صلاة التهجد هي الصلوات الاختيارية التي يقرب بها المسلم من الله تعالى، وتكون عند الوقوف في ساعات الليل الأخيرة قبل الفجر. تعتبر صلاة التهجد من السنن النبوية، نظرا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقيمها. فقد أمر الله تعالى الرسول بالقيام في الليل، وقال تعالى: `ومن الليل فتهجد به نافلة لك`.
يقوم المسلم بأداء صلاة التهجد لغرض الاقتراب من الله عز وجل والتضرع إليه، بهدف أن يتم قبوله في رحمته ومغفرة ما سبق وما لاحق من ذنوب، وتصلى بعد صلاة العشاء في الثلث الأخير من الليل.
معنى التهجد
معنى التهجد في اللغة: هو من الأفعال الخماسية المصدرية، فنقول: تهجد تهجدا، والفاعل منها متهجد، ومعناه يعني السهر، فنقول: هجد الساهر، أي سهر الليل، كما يمكن قول: تهجد في ليلها إذا صلى بالليل.
معني التهجد في الاصطلاح: يشير الاستيقاظ لأداء صلاة الليل بعد النوم إلى أن الصلاة النافلة التطوعية أثناء الليل، وقد قال تعالى: `ومن الليل فتهجد به نافلة لك`.
شاهد أيضًا: صيغة الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة
حكم صلاة التهجد
انقسم العلماء في حكم صلاة التهجد إلى قسمين:
- الرأي الأول من بعضهم هو أنها سنة مؤكدة، وهؤلاء هم أصحاب المذهب الحنبلي والشافعي والمالكي، حيث اتفقوا على أنه يجب الالتزام بها، وإذا تركها المسلم فلا يحاسب عليه لأنها من الصلوات الغير المفروضة.
- الرأي الثاني كان لأصحاب المذهب الحنفي، وفقا لأصحاب هذا المذهب، فإن صلاة التهجد واجبة.
- وقد استندوا لقوله صلى الله عليه وسلم:وفي حالة حدوث فجر، يؤدي النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الوتر بركعة واحدة، وكان يحرص على أداءها في جميع أوقاته.
- كما جاء في قول ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الوتر على جملته.
وهذا يعزز قول المذهب الأول الذين قالوا بأنها سنة مؤكدة غير ملزمة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤدي الصلاة الفرضية على المسافر.
وقت صلاة التهجد
يبدأ وقت صلاة التهجد بعد صلاة العشاء ويستمر حتى وقت متأخر في الليل. يعتبر الليل بأكمله وقتا مناسبا لصلاة التهجد، من بعد صلاة العشاء حتى دخول الفجر. ومع ذلك، هناك أوقات مفضلة لأداء صلاة التهجد، وهي في آخر الليل أو قبل وقت الفجر، ويعرف هذا الوقت بالثلث الأخير من الليل.
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:من يخشى أن لا يستيقظ في آخر الليل فليصل قبله، ومن يطمح في القيام في آخر الليل فليصل فيه، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل.
هذا الحديث يؤكد أن أفضل وقت لصلاة الليل هو في نهايته، وهناك استثناء لصلاة التهجد في بداية الليل لمن يخشى أن يغفو ويفوتها.
وقال صلى الله عليه وسلم:ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة، عندما يبقى ثلث الليل الأخير إلى السماء الدنيا، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفر لي فأغفر له؟ من يسألني فأعطيه؟.
كيفية أداء صلاة التهجد وعدد ركعاتها في المنزل
الصلاة بأشكالها المختلفة هي الرابطة بين العبد وربه، فهي المكان الذي يتجاوز فيه المؤمن كل أمور الدنيا، وهو يقف بين يدي ربه، يتوسل إليه ويدعوه بما يرغب، دون الاعتماد على أي شخص آخر.
وقد قال الله في حديثه القدسي: وما زال عبدي يقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به.
ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإذا سألني لأعطيه، وإذا استعاذني لأعيذه.
وأنا لست مترددا فيما أفعله تجاه نفس المؤمن، فإنه يكره الموت وأنا أيضا أكره مشاهدته.
وصلاة التهجد من أهم الصلوات النافلة، التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمر فيها.
يفضل القيام بها في الثلث الأخير من الليل.
في هذا الوقت، ينزل الله إلى السماء السفلى ليجيب المتساءلين ويرعى المحتاجين ويغفر للتائبين.
إذا كان الشخص يرغب في الحصول على الفائدة العظيمة، عليه أن يقوم بالعبادة في الثلث الأخير من الليل.
ويتم أداء صلاة التهجد على شكل ركعتين، ثم ركعتين، وهكذا حسب ما يشاء الله، وتنهى صلاة التهجد بركعة أخيرة، وأكبر عددها هو إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة.
على الأقل يجب أداء ركعة واحدة، وقد يؤدى صلاة الوتر بثلاثة أو خمسة أو سبعة ركعات، ولا يوجد ضرر في ذلك.
فالرسول لم يحدد عددا محددا، بل يصلي الإنسان ما يشاء الله أن يصلي.
وقد وصف عبد الله بن عمر صلاة النبي بقوله: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الليل ركعتين ركعتين، وعندما يخشى طلوع الفجر يصلي ركعة واحدة.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
يخلط كثير من الناس بين صلاة التهجد وقيام الليل، لكن هناك فرق واضح بين الصلاتين، وسنوضح ذلك فيما يلي:
صلاة التهجد
- تؤدى بعد نوم المسلم ليلا، حتى ولو لفترة قصيرة من الوقت.
- المسلم يقوم بصلاة التهجد فقط دون أي عبادة أخرى.
شاهد أيضًا: كيفية صلاة سنة الظهر وعدد ركعاتها
قيام الليل:
- لا يحتاج المسلم للنوم قبله.
- تشمل العبادات الأخرى مثل الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والذكر وغيرها من العبادات.
وعن الصحابي الحجاج بن غزية رضي الله عنه أنه قال:هل يحسب أحدكم الصلاة الليلية إذا قام بها حتى يصبح كأنه تهجد؟.
يصلي المرء التهجد بعد النوم، ثم يصلي النوافل بعد النوم، وهذا هو صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
فضل صلاة التهجد
لصلاة التهجد الفضل العظيم والتي تتجلى فيما يلي:
- وصف الله من يؤدون التهجد أنهم عباد الرحمن فقال تعالى:” الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما”.
- تقرب العبد من ربه.
- تزيل السيئات وتتضاعف الحسنات.
- تحمى الجسد من الامراض.
- تنهى عن ارتكاب المعاصي والأفعال السيئة.
- تساعد في استجابة الدعاء ورضا الله والاقتراب منه.
- تزداد قيمتها في شهر رمضان المبارك، فإن الأجر مضاعف فيه.
- تستحب صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرة.
- في ليالي رمضان ، يتضاعف أجر الصلاة التهجدية ، ويجب أداء صلاة الوتر بعد القيام بها.
- يذكر صلاة التهجد في أكثر من مكان في كتاب الله.
- فقد قال تعالى في سورة الزمر:الأمان هو أن يكون الشخص تقيا، يقوم بالسجود والقيام آناء الليل، متحسبا للآخرة ومتطلعا لرحمة ربه.
وذكرت في سورة السجدة بقوله تعالى:ينامون جنوبا عند مضاجعهم، يدعون ربهم بخوف وطمع.
ويجب أن نذكر أن الجسد لا يتحرك عن مكانه إلا من خلال ارتباط القلب بما هو أهم وأعلى وأرفع من ذلك.
جاءت وعود الله للقائمين بقوله تعالى:أولئك الذين صبروا وتحملوا يستحقون الغرفة ويتلقون فيها التحية والسلام، وسيعيشون فيها بشكل جميل ومريح.
ما روي عن أهمية صلاة التهجد
عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه.
فقالت عائشة: ألم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما قدمت من ذنبك وما تأخر؟
قال: يا عائشة، هل يمكنني أن أكون عبدا ممتنا، حيث يصلي جالسا كلما زاد لحمه، وعندما يرغب في السجود ينهض ويقرأ ثم يسجد.
شاهد أيضًا: ما لا تعرفه عن فضل صلاة العصر
من الواضح لنا من المذكور أن صلاة التهجد تقرب العبد من ربه، وتزيد من الأجر والحسنات وتحقيق الدعاء، فمبارك لمن يقوم ويصلي ويبتعد عن النوم للوقوف أمام ربه.
