في هذه المقالة، سنتعرف على كيفية كانت مصر في أيام الفراعنة، بما في ذلك ممارسات أوائل المصريين في الزراعة وبناء المدن والقرى على ضفاف نهر النيل، بدءا من الجندل الأول وصولا إلى أحراش الدلتا، وذلك لتحقيق حياة مستقرة ساهمت في تأسيس (عصر ما قبل الأسرات).
وصل هذا العصر إلى حوالي 3000 سنة، وتم فيه بناء المدن على ضفاف نهر النيل، مثل مدينة طيبة ومدينة ممفيس ومدينة هليوبوليس.
ثم اندمجت هذه المدن فيما بعد في المملكة الشمالية وكانت عاصمتها بوتو، وكان شعارها نبات البردي، وأما المملكة الجنوبية فكانت عاصمتها نخب وشعارها نبات زهرة اللوتس.
أوضاع مصر السياسية في عصر الفراعنة
العصر الفرعوني قديماً كان ينقسم إلى 3 دول رئيسية وهما كالتالي:
- الدولة الأولى هي الدولة القديمة التي استمرت لمدة 1140 سنة، وحكمت فيها 11 سلالة.
- الدولة الثانية، وتعرف أيضا بالدولة الوسطى، استمرت لمدة 480 سنة، وحكمتها حوالي 7 أسر.
- تعتبر الدولة الثالثة الدولة الحديثة التي استمرت لمدة 1240 سنة، وحكمتها حوالي 14 أسرة.
يمكن الإجابة على سؤال كيف كانت مصر أيام الفراعنة، وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع السياسية، بأن مصر شهدت الكثير من الأحداث المتنوعة والمتباينة بين الضعف والقوة.
- كانت الحكومة الأولى أو الحكومة القديمة للكهنة هي الحكومة السائدة في الدولة، حيث تم بناء الأهرامات الثلاثة في تلك الدولة. وانتهت هذه الدولة بثورة شعبية من قبل الفلاحين والحرفيين والعبيد خلال حكم الأسرة الحادية عشر والأخيرة.
- حيث قد أجبروا الملك على التخلي عن عرش مصر، ثم قاموا بعد ذلك بغزو منازل الأثرياء ونهب القصور والمقابر التي تعود للملوك، مما أدى إلى بداية عصر جديد وهو عصر الدولة الثانية أو الدولة الوسطى.
أوضاع مصر السياسية في عصر الفراعنة
- منذ بداية الدولة الوسطى، اهتم ملوكها بمشاريع التنمية والبناء، مما أثر إيجابا على الزراعة والصناعة والتجارة وأدى إلى ازدهارها، حتى غزا الهكسوس الدولة الوسطى وهزمها ليبدأ عصرا جديدا وهو عصر الدولة الثالثة والحديثة.
- ظهرت الدولة الحديثة بعد هزيمة الدولة الوسطى على يد الهكسوس بزعامة (أحمس الأول)، ومنذ بدايتها تميزت هذه الدولة بالانتصارات العسكرية. قام تحتمس الثالث، الذي ينتمي إلى ملوك الأسرة الثامنة عشر، بإنشاء إمبراطورية مصرية تمتد حتى العراق.
- استمرت انتصارات الدولة الحديثة حتى وصول الأسرة 19 والأسرة 20 إلى الحكم في الفترة من حوالي 1308 إلى 1087 ق.م، وتميزت بتوسعها الخارجي وتقدمها الحضاري.
- ومثل سابقاتها من الحضارات، انتهت الدولة الحديثة بعد سنوات من الضعف والفوضى والهجمات الليبية والأثيوبية والآشورية على مصر، حيث شهدت لحظات متتابعة من التحرر والقوة ثم تدهورت إلى حالة الضعف الحالية.
- حتى تم الاستيلاء على حكم مصر من قبل الفرس حتى عام 332 قبل الميلاد عندما وصل الإسكندر المقدوني إلى مصر.
شاهد أيضًا: معلومات نادرة عن الفراعنة
سمات الحكم الرئيسية في أيام الفراعنة
فيما يتعلق بأمور الحكم، يمكن وصف مصر أيام الفراعنة بالشكل التالي
- فرعون هو الحاكم أو الملك الذي يتولى رئاسة الدولة، وله سلطة تنفيذية وتشريعية، كما يتولى القيادة العسكرية العليا.
- وهو أيضا رأس الكهنوت وله كامل الحقوق في المطالبة بالوراثة والبنوة الشرعية لآلهة الدولة العليا، ويرث العرش من الملوك الذين لهم صلة قرابة ببعضهم البعض بالدم أو النسب.
- الوزير: وهو يلي الفرعون مباشرة، وكان يتم إسناد هذه الوظيفة في البداية إلى واحد من أبناء فرعون، ثم أصبحت وظيفة الوزير من حق أي رجل لا تربطه صلة قرابة مع الملك وذلك بعد تعرض الحكم الفرعوني في مصر إلى بعض الهزات الاجتماعية.
- في أيام الفراعنة، كان هناك العديد من الهيئات والمؤسسات المختلفة في مصر، مثل الهيئة الملكية التي كانت تقدم مكافآت للموظفين وتطعمهم أثناء حياتهم وبعد وفاتهم.
- تشمل هيئة إدارة الأشغال المعنية ببناء الأهرامات والمعابد والسدود والقلاع والترع والإدارات الحكومية، وكذلك إدارة السلاح وإدارة البعثات والحملات، وإدارة التسجيل والتوثيق، وإدارة الوثائق الملكية.
أوضاع مصر الاقتصادية في أيام الفراعنة
- بعد أن تعرفنا على الوضع السياسي لمصر أثناء الحكم الفرعوني بقي أن نتعرف على كيف كانت مصر أيام الفراعنة فيما يتعلق بالأمور الاقتصادية، كان الاقتصاد في مصر أيام الفراعنة يتميز بقدر هائل من التنظيم والمؤسسية.
- كانوا يقومون بمراقبة فيضان النيل سنويا، ويقومون أيضا بإحصاء السكان والماشية والمحاصيل كل عامين، وكان للفراعنة عدة إدارات مختصة في إشراف الري والزراعة.
- تم إنشاء إدارتين كبيرتين للشؤون المالية والضريبية، الإدارة الأولى وتدعى بـ بيت الفضة أو البيت الأبيض، والإدارة الثانية وتدعى بـ البيت الأحمر، وتختص كل منهما بالضرائب في منطقة الصعيد ووجه بحي على التوالي.
- واعتمدت هاتين الإدارتين على مشروعات الدولة والملك ورواتب جميع الموظفين في الإنفاق.
- وكذلك، المطالب العسكرية والدينية بتحصيل الضرائب العينية بنسبة عشر في المئة من جميع مصادرها.
- لم تنتشر العملة بمفهومها الحديث حتى الآن بين الفراعنة.
- لكنهم قاموا بتشكيل وحدة مشتركة تتكون من كمية محددة من النحاس.
- وذلك لقياس قيمة الأشياء التي تباع وتشترى.
- وقد اكتشفوا أيضا المناجم التي استخرجوا منها الذهب والفضة والنحاس وغيرها.
- ركز المصريون القدماء على التجارة وكانوا يستوردون العديد من المنتجات من مختلف دول العالم عبر أساطيل بحرية عبر البحر الأحمر.
- مثل: تشمل الآلات الحربية والأواني المزخرفة من فينيقيا، والخشب والتوابل من بلاد الشرق والشام.
- كما اشتهرت بصناعة الغزل والنسيج، وتعتبر من أولى الصناعات التي اعتمدتها المصر القديم في العصر الفرعوني.
- وكذلك صناعة الأحجار المستخدمة في صناعة الأواني والحلي والتماثيل واللوحات التذكارية والتوابيت.
- كان القدماء المصريون ماهرين أيضا في صنع السيراميك والقيشاني.
- صنعوا الصنادل والمراكب الخفيفة والمظلات والسلال والحبال والسجاد من البردي. واستخدموا البرونز في العديد من صناعاتهم.
- تم إنشاء أول مصنع جماعي في العالم لتصنيع الأسلحة في مدينة منف.
- وكانت الحكومة المسؤولة عن إقامة المعابد وصناعة المعادن.
شاهد أيضًا: لماذا اختار الفراعنة وادي الملوك ليكون مقابر لهم؟
أوضاع مصر الاجتماعية والثقافية أيام الفراعنة
- بعد أن تعرفنا على الأحوال السياسية والاقتصادية في مصر في العصر الفرعوني، يتبقى لنا أن نتعرف على الجانب المثير.
- وهكذا كانت مصر في أيام الفراعنة من حيث المسائل الاجتماعية والثقافية.
- كان قدماء المصريون يعبدون الحيوانات والطيور.
- يتضمن ذلك إله الصقر والإله حورس، وقد تطورت تصوراتهم للحيوانات حتى اكتسبت صورة بشرية، حيث تمتلك رأس حيوان وجسد إنسان.
- ثم ظهرت بعدها دعوة للتوحيد الإلهي من جانب الملك أخناتون، الذي دعا إلى عبادة الإله آتون فقط.
- الذي يرمز له قرص الشمس، وقد أقام معبد الكرنك الخاص به، ولكن تم إفشال هذه الدعوة بسرعة من قبل كهنة رع.
- وكان قدماء المصريون يمارسون العديد من الأنشطة مثل: يتم الرقص والعزف والغناء داخل المعابد أثناء أداء الطقوس الجنائزية أو الدينية.
- كما كانوا يحتفلون بالأفراح والجنائز، وكانوا يستخدمون الموسيقى كوسيلة للعلاج في حالات الأمراض العقلية والنفسية.
- في أيام الفراعنة، المرأة كانت مساوية للرجل، وكان لها حق إدارة أموالها واستقلالية كاملة بعيدا عن زوجها وبحرية.
- وكان لها أيضا حق كتابة وصية بأموالها كما ترغب.
- في الماضي، كانت النساء يشغلن العديد من المناصب العامة ومكاتب الدولة.
- وتمارس مهنة الطب والتجارة، وتعتبر بيسيشت أول طبيبة في مدينة منف.
- تم تدريس اللغة الهيروغليفية للتلاميذ في المعابد، وكذلك تعليمهم الحساب والهندسة والجغرافيا، وكانت الأمهات تقدم الطعام للكاهن كأجرة.
- كان أبناء الكهنة وكبار الجيش ورجال القصر يكملون دراسات عليا في الطب والهندسة المعمارية.
- والفلك والفلسفة وغيرها بيد الكهنة، حتى يصبح عليهم أن يصبحوا وزراء أو كهنة.
- كان القدماء المصريون من أوائل من اكتشفوا البخور والعطور وجميع أدوات التجميل والكحل وغيرها.
- وكانت النساء يرتدين أنواعا مختلفة من الحلي والأساور والخلاخيل والعقود والقلادات، بالإضافة إلى الشعر المستعار والبواريك.
شاهد أيضًا: حجر الفلاسفة عند الفراعنة
في هذا المقال قد تعرفنا على كيفية كانت مصر في أيام الفراعنة فيما يتعلق بالشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية لدى القدماء المصريين.
