يعد قول `من راقب الناس مات هما` من الأمثال الشعبية القديمة المعروفة، والتي تحمل العديد من المعاني، حيث تشير هذه العبارة إلى أن مراقبة أفعال الآخرين قد تسبب الكثير من الهموم والمشاكل.
يمكن أن يؤدي هذا إلى الفشل في الحياة، ومن الجدير بالذكر أن الدين الإسلامي ينص على تجنب فعل هذا، ومراقبة الناس يمكن أن تؤدي إلى الحسد والكراهية والغضب.
من راقب الناس مات هما
تتم مراقبة الأشخاص بأمور وأساليب سيئة، ومن الأسف أن الكثير من الأشخاص يقعون في هذا الخطأ، حيث نجد نسبة كبيرة من الأفراد يراقبون الناس من حولهم بفضول وحسد وكراهية.
هناك أشخاص يسعون لمعرفة أسرار البيوت والتشهير بالأفراد، وكل هذه الأساليب هي من أسوأ وأكثر الأفعال التي يكرهها الله ونهانا عن ارتكابها.
تدمر مراقبة الأشخاص العلاقات وتفسد الود بينهم، ويمكن أن يؤدي هذا الأسلوب إلى فقدان الثقة في هؤلاء الأشخاص إلى الأبد.
وبالتأكيد يمكننا أن نجد العديد من الأمثال في حياتنا اليومية، مثل الجيران الذين يحبون مراقبة جيرانهم ومعرفة أسرارهم وتحركاتهم وكل ما يحدث في منازلهم.
ومثل الصديق الذي يستخدم هذه الطريقة مع أصدقائه دائما ويحب مراقبة حركاتهم وتصرفاتهم.
يثير هؤلاء الأشخاص شفقتنا بشدة لأنهم محدودو الفكر إلى حد كبير في حياتهم.
وهذا لأن مراقبة الناس لا تجلب أي فائدة، بل على العكس فإن المراقبة هنا تسبب الكثير من الأضرار.
وتؤثر سلبا على الشخص، حيث يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى الشعور بعدم الرضا.
وتشتهي الحصول على حياة الآخرين، وتنظر إلى الأشخاص بعين الحسد.
جميع هذه الأمور تدفع الشخص للشعور بالحقد والحسد، وعدم الرضا عن الحياة.
فحرص الشخص على مراقبة الآخرين سيستغرق الكثير من وقته، وبدلا من ذلك، يمكن للشخص أن يقوم بأعمال كثيرة تساهم في نجاحه وسعادته في حياته بدلا من التركيز على حياة الآخرين.
شاهد أيضًا: افضل 15 حكمة ومقولة لم تعرف حتى الآن للكاتب جوزيف ميرفي
أصل مقولة من راقب الناس مات همًا
أصل المقولة منسوب إلى الشاعر العباسي سلم بن عمرو: `من راقب الناس مات هما`.
سلم ولد في مدينة البصرة، واشتهر بكتابة أبيات شعر مميزة.
وجاءت هذه المقولة في البيت الشعر التالي: من أحاط بمشاهدة الناس مات هما وانتصر في الحصول على اللذة الجسورة.
حازت هذه القصيدة إعجاب العديد من الأشخاص وعاشت في قلوب الكثير لسنوات طويلة.
وحتى الآن، من المتوقع أن تظل هذه العبارة في ذهن الأشخاص بسبب قوتها ومعناها ومحتواها.
أما بالنسبة لهدف الشاعر من هذا البيت، فهو توجيه الناس وعظهم ليكونوا حذرين من أفعالهم.
وحقيقة أن مراقبة الناس ستؤدي إلى انهيار الشخص نفسه، وقد يتوفى الشخص بسبب الحزن والعجز.
وكما يدل هذا البيت أيضا على ضرورة أن يمارس كل شخص النشاط الذي يحبه ويرونه صالحا.
وأن يكون هذا العمل ضمن حدود أوامر الله عز وجل، ومن الأفضل أن يركز كل شخص على حياته الشخصية.
ولا ينبغي أن ينظر المرء إلى حياة الآخرين أو يبتعد عن مراقبتها، فذلك يؤدي إلى هلاك الفرد.
يصف الشاعر قسوة الأشخاص الذين يراقبون الناس في هذا البيت.
إذا نظرنا إلى آيات الله الكريمة، سنجد قول الله تعالى: “.
وإذا ظهروا عليكم، فلا يراقبون فيكم إلا ولا ذمة”، والمقصود هنا بكلمة “لا يراقبون” هو أنهم لا يراقبون.
وقصد الشاعر في بيته أن من يراقب الناس يعيش في حزن دائم.
عندما يكونون مشغولين بأمورهم وأحوالهم بشكل كبير، سيؤثر ذلك على حياة الشخص.
سيموت من الحزن والهم وعدم النجاح في الحياة.
هذا يحدث بسبب رغبته الدائمة في مقارنة نفسه بالآخرين وحسد جميع الأشخاص على ما يمتلكونه ونجاحهم، وسيظل الشخص في مكانه دون تقدم أبدا.
قصة عن مثل من راقب الناس مات همًا
هناك قصة مشهورة عن المثل القديم `من راقب الناس مات هما`، وهي قصة عن عائلة صغيرة تتألف من زوجين فقط، الزوج والزوجة، يعيشان في منزل صغير الحجم.
بسبب ظروف المعيشة، اضطروا الزوجان للانتقال والعيش في منزل جديد في مكان آخر.
ولكن كان صغير الحجم أيضا وملائما للظروف في هذا الوقت.
في يوم من الأيام، كانوا يتناولون وجبة الإفطار بجانب النافذة.
نظرت الزوجة من النافذة وقالت لزوجها: انظر إلى غسيل جارتنا، إنه غير نظيف.
يجب أن تقوم هذه المرأة بشراء مسحوق رخيص وغير جيد.
في كل مرة تجلس فيها المرأة أمام تلك النافذة، تقوم بإبداء رأيها لزوجها وتعلق على غسيل الجارة.
في يوم من الأيام، استغربت الزوجة من نظافة الغسيل وقالت لزوجها: انظر إلى الغسيل اليوم، لقد تعلمت جارتنا أخيرا كيفية تنظيف الغسيل.
في هذه المرة، أجاب زوجها قائلا: لا يا عزيزتي، لقد استيقظت اليوم مبكرا ونظفت النافذة التي تنظرين منها كل يوم.
المشكلة ليست في عملية الغسيل، بل المشكلة تكمن في أن الزجاج غير نظيف والغبار يعطي انطباعا بأن الغسيل غير نظيف، على الرغم من أنه أبيض ناصع.
اقرأ أيضًا: مقولة عمر بن الخطاب الشهيرة
العبرة من قصة من راقب الناس مات همًا
العبرة التي يجب على الإنسان أن يستفيدها من هذه القصة الشهيرة هي أن الشخص الذي يلاحظ أفعال الآخرين يمكن أن يكون مكتنزا بالعيوب والمساوئ.
هذه العيوب هي التي تجعله يشهد أشخاصا في محيطه يقومون بأعمال غير صحيحة.
من الأفضل أن ينظر كل فرد إلى أفعاله وأعماله ويعمل على إصلاح عيوبه أولا قبل أن ينتقد الأشخاص والناس من حوله.
لأن مراقبة الناس تجلب الهموم والحزن ولا تنفع الفرد أبدا.
مخاطر مراقبة الناس
هناك العديد من الدراسات النفسية التي تؤكد أن مراقبة الأشخاص يمكن أن تؤدي إلى العديد من المخاطر النفسية، ومن بين تلك المخاطر ما يلي:
- الإصابة بالأمراض النفسية: أكد العديد من علماء النفس أن مراقبة الأشخاص هي واحدة من الأمور التي تسبب الكثير من الأمراض النفسية.
- يحدث التعرض للأزمات ونوبات الاكتئاب بسبب مقارنة حياة الأفراد بحياة الآخرين.
- وينتج عن ذلك الشعور بالرضا، والشعور بالحزن والضيق.
- مما يؤدي ذلك للإصابة بالاكتئاب.
- انتشار الحقد والكراهية: من بين أهم الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بعد الرضا وانتشار الحقد والكراهية بين الأشخاص هي مراقبة البشر.
- وقد أثبتت بعض الدراسات أن مراقبة الناس تعتبر نوعا من أنواع الإدمان السلوكي.
- عندما يستمر الشخص في هذه العادة، سوف يشعر بالكراهية والحقد تجاه الأشخاص المحيطين به وسينظر دائما إلى حياة الآخرين.
- احتقار الذات: مراقبة الناس بشكل مستمر تثير الحقد في الإنسان.
- سيستمر الشخص في انتقاد نفسه وحياته حتى يصل إلى احتقار الذات.
- لأن الشخص ينجذب إلى حياته عندما يلاحظ من حوله.
- ويشعر بأن حياته لا قيمة لها، وينسى جميع مزاياه وقدراته.
- ضياع الاستمتاع بالدنيا: ذلك لأن الذين يشغلون أذهانهم بالتفكير في حياة محيطهم من جيران وأصدقاء.
- سيضيع كل ما هو جميل في حياته، وسيكون شخصا غير قادر على النجاح.
- وإنجاز الأشياء والاستمتاع بالحاضر والمستقبل.
شاهد من هنا: 20 مقولة وحكمة عن الشك والظن السيء بالحبيب والحبيبة
وبهذا انتهينا من مقالنا اليوم وتعرفنا على معنى المقولة `من راقب الناس مات هما` وكذلك تعرفنا على أصل هذه المقولة التي تعود للشاعر العباسي سلم بن عمرو.
ذكرنا لكم قصة شعبية عن حقيقة ملاحظة الناس: من يراقب الآخرين يعاني، وأضرار ومخاطر المراقبة.
