سورة الماعون لها العديد من الفضائل، حيث تناقش العديد من قضايا الدين الإسلامي، وفي هذه المقالة سنتحدث عن سورة الماعون ومعانيها والقضايا التي تناقشها، وعن فضل سورة الماعون
سورة الماعون
سورة الماعون من سور القرآن الكريم التي نزلت في مكة المكرمة.
هي السورة رقم 107 في ترتيب القرآن الكريم، وتتألف من سبع آيات.
الجزء الأخير من القرآن الكريم، أي الجزء الثلاثين، موجود هناك.
وهي أيضا تأتي في آخر سور القرآن، وهو سورة التكاثر التي نزلت بعدها.
سورة الماعون تناقش قضية هامة، وتغير هذه السورة تفسير الإيمان والكفر تغييرا جذريا.
تتحدث عن عدد من مسائل العقيدة الإسلامية، وتتحدث سورة الماعون عن حقيقة واضحة في الإسلام.
وأيضا عن روعة الإيمان إذا استقر في القلب.
والإيمان يلعب دورا في دفع الإنسان للقيام بالخير والأعمال الصالحة.
إذا لم يتحرك الإنسان لفعل الأعمال الصالحة، فهذا يشير إلى أن الإيمان لم يستقر في قلبه.
تم تسمية هذه السورة بهذا الاسم لأن الله تعالى ذكر فيها الماعون بشكل خاص، وسنتحدث عن فضل سورة الماعون.
شاهد من هنا: فضل سورة البقرة في علاج الوسواس
مضمون سورة الماعون
رغم أن سورة الماعون قصيرة، إلا أنها تحتوي على العديد من المواعظ.
حيث يتحدث عن فريقين وهما فريق المشاركين الظالمين الذين لا يؤمنون بوجود اليوم الآخر أو الحساب.
ذكرت سورة الماعون وصفات هؤلاء المشركين الذين يأكلون حقوق الأيتام ويسيئون إليهم.
وذكرت بخلهم الشديد في إعطاء الطعام.
وكما قال الله تعالى (هل رأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدعو اليتيم * ولا يحث على طعام المسكين)، إذ ظهرت هذه الصفات بوضوح.
أما الفريق الثاني فهم الأشخاص الذين لا يصلون جميع الصلوات ولا يخشعون فيها.
لا يرجون أي خير منها ولا يخافون العقاب إذا تأخرت أو لم تصل.
هؤلاء هم فريق المنافقين الذين يؤخرون صلواتهم ويهملون أدائها.
والذين يصلون الصلاة في العلن، أما في السر فيتركونها.
وبالإضافة إلى ذلك، يمنعون من إعطاء الزكاة، كما ذكر في سورة الماعون.
وصفهم الله تعالى بأنهم يرون ويمنعون المعونة.
فضل سورة الماعون
بالطبع، تحتوي كل سورة من سور القرآن الكريم على العديد من الفضائل.
ما يميز سورة الماعون هو أنها تحتوي على العديد من الأمور التي توجه المسلم وترشده إلى الطريق الصحيح الذي يجب أن يسلكه في حياته.
تتحدث أيضا عن الأمور التي تجعل العبد منافقا ورؤوفا لكي لا يتبعها العبد.
وتحث سورة الماعون على إطعام اليتيم وإظهار الرحمة وعدم إساءة المعاملة له.
تحث أيضا على أداء الصلاة في وقتها الصحيح وعدم التهاون بها، وكذلك على فعل الخير لمن يحتاجه.
تشبه اسمها الماعون، وتعني ما يتبادله الناس فيما بينهم، مثل القلم أو الفأس أو الكتاب.
تحث هذه السورة أيضا على إخلاص العبد في عمله.
وتحذره من النفاق أو الرياء، وذلك ليكون له سمعة طيبة ويتجنب عقاب الله تعالى.
مناسبة هذه السورة
تأتي سورة الماعون لتكملة السور السابقة، حيث تأتي بعد سورة قريش.
تناقش هذه المسألة العظيمة وهي الشعور بالأمان بعد الخوف والشبع بعد الجوع.
تم نزول سورة الماعون بعد ذلك لتكملة الموضوع الذي تحدثت عنه سورة قريش.
نزلت لتوجيه الإنسان إلى مساره الصحيح، حيث قمت بإرشاده في العديد من الأمور مثل إطعام الأيتام وأداء الصلوات في أوقاتها.
وهذا يكمل التربية الإسلامية التي يجب على المسلم اتباعها وأن يربى عليها.
اقرأ أيضًا: فضل سورة الأنبياء
تأملات في سورة الماعون
سورة الماعون تنتمي إلى السور المكية وهي إحدى السور التي بدأها الله سبحانه وتعالى بأسلوب الاستفهام، حيث قال الله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين).
وخاصة في سورة الماعون، يقول الله سبحانه وتعالى (ويمنعون المساعدة).
إن استخدام كلمة “الماعون” في هذه السورة جاءت في مكانها الصحيح وأعطت الكثير من المعاني.
وكما قال الدكتور (فاضل السامرائي) من بلاغة القرآن الكريم.
في اللغة، المفردة الماعون تحمل فيها الفائدة والخير.
تطلق هذه الكلمة على كل شيء يفيد الناس أو يساعدهم مثل القدر أو الفأس أو المال.
الزكاة هي أيضا من الماعون، وتشمل كل ما يتم إعارته بين الناس.
وبالتالي، الهدف من ذكر الماعون هو إظهار مدى انتشار البخل لدى هؤلاء الأفراد، والله هو العالم بذلك.
الفوائد الروحانية لسورة الماعون
لفضل سورة الماعون أن لها العديد من الفوائد الروحانية، ومنها:
- تتناول هذه السورة مسائل أساسية وتوضح المبادئ العامة للدين الإسلامي والعقيدة الإسلامية.
- توضح السورة تأثير الإيمان عند استقراره في القلب.
- يتم توجيه الإنسان نحو الأعمال الصالحة، وإذا لم يقم الإنسان بفعل الأعمال الصالحة فهذا يدل على أن الإيمان لم يتم تأكيده في القلب.
- وهو دليل على ضرورة أن يقترب الإنسان من الله تعالى.
- توجه سورة الماعون إلى الإخلاص في العمل.
- حتى يكافئه الله تعالى ولكي يحصل على الثواب، ويحذر من العديد من الأمور التي قد تتسبب في عقاب شديد.
- تظهر هذه السورة أهمية الصدق والخير في حياة الإنسان الصادق.
- ويحذره من الكذب والنفاق وعدم إخلاص العمل لوجه الله تعالى.
أسماء سورة الماعون
سميت سورة الماعون بهذا الاسم نظرا لورود كلمة الماعون في آخرها، والتي فيها ذم للبخل، وتشير إلى المنافع التي ينفع بها الناس بعضهم البعض، ومن أسماء هذه السورة:
- سورة أرأيت: تسمى بهذا الاسم لأنها تبدأ بهذه الكلمة.
- سورة اليتيم: وذلك لأنها تتحدث عن اليتيم وعن رعايته.
- ويجب معاملة الآخرين بلطف وعدم إيذائهم أو توبيخهم، وذلك بسبب المعاملة السيئة التي تلقاها اليتيم من أبو سفيان.
- سورة الدين: لأنها تتحدث عن المشركين الظالمين والذين لا يؤمنون بالحياة الآخرة والحساب والعقاب.
- سورة التكذيب: ذلك لأن السورة تذكر صفات المشركين الذين ينكرون وجود الحياة الآخرة.
- ويجب ذكر أن الاسم الأساسي للسورة هو سورة الماعون.
- أما الأسماء الأخرى، فهي أسماء ابتكرها العلماء وأطلقوها على هذا الشكل.
- السبب وراء ذلك هو المعاني التي تحملها سورة الماعون.
عن سورة الماعون
بدأت هذه السورة الكريمة بقول الله تعالى (أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم).
فكانت بداية هذه السورة بأسلوب التوبيخ.
القصة الأساسية للصورة هي أن أبو سفيان كان يذبح اثنين من الإبل كل أسبوع.
فجأة يطلب منه أن يعطيه قليلا من اللحم.
عوضا عن إعطائه اللحم، قام أبو سفيان بضربه بالعصا.
يتداول أيضا أن سورة الماعون نزلت على العاصي السهمي المعروف بارتكابه المعاصي.
وكان يرتكب الأعمال السيئة ولا يؤمن بالحياة الآخرة وينكر وجود الحساب.
يقال أيضا أن هذه السورة تتحدث عن الوليد بن المغيرة بقول الله تعالى (يكذب بالدين).
والمعنى بذلك أنه لا يؤمن بالحساب.
يقال أيضا أن سورة المعاني نزلت في أبي جهل، حيث كان يكفل يتيما.
فجاء إليه في أحد الأيام ولم يكن لديه ملابس ليرتديها، فقام أبو جهل بتجاهله ولم يهتم بأمره.
شاهد أيضًا: فوائد سورة الواقعة للرزق
في النهاية، سورة الماعون تعتبر من السور المميزة التي تحتوي على العديد من الفضائل وتوضح العديد من أحكام الشريعة الإسلامية.
توجه المسلم للقيام ببعض الأعمال والابتعاد عن غيرها، وفي هذا المقال سنتحدث عن سورة الماعون، وسبب نزولها، والمقاصد المشمولة فيها، وفضلها
