تاريخ ابن خلدون، أو ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن الحسن، ويعرف باسم أبو زيد، وينتسب إلى الصحابي وائل بن حجر الذي زار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأخذ رداءه وأوقفه وقدم الدعاء له، تابعوا معنا التفاصيل الكاملة على موقعنا المميز دائما mkaal.com.
نشأة ابن خلدون
- ولد في مدينة تونس في شهر رمضان عام 732 هـ في أسرة ذات نفوذ وسلطة، حيث كان أجداده يشغلون مناصب دينية وسياسية هامة.
- إلا أنها كانت حريصة على العلم والتعلم.
- ابن خلدون استقبل الأدب والعلم والثقافة من والده الذي كان معلمه الأول، والذي حثه على حفظ القرآن منذ صغره.
- وحضور مجالس العلم منذ صغره والتي تضم كبار العلماء، مثل قاضي القضاة محمد بن عبد السلام.
- والعلامة الآبلي، والرئيس أبي محمد الحضرمي.
- عندما بلغ ابن خلدون عمر العشرين كان متفوقا بعلمه وثقافته وأدبه، وعرف بعبقريته.
- تم استدعاؤه إلى القصر الملكي لكتابة علامة تتعلق بالسلطان أبي اسحاق، وهي العبارة `الحمد لله والشكر لله`.
- وهي المصطلحات التي تكتب بخط سميك بين البسملة في الخطابات أو التوثيقات، ومنذ ذلك الحين ارتبطت حياة ابن خلدون بالسياسة.
- تخرج ابن خلدون من جامعة الزيتونة، وبعد ذلك تولى مهمة الكتابة والوساطة بين الملوك في الأندلس والمغرب.
- انتقل إلى مصر حيث تم تكليفه بمنصب قاضي المالكية من قبل السلطان برقوق، وبعد فترة تصل إلى ربع القرن، قدم استقالته وانتقل للتدريس والتأليف.
- وصل عمره إلى ستة وسبعين عاما حيث توفي في عام 808هـ، ودفن بالقرب من باب النصر في شمال القاهرة، وترك تأثيرا يستمر حتى اليوم.
- يعتبر ابن خلدون مؤسسا لعلم الاجتماع الحديث، وهو أيضا من علماء الاقتصاد والتاريخ.
اقرأ أيضاً: موضوع تعبير عن علم الكلام
وظائف ابن خلدون
الأندلس
- طلب السلطان أبو عبد الله بن الأحمر من ابن خلدون أن يسافر في عام 765هـ إلى ملك قشتالة ليقوم بالمصالحة بينهما.
- استقبل بحرارة ومحبة من ملك قشتالة، حتى أنه طلب من ابن خلدون البقاء في قشتالة مقابل استعادة ملك أجداده.
- لكن ابن خلدون رفض ذلك وعاد إلى السلطان، وأخبره بأنه سينجح في مهمته.
تونس
- حصل ابن خلدون على أول مهمة له من الوالي ابن تافراكين، عندما تولى حكم تونس في البداية.
- كانت المهمة الأولى لابن خلدون هي كتابة العلامة في المراسيم ومراسلة السلاطين.
- ثم خرج مع السلطان أبي إسحاق ليلتقي بالأمير أبي زيد في قسنطينة.
- حينما التقى الجيشان وتغلب جيش السلطان، سافر ابن خلدون إلى المغرب ليطلب المساعدة من أبي عنان أمير تلمسان.
- استقبل بحفاوة وحماية ودعا لحضور مجلس العلم وطلب منه أن يصلي معه.
المغرب
- ابن خلدون شغل مناصب عدة ومختلفة في بلاد المغرب، ومنها: الكتابة عن سلطان أبي عنان في عام 755 هـ.
- هذه هي المهمة الثانية للسلطان أبي عنان، وفي أوقات أخرى أكلف بها عندما أعرف له مجالسته لأهل العلم.
- تم حبس ابن خلدون في عام 756هـ، بتهمة مساعدة الأمير محمد لاستعادة ملكه، وظل في السجن لمدة عامين.
- بعد ذلك، قام بكتابة قصيدة تلتمس فيها رضا السلطان، وبالفعل تأثر السلطان أبو عنان بها.
- ووعده بالإفراج عنه، ولكنه توفي قبل أن يخرجه من السجن.
- ثم طلب السلطان أبو سالم من ابن خلدون أن يتولى المنصب ويكتب عنه في السر والإبداع في عام 760 هـ.
- بعد أن ساعده ابن خلدون في استعادة ملكه، وبفضل معرفته الواسعة وبلاغته العظيمة، وكما يمتلك مهارة كتابة رسائل للسلاطين.
- والقدرة على كتابة الشعر واحتراف فن الخطابة.
- تولى منصب الحاجب مع صاحب بجاية السلطان ابن أبي عبد الله، وهذا يعد أول منصب له في الأندلس.
- كان ابن خلدون يعرف الحجابة جيدا في المغرب، وكان يقول في ذلك: `الحاجب هو المسئول عن شؤون الناس`.
- إنه يتحكم في شؤون الدولة بيده، ويجب أن يكون ذو مستوى عال من المعرفة والثقافة والذكاء”، وبالفعل تتوفر كل هذه الصفات لدى ابن خلدون.
- فكان معظم السلاطين، بل وأكثرهم، يثقون كثيرا في ابن خلدون.
- أيضا تسلم الحجابة في قسنطينة بناء على طلب من السلطان أبي العباس بعد مقتل صاحب بجاية مباشرة.
- تم تعيينه لمساعدة السلطان في استعادة ملكه، ولكن ابن خلدون لم يظل في هذا المنصب لفترة طويلة.
- ذلك بسبب أن الكثير من الناس يلجأون إليه عند الحاجة.
- تم تعيين ابن خلدون سفيرا من قبل السلطان عبد العزيز في المغرب، لتعزيز علاقته مع سكان البلاد، وخصوصا بلاد رياح.
- لأنه كان يحتفظ بعلاقة طيبة مع عائلتها، وبعد ذلك ظل سفيرا، ولكن هذه المرة كان للسلطان أبي حمو في بلدة الدوادة، وأيضا لتعزيز العلاقة بينهما.
- بعد تركه وظيفة السفارة، لجأ ابن خلدون إلى قلعة أبي سلامة وبقي فيها لمدة أربع سنوات، مكرسا وقته للكتابة.
- وانتهت بأجزاء من التاريخ المعروف له باسم مقدمة ابن خلدون.
قد يهمك: موضوع عن علم البلاغة بالاستشهادات
مصر
- أيضاً ابن خلدون شغل مناصب عدة في مصر وأبرزها: حدث ذلك في مدينة المالكية في عام 786 هـ بأمر من الملك الظاهر برقوق.
- كما تم تعيينه في القضاء بسبب خبرته الواسعة ومعرفته الغزيرة، والمهارات والمعارف التي يمتلكها.
- وتم عزله ثم عاد مرة أخرى في عام 801هـ، وعزل مرة أخرى في عام 803هـ، وثم عاد في عام 804هـ و807هـ.
- وتلك لم تدم كثيراَ حيث توفى بعدها.
- قام ابن خلدون بالتدريس في أماكن مختلفة، وبدأ بالجامع الأزهر، ثم تم نقله إلى مدرسة القمحية بناء على طلب من صلاح الدين.
- بسبب وفاة بعض المعلمين فيها، ثم انتقلت إلى مدرسة البرقوقية أو مدرسة الظاهرية.
- ثم عمل كمدرس للحديث في مدرسة صرغتمش، وكان ذلك في العام 791 هـ.
مؤلفات ابن خلدون
- تعتبر `مقدمة ابن خلدون` واحدة من أشهر مؤلفات ابن خلدون، إذ تعد موسوعة ضخمة في مجال التاريخ.
- توضح فيه تطور المجتمعات البشرية وكيفية التعامل مع التغييرات التي تحدث.
- مما أدى إلى حدوث حراك اجتماعي، وتتألف من ست فصول، وتم ترجمتها إلى العديد من اللغات الأجنبية.
- في الفصل الأول، يتم شرح تأثير العمران على البشر والمناطق، والهواء وأنواع التربة والبشر.
- يتناول الفصل الثاني مناقشة الاختلافات بين البدو والسكان الحضريين في العديد من الأمور.
- كذلك الفصل الثالث يتناول تكوين الدولة بشكل عام، وأسباب تقدم الدول وأسباب انهيارها.
- أما الفصل الرابع، فيتناول البناء والعمارة الإسلامية بما فيها بناء المساجد وغيرها، والفصل الخامس يتحدث عن أهمية الأعمال البشرية.
- كالصناعة والزراعة ومجالات أخرى، والسادس بالنسبة لجميع أنواع العلوم على الأرض.
- من بين مؤلفاته أيضا، كتاب `العبر في ديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر والذين عاصروهم من أصحاب السلطان الأكبر`.
- وأيضا كتاب `شفاء السائل لتهذيب المسائل` يتناول فيه منهج الصوفية ونظرياتهم، وكتاب `لباب المحصل`.
- وهم من أهم الكتب في تاريخ ابن خلدون.
ونختم بأشهر الأقوال في تاريخ ابن خلدون حيث قال:
- عزمت إلى التفرغ للعلم واعتزلت المناصب.
- لا يتم تحقيق الجانب الإنساني إلا من خلال التعاون.
- اختلاف أحوال الأجيال يعود إلى اختلافهم في مصادر رزقهم شهريا.
شاهد أيضاً: موضوع عن ابن خلدون في علم الاجتماع
وأخيرا، هذه كانت نبذة عن تاريخ ابن خلدون الذي يعتبر من أشهر علماء التاريخ الإسلامي.
آمل أن يكون هذا المقال مفيدا وممتعا لكل من يقرأه، أتمنى لكم الخير.
