ما هو المفهوم الإسلامي للإسقاط النجمي

أثارت تجربة الإسقاط النجمي العديد من التساؤلات، وهناك من يؤيد هذه التجربة ومن يعارضها، واعتبرت تجربة الإسقاط النجمي تفسيرا لخروج الروح من الجسد، سواء عبر الأحلام أو الاسترخاء، والقدرة على التحكم في الروح أثناء انفصالها عن الجسد والسفر بها إلى أي مكان.

يفترض من أصحاب هذا المصطلح أن يكون جسم الإنسان مؤلفا من هيئة نجمية، أو جسد أثيري وجسد فيزيائي مادي، والهيئة النجمية تمكن الفرد من ترك جسده نائما، ليسافر بجسمه الأثيري بواسطة الإسقاط النجمي إلى أي مكان يشاء.

تعريف الإسقاط النجمي

الإسقاط النجمي أو الإسقاط الأثيري `Astral Projection` هو عملية تعتمد بشكل أساسي على فكرة أن للإنسان جسما آخر مكون من إشعاع.

والمقصود هنا هو ظهور الجسد الإشعاعي وانفصاله عن الجسد الفيزيائي، ويحدث هذا الانفصال في ظروف وحالات محددة، ومن ضمنها أن يكون الإنسان بين اليقظة والنوم.

أثناء انفصال الجسم الإشعاعي عن الجسم الفيزيائي، فإن الجسم الإشعاعي لا ينفصل تماما عن الجسم الفيزيائي خلال فترة النوم، بل يظل مرتبطا به من خلال الحبل الفضي.

في هذه الحالة، يمكن للجسد الإشعاعي أن يتحرك وينتقل إلى جميع المناطق والاتجاهات، ويستطيع رؤية كل الأشياء المحيطة به، ولا يمكن لأحد رؤيته.

يعد مفهوم الإسقاط النجمي إحدى صور الأحلام والتأمل، وقد كان موجودا في بعض الديانات العالمية منذ فترة طويلة. إنه أسلوب قديم مستخدم في الأساطير والخرافات القديمة.

شاهد أيضًا: طريقة الإسقاط النجمي خطوة بخطوة

رأي الإسلام في الاسقاط النجمي

يعتبر الإسلام أن السقوط النجمي هو مجال فلسفي؛ حيث يتمحور حول الذات وقدراتها وارتباطها بالجسد وانفصالها عنه. النفس هي الروح التي خلقها الله تعالى وتعتبر سببا لحياة الجسد. يطلق عليها الفلاسفة اسم النفس الناطقة، وتعد النفس من العناصر التي لا تتمتع بأي خاصية عند هؤلاء الفلاسفة.

ويقوم مصطلح الإسقاط النجمي بدمج علم التنجيم المرتبط بالأحوال الفلكية في الحوادث الأرضية، مع علم الروحانية الذي يهدف إليه الفلاسفة.

فيما يعرف بالإسقاط النجمي، هناك حق وباطل، ويظهر ذلك من خلال الأدلة المستندة إلى الكتاب والسنة والعقل والفطرة، فكل ما يتفق مع تلك الأدلة هو حق، وما يتعارض معها هو باطل، وما يبعد عن هذا وذاك هو موضع تأمل وتردد.

واستخدام مصطلح الجسم النجمي للروح هو تسمية يعود أصلها إلى اعتقاد خاطئ، وهو أن هذه الروح تنشأ من سقوط نجم، وهذا يتفق مع ادعاء المنجمين بأن لكل إنسان نجما.

والمعروفة بالتوالع، فهذا توالعه سعيدة، وهذا توالعه نحس فهو باطل، فالروح تدخل في جسد الجنين بنفخ الملك، ولا تؤثر النجوم في وجود جسد الإنسان ولا نفسه.

الإنسان جسد وروح

أكدت الكتاب والسنة أن الإنسان يتكون من جسد وروح. فالجسد هو الجسم القابل للإحساس، وخلقه الله في مراحل متعددة، من النطفة إلى العلقة، ثم المضغة، حتى يتم تشكيله. وقد قال الله تعالى: `ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين`.

ثم خلقنا النطفة علقة، ثم خلقنا العلقة مضغة، ثم خلقنا المضغة عظاما، ثم كسونا العظام لحما، ثم أنشأناه خلقا آخر. فتبارك الله أحسن الخالقين.” وهذا يتعلق بالجسد المحسوس.

أما بخصوص الروح، فهي ما ينفخه ملك الأرحام في الجسد، كما ورد في حديث ابن مسعود في الصحيحين، حيث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم مراحل تكون الجسم.

قال:ثم يرسل الملك إليه فينفخ فيه الروح، ومن خلال نفخ الروح في الجسد يصبح الجسد حيا ويبدأ بالإحساس والحركة، وكان قبل ذلك غير حي ولا يحرك.

تعتبر الروح مرتبطة ومتصلة بجسد الإنسان في عالم الغيب.

لا يمكن للناس أن يعرفوا حالتها إلا من خلال النصوص وآثارها الملحوظة على الجسم.

الروح تتصل بالجسد وتنفصل عنه، كما ذكر في الكتاب والسنة.

فالاتصال الأول للروح هو ما يحدث من خلال نفخ الملك.

وأكبر فصل لها عن الجسد هو الموت، وأقله ما يحدث أثناء النوم.

وقد أشارت الآيات إلى ذلك في قوله: `الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها`.

فروع الإسقاط النجمي

تم تأسيس العديد من الفروع للإسقاط النجمي عند الذين مهتمون به، ومن بين هذه الفروع ما يلي:

تجربة الخروج من الجسد:

وهي حالة من الانجراف الوعي نحو بيئة افتراضية متخيلة تكون ما بين الحقيقة والخيال، حيث تعد رحلة من الوعي الداخلي والخارجي.

شاهد أيضًا: ما هو الإسقاط النجمي وما حكمه

الأحلام الجلية:

تعتمد هذه الفكرة على استيقاظك أثناء فترة الحلم، وهي تشبه حالات الأحلام الطبيعية لدى الإنسان.

وهم يعتقدون أن الشخص قادر على الطيران والقيام بأشياء مستحيلة في الواقع المادي.

التخاطر:

هو فرع من فروع الإسقاط الأثيري أو النجمي، ومعروف بالإنجليزية باسم التواصل العقلي.

الرؤية عن بعد:

وهو أحد فروع الإسقاط أيضًا.

تاريخ الإسقاط النجمي

يعود تاريخ الاكتشاف الفلكي للنجوم إلى ما بين 3000 و5000 عام، من خلال الكهنة المصريين.

حيث ظهرت في الأديان المصرية القديمة، وعن أصول النجمية الساقطة.

تأتي هذه الأفكار من الفلسفة الهندوسية والمعتقدات البوذية والأديان الصينية.

يقوم أهل التصوف دائما بالقول إن الإنسان قادر على التنقل بسرعة من مكان إلى آخر.

يدعون أيضا إمكانية للإنسان أن يتواجد في مكانين مختلفين في نفس الوقت.

بالإضافة إلى إمكانية الإنسان الحصول على قدرات خارقة من خلال ممارسة تدريبات دقيقة وممارسة رياضات محددة.

الإسقاط النجمي هو جزء من الطقوس الوثنية المزعومة أنها السر.

يمكن من خلاله تحصيل القوة الخارقة والطاقة الكونية، وذلك بناء على المعتقدات والممارسات الخاصة التي يؤمنون بها.

للحصول على الطاقة الكونية والقوة الخارقة، يتم ترديد الترانيم المعينة.

ويعتقدون أن هذه الأمور ستساعدهم في صنع المعجزات من خلال التفكير فقط.

رأي العلم والدين في الإسقاط النجمي

بما أن تجربة الإسقاط النجمي من التجارب المثيرة للجدل، فمن الضروري أن نستشير العلم والدين حول تلك التجربة، ورأيهما كما يلي:

رأي الإسلام

  • يعتبر الإسلام أن النظرية التي تؤكد وجود جسم أثيري هي افتراء على الله بدون علم.
    • وقد ذكر ذلك في قوله تعالى:لا تتوقف عند ما ليس لك به علما؛ فإن السمع والبصر والفؤاد، كلها ستسأل عنها.
    • وقال تعالى:ويسألونك عن الروح، قل: الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
  • وفكرة الجسد الأثيري تستند إلى معتقدات في بعض الديانات مثل البوذية والهندوسية.
    • في الإسلام، هناك روح واحدة فقط داخل الجسد، ولا يوجد أي اعتقاد آخر غير ذلك.

رأي العلم:

  • لم يثبت الإسقاط النجمي بصورة علمية، فالعلماء دائمًا وأبدًا لا يعتمدون النظريات السطحية.
    • على الرغم من إصرار الممارسين على أنها تجارب حقيقية.
    • ومع ذلك، هناك بعض الأشخاص الذين يرغبون في إثبات وجود قوة روحانية.
  • ونظريات حول الإسقاط النجمي لتحقيق الربح المالي.
    • أو مكاسب معنوية تؤهلهم لمكانة في التاريخ.
    • وعندما لا يتم إثبات الإسقاط النجمي علميا، فإن جميع التجارب السابقة ستصبح مجرد نظريات لا تمت للعلم بأي أساس.

شاهد أيضًا: ما هو الإسقاط النجمي واضراره ؟

في النهاية، نحن لا نستطيع إلا التأكيد على أنه لا ينبغي أن نتبع مثل هذه الأساطير التي ليس لها أساس في العلم ولا في الإسلام.

ما هو المفهوم الإسلامي للإسقاط النجمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *