ما لا تعرفه عن سبحان الله

الله في الإسلام هو عالم الغيب والشهادة، لا يفوته أدق تفاصيل الخلق، فقد قال الله تعالى في كتابه `وما كنا عن الخلق غافلين` و`وسع كل شيء علما`، وهو عالم بما يكمن في القلوب، وهو الذي يحقق مراده ويفعل ما يشاء.

فكرة الله في الإسلام هي الفكرة المكملة لجميع الأديان والمذاهب، وتتوافق مع فكر كثير من التعاليم الدينية المختلفة والمذاهب الفلسفية الدائرة حولها، وهذا يعكس أعلى مثال لصفات الذات الإلهية في الإسلام.

وتشمل تصحيح الضمائر وتصحيح العقول في تقرير كمال الألوهية لله عز وجل، وأيضا ما يجب معرفته عن كمال الله، وذلك بالإيمان بالله وحده لا شريك له، والتأمل في الكون لاكتشاف عظمته، وذلك بالنظر والقياس.

الله عز وجل في الاسلام

  • الله في الإسلام، هو إله واحد صمد قاهر لا يحيط به أي من الزمان والمكان، وهو محيط بكل شيء من الزمان والمكان.
    • فهو الأول والأخير، الحق والظاهر والباطن، وهو محيط بكل شيء بطريقة عامة.
  • تعتبر كلمة الله تعني علم البشر بالرب المبارك والمتعالي على كل شيء، ومعرفة الذات المقدسة.
    • تجمع كلمة الله كل هذه المعاني العظيمة التي تعبر عن عظمة وجلال سلطان الله.
    • لا يمتلك أحد هذه الصفات إلا الله، الذي يتمتع بها بجميع أسماء الله الحسنى.
  • أحيانا، يمكن للعبد أن يتمتع بصفات وأسماء الله الحسنى، باستثناء اسم الجلالة (الله)، حيث يكون ذلك مناسبا جدا.
  • لقد حفظ الله الحق لنفسه وحده في اسم الله، وقد خص به نفسه وذاته، فلم يطلقه على أي شخص آخر، ولم يتميز به أي شخص آخر أيضا.
  •  أحرف اسم الله الثلاثة (ا لــ هـ) هي من أجمل الأحرف العربية، وأسهلها نطقا وكتابة أيضا.
    • وبالإضافة إلى ذلك، فهي تحتوي على أحرف مشتركة في جميع لغات العالم.

شاهد أيضًا: فوائد التسبيح وذكر الله

الله عز وجل في الاسلام

  • تمثل هذه الحروف أيضا كلمة التوحيد، وهي `لا إله إلا الله`.
  •  عظمة اسم `الله` تكمن في تكوين حروفه، وليس في الأسماء الأخرى، فإنه يخرج من الجوف وليس من الشفتين.
  • اسم الله هو الاسم الشامل الذي يحوي جميع معاني الألوهية، فهو الاسم الذي يدل على حق الله الكامل في العبادة.
    • وقد عبر الإمام الغزالي عن المعنى الخاص لإخلاص العبودية لله بقوله رضوان الله عليه: “اسم الله هو الحق الخالق الباري لكل شيء في هذا الكون.
    • إنه المجموع الكامل لصفات الألوهية، فهو الذات المقدسة لجميع صفات الربوبية.
  • وفي تفسير ابن عباس -رضي الله عنه-للفظ الجلالة «الله» حيث قال: الله هو الذي يمتلك الألوهية والعبودية الكاملة على كل خلقه.
    • فقد جمع في تفسيره بين أمرين أولهما: بين صفة الله الدالة عليها، وهي الألوهية الخالصة.
    • والصفة الثانية المرتبطة بهذا الاسم هي العبودية لله عز وجل.

صفات الله في الإسلام

  • لكي نفهم الإيمان والتوحيد في الإسلام بشكل أفضل، يجب أن نعرف الله بمعرفة صحيحة.
    • المسلمون يؤمنون بأن الله يعلم كل شيء بشكل دقيق وشامل.
    • لا يمكننا أن نفهم كل شيء بالكامل، وذلك يعود إلى قصور العقل البشري في فهمه.
  • ومستوى المعرفة الإسلامية بالله يعتبر أحد أكمل المعتقدات الدينية في التاريخ.
    • إنه آخر الأديان السماوية التي نزلت لتهدي البشرية، ليعرفوا الله حقا في معرفته.
    • لا يحتاجون إلى مزيد من هذا المعرفة، وهي المعرفة الرفيعة والصحيحة التي تحققوها من خلال التعلم والعقل.

إن الله عز وجل واحد لا شريك له

  • إنه إله واحد في ذاته، فهو لم ينجب ولم يولد وليس له مثيل
  • وأيضا ليس له أي زوجة أو صاحبة أو أولاد، وجميع البشر عند الله متساوون كأسنان المشط.
    • فهو ربهم وخالقهم، وهم عباده المخلصين.
    • وهو أيضا فريد في صفاته التي لا يشترك فيها أحد، وتعتبر الوحدة .
    • هي أساس العقيدة الإسلامية الصحيحة، حيث أنه لا يوجد شريك لله في السلطان.
  • هو الوحيد الذي ليس له نظير أو شريك في الملك، ولا يوجد له وزير، فتعالى الله الذي ليس له مثيل.
    • أو بالأحرى، فهو متكامل في جميع جوانبه وأفعاله، الكمال لله وحده.
  • الله الصمد هو السيد الكامل في قوته وسلطانه، فهو باق بعد خلقه، ويوفر لجميع المخلوقات في كل احتياجاتهم ومسائلهم التي يحتاجونها.
    • وأيضا هو لم ينجب ولم يولد ولم يكن له شريك في السلطنة، وهو متفوق على كل شيء بما في ذلك الطعام والشراب والزواج والأطفال، فهو كاف بمفرده.
  • هو الرحمن الرحيم بعباده حيث ينجي عباده من جميع أنواع الضرر والمشاكل، ويغفر لهم فهو التواب الرحيم.
    • هو الذي يوزع الخير والبركة على المحتاجين والفقراء، فإنه رحيم بعباده الضعفاء.

المُلك لله عز وجل

  • فهو يستغني في ذاته وصفاته عز وجل عن كل ما هو موجود، فهو من يحتاج إليه كل موجود خلقه.
    • وكل شيء مملوك لله عز وجل، فهو السيد والمملوك تحت سيادته وقدرته وإرادته.
  • الله القدوس فهو منزه عن كل وصف من الممكن أن يدركه حس أو يتصوره خيال، أو يسبق إليه أي وهم كان.
    • إنه القدوس الذي في حقيقته يختلف عن ما يتصوره الناس، فهو يدرك ما لا يدركه الأبصار.
  • الله عز وجل هو الحكيم، الذي يمتلك الحكمة الحقيقية المطلقة في كل شيء، حيث يعلم السر وما يخفى.
  • الله عز وجل سلاما، حيث يسلم نفسه من أي عيب أو نقص في صفاته، تعالى الله عن كل شر.
    • لا يوجد أي سلام في الوجود إلا إذا كان مرتبطا به، وهذا السلام هو منبعه ومصدره القدير.
  • الله عز وجل هو المؤمن لكل خلقه، فهو الله عز وجل، هو الذي يمن على الأمن والأمان لخلقه جميعا.
  •  وبالله عز وجل هو المحافظ، حيث يحافظ على خلقه بأكملهم، وذلك في أعمالهم ورزقهم وكذلك أمد حياتهم ومصيرهم، فإنه الفاعل لمشيئته.

 الله عز وجل هو العزيز

  • الإله الذي ليس له نظير أو شبيه، والذي يحتاج إليه جميع البشر في جميع الأمور، وعزة الله تكمن في وجوده واستمراره وصفاته.
    • إنه العزيز الذي لا يقهره شيء، ولا يوجد أي شيء يمكن أن يصل إلى عظمته وجبروته وقوته.
  • الله عز وجل هو الجبار، حيث تنفذ إرادة الله على كل شيء، وهذا هو وسيلة الاضطرار الدائمة لخلقه جميعا.
  • الله عز وجل هو المتفوق، حيث لا ترى العظمة والكبرياء والعزة إلا في الله عز وجل.
  • هو الخالق الذي خلق كل شيء في الكون بدون أن يكون هناك خالق آخر، يبدأ بخلق كل شيء من العدم، وهو موجود منذ الأزل، ويخلق ما يشاء.
    • إنه القادر على كل شيء، وهو منشئ الكون، حيث أنه لديه القدرة على كل شيء، خلق الإنسان من نطفة وجعله في أجمل صورة.
    • حيث أعطاه عينين ولسانا وشفتين، هو من خلق كل شيء في الأرض وأيضا في السماء.
    • حتى الأرض والسماء وما بينهما من الكائنات، فأين يوجد خالق غير الله عز وجل.

