تختلف مدة الخدمة الإلزامية في سوريا بناء على الفئة التي ينتمي إليها المتقدم من أبناء الوطن، حيث تعتبر الخدمة الإلزامية واجبا وطنيا لجميع فئات الشعب السوري في ظل الأحداث المؤلمة التي تشهدها الجمهورية العربية السورية حاليا.
أدت الأحداث التي حدثت إلى تشتت المجتمع السوري وتمزيق أواصره، ولذلك أصبح أداء الخدمة الإلزامية هو هم كل شاب في سوريا.
بداية تجنيد الخدمة الإلزامية في سوريا
- تاريخ بداية الخدمة الإلزامية في الجيش السوري العربي يعود إلى الفترة العسكرية الأولى للوطن العربي، حيث بدأت مع انطلاق الثورة العربية الكبرى ضد الاحتلال التركي الذي كان متواجدا في جميع البلدان العربية في ذلك الوقت.
- عبرت تلك الثورة منذ انطلاقها عن بداية عصر جديد لحرية الأمة العربية.
شاهد أيضًا: معلومات عن تجنيد القوات المسلحة
بداية تاريخ التجنيد
بدأ نظام التجنيد الإلزامي بعد توقيع اتفاق هدنة بين مجموعة الحلفاء والدولة التركية، وسميت تلك الهدنة `مودروس`.
في عام 1918، بدأ عدد من الضباط العرب الذين كانوا في الجيش التركي بالانضمام إلى القوات العربية الجديدة، حيث قاموا بالخروج من الجيش التركي والالتحاق بالحكومة العربية في مدينة دمشق، بهدف تشكيل نواة جديدة للجيش العربي.
كانت الاقتراحات تشير إلى أن عدد المقاتلين في الجيش العربي السوري يقدر بحوالي ثمانية عشر ألفا ، مقسمة كما يلي:
- عدد خمسة عشر ألف جندي.
- وعدد ألفين رقيب.
- عدد ألف ضابط.
ومع ذلك، فإن الحكومة السورية آنذاك لم تتمكن من الوصول إلى نصف هذا العدد، بسبب اختيارية خدمة التجنيد الإلزامي.
صدور قانون التجنيد الإلزامي
- في عام 1919 الميلادي، في شهر ديسمبر وفي التاسع عشر منه، تم إصدار قانون التجنيد الإلزامي.
- وضع مجلس المديرين المعين في الحكومة العربية السورية قانون التجنيد الإلزامي.
- وفقا لهذا القانون، يتم الآن فرض التجنيد الإلزامي على كل شاب يبلغ من العمر عشرين عاما وحتى أولئك الذين لم يتجاوزوا سن الأربعين، حيث يلزمهم أداء خدمة عسكرية إلزامية لمدة ستة أشهر.
- عند انتهاء المدة المحددة، يحصل المجند على شهادة إنهاء الخدمة.
- يمكن لأولئك الذين يستوفون شروط الخدمة الإلزامية دفع بدل لأداء هذه الخدمة، وقيمة هذا البدل تبلغ ثلاثين جنيها، ويتم دفعها في مرة واحدة إذا رغب الشخص في عدم أداء الخدمة الإلزامية.
المستثنون من الخدمة الإلزامية
كان يستثنى من أداء الخدمة الإلزامية قديمًا لمن الفئات الآتية:
- الشخص الغير سوي عقليًا(المفتون).
- المشايخ المعروفين بمشايخ الطرق، وأيضا خطباء وأئمة المساجد.
- فئة المدرسون الشرعيون.
- الشخص المنفصل والشخص المعين، وبعضهم يشغل منصب البطاريق، ومن ضمنهم الحاخامون والأساقفة والرهبان والقساوسة.
- الموظفون الحكوميون هم أصحاب الرواتب الثابتة.
- الموظفين بالسكة الحديد.
- تلاميذ المدارس الشرعية.
- الولد الوحيد للأم التي ليس لها معيل آخر.
- الولد لوالد عاجز أو ليس لديه مصدر دخل.
- المتزوج ويعول أطفالا قصر ليس لديهم من غيرهم أسرة أو دعم مادي.
- الشخص ذو الإعاقة التي تمنعه من أداء الخدمة الإلزامية وفي الوقت نفسه غير قادر على دفع قيمة التعويض.
يجب أن يتم ملاحظة أنه بعد قبوله الكامل في الخدمة الإلزامية، سيتم منح المجند مبلغ قدره خمسون قرشا شهريا، بالإضافة إلى توفير مأكله وملبسه وتجهيزه.
تنظيم قانون التجنيد الإلزامي الجديد
في العام 1920، في شهر مايو، وفي اليوم الثالث عشر منه، تولى السيد يوسف العظمة مسئولية تشكيل وزارة الدفاع.
منذ اليوم الأول، تحمل يوسف المسؤولية العظيمة لتنظيم الجيش العربي السوري، حيث أصدر ملحقا خاصا بقانون التجنيد.
تم إلغاء العديد من الاستثناءات القديمة وفقا للقانون الجديد، ومن أهم هذه التعديلات ما يلي:
- أصبحت الخدمة الإلزامية تشمل جميع الذكور في الجمهورية العربية السورية ابتداء من سن محددة، باستثناء فئات معينة (العشائر الرحل وقضاة الشرع والزعماء الروحيين وأصحاب الإعاقات وذوي العاهات).
- يتم قبول الدفع النقدي والمبلغ المقدار خمسين دينارا عربيا، ويمكن تقسيطه على قسمين.
- يمكن للموظفين أن يخيروا بين أداء الخدمة الإلزامية أو دفع البدل المالي والاحتفاظ بالوظيفة، أو أن يقوم الموظف بدفع مبلغ يعادل تكلفة تجنيد جندي حتى يتساوى المبلغ المستقطع من رواتبهم مع قيمة البدل النقدي، أو حتى تسرح أحد رفقائهم من الخدمة الإلزامية.
- يخضع جميع الطلاب داخل الجمهورية العربية السورية لأداء الخدمة الإلزامية، ويستثنى من ذلك فقط الطلاب الذين يدرسون في البلدان الأوروبية حتى عودتهم.
- تم إلغاء إمكانية الاستثناء لمن يعول زوجته أو أمه أو أبيه أو حتى أطفاله، وتم تخصيص مبلغ خمسين قرشا لكل فرد يعوله، وذلك في حالة وجود معيل آخر لهؤلاء الأفراد.
- أصبح من الممكن جبرا تحصيل بدل أداء الخدمة من أولئك الذين لم يستجبوا لنداء الخدمة الإلزامية أو القاموا بالاحتيال لعدم أدائها خلال فترة أقصاها أسبوعين، حيث يتم استخلاص المبلغ من أموال الشخص المنقولة أو غير القابلة للتحويل.
شاهد أيضًا: معلومات حول المدة المؤقتة للإعفاء من التجنيد
نظام التجنيد الإلزامي بعد الاستقلال
- في شهر كانون الأول من العام 1947، حدثت استقلالية سوريا عن الدولة الفرنسية ورحيل جميع الفرنسيين عنها.
- في ذلك الوقت، قامت وزارة الدفاع الوطني بتنظيم الجيش من جديد وأصدرت القانون رقم 356 المتعلق بالخدمة الإلزامية المعروفة سابقا بخدمة العلم.
- بعدها جاء القانون رقم 874، الذي ينظم الأعمال المتعلقة بالمديرية العامة للتجنيد وأقسامها.
أول دفعة تم اختيارها بواسطة القرعة لأداء الخدمة الإلزامية كانت لمواليد عام 1929، وكان عددهم في ذلك الوقت 45029 مجندا، تم استدعاء 20911 منهم، في حين لم يتم استدعاء البقية لأسباب مختلفة مثل:
- تأجيل الدراسة للطلاب أو الموظفين الإداريين في الدولة
- وجود عوائق صحية أو مسؤولية الفرد عن أسرته.
- بعض الأفراد يقومون بدفع مبلغ نقدي كتعويض عن أداء الخدمة الإلزامية.
مدة تأدية الخدمة الإلزامية في سوريا
- في العام 2007م، صدر المرسوم التشريعي رقم 30 الذي يحتوي على القانون المتعلق بمدة الخدمة الإلزامية.
- بعد صدور هذا المرسوم التشريعي، أقر الرئيس بشار الأسد بتحديد الأحكام والقواعد التي تنظم وتختص بنظام تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية.
- تم تحديد فترة أداء الخدمة العسكرية الإلزامية بمدة 24 شهرا وفقا للقانون.
- تم تعديل فترة الخدمة الإلزامية بناء على المرسوم التشريعي رقم 35 الصادر في 19 مارس 2011، حيث أصبحت فترة الخدمة الإلزامية في الجيش العربي السوري 18 شهرا.
- إذا لم يتمكن المكلفون الذين لم يصلوا إلى الصف الخامس في التعليم الأساسي أو أقل من ذلك من أداء الخدمة الإلزامية، يجب عليهم قضاء مدة الخدمة الإلزامية الخاصة بهم داخل الجيش العربي السوري لمدة واحد وعشرين شهرا.
أهمية تأدية الخدمة الإلزامية في سوريا
- الخدمة العسكرية الإلزامية هي استجابة لنداء الوطن سواء في حالات السلام أو الحرب، وقد تم تطبيق الخدمة الإلزامية في سوريا لتعزيز التوحيد والتآزر بين المجندين من مختلف الطوائف في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
- أصبح الجيش العربي السوري مدرسة لتعليم أهمية الوحدة بين جميع المواطنين ونشر الوعي الوطني في وطن واحد.
شاهد أيضًا: استعلامات كلية الشرطة مصر
المدة المطلوبة لأداء الخدمة الإلزامية في سوريا هي المدة التي يخصصها كل ابن لوطنه للعمل على رفعة وتقدير هذا الوطن، وهي واجب مقدس يجب أن يؤديه كل المواطنين المكلفين به، كإعطاء بسيط مقابل ما يقدمه الوطن لجميع أبنائه.
