فهم الصرف والنحو في اللغة العربية

علم الصرف والنحو هما علمان يندرجان ضمن علوم اللغة العربية، على الرغم من أن كل منهما له مجال دراسي خاص به، إلا أنهما يتداخلان في بعض الجوانب. يعنى علم النحو بدراسة صيغ الكلمات في اللغة العربية، بينما يساعد علم الصرف في فهم تركيب الكلمة.

تعريف علم الصرف

  • في اللغة العربية، يتواجد الصرف بعدة معان تدور حول ثلاثة معان أساسية.
    • وهي: في مجال اللغة، يشير علم الصرف إلى العلم الذي يتعامل مع بنية الكلمة وتغييراتها بشكل عام.
  • ويجب أيضا الاهتمام بنهايات الكلام دون الخوض في التفاصيل النحوية أو الهيئة، ويجب معرفة أن تصيغة الهيئة.
    • تعني الأبنية الاشتقاق، مثل اشتقاق اسم الفاعل والمفعول، واسم المكان وغيرها.
  • تحدث تغيرات في حالة البنية الكلماتية، وتكون هذه التغيرات مرتبطة بمفاهيم محددة.
    • والتي منها: الإبدال، والإعلال، والإدغام في الكلمة، والحذف.
    • وأيضا تجمع الساكنين في الكلمة والإشارة والبداية وتخفيف الهمزة وهناك مفاهيم أخرى.

شاهد أيضًا: النكرة والمعرفة في النحو

أهمية الصرف

  • تبرز أهمية علم الصرف في حماية اللسان من الأخطاء في الكلمات أو التراكيب اللغوية.
    • بالإضافة إلى منع حدوث أخطاء أثناء الكتابة، يساعد ذلك الفرد على فهم كتاب الله عز وجل.
    • كما يساعد كثيرا في فهم العديد من العلوم الدينية، ولا يتعلق بتعلم الصرف.
    • يكون أكثر قدرة على صياغة كل من الأفعال والأسماء، والتوصل إلى علاقتها بالمعنى المقصود.
  • ومن الملاحظ أن الكثير من المصادر المتخصصة في دراسة علم الصرف والنحو أشارت إلى أهمية علم الصرف بشكل أكبر من النحو.
    • ومنها: كتاب البرهان في علوم القرآن، وكتاب المثل السائر، وكتاب المنصف وغيرهم الكثير.
  • تعود أهمية الصرف إلى اهتمامه بالكلمات المفردة وأجزائها، أما النحو فيدرس تركيب هذه الكلمات في الجملة.
    • كانت آراؤهم تشبه المبدأ المعروف بأن دراسة الجزء أهم من دراسة الكل. واللغة العربية تدعم هذا القول بأنها تعتمد بشكل كبير على القياس، وللوصول إلى القياس، يجب دراسة علم الصرف.

الموضوعات التي يتضمنها علم الصرف

  • يتضمن علم الصرف مجموعة واسعة من الموضوعات في فروعه المختلفة، حيث يتعامل الصرف مع خصائص الكلمة وأساليب تشكيلها.
    • مثل: الاشتقاق وتصريف الأفعال، ويتناول أيضا التغيرات الصرفية ذات الصلة.
    • بالمعاني الصرفية كـــ: تشمل الأعداد والجنس والتصغير والتنسيب والنسبة وغيرها.
  • ينظر أيضا إلى التغيرات التي تحدث في الأصوات نتيجة تجاوزها للكلمة الواحدة تحت عناوين مثل الإعاج والاستبدال وغيرها.

مؤسس علم الصرف

  • تختلف الآراء حول مؤسس علم الصرف الأول، فبعض الآراء تقول أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو المؤسس.
    • وآخرون منهم قالوا أنا أبو الأسود الدؤلي، ومع ذلك، الشخص الذي وضع المسائل المرتبطة بعلم المصرف عن طريق المؤلفات والأبحاث.
    • تميز انفصال علم الصرف عن باقي علوم اللغة العربية بوجود (معاذ بن مسلم الهراء).
  • وأكد السيوطي هذا البيان بفضل معاذ بن مسلم الهراء، إذ كان أول من اكتشف علم التصريف.
    • يلقب بالهراء بسبب عمله في بيع الملابس الهروية.
  • ومن الجدير بالذكر أنه كان تلميذا للعالم لمعاذ بن جبل، رضي الله عنه، وتلقى العلم أيضا من الفراء والكسالى.

تعريف علم النحو

  • ويشتق هذا من الفعل (نحو) ونحوت للأمر الذي قصدته، وهناك ستة مفاهيم للنحو ومنها: القسم والمثال والكمية وغيرها.
    • وفقا لما ورد في ألفية ابن مالك – رحمه الله – ووافق عليه علماء اللغة العربية في هذه المعاني اللغوية، ولكنهم اختلفوا في المعاني الاصطلاحية.
    • وكان أول تعريف لابن سراج فيما يتعلق بالتعريف الاصطلاحي للنحو في كتابه المعروف بالأصول في النحو.
  • حيث أشار إلى أن في قواعد النحو يقوم المتكلم بتوجيه كلامه بناء على العربية، بعد تحديد الهدف المقصود من الكلام، وذلك بتحديد موقع المفعول به والفاعل وغيرها.
    • يجب أن ندرك أن ابن عصفور وابن جنى قد اتفقا مع ابن سراج في هذا التعريف، والذي كان يجعل النحو والصرف علما واحدا في ذلك الوقت.

شاهد أيضًا: انواع الخبر في النحو العربي

أهمية علم النحو

  • ويعد النحو جزءا أساسيا من الدراسات اللغوية، بسبب أهميته في فهم بنية الجمل بشكل صحيح دون تداخل.
    • وخاصة أنه لا يبتعد كثيرا عن القارئ حقيقة تأخير بعض الجمل لأغراض مختلفة، وما ينتج عن ذلك من تشويش في المعنى.
    • والمقصود هنا أنه إذا لم توضع الضوابط التي تحدد العلاقات بين الكلمات بوضوح، فقد يتسبب ذلك في إرباك القارئ والتسبب في اللبس والحيرة.
  •  ومن أجل كل هذا، تم تطوير علم النحو لتحديد وظائف الكلمات النحوية في الجمل.
    • من خلال تحليل النحو واستخدام أدواته، يتم التمييز بين الفاعل والمفعول والنعت وغيرها.
  • وقد قام العلماء المتأخرون في اللغة العربية والبلاغة بتلخيص أهمية النحو عن طريق فهم معاني النصوص الأدبية بدقة، وفهم خصائص التركيب فيها.
    • واستشفاف الدلالات الحقيقة له بتجاوز الهيكل السطحي والتعمق في النحو به للوصول إلى المعنى المطلوب، وخاصة في آيات القرآن.

 الموضوعات التي يتضمنها علم النحو

  • علم النحو يشمل العديد من الجوانب منها: علم النظم والتراكيب يختص بتراكيب الجمل والتراكيب الدقيقة.
    • فعل النحو يدرس معاني الحروف والعلاقة التي تربط الكلمات ببعضها البعض.
    • ويتناول أيضا البحث في الجمل وأشكالها المثبتة، المنفية، التعجبية، وغيرها.
  • ويدرس أيضا التوافق وعدم التوافق في الكلمات من حيث العدد، والمقصود من ذلك قضايا الثنائية والفردية والجمع.
    • يدرس أيضا قضايا الجنس كالتأنيث والتذكير، ويضمن بحثه في الإعراب وقوانينه أيضا.

مؤسس علم النحو

  • تختلف الآراء حول من يعتبر مؤسسا أول لعلم النحو، حيث يشير البعض إلى أن (علي بن أبي طالب) قد يكون المؤسس الأول.
    • هو من وضع علم النحو وأسس قواعده، وهذا حسب ما أرسله إلى (أبا الأسود الدؤلي) في رسالة يخبره بها: (الكلام كله اسم، وفعل، وحرف).
  •  ثم بعد ذلك، يبدأ في شرح الأقسام الثلاثة باختصار، ثم ينهي رسالته بالقول: (انح هذا النحو، وأضف عليه ما وقع عليك).
    • وبعد رسالة علي ابن أبي طالب الدؤلي، بدأ الدؤلي باتباع ما قيل له من قبله، على رضى الله عنه، ولكنه أضاف العديد من الفروع إلى علم النحو.
  • ومن الأبواب التي أضافها الدؤلي: باب الاستفهام وباب العطف وباب التعجب وباب النعت وغيره من الأبواب.
    • يجب أن ندرك أن أنصار هذا الرأي يرون أن السبب الذي دفعهم لذلك هو رجل سمعهم وهم يقرؤون إحدى آيات القرآن الكريم بشكل غير صحيح.
  • ويجدر بالذكر أن الطرف الآخر يرون أن الدؤلي هو المؤسس الأول لعلم النحو، وذلك بسبب قصة مشهورة له مع ابنته.
  •  ويقال إنها سبب وضعها لعلم النحو، حيث قيل أنها قالت لوالدها (الدولي): `ما أحسن السماء`، فرد عليها (نجومها)، فأجابته ابنته بأن هذا لم يكن ما قصدته.
    • وأنها كانت تتعجب من جمالها، فرد على كلامها وقال: لذلك قلت `ما أجمل السماء` وبناء على هذا الحديث بدأت القصة في استخدام علم النحو.

الفرق بين العلمين

  • تدور اختصاصات علم النحو حول حالات كلمات اللغة العربية، بما في ذلك بناؤها وإعرابها، أما علم الصرف فهو العلم الذي يساعد على فهم بنية الكلمة.
  • وهذا لتوضيح الغرض المعنوي أو الغرض اللفظي، وبالتالي يتمم العلمان بعضهما البعض.
  • النحو يشمل تحديد بناء الكلمة وتحليلها، بينما يعنى الصرف بتوضيح التغيرات والتحولات التي تطرأ على الكلمة وأجزائها.

شاهد أيضًا: اقسام الكلام في النحو

نتمنى أن ينال المقال إعجابكم ويفيدكم، لقد تحدثنا عن علم النحو وعلم الصرف، وشرحنا تعريفهما وبعض المعلومات الأخرى على أمل أن تكونوا استفدتم.

فهم الصرف والنحو في اللغة العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *