أستغفر الله وأتوب إليه

أستغفر الله وأتوب إليه، يقدم لكم موقع مقال mkaal.com هذا الموضوع، حيث يذكر الله تعالى أن الاستغفار من أعظم العبادات وأحبها إلى الله، والاستغفار هو أحد أهم الأذكار ومن صيغه استغفر الله وأتوب إليه.

الاستغفار

  • الاستغفار من أعظم أذكار الله تعالى، وقد أعطى الله تعالى له فضائل وأجور لا توجد في غيره من الأذكار.
  • وفي يوم الحاجة، يحتاج العبد المسلم إلى الاستغفار من ربه والتوبة من ذنوبه.
    • عندما يقول `أستغفر الله وأتوب إليه`، يدرك فيها جرم خطيئته ورحمة ربه الواسعة.
  • هناك العديد من صيغ الاستغفار، بعضها مذكور في كتاب الله عز وجل وبعضها مذكور في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضا: اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته

استغفر الله وأتوب إليه

  • تضاف الألف والسين والتاء في اللغة العربية إلى الأفعال للإشارة إلى الطلب، فعلى سبيل المثال قول `أستغفر الله` يعني `أبتهل إلى الله عز وجل للمغفرة`.
  • ويمكن طلب المغفرة بأشكال مختلفة وتتضمن أجمل وأروع العبارات التوسل إلى الملك الغفور الرحيم بأسمائه وصفاته.
  • ويحمل في طياته رغبة مستترة في الاستعانة بالله والنجاة من عقابه، سبحانه.
    • أما قول `أتوب إليه`، فيعني الاعتراف بجميع الخطايا والذنوب التي ارتكبها العبد.
  • يتضمن أيضا الاعتراف بالتقصير في الطاعات والندم على ذلك، والتصميم على عدم تكرار هذا الخطأ أو التقصير.

آداب الاستغفار

  • للتوبة، هناك آداب يجب اتباعها وأهمها هو أن تكون نيتك خالصة لله تعالى.
    • لا يكفي عبد الله أن يستغفر الله ويتوب إليه، بل يجب أن يكون قلبه متفطرا عما يقول.
  • كما من آداب الاستغفار أن يكون العبد طاهرا، وهو أمر مستحب، إذ يلعب دورا كبيرا في تعظيم خشوع القلب.
  • ومن أخلاقه أيضا الإلحاح ، فلا يقول `أستغفر الله وأتوب إليه` مرة واحدة ، بل يكررها ويعيدها ، فإن الله عز وجل يحب الملحين.
  • كما أنه جزء من الآداب أن ندرك التواضع والخضوع لله تعالى.
    • وأن العبد في حاجة ماسة إليه، حيث لا يملك أحد القدرة على مغفرة خطاياه وقبول توبته سواه سبحانه.

صيغ الاستغفار في القرآن الكريم

  • ذكر الله عز وجل الاستغفار في كتابه في أماكن كثيرة جدا، ومنها ما جاء بصيغة الأمر كما في قوله تعالى “واستغفروا الله إن الله غفور رحيم” البقرة 199.
  • وكما قال تعالى: `واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه` هود 3، ومن ذلك الذي جاء بصيغة المدح للمستغفرين.
  • ذلك ورد في وصف أهل الإيمان وأهل التقوى في قوله تعالى `والمستغفرين بالأسحار` آل عمران 17.
  • وكما قال “وفي الفجر هم يستغفرون” في الذاريات 18.
    • وفي هذه الآيات يتم تفضيل الاستغفار في وقت محدد وهو وقت السحر.
  • تجد أيضا ذكر الاستغفار في وصف المتقين، كما قال الله تعالى: `وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين`، وهذا في سورة آل عمران، الآية رقم 133.
  • ثم قيل عنهم `والذين إذا ارتكبوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم، يذكرون الله ويستغفرون لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله؟ ولم يستمروا في ما قاموا به وهم يعلمون` آل عمران 135.
  • بالإضافة إلى ذلك، الله عز وجل يضمن لمن يستغفره مغفرة ذنوبه، كما قال تعالى `ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما` النساء ١١٠.
  • بالإضافة إلى ذلك، ذكر الله عز وجل الاستغفار في موضع يجلب الخير والبركة ويبعد البلاء.
    • قال تعالى عن نبيه نوح عليه السلام: `فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا` نوح 10-12.
  • وكما قال تعالى في قوله `واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الىٰ اجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله` (هود ٤).
  • كما ذكر الاستغفار في الموجبات لرحمة الله سبحانه وتعالى.
    • قال الله تعالى: `لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون` (النمل 46).
  • وكما أن الاستغفار يجلب الرحمة، فإنه يبتعد عن عقاب الله عز وجل.
    • قال تعالى `وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون` [الأنفال: 33].

صيغ الاستغفار في السنة النبوية

  • وجاءت في السنة النبوية أحاديث كثيرة عن الاستغفار وفضله، وعن أهمية النبي صلى الله عليه وسلم له.
  • صلى الله عليه وسلم كان يستمر في التوبة واستغفاره لربه، على الرغم من أن الله قد غفر له ماضيه ومستقبله من الذنوب.
  • وكان من أكثر الأساليب التي استخدمها صلى الله عليه وسلم هي قوله استغفر الله وأتوب إليه.

عن أبي هريرة

  • من الأقوال الواردة في ذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم `والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة` (صحيح البخاري 5957).
  • ومن بينها ما ورد عن الصحابي المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: `إن قلبي يغتم عليه وإني أستغفر الله مائة مرة في اليوم` صحيح مسلم 4977.

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم `من كثر استغفاره جعل الله له مخرجا لكل هم ورزقا من حيث لا يحتسب،` سنن ابن ماجه 7746.
  • ومن الأمور المشابهة لذلك ما ورد عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم `طوبى لمن وجد في صحيفته الاستغفار`. سنن ابن ماجة، 3816.

عن الزبير رضي الله عنه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم `من يرغب في أن تسره صحيفته، فليقم بأعمال صالحة.

فليكثر فيها من الاستغفار” شعب الإيمان للبيهقي 665.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه

قيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: `قال الله تعالى: يا ابن آدم، إذا دعوتني بحاجة، فإني أستجيب لك.

    • وطلبت مني أن أغفر لك على ما كان فيك ولا أبالي.
    • يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، لغفرت لك ولم يهمني.
    • يا ابن آدم، إن أتيتني بخطايا الأرض كلها.
    • ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا حتى أتيتك بها مغفرة” سنن الترمذي 3545.

عن أبي هريرة رضي الله عنه

عندما يحكي عن ربه عز وجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: `أذنب عبد ذنبا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي.

    • فقال تبارك وتعالى: عبدي ارتكب ذنبا، ثم علم أن له ربا يغفر الذنب ويتولى معاقبته.
    • فأذنب ثم قال يا رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى عبدي أذنبت ذنبا فعلم أن لديه ربا يغفر الذنب ويتوب عليه.
    • ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي.
    • ثم قال تبارك وتعالى إن عبدي ارتكب خطيئة، فعلم أن لديه ربا يغفر الخطيئة ويتعامل معها.
    • وقم بما تشاء، فقد غفر لك.” (صحيح مسلم 5060).

كما يمكنكم التعرف على: اللهم لا تدع لنا حاجة من حوائج الدنيا

الاستغفار في سنن الأنبياء والمرسلين

  • كما جاء الاستغفار أيضا من أنبياء الله ورسله، حيث كانوا يستغفرون ربهم ويأمرون أممهم بالاستغفار والتوبة إليه.
  • عندما أكل آدم عليه السلام وحواء من الشجرة، قالا: `ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا سنكون من الخاسرين` كما ورد في الآية 23 من سورة الأعراف.
  • وفي قصته مع ابنه، قال نوح عليه السلام لربه تعالى: `إذا لم تغفر لي وترحمني، فسأكون من الخاسرين.` هود 47.
  • هذا هو موسى، النبي الذي تكلم الله معه، عندما قتل الرجل قال: `رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي.` فغفر الله له، إنه الغفور الرحيم.
  • وجاء الاستغفار أيضا من شعيب عليه السلام وهو يأمر قومه قائلا `واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود` هود 90.
  • وفيما يتعلق بصالح عليه السلام، قال تعالى `وإلىٰ ثمود أخاهم صالحا ۚ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلٰه غيره ۖ هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه ۚ إن ربي قريب مجيب` هود 61.

فضل الاستغفار

  • وعند الاستغفار، هناك العديد من الفضائل المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
  • لذلك، يعتبر الاستغفار سببا في تنقية القلب وتطهيره، حيث تجعل الذنوب القلب مثقلا ومهموما، ولا يطهرها إلا الاستغفار.
  • ومن فضله أن الشخص الذي يكثر من ذكره يسعد في الدنيا بتخلص همومه، وكذلك يسعد في الآخرة بصحيفته النقية من الذنوب والتقصير.
  • واحدة من فوائد ذلك هي الابتعاد عن عقاب الله والدخول في عبادة المرحومين برحمته في الدنيا والآخرة، وهم الذين يحققون النجاح والسعادة.
  • ومن فضله أنه سبب دخول جنة الرحمن التي عرضتها السماوات والأرض.
  • ومما أنعم به أنه ليس فقط سببا في دخول الجنة، بل يرفع درجاته فيها أيضا.
    • ينتمي للفئة التي تحمل درجات عالية.
  • ومنه سبب لجلب البركات والخيرات والقوة.
    • من بين النعم الكثيرة في الحياة هي الأبناء والثروة، ثم الأنهار والنعيم في الآخرة.

أحوال من قال استغفر الله وأتوب إليه

  • للقائل استغفر الله وأتوب إليه حالتان كما يقول أهل العلم:

الحالة الأولى

  • عبد يقول: أستغفر الله وأتوب إليه وهو غير صادق.
  • ومعنى ذلك أنه يبقى على ذنبه ويصر على قولها ولا يتوب عنه، ولا يشعر بالندم على ذنبه ولا يدرك قبحه.
  • لذلك، توبته واستغفاره غير مقبولين، بل يعتبر كاذبا على الله عز وجل، ولا يحصل على فضل الاستغفار.

الحالة الثانية

  • أن يقول العبد هذا الكلام بصدق وندما على ذنبه وتقصيره، وأن يكون عازما على عدم العودة إلى ذلك كله.
  • هذا هو المستغفر الحقيقي الذي ينال جميع الفضائل ويحقق التوبة والمغفرة والجنات في الحياة الآخرة بإذن ربه سبحانه.

كما يمكنكم الاطلاع على: دعاء التوبة من الكبائر إلى الله مكتوب

وهكذا فهمنا معنى الاستغفار والتوبة إلى الله وأهمية الاستغفار والفضائل العظيمة التي تترتب عليه في الدنيا والآخرة، فلتكن حريصا عليه لعلك تحصل على أجوره.

أستغفر الله وأتوب إليه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *