ما هو جزاء الصيام للمريض ككفارة؟ هذا سؤال يشغل بال كثير من المسلمين، حيث يوجد العديد من المرضى – نسأل الله عز وجل أن يشفيهم – الذين لا يستطيعون الصيام بسبب مرضهم الطويل الأمد.
لذا في هذا المقال، سنتناول هذه القضية مستشهدين بالأدلة، كما سنتعرف على مقدار الكفارة عن كل يوم، وما إذا كان إخراج النقود جائزًا أم لا، تابعو موقع مقال.
كفارة سنة للمريض
الأمر الأول
وهو أن يكون المريض مصابا بمرض غير قابل للشفاء
- وذلك وفقا لتقدير الأطباء أو الكادر الطبي.
- ومن المهم أن نذكر أن الأموال غير مقبولة كفعل للكفارة، وإنما الواجب هو تقديم الطعام إما قبل الصيام أو بعده.
- حيث يكفي أن يطعم فقيرا واحدا أو أكثر من ذلك، سواء كان قبل الصيام أو بعده.
الأمر الثاني
أن يكون المريض يعاني من مرض مرغوب في علاجه
- وهذا ما يتم تحقيقه أيضا بتقدير الأطباء أو الكادر الطبي.
- كما يجب على هذا المريض التخلص من المشكلة، ولا يوجد عائق في تأجيل ذلك حتى يتم شفاؤه.
- فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز: `فمن كان منكم مريضا أو علىٰ سفر فعدة من أيام أخر`، [سورة البقرة: 185].
- فالله – عز وجل – وضع العدة الزمنية، بقوله: `فعدة من أيام أخر`، أي أن المريض أو المسافر يجب أن يصوم عدد من الأيام في وقت لاحق.
- كما ألزم بالاستعداد ولم يأمر بالتغذية، كما ذكرنا سابقا، والمقصود هنا هو عدد الأيام التي صامها المريض والمسافر.
- وبالتالي، طالما يأمل المريض في الشفاء ولم يقرر من قبل الفريق الطبي أن هذا المرض لا يمكن الشفاء منه.
- وعلى الشخص المريض أن يستمر في العلاج بعد شفائه، وإن طالت المدة، حتى ينعم الله عليه بالشفاء التام، ومن ثم يكمل ما تبقى من فترة العلاج.
- إذا قرر الفريق الطبي أن هذا المرض لا يمكن علاجه وسيستمر، فإن توفير الغذاء يكون كافيا للمريض، والقضاء في ذلك بإذن الله.
تابع أيضًا: فضل العشرة من ذي الحجة وثوابها
إذا صار المريض صائما ثم تعافى في النهار واستحق حكمه
إذا صار المريض صائما وبعد ذلك تماثل للشفاء في النهار، فلا يجوز له أن يفطر ويجب عليه استكمال الصيام حتى أذان المغرب
قد يهمك: فضل صيام العشرة الأوائل من ذي الحجة بالتفصيل
يعتبر امساك الصيام للشخص المفطر مرضا في حال انتهاء مرضه أثناء النهار، وهذا هو الحكم
إذا قام المريض بتناول الطعام في أول اليوم ثم انتهى مرضه في فترة النهار.
حدث اختلاف بين العلماء فيما يتعلق بالصيام بقية اليوم أو إفطاره، وهم على رأيين متباينين:
- أولا، ليس من الضروري أن يمسك صائمه صيامه لبقية اليوم، وهذا هو الرأي المتبع لدى المذاهب المالكية والشافعية ورواية واحدة من المذهب الحنبلي، كما يرى ابن عثيمين بنفس الرأي، وذلك للأسباب التالية:
- أولا: لأنه لا يوجد دليل على ضرورة احتجازه.
- ثانيا: لأنه لا فائدة من الاحتفاظ به، ويجب التخلص منه.
- ثالثا: لأن حرمة الزمن انتهت بإفطاره في بداية النهار.
حد المرض الذي يشرع الإفطار
هناك ثلاثة حالات للمرضى في رمضان، وهي:
في الحالة الأولى – إذا زاد المرض مع الصيام
- إذا كان المريض يخشى أن يتفاقم مرضه عندما يصوم أو يشعر بالصعوبة دون ضرر.
- لذلك، يسمح لهذا المريض بتناول الإفطار، وهذا ما يتفق عليه فقهاء الجمهورية (الحنفية، المالكية، الحنابلة)، وهو رأي العلماء الأكثر اتفاقا أيضا.
- والدليل على ذلك قوله -عز وجل-: `ومن كان مريضا أو علىٰ سفر فعدة من أيام أخر يريد اللـه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا اللـه علىٰ ما هداكم ولعلكم تشكرون` [سورة البقرة: 185].
إذا كان هذا المرض يضر بالصائم ويهدد حياته، فيحق له أن يفطر
- ففي هذه الحالة يعد الإفطار واجبًا.
- وهذا هو ما اتفق عليه الجمهور (الأحناف، والمالكية، والشافعية)، بالإضافة إلى جماعة من الحنابلة.
- والدليل على ذلك هو قوله تعالى: `ولا تقتلوا أنفسكم` (سورة النساء: 29)، فالنهي في هذه الآية يشمل إلحاق الأذى بالنفس وكل ما يؤدي إلى إيذائها.
- والدليل الآخر هو قوله -عز وجل-: `ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة` [سورة البقرة: 195].
الحالة الثالثة – المرض البسيط
- إذا مرض أحد المسلمين بمرض لا يؤثر على الصيام ولا يسبب ضررا، مثل نزلة البرد البسيطة، والصداع البسيط، أو ألم الضرس.
- وبالإضافة إلى ذلك، فإنه غير مسموح له بالإفطار، وهذا ما اتفقت عليه جميع المذاهب الفقهية الأربعة (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة)
- إذا لم يتسبب الصيام في ضرر أو إيذاء للمريض، فإنه يجب عليه أن يصوم لأنه يعتبر صحيحا.
اخترنا لك: دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة
في نهاية المقال عن جزاء الصيام كفارة سنة للمريض، شرحنا التفاصيل المتعلقة بهذه المسألة، بالإضافة إلى بعض أحكام الصيام في حالات المرض المتعددة، وما هي الحدود التي وضعها الشرع للإفطار، ومتى يجب الامتناع عن الطعام والشراب في الصيام.