الله عز وجل البارئ

  • فبعد أن يخلق الله الناس ويوجدهم في الحياة، يجمعهم جميعا ويفصل بينهم.
    • ويفصلون بين بعضهم وبعضهم، فهو الخالق الذي يبدع ويتفنن في خلقه.
  • وبالمثل، يبرئ الخالق سبحانه وتعالى الخلق بأجمل صورة.
  • إذ الله جميل ومحب للجمال، وهو الخالق الأعلى الذي جعل الخلق كلهم، وأصلح هيئتهم وهم أساس الحياة في الدنيا.

الله عز وجل هو المصور

  • هو الإله الذي أنشأ البشر وجميع المخلوقات، والذي خلق ونظم الكون، والذي صور وأبدع الكون.
    • من الأرض والسماء والشمس والقمر والنجوم والكواكب، وكل ما بينها من جميع الأشياء على هذا الكوكب، مثل الماء والهواء والنباتات والجمادات.
    • فإن الله عز وجل هو الذي خلق جميع المخلوقات التي تملأ الكون بجمالها وتعظيمها، وتشهد بعظمة الخالق الرائع في خلقه.
  • عندما ينظر الإنسان إلى عينه فقط بحجمها الصغير، يرى الكون بأكمله.
    • وتتم فيها عمليات معقدة في جزء صغير جدا من الثانية لتحقيق عملية الرؤية والإدراك من العقل.
    • ومع ذلك، لا يشعر الإنسان بشيء من هذا العظمة إلا بعد التفكير والتعمق في المعرفة.
    • وأيضا، كل ما حولنا من الأرض والسماء لا يوجد به انحراف، فكل شيء خلقه الله بقدر، سبحان الخالق.

أنواع التوحيد

التوحيد هو العلاقة الأهم بين الله وعبده، فالله واحد يجب أن نوحد الله عز وجل، ولا نشرك به أحد، فإن كلمة التوحيد هي كلمة الإسلام.

وهي «لا إله إلا الله» ولكن عندما نرغب في فهم طبيعة التوحيد في الإسلام وسماته التي يستند عليها، تكمن في عدة أشياء، فينقسم التوحيد إلى ثلاثة أنواع وهي:

توحيد الربوبية

  • هو توحيد الذي أتفرد به الله سبحانه وتعالى في الخلق، حيث إن الله عز وجل.
    • هو رب العالمين جميعا الذي يمنحهم كل شيء، من الرزق والحياة والخلق والموت والتدبير.
  • ويجب أيضا أن نؤمن أن الله عز وجل هو النافع والضار، ولا يضر مع اسمه أي شيء، فهو المتفرد الوحيد في الاستجابة للدعاء.
    • وخاصة عباده الصالحين، وكل هذا بيد الله عز وجل، حيث بيده كل الخير وهو قادر على كل شيء، وليس له شريك في الملك.
  • وبالرغم من أن التوحيد هو أحد أهم قواعد الإيمان، إلا أن ذلك ليس كافيا في الإيمان. فمجرد معرفتك بأن الله هو الذي خلقك من نطفة لا تكفي.
    • وهو الذي علمك كل شيء، ورزقك بالعقل والحكمة ورزقك بكل شيء.
    • علاوة على ذلك، يجب عليك أن تعبد الله بقناعة والالتزام بكل ما أمرك به.

شاهد أيضًا: معلومات دينية عن الخوف من الله

توحيد الألوهية

  • والمعنى الذي ينبغي فهمه هو أن الله تعالى هو الوحيد الذي يستحق العبادة، ولا يجب أن تشرك أي شخص آخر معه.
    • لأنه هو الواحد الأحد، وهو المستحق للعبادة، لأن الله عز وجل يستحق العبادة من خلقه.
  • حيث يتوجه العبد إلى هذا المكان بالعبادة فقط، سواء كانت هذه العبادة تتم عبر الأعمال الجسدية والأعمال الصالحة أو عبر الأعمال القلبية والنوايا.
  • إذا علمت بأن الله هو من خلقك من نطفة ثم صورك رجلا، فهو الخالق المجيد والمتعال، فأنت تؤمن بتوحيد الله عز وجل في ربوبيته ورزقه وتدبير أمورك.
    • وهذا يعني أيضا توحيد الربوبية، فعلينا أن نعبد الله وحده، لأن الله هو الواحد الأحد، وهذا أيضا يعتبر توحيد الألوهية.

توحيد الأسماء والصفات

  • تعتبر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا من أهم أشكال التوحيد، لأن صفات الله عز وجل تؤكد ما أكده لنفسه من الأسماء والصفات.
    • ويتم أيضا التوحيد والإيمان بالله من خلال الإيمان بأسمائه وصفاته، حيث يعلم الله في ذاته عن الغيب.
  • ثبتت تلك الصفات والأسماء الحسنى من خلال رسوله صلى الله عليه وسلم.
    • وينفي ما ينكر عنه نفسه وما ينكر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات.

ماذا تعرف عن الله عز وجل؟ 

معرفة الله تنقسم إلى قسمين:

  • معرفة وجود الله والمعاني الخاصة بذلك.
  •  واكتشافه وحقيقته، وهذا أمر غير ممكن بالنسبة لنا لأنه من الأمور الغيبية.
  •  يعد من واجبات الشخص البالغ العاقل أن يتعرف على الله عز وجل، وذلك من خلال الإيمان به والتأمل والتفكر في خلقه العظيم.
    • قال المجمع العلمي أن المقصود من أول واجب للإنسان هو أن يعرف الله.
    • وذلك لكي يكون إيمانه قوي ولا يتلوث بأي شوائب، «كل مولود يولد على الفطرة».
  • لأن الله سبحانه وتعالى ليس له شبيه أو نظير، ولايوجد له مثيل أبدا، وهو الكامل في جميع صفاته وذاته وأسمائه وأفعاله.
    • الله هو الخالق المهيمن المبدع لكل شيء، وسواه هم الخلق والمخلوقون.
  •   وبهذا الشكل خلق الله عز وجل جميع الكائنات لكي يعبدوا، ومن بينها الإنسان أيضا، فالإنسان هو أحد الكائنات.
    • يعتبر إبداع الله في خلقه من أبرز صوره، وهناك العديد من آيات الله العز والجل التي تشير إلى قدرته وعظمته وكمال وجهه وحكمته.

كما قال الله تعالى في كتابه

  • : في خلق السماوات والأرض وتناوب الليل والنهار هناك آيات لأولي الألباب، وفي الأرض هناك آيات للمؤمنين، وفي أنفسكم أفلا ترون
  •   ولهذا قال تعالى: ألم يتأملوا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء، وأن قد يكون قرب أجلهم. فبأي قصة بعد ذلك يؤمنون؟.
  • لذلك يشعر الإنسان بضعف في إيمانه في تلك الفترة، لأنه لم يتأمل آيات الله عز وجل بشكل صحيح.
    • في ذلك الوقت، يجب أن ينظر إلى آيات الله ويتدبر في الكون.
    • ومع ذلك، فإننا لا ننظر إلى الكون من الجانب المتنازع عليه والمعارض، بل من جانب التأمل والتخطيط في الكون.
    • لأن الشيطان أحيانا يثير الشك في قلوب الذين يفتقرون للإيمان.
  •   وكما يجب على من يرغب في معرفة الله تعالى أن يتحقق من ذلك.
    • عندما نتحدث عن فوائد كل ما يوجد في الكون، فإن الله لم يخلق أي شيء عبثا، فكل شيء مقدر له.
    • وهذه الدلالات تكمن في وجود الكائنات الحية ووجود النباتات ووجود السماء والأرض.
    • هذه الفكرة تستند إلى أن الله عز وجل خلق الكون بأكمله وصنعه لسببين:
  • السبب الأول: إن الله عز وجل هو الذي خلق هذه المخلوقات جميعا.
    • هذا لأولئك الذين يشركون بالله عز وجل، وهم لم يخلقوا حتى ضلعا من ذبابة.
    • كما قال تعالى: «إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا حبة ذباب ولو اجتمعوا لها»

وأما السبب الثاني

  • إن الله عز وجل هو الخالق المسيطر على كل شيء، وهناك أدلة على ذلك.
  • في كل ما خلقه الله، لذلك يجب أن نتأمل في الكون لندرك عظمة خلق الله.

شاهد أيضًا: فضل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

معرفة الله عز وجل لا تحتاج إلى نظر في الأصول أو العلوم، لأنها تكمن في القلب ولهذا نرى أن عوام المسلمين في العالم الآن، لم يفكروا أو ينظروا في الآيات الكونية.

حتى يتعرفوا على الله بواسطة الآيات الشرعية، لكننا نجدهم يعرفونه بناء على الفطرة التي نشأوا عليها.

ما لا تعرفه عن سبحان الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *