عبد الرحمن بن عوف

عبد الرحمن بن عوف هو واحد من عشرة الجنة المبشرين بها، وكان من أوائل المسلمين الذين أسلموا، وهو واحد من أول ثمانية.

كان واحدا من الستة المختارين من قبل عمرو بن الخطاب، وهم المرشحون للخلافة بعد وفاته، وبعد إسلامه أطلق عليه رسول الله اسم عبد الرحمن، وتوفي في عام 653م في البقيع. سنناقش في هذا المقال عبد الرحمن بن عوف.

أسمه ونسبه وميلاده

هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي.

ابن غالب ابن فهر ابن مالك ابن النضر ابن كنانة ابن خزيمة بن مدركة.

ابن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

ولد في مكة في شبه الجزيرة العربية قبل الهجرة بـ 43 سنة – الهجرة 32.

كان يعرف في الجاهلية بأسماء عبد عمرو وكذلك عبد الكعبة.

بعد أسلمته، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن.

اقرأ أيضا: من صفات عبد الله بن عمر بن الخطاب

وصف عبد الرحمن بن عوف

صفت زوجته، الملقبة بسهلة بنت عاصم، بأنه أبيض اللون ومشرأب بالحمرة.

لديه عيون وشارب كثيف وأنياب علوية طويلة، ويمتلك تجمعا ضخما من الشعر تحت أذنيه وكتفين ضخمين ورقبة ورجل يسار.

تعرض للإصابة وفقدان الأسنان وكان لديه إعاقة في الحركة، وأجرى حوالي 20 عملية جراحية معظمها على ساقه.

وذلك بسبب إصابته في إحدى غزوات الرسول، وقيل عنه أنه كان يكره الخمر في الجاهلية ويحرمه.

حياة عبد الرحمن بن عوف

عبد الرحمن بن عوف كان تاجرا غنيا جدا وكان شخصا كريما جدا.

في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان يخرج نصف ثروته كزكاة، وقدرها 4000 درهم.

وتصدق أيضا بمبلغ 40 ألف درهم، بالإضافة إلى شراء 500 فرس للجهاد في سبيل الله.

وأيضا اشترى 500 راحلة، وعندما شعر بقرب انتهاء عمره، ترك وصية بأن يتلقى كل رجل من أهل بدر 400 دينار.

ونصح بترك مبلغ كبير من المال لأمهات المؤمنين، وكذلك أعتق بعض ممتلكاته لوجه الله.

كان عبد الرحمن بن عوف أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات، وهو من توفي والنبي الله راض عنه.

إسلام عبد الرحمن بن عوف

عبد الرحمن كان يقول دائما عن نفسه (إذا رفعت حجرا لوجدت تحته ذهبا وفضة).

وكان يقصد بذلك فضل ونعمة الله عليه.

عاش عبد الرحمن بن عوف، أحد أنصار الإسلام وأحد أنصار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

تحكي قصة إسلامه عبد الرحمن بن عوف، ووصلتنا من المؤرخين القدامى.

ويقول: (سافرت إلى اليمن قبل بعثة النبي بسنة ووجدت هناك شيخا كبيرا في السن يحدث عنه.

وكلما أتيت نزلت عليه واستضافني عنده، وفي كل مرة سألني عن حال مكة وما حدث فيها.

هل هناك أحد ظهر ويخالف عبادة الأصنام أم لا، حتى عدت إليه مرة أخرى في إحدى رحلاتي.

وتلك المرة هي المرة التي أرسل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولكني كنت غائباً في رحلتي تلك لا أعلم، فقال لي الشيخ:

(سأخبره عن نسبي وأعلمته بأنني ابن عوف، ابن عبد عوف، بن عبد الحارث، بن زهرة.

فقال لي: (ألا أقول لك عن بشارة أفضل من التجارة؟ فقلت: نعم. فأجاب: إن الله قد بعث من قومك نبيا ورسولا.

وأنزل على هذا النبي كتابا يحثكم على ترك عبادة الأصنام، ويدعوكم إلى دين التوحيد، وهو دين الإسلام.

ويأمركم بالأمر المعروف، وينهاكم عن الشر، وهذا النبي نسبه يرجع إلى بني هاشم وأن قومك هم أخواله، يا عبد الرحمن احميه وصدقه.

فقال عبد الرحمن: عندما عدت، وجدت أبا بكر حاضرا، إنه صديق ومخلص ومرافق، فشرحت له ما حدث وقال لي:

إنه محمد بن عبد الله الذي أرسله الله لخلقه وجعله رسولا ونبيا، فقال عبد الرحمن:

ذهبت إلى رسول الله عليه وسلم وأعلنت إسلامي، وبمجرد أن أسلمت تعرضت للإيذاء من المشركين.

مثل غيره من الصحابة، هاجر مرتين. الأولى من مكة إلى الحبشة، والثانية من مكة إلى المدينة المنورة.

تابع إسلام عبد الرحمن بن عوف

نبي الله كان يعيش ويتعايش مع المهاجرين والأنصار، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتواصل معهم.

وذلك لإنشاء مجتمع إسلامي مبني على التراحم والمحبة والتكافل والإيثار والتعاضد.

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتأسيس علاقة المؤاخاة بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن ربيع.

قام سعد بن ربيع بمعاملة عبد الرحمن بن عوف بلطف، وعرض عليه نصف ماله وأن يعطيه زوجتيه الأفضلين.

ومع ذلك، رفض عبد الرحمن بن عوف ذلك واختار أن يكسب ماله بجهده الشخصي، ودعا لسعد بن الربيع بالبركة.

طلب منه أن يرشده إلى السوق، وعاد عبد الرحمن بن عوف من السوق ببعض اللبن والسمن.

وكان لديه ثقة واضحة بأن الله سيمده ويرزقه، فبدأ بالبيع والشراء وحقق أرباحا، فأثرى الله وجعله من الأثرياء.

تزوج عبد الرحمن بن عوف وقدم لزوجته مهرا عبارة عن نواة من الذهب.

وقد قدم وليمة تتألف من شاه، تماشيا مع أمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

بسبب ذلك، أصبح عبد الرحمن بن عوف واحدا من أغنى المسلمين، وكون ثروة هائلة.

تابع إسلام عبد الرحمن بن عوف

شارك عبد الرحمن بن عوف في جميع غزوات ومعارك رسول الله، وأصيب في معركة بدر في قدمه مما تسبب في إصابته بالعرج.

وأصبح أيضا يهتم بفقدان سنتين ويعاني من مشاكل في النطق والكلام.

شارك عبد الرحمن بن عوف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وشارك في غزواته.

ومع ذلك، كان حريصا على عدم الانغماس في الحياة الدنيا، فكان يشعر بالزهد تجاهها ولا يسعى إليها بشهوة أو طمع في ما عند الله، أي الجنة.

رفض عبد الرحمن بن عوف الخلافة الإسلامية مرتين، ووافق على أن يكون وراء الخلفاء وليس منهم.

على الرغم من اختيار الفاروق عمر بن الخطاب ليكون واحدا من الستة المرشحين للخلافة.

لكنه رفض وأراد أن يكون من أولئك الذين يعبرون عن آرائهم في اختيار الخليفة، وليس الخليفة نفسه.

كان عبد الرحمن بن عوف يبذل جهدا كبيرا لمعرفة رغبة المرشحين الآخرين، وكذلك سكان المدينة للتزامن مع الخليفة الجديد في ذلك الوقت.

بعد استطلاع آراء الطرفين، المرشحين وأهل المدينة، تأكد أن كفة عثمان بن عفان قد ارتفعت.

ثم قام بالتأكيد على ولاءه لخلافته الجديدة، وكان له مساعدة جيدة.

عندما شعر ابن عفان بالإرهاق في نهاية حكمه.

ثم أرسل عبد الرحمن بن عوف طلبا يطلب منه أن يصبح الخليفة بعده.

ابن عفان ذهب بالفعل، ولكن ابن عوف كان مصمما على عدم تولي منصب الخليفة أبدا.

حتى وصل الأمر به إلى زيارة روضة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والدعاء فيها.

في حالة عدم تعرضه للخلافة مرة أخرى، توفي بعد ستة أشهر تحت خلافة عثمان بن عفان.

قد يهمك: قصة عبد الرحمن أبن عوف للأطفال

مواقف في حياه عبد الرحمن بن عوف

مواقف تتحدث عن ثرائه وكرمه

يشتهر عبد الرحمن بن عوف بثروته الفاحشة وسخائه الكبير، حيث كان يتناسى الدنيا ويشتري الآخرة.

ولم ينسه ثراؤه الفقراء والمحتاجين أبدا، بل كان كريما وكريما ورحيما جدا.

فيقول طلحة بن عبد الله بن عوف رضي الله عنه:

كان ثلث أهل المدينة يستدانون من عبد الرحمن بن عوف، وثلث آخر يسددون ديونهم، وثلث آخر يصلون ثلث أموالهم.

نصح عبد الرحمن بن عوف بتبرع بمبلغ 50 ألف دينار في سبيل الله، وكان يهب ألف دينار لكل رجل.

كان عبد الرحمن بن عوف دائما متواضعا، فعندما قدموا له وجبة الإفطار وهو صائم.

عندما رأى الطعام لم يستطع الأكل وبكى فسألوه ما يبكيك فقال:

(استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني، فإذا غطت رأسه بردة بدت رجلاه، وإذا غطت رجلاه بردة بدأ رأسه.

استشهد حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له ما يدفن فيه إلا بردة، ثم بسط لنا ما بسطه لنا من الدنيا.

وأعطينا فيها ما أعطينا وإني أخشى أن تكون قد عجلت لنا حسناتنا.

وفي مناسبة أخرى عندما اجتمع بعض أصدقائه معه لتناول الطعام في منزله.

بمجرد وضع الطعام أمامهم، انهمر عبد الرحمن بن عوف في البكاء، فسألوه ما الذي يحزنك يا أبا محمد؟

وكان يكنى في الإسلام أيضاً بأبا محمد فقال:

(توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير).

عبد الرحمن بن عوف، ذلك الصحابي الجليل الذي رضي الله عنه، تحققت أمنياته في الدنيا، ولكنه اختار الآخرة عند الله.

ولم يتغلب عليه ثروته وغناه في الدنيا، وكان يخدم الإسلام والمسلمين طوال حياته.

باحثا عن وجه الله، نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عنه (وعبد الرحمن بن عوف في الجنة).

مواقف تحكي قصص جهاده وبسالته

شارك عبد الرحمن بن عوف في معركة بدر، حيث كان يقف بين اثنين من الأنصار الصغار في السن.

كان عبد الرحمن يتمنى أن يقف بين رجلين أشد وأكبر منه وأكثر شجاعة.

عندما سمعوا رغبتهم في قتل أب لهب؛ بسبب إيذاءه لرسول الله وإساءته إليه، تعجبوا من شجاعتهم.

فقاموا بإشارة إلى أبي جهل وقتلوه، وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

(هل فحصتما سيفيكما) فنهض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليفحص سيوفهما ويرى منهما أكثرهم غمرا بالدماء، فقالا له: إن كلاهما شارك في قتله.

وفي إحدى المواقف التي تحكي عن بسالته.

عبد الرحمن بن عوف وأمية بن خلف كانا صديقين مقربين في الجاهلية.

عندما أعتنق عبد الرحمن بن عوف الإسلام، رفض ذلك أمية بن خلف، وأعرب عن استياءه عبد الرحمن وقال له:

(أرغبت عن الاسم الذي سماكه أبواك).

فقال: (نعم)

رد عليه أمية بن خلف؛ قائلا إنه لا يعرف اسم الرحمن، ويرغب في إطلاق اسم آخر عليه ليناديه به، فاتفقا على أن ينادى باسم عبد الإله، فإذا ناداه بأي اسم آخر لن يجيبه.

وفي غزوهم لبدر، خشى عبد الرحمن بن عوف على صديقه أمية بن خلف وابنه، وأراد إخفاءهما.

حتى لا يراهم المسلمون ويقتلونه.

رأى بلال بن رباح إياهم وقال لهم اقتلوه، هذا أمية بن خلف فقال:

(إن لم ينجوا فقد نجوت) حاول حماية عبد الرحمن ابن عوف رفيقه، لكن بلال ابن رباح وأتباعه قطعوا أجزاء من أجسادهم بالسيوف، فقال عبد الرحمن: “يرحم الله بلالا”.

كان عبد الرحمن بن عوف شجاعا للغاية في موقفه خلال غزوة أحد.

في غزوة أحد، لم يهرب مع الهاربين، بل ثبته الله مع رسول الله، وقد قدم الكثير.

وقاتل بشجاعة لا مثيل لها، حتى تعرض لحوالي واحد وعشرين طعنة وأصيب في ساقه، مما تسبب في عرجه.

تابع مواقف تحكي قصص جهاده وبسالته

ظل معه حتى وفاته، وفقد سنتين من أسنانه، مما أثر على اهتمامه ونطقه وكلامه.

وقد تم قتل ابن أبي طلحة وأيضا كلاب ابن أبي طلحة.

شارك عبد الرحمن بن عوف في جميع الغزوات مع رسول الله، وكان شجاعا وبارعا في جميعها.

مثل غزوة بني النضير وغزوة الخندق وغزوة بني المصطلق وغزوة بني قريظة وغزوة ذي قرد.

وبنفس الطريقة غزوة الحديبية، وكذلك غزوة خيبر، وغزوة حنين، وحصار الطائف، وغزوة تبوك.

وصلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو خير الخلق، في معركة تبوك وتلاه جماعة من المسلمين.

عبد الرحمن بن عوف كان قائدا لسرية الجندل بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عندما أرسله لمحاربة قوم بني كلب، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يتزوج ابنة ملكهم.

وبفضل نصرة الله، قبل عبد الرحمن بن عوف دعوتهم للاعتناق الإسلام لمدة ثلاثة أيام.

وكان على رأسهم الأصبغ بن عمرو الكلبي، الذي أسلم ومعروف بأنه كان نصرانيا.

فضلا عن ذلك، قدم عبد الرحمن إسلاما لعدد كبير من أفراد قبيلة بني كلب، بناء على أمر الرسول الله صلى الله عليه وسلم.

تزوج تماضر بنت الأصبغ وجاء بها إلى المدينة المنورة وأنجب منها أبا سلمه.

اخترنا لك أيضا: بحث عن عبد الرحمن بن عوف

في ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن عبد الرحمن بن عوف، وأيضا ذكرنا اسمه ونسبه ومولده، وصفنا أيضا شخصية عبد الرحمن بن عوف وحياته.

بالإضافة إلى ذلك، يتناول أيضا حياة إسلام عبد الرحمن بن عوف، بما في ذلك مواقفه المتعلقة بثروته وكرمه، وأيضا قصص شجاعته وبراعته، نأمل أننا قدمنا محتوى هادف ومفيد، ونتمنى أن تشاركوا المقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

عبد الرحمن بن عوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *