سورة الأحقاف هي واحدة من السور المكية، وتأتي في المصحف الشريف كالسورة السادسة والأربعون، وتتميز بأنها ليست من السور الطويلة، وتتناول عدة مواضيع.
تتحدث عن القرآن الكريم والعقيدة الصحيحة وقوم عاد، وسنقدم في هذا المقال فضل سورة الأحقاف والمعلومات المتعلقة بالسورة الأخرى بشكل كبير.
معلومات عن سورة الأحقاف
- سورة الأحقاف هي سورة مكية، أي أنها نزلت على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة وليس في المدينة.
- ترتيبها في المصحف الشريف: سورة الأحقاف هي السورة رقم 46 في المصحف العثماني الشريف.
- هي السورة الخامسة والستين من حيث ترتيب النزول في سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- عدد الآيات: عدد آياتها هو 35 آية وهي ليست من السور الطويلة.
- عدد كلماتها هو 646 كلمة وعدد الأحرف فيها هو 2602 حرفا.
- توجد سورة الأحقاف في الحزب الواحد والخمسين في الجزء السادس والعشرين في المصحف الشريف.
- سورة الأحقاف هي السابعة من الحواميم.
- تم نزول سورة الأحقاف على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل سورة الذاريات وبعد سورة الجاثية.
شاهد أيضًا: ما هي السورة التي تزيل الهم والضيق؟
تسمية سورة الأحقاف
تسمى هذه السورة بالأحقاف في جميع النسخ القرآنية وتذكر بهذا الاسم في كتب السنة، ورواها الإمام أحمد بسند موثوق عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال: (اقرأ لي رسول الله سورة من آل حم، وهي الأحقاف). وكلمة الأحقاف تظهر في هذه السورة فقط ولم تظهر في أي سورة أخرى من القرآن الكريم في الآية ٢١.
قال تعالى: واذكر أخا عادا إذ أنذر قومه بالأحقاف، وكانت النذرة من قبله ومن بعده ليعبدوا إلا الله، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم.
والأحقاف تشير إلى المساكن التي كان يسكنها قوم سيدنا هود ودمرهم الله تعالى بسبب طغيانهم وكبرهم، حيث أرسل عليهم ريحا عاتية.
ففي الآية ٢٥ قال تعالى: تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم؛ كذلك نجزي القوم المجرمين.
مقاصد سورة الأحقاف
قبل أن نذكر فضيلة سورة الأحقاف، يجب أن نوضح أهداف السورة، فهي تتناول عدة مسائل وتحمل أكثر من هدف، وسنذكر ذلك في النقاط التالية:
- توحيد الله: تدعو سورة الأحقاف إلى عبادة الله وحده بلا شريك له.
- تدعو إلى الإيمان بالأنبياء عليهم السلام وتصديق رسائلهم الدينية، والإيمان باليوم الآخر.
- صدق نبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: سورة الأحقاف تؤكد صدق ما جاء به سيدنا محمد ورسالته الصادقة.
- تظهر سورة الأحقاف أن السماوات والأرض خلقت بالحقيقة.
- أوضحت السورة عدم اهتمام الكفار بالتحذيرات الموجهة لهم.
- كما تظهر السورة ضلالة الكفار في عبادتهم للأصنام التي لا تملك سلطة ولا تضرهم ولا تنفعهم.
- ردت السورة على الادعاءات المشركين بأن القرآن يحتوي على سحر في الآية ١٠، حيث تقول: قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ۖ إن الله لا يهدي القوم الظالمين.
- الإنذار لمشركي مكة: سورة الأحقاف تحمل تحذيرا بالهلاك لأهل مكة المشركين الذين يصرون على كفرهم.
- عرضت سورة الأحقاف مصرع قوم هود.
- تحتوي السورة على مديح لأهل القرآن والمؤمنين به، وتذكر بعض صفاتهم الحسنة.
- وما يقابلها من صفات للكافرين.
- في النهاية، تحتوي السورة على أمر لرسول الله بالثبات والصبر على التكذيب والإيذاء من قومه.
قوم عاد الذين ذكروا في سورة الأحقاف
في النقاط البسيطة التالية نقدم بعض المعلومات عن قوم عاد:
- قوم عاد كانوا يعيشون في المنطقة بين عمان وحضرموت، وهم قوم عرب أقوياء.
- قوم عاد كانوا قوما يعبدون الأصنام، وأرسل الله لهم سيدنا هود ليدعوهم لعبادة الله وحده لا شريك له.
- ويدعوهم للتوبة من ذنوبهم ويحذرهم من عذاب الآخرة.
- ولكنهم استكبروا وكذبوه، ولذلك غضب الله عليهم وأهلكهم بريح عقيمة.
- وقوم عاد هم أول قوم أهلكهم الله بسبب ذنوبهم مباشرة بعد قوم نوح.
- وقد انعزل سيدنا هود عليه السلام عن قومه في مأوى ظليل، برفقة الذين آمنوا به، ولم يصلهم من الرياح العاتية التي أرسلها الله على قوم عاد إلا نسيم لطيف.
- وبذلك، أنقذ الله سيدنا هود برحمته ومن آمن معه.
اقرأ أيضًا: قضاء الحاجة بسرعة رهيبة بسورة الفيل
فضل سورة الأحقاف
فضل سورة الأحقاف، فإن سورة الأحقاف مثلها مثل باقي سور القرآن الكريم، لم يرد أحاديث نبوية خاصة بفضلها منفردة.
فقراءة القرآن لها أجر عظيم وفضل عظيم، مثلها مثل سور القرآن الكريم الأخرى.
نعم، هناك سور في القرآن يتم ذكر فضلها في أحاديث خاصة بها، ولكن سورة الأحقاف ليست واحدة من هذه السور.
في القرآن الكريم، هناك فضل وخير لا يمكن حصره، فالاستماع إليه يجلب الخير والبركة، وحفظه وقراءته وتدبر آياته يجلب الخير والبركة.
على الرغم من عدم وجود أحاديث نبوية منفصلة تتحدث عن فضل سورة الأحقاف، إلا أن قراءة كل حرف في القرآن يحمل ثوابا وفضلا عظيما.
فضل القرآن الكريم
كما ذكرت في سورة الأحقاف، مثل باقي سور القرآن الكريم، وللقرآن فضل كبير وثواب عظيم عند قراءته وتدبر آياته، وذكرت عدة أحاديث نبوية تشير إلى فضل القرآن، ومنها:
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: تعلموا القرآن، فإنه سيكون شفيعا لأصحابه في يوم القيامة.
- وعلى الزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما سيأتيان في يوم القيامة وكأنهما سحابتان أو كأنهما غيا أو فرقانا من الطيور.
- تحاجان عن أصحابهما، وعليكم قراءة سورة البقرة، فإن أخذها بركة.
- وتركها حسرة، ولا يستطيع البطل إيذاؤها) رواه مسلم.
- يشجعنا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على تعلم القرآن بالكامل.
- تعلمنا قيمة كبيرة لسورة البقرة وسورة آل عمران.
- وقد نقل الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: `ألم` حرف.
- ولكن “ألف” حرف، و”لام” حرف، و”ميم” حرف.
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- (اقرأ القرآن في شهر، قلت: أجد قوة في قوله: اقرأه في سبعة أيام ولا تزيد على ذلك.
- ثم قال عمرو بعد أن أدركه الكِبَرَ: (فليتني قبلتُ رخصة رسول الله).
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة.
- من يقرأ القرآن ويتأمل فيه وهو مجتهد له أجران، وهذا متفق عليه.
- في هذا الحديث الشريف، هناك دلالة على الثواب العظيم لمن يقرأ القرآن بمهارة واتقان.
- وتضاعف الثواب لمن يقرأ القرآن بصعوبة ويتعثر فيه.
شاهد من هنا: السورة التي بها سجدتان
في النهاية، نحمد الله سبحانه وتعالى ونشكره على نعمة الإسلام، ونسأله أن يدخلنا الجنة وينجينا برحمته من عذاب النار، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وصلنا إلى نهاية مقالنا بذكر فضل سورة الأحقاف ومعلومات عنها، وأيضا قدمنا معلومات عن قوم سيدنا هود عليه السلام.
