شروط الخطبة

ضع الفقهاء شروط خطبة يوم الجمعة، حيث تعتبر الخطبة أساسا لصلاة الجماعة في ذلك اليوم، وبدونها لا تكتمل الصلاة، والأصل هو أن تكون الخطبة باللغة العربية.

إذا كانت بلغة مختلفة، فإن هذا الأمر غير صحيح وبدعة، في هذه الخطب يتحدث الشيوخ عن تعاليم الدين وأسسه، والأخلاق الحميدة التي يحث الدين الإسلامي عليها.

شروط الخطبة

هناك العديد من الشروط التي وضعها بعض الفقهاء واتفقوا عليها لضمان صحة الصلاة، وتشمل ما يلي:

  • النية: أولا وقبل كل شيء، الشرط الأهم هو النية، وتقصد بها نية الخطيب الذي يتحدث مع المصلين.
    • وجاء ذلك في مذهب الحنابلة والشافعية.
    • والذي جعلهم يضعوا هذا الشرط هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بحسب النيات ولكل شخص ما نوى).
  • وقت الخطبة: أشار الأئمة الأربعة إلى ضرورة وجود هذا الشرط، وأن يكون وقت الصلاة أثناء الظهيرة.
  • صوت الخطبة: يجب أن يكون النداء صاخبا ليسمعه أكبر عدد من المسلمين.
    • يجب ألا ينخفض الصوت عند قول هذه الكلمات، وهذا الشرط مذكور في مذهب الشافعية والحنابلة والمالكية.
  • ترتيبها في الصلاة: يتم إلقاء الخطبة قبل أداء الصلاة، واتفق الأئمة الأربعة على ذلك الشرط.
    • وإذا تأخرت إلى بعد موعد الصلاة، فهذه الصلاة لا تعتبر صحيحة.
  • قيام الخطيب: يجب أن يكون الشخص الذي يلقي الخطبة واقفا وليس جالسا.
    • وهذا ما جاء في مذهب الشافعية.
    • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ويجلس بعد خطبته مع الناس.
  • افتتاح الخطبة: يتم ذكر أول شيء في الخطبة هو شكر رب العالمين على النعم التي أنعمها علينا.
    • وأداء الصلاة على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
    • ثم قل شهادة أن لا إله إلا الله الواحد الأحد.
    • ونحن نعتبر سيدنا محمد رسول الله الذي قدم لنا الدين والرسالة، مع ذكر بعض الآيات من القرآن الكريم.
  • طهارة الخطيب: يجب أن يكون الخطيب طاهرا، سواء كان ذلك بسبب جنابة أو وضوء.
    • مع مراعاة أن يكون محتشما، ويقف وهو يلقي الخطبة إلا في حالة إصابته بمرض معين.
    • أو فقدان القدرة على القيام بذلك، في هذه الحالة يستطيع القائل قول الخطبة وهو جالس.

شروط الخطبة التي اختلف فيها الأئمة

هناك العديد من الشروط التي توافق عليها الأئمة، سواء بشكل جزئي أو كلي، ولكن هناك أيضا بعض الشروط التي تختلف فيها الآراء، وسنستعرض أهم تلك الشروط فيما يلي:

  • أن تكون باللغة العربية: إنه شرط أساسي إذا كان جميع المسلمين الحاضرين في الصلاة يجيدون اللغة العربية ويفهمونها.
    • أما إذا لم يكن الأمر كذلك، يمكن للخطيب أن يلقي الخطبة بلغتهم الخاصة.
    • واختلف الأئمة في ذلك، حيث اعتقد الحنفية أنه يجب أن تكون باللغة العربية.
    • أما المالكية، فقد قالوا إنه يمكن أن يصلى بلغات أخرى غير العربية إذا كان المصلين لا يعرفون اللغة الأصلية للإسلام.
  • لا يكون أن يكون موالاة: هذا المصطلح يشير إلى عدم وجود فاصل زمني بين الخطبة وموعد الصلاة.
    • من الأفضل أن يكون الاثنان في وقت متقارب، وهذا كان رأي جزء من أئمة الشافعية والمالكية.
    • إذا حدث ذلك، يجب أن يتم ذكر الخطبة مرة أخرى وإعادتها قبل الصلاة.
    • لكن هناك رأي آخر يروي أن هذا الشرط ليس أساسيا.
    • حتى بعد فترة طويلة من الزمن، يمكن استكمالها دون أي مشكلة.
  • مضمون الخطبة: من شروط الخطبة أن تكون بها إفادة للناس.
    • ويمكن للزائرين استخلاص الحكمة منها أو اكتساب معرفة قيمة ستكون لهم عبرة في المستقبل.
  • عدد المصلين: تختلف الآراء بين الأئمة المذهبية حول ذلك الأمر.
    • أصحاب المذهب الشافعي يرون أن الصلاة تكون صحيحة بحضور أربعين شخصا.
    • ذكروا أنه يمكن الصلاة إذا كان هناك شخص واحد فقط.
    • وأفاد المالكية أن عدد المصلين في صلاة الجماعة يكون اثنا عشر رجلا.
    • أخيرا، ذكر الإمام أحمد ابن حنبل أنه يمكن الاكتفاء بالصلاة الجمعة الواجبة فقط ثلاث مرات.

أركان خطبة الجمعة في المذاهب الأربعة

تم ذكر شروط الخطبة وفقا لعلماء الأديان الأربعة، سواء كانت هذه الشروط متفقا عليها أو مختلفا فيها. والآن حان الوقت لذكر الأركان الضرورية التي يجب توفرها في الخطبة لتكون صحيحة وفقا لكل مذهب، وسنوضحها فيما يلي:

  • مذهب الحنفية: ذكر الإمام أبو حنيفة أن تحميدة هي أحد أركان الخطبة.
    • سواء كان ذلك بألفاظ كثيرة أو قليلة، يجب ذكره وتسبيحه وتهليله لرب العالمين.
    • ومع ذلك، ذكر صاحبان من هذا المذهب أن الشرط الأساسي للحديث لفترة طويلة هو أن يكون خطابا.
  • مذهب المالكية: لم يذكر الأئمة في هذا المذهب سوى ركن واحد وهو ذكر جملة قصيرة أو عبارة.
    • أي شيء قليل ويعتبره العرب خطبة، ويكون بها موعظة وعبرة مثل النهى عن أي شيء من المحرمات.
    • يجب توجيه الأمر بالمعروف، ولا يجب أن يكون هناك تسبيح أو تهليل، ووجود ذلك يخرج عن طبيعتها كخطبة.
  • مذهب الحنابلة: ذكر الأئمة الحنابلة أربعة أركان للخطبة، وهي حمد رب العباد سبحانه وتعالى.
    • وصل على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
    • ويتضمن الخطاب الذي يحتوي على المواعظ والدروس التي تكون عبرة لمن يستمع إليها.
    • وقراءة آية أو أكثر من كتاب الله الكريم، وقد أتوا بعضهم وزادوا على هذه الأركان ركنين آخرين.
    • هو انقطاع بين الخطبة الأولى والثانية بالصلاة، ويجب أن يكون صوت الخطيب مسموعا بوضوح.
  • مذهب الشافعية: أشار أئمة الشافعية إلى أن هناك خمسة أركان للخطبة في الخطبة الأولى حيث نبدأ بحمد الله تعالى.
    • وصلى الله على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وحث الناس على التقوى والعمل الصالح.
    • وفي الخطبة الثانية، يتم الدعاء لجميع المسلمين، ويتم قراءة آية واضحة المعنى من القرآن لكل الناس، تماما كما كان يفعل رسول الله.
  • أركان أخرى تم ذكرها: توجد بعض الأركان الإضافية التي ذكرها الأئمة من مختلف المذاهب.
    • مثل رفع صوت الخطيب أثناء الخطبة، أن يتضمن نصائح وإرشادات للمسلمين.
    • وينصح بتجنب أي مظهر جديد يتعارض مع الإسلام، وهدفه هو إضلال المسلمين.

سنن يجب مراعاتها في خطبة الجمعة

عرضنا الشروط الأساسية التي يجب توافرها في الصلاة، وبالإضافة إلى ذلك، يفضل الالتزام ببعض السنن كما يلي:

  • يجب أن يكون الخطيب جالسا على مقعد حتى ينتهي الأذان.
  • احرص على ترتيب الأركان كما تم ذكرها.
  • يجب أن يكون المتحدث مرتفعا على المنصة، ويبدأ بالصلاة على نبي الله وأهله، وأن يتجه المصلون إليه بوجوههم.
  • الخطيب يقوم بإلقاء الخطبة وهو واقف ويتجه بوجهه نحو كل الاتجاهات التي يوجد بها المصلين، ويتغير اتجاهه بين الحين والآخر.
  • ينبغي أن يكون الخطاب الأول أطول من الثاني، ويجب أن يتم ذلك بأقصى صوت لديه.
  • يجب على الخطيب أن يكون طاهرا وأن يرتدي ملابس تستر العورة، وأن يؤذن شخص واحد فقط.

تمت ذكر جميع المعلومات المتعلقة بشروط الخطبة وفقا للأئمة الأربعة، سواء كانوا متفقين عليها أم لا، بتوضيح أركان الخطبة وبعض السنن التي يجب مراعاتها.

توفر هذه الأمور يجعل الصلاة ناجحة ومقبولة عند الله سبحانه وتعالى، ولا ننسى أن يوم الجمعة وخاصة في وقت الخطبة والصلاة والفترة بينهما يكون الدعاء مستجابا، لذا زيدوا في الدعاء.

شروط الخطبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *