معلومات عن الحاجب المنصور

معلومات عن الحاجب المنصور، اشتهر محمد بن عبد الله بن أبي عامر بعدة ألقاب، من بينها الحاجب المنصور، نظرا لحكمه الحكيم للخلافة في عصر الأندلس.

كما اشتهر وجوده أثناء تواجد هشام المؤيد بالله، الذي كان الخليفة في تلك الحقبة، وللحاجب المنصور العديد من الإنجازات التي ساهمت في مساعدة الكثير من الناس خلال حكمه للأمويين.

نشأته

  • ولد محمد بن عبد الله بن عمر في القرن الرابع الهجري، في قبيلة معافرة اليمينة التي تقع في أقصى جنوب الجزيرة الخضراء، وذلك في عهد الخليفة الأموي عبد الرحمن الناصر.
    • في هذه الفترة، بلغت الأندلس أعلى مستويات التحضر. ولد شخص يتيم لأب وأم من قبيلة بني تميم، ومنذ صغره برزت عليه مظاهر الشجاعة والذكاء وأظافره ناعمة.
  • كان الأب رجلا تقيا وورعا ومحبا للعلم، وقبل وفاته قام برحلة علمية إلى طرابلس، وتوفي هناك بعد عودته من أداء فريضة الحج. وقد سار الابن على خطى أبيه، فدرس الحديث والأدب، وبعد ذلك سافر إلى مدينة قرطبة لاستكمال دراسته بصحبة اثنين من أصحابه.
  • خلال رحلته مع أصدقائه، قال لهم السبب الرئيسي للرحلة ليس فقط لأغراض تعليمية، بل لأن طموحه يدفعه ليصبح حاجبا للبلاد، وكان من يتولى هذا المنصب في ذلك الوقت سيكون الشخص الثاني في الدولة.
  • تعرض أصحابه للتهكم والسخرية منه، وتمت مضايقته بشكل يسبب الضحك، لذا طلب من كل واحد منهم أن يتمنى أمنية، ووعد بالعمل على تحقيق تلك الأماني بعد توليه منصب حاجب البلاد.
    • طلب الأول أن يصبح وزير الشرطة، وطلب الثاني أن يصبح واليا، واستمر الثالث في سخريته وطلب من الشرطة أن تحلق رأسه وتطوف به في الأسواق.
    • ركب حمارا وبعد مرور عشر سنوات، حقق منصبا، ثم قام بتحقيق أمنيته الأولى بأن يصبح وزيرا للشرطة، وأمنيته الثانية أيضا.
    • الأمر هو تعيينه واليا، أما الثالث فتم أمر الشرطة بحلق رأسه وجوله به في الأسواق وهو يركب حمارا.

شاهد أيضًا: معلومات غريبة عن تميم البرغوثي

 صفات الحاجب المنصور

  • معروف بالشجاعة والعطاء والطموح وحب العلم، وكان له دائما مائدة مليئة بالطعام لكل من يدخل منزله، فقد كان كريما وسخيا.
  • كان العلماء والأدباء مكافأة على إبداعاتهم، في حين كان رفض كل من يعمل في مجال النجوم والفلسفة والاستخفاف بالعقيدة. كما كان يتميز بحسن التواصل والمناقشة، وكذلك كان يحب الرشاقة والاحترام.

مناصب الحاجب المنصور

  • عمل محمد بن أبي عامر ككاتب لدى الشخص الذي أعجب به ذكاؤه ونبوغه، وهو القاضي محمد بن إسحاق ابن السليم.
    • تم توصية الحاجب الذي أناط به ولاية ابن الخليفة المستنصر عبد الرحمن بذلك، وكان ابنه الثاني هشام بن المستنصر يتولى أيضا هذه الولاية. فقد أبدع الحاكم المستنصر بذكائه ومعرفته بالأنساب والتاريخ، مما ساعده على التقدم في عدة مناصب.
    • وكان يشغل منصب أمين للسكة ومسؤولا عن الخزانة والتخطيط الوراثي، ثم عمل كقاض في مدينة إشبيلية وكمدير للشرطة المركزية.
    • قام بأعماله بشكل ممتاز، حتى وإن كانت كثيرة، على الرغم من صغر سنه وقلة خبرته، لكن نبوغه العلمي وسلوكه الحسن كانا سببا في قربه من الحاكم المستنصر.
  • بعد وفاة الخليفة المستنصر، أصبح محمد ابن أبي عامر من أهم الأشخاص في الخلافة الأموية في الأندلس.
    • كما رغب دائما في تعيينه في الحجابة لفترة طويلة، ليستمتع بمكانته العالية في الدولة.
    • وذلك بعدما قدم الخليفة المساعدة له في ذلك، وتولى الخلافة وهو يبلغ من العمر تسع سنوات في ذلك الوقت، وكانت أم الخليفة أيضا من المعجبين الشديدين بشخصية ابن أبي عامر.

أهم فتوحات الحاجب المنصور

  • تعد غزوة شانت ياقب واحدة من أهم غزوات الحاجب المنصور، حيث وجهت ضربة قاضية لآخر معقل للنصارى في المناطق الشمالية بالأندلس. بدأت العملية بخطة بحرية وبرية من مدينة سالم الموجودة على الشاطئ.
    • وتتم هذه العملية عن طريق تصفيف السفن في صف واحد، ومن ثم يتم خروج الجيش، والهدف من خروج الجنود من السفن هو أن يحدث هذا في نفس الوقت، وفقا لأمر محمد بن أبي عامر بعدم المساس بالكنائس أو القبور.
  • وتعتبر هذه المعركة أيضا واحدة من غزوات المنصور الفاصلة داخل بلاد القوت.
    • ذهب إليها شخصيا في عام ٣٠٣ هـ ونجح فيها، وأسر ثلاثة آلاف أسير.
    • وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها فتح هذه المدينة بعد أن سيطرت عليها القوات القوطية، وذلك بعد الفتح الإسلامي الأول.
    • وتمكن الحاجب المنصور أيضا من السيطرة على برشلونة، وذلك في السنة الميلادية الثالثة المائة وأربعة وسبعين للهجرة.
    • كما تم استعادة المغرب الأقصى واسترداده من يد الفاطميين.
    • حيث قام القائد الجندي السلمي بتعيين أمير بربري يدعى الزيزي الغمراوي.
    • والذي خان الأمانة وأهدرها، ولكنها عادت مرة أخرى لحكم الأندلس.
  • وصل عدد الغزوات التي قام بها في حياته إلى أربعة وخمسين غزوة.
    • وكانت جميعها انتصارات، وقد وصل في فتوحاته إلى ما لم يصل إليه الفاتحون السابقون.
    • لقد وصل إلى منطقة الصخرة التي لم يفتحها المسلمون من قبل.
    • كما وصل إلى خليج بسكاي والمحيط الأطلسي.
    • وبالإضافة إلى ذلك، لم يهزم له أي جيش ولم تهزم له أي سرية، كما شهدت فترة حكم الحاجب المنصور أكبر توسع في زمانه.
  • كان اسمه مخيفا بما يكفي ليثير الرعب في قلوب ممالك أوروبا في العصور الوسطى.
    • حقق النصر في كل مكان حيث حكم، ووصلت الحضارة الأندلسية إلى أعلى مستويات العظمة والشهرة في زمنها.
    • قد جعلت مدينة قرطبة من قبلها عاصمة العالم وتم تسمية عصره بـ `ربيع قرطبة`.

شاهد أيضًا: معلومات عن الصحابي صهيب الرومي

المجال الاقتصادي في عصر الحاجب المنصور

  • قد قام الحاجب المنصور محمد بن عامر بتحقيق تقدم كبير في إدارة شؤون البلاد اقتصاديا، وحقق نجاحا كبيرا.
  • خلال فترة حكمه، شهدت البلاد تقدما اقتصاديا كبيرا، حيث ازدادت الضرائب العادية ووصلت إلى أربعة ملايين دينار.
    • قد تم جمع جباية قرطبة أيضا خلال فترة حكمه، ووصلت إلى ثلاثة ملايين دينار.

دور المنصوري في مجال العمارة

  • في مجال العمارة، قام المنصور بتوسيع بناء المسجد الجامع في مدينة قرطبة.
  • أصبحت قنطرة قرطبة جميلة وفريدة في تاريخ العمارة الإسلامية، وتم تجديدها بواسطة درة.
  • تم أيضا بناء مدينته الملكية المعروفة باسم `الزاهرة`، وتم نقل بعض دواوين الدولة.

وفاة الحاجب المنصوري

توفي المنصور في ليلة السابع والعشرين من رمضان، وكان ذلك في العام ثلاثمائة واثنان وتسعين.

وحدث ذلك خلال إحدى غزواته، وقبل وفاته أمر بأن يدفن حيث توفي، وتمت مواراته الثرى في مدينة سالم، وهي إحدى المدن العربية بشمال العاصمة الإسبانية.

  • بعد كل حملة يقوم بها المنصور، يأمر بتنظيف ملابسه من غبار المعارك.
  • حتى تجمعت له ثروة عظيمة، وأمر بأن ترش عليه في قبره.
  • تم وضع لوحة رخامية على القبر تحمل تلك الأبيات المحفورة.

(آثاره تنبئ عن أخباره، كما لو كنت تشاهده بنفسك

والله لا يأتي الزمن بمثله أبدا، ولا يحمى الحدود سواه.

  • بعد وفاته، تم إنشاء تمثال تذكاري له على الجبل الذي توفي به.
  • بالإضافة إلى تمثال آخر في الجزيرة الخضراء، التي تعتبر بدايتها الأولى.

شاهد أيضًا: معلومات عامه عن الزمخشري

معلومات عن الحاجب المنصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *