلا لإحياء ليالي رمضان.
ثم استمر في إقناع الأب بالانتقال إلى القاهرة مع أم كلثوم، ووافق الأب في عام 1922م.
أصبحت فكرة الانتقال إلى القاهرة هي الخطوة الأولى في مسيرة أم كلثوم الفنية، حيث بدأت من خلال أحياء ليلة الإسراء والمعراج.
والتي أقيمت في قصر عز الدين يكن باشا وقد أهدتها سيدة القصر خاتما من الذهب، واستلمت 3 جنيهات كأجر لها، ثم عادت إلى قريتها منبهرة بأجواء القاهرة.
بداية أم كلثوم الفعلية
- تعود أم كلثوم إلى القاهرة في عام ١٩٢٢ وتستقر هناك نهائيا.
- لقد قامت بأداء في مسرح البوسفور في ميدان رمسيس، وكذلك قدمت عروضا في مسرح حديقة الأزبكية.
- اشتهرت حينها بقصيدة `وحقك أنت المنا والطلب`، وهي أول اسطوانة صدرت لها في منتصف العشرينيات، وتم بيع 18 ألف اسطوانة منها.
- تعلمت أم كلثوم مبادئ الموسيقى من أمين المهدي ومحمد القصبجي، وتاحت لها الفرصة.
- لكي يستمعهم الشيخ علي محمود والشيخ علي القصبجي والشيخ أبو العلا محمد.
- وأصبح الشيخ أبو العلا معلمها الأول بعد أن أعجب صوتها، وغنت له بعض القصائد.
- وهو الذي شجعها على اكتشاف مجالات جديدة في الغناء بخلاف الأناشيد.
- شاركت أم كلثوم في إحياء الحفلات في عام 1923م، وبدأ نجمها يشع، حتى دخلت في منافسة مع المطربات الشهيرات آنذاك.
- في عام 1924، قدم الشيخ أبو العلا أم كلثوم إلى الشاعر أحمد رامي ليعلمها أساسيات اللغة والشعر.
- كما تعرفت على العديد من نخبة الفنانين والشعراء، بمن فيهم أحمد شوقي.
لا تنسى قراءة: اسرار عن الراحلة نجاة الصغيرة
أم كلثوم تغير نمط الغناء
- أحد أهم المحطات الرئيسية في مسيرة أم كلثوم المهنية كانت في عام 1926م، بعد أن وقعت اتفاقية مع شركة تسجيل أقراص الغرامافون.
- حيث يضمن العقد راتب سنوي لها بالإضافة إلى نسبة على كل قرص مباع.
- تعرفت أيضا على الشاعر أحمد رامي، الذي كتب لها ما يقرب من 137 أغنية، وتعرفت أيضا على الملحن محمد القصبجي.
- اتخذت أم كلثوم قرارا بعدم مرافقة العائلة مرة أخرى أثناء أدائها الغنائي، وتم تعويضهم بتخت شرقي يحتوي على أفضل الموسيقيين في العصر.
- وساعد ذلك في تحويلها من مغنية شعبية إلى مطربة محترفة مع موسيقى حديثة ومتقدمة.
- قامت أم كلثوم بتحويل أغانيها من الأغاني التقليدية والدينية إلى أغاني تعتمد على الشعر والألحان الحديثة.
- ومن خلالها تنافس الشعراء والملحنون البارزون في تقديم أعمالهم الفنية لها.
شاهد أيضًا: معلومات عن آثار الحكيم
أم كلثوم والسينما
- مع بداية عام 1930م، اتجهت أم كلثوم لتترك بصمتها في السينما المصرية.
- تمثل هذه الممثلة وتظهر في العديد من الأفلام الرومانسية، مثل فيلم `وداد` وفيلم `نشيد الأمل` وفيلم `دنانير`.
- تم إطلاق أفلامها الشهرية “سلامة” و”فاطمة” في الأربعينيات من القرن الماضي.
- تناول الفيلمان الحديث عن القيم والأخلاق في المجتمع المصري.
- بفضل عروض الشعر العربي التي قدمتها بنجاح في حفلاتها، حققت نجاحا كبيرا.
- من خلال أداء غنائي جميل ولحن أصيل ساعد الكثير من الجماهير في تحفيظ هذا الشعر بإخلاص.
- عقدت حفلاتها الموسيقية كل يوم خميس، وتم بثها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
- التي كانت محط اهتمام الجماهير حتى حصلت على لقب `صوت مصر`.
أم كلثوم تساند مصر
- تعرضت أم كلثوم لالتهاب الكلية وتدهورت حالتها الصحية، لكنها لم تتوقف عن إحضار حفلاتها.
- في عام 1967، سافرت إلى باريس لتقديم حفلة خارج العالم العربي للمرة الأولى.
- قامت أم كلثوم بجولة عربية شملت العديد من البلدان مثل بغداد ودمشق وبيروت وطرابلس.
- من أجل دعم صورة مصر بعد الهزيمة، تم تقديم الحفلات وإرسال أرباحها إلى الخزانة المصرية، وكانت تعتبر سفيرة لمصر والعرب.
الجوائز التي حصلت عليها
- تم منح وسام الرافدين من قبل الحكومة العراقية في عام 1946م.
- أيضا تمنح وسام الأرز من رئيس الوزراء اللبناني في عام 1959.
- حصل على وسام الجمهورية من رئيس تونس بورقيبة عام 1968 .
- حاز وسام النهضة من ملك الأردن في عام 1975م، بالإضافة إلى وسام الاستحقاق من الرئيس هاشم الأتاسي.
وفاة أم كلثوم
في عام 1975، تدهورت صحتها حتى توفيت بسبب قصور في القلب، وهز هذا الحدث مصر والعالم العربي بأسره.
حتى تجاوز عدد الحضور في جنازتها جنازة الرئيس عبد الناصر، حيث شارك فيها أكثر من 4 ملايين شخص.
شاهد أيضًا: معلومات عن الفنانة داليدا
في النهاية، سنتعرف على القليل جدا عن حياة الفنانة العربية الكبيرة أم كلثوم، التي ساهمت في إنشاء العديد من الأغاني التي يستمتع بها جميع الأجيال بمختلف فئاتهم العمرية.
