ماذا يعني ميزان العدل؟ العدل هو أساس الملك وأساس كل شيء. يكون كل شيء في هذا المجتمع بناء على العدل، ويضمن أن يعيش الإنسان بأمان وسلام بين الأشخاص. العدل هو العكس التام للظلم.
مفهوم العدل قد يختلف بين الأشخاص، وفي هذا المقال سنناقش العدل وميزانه، ونوضح المفهوم الصحيح للعدل والعدالة، وسنقدم كل ذلك بالتفصيل في هذا المقال.
العدالة
- بمعنى أن العدالة هي عندما يتم محاكمة أي شخص بغض النظر عن الظروف، وتعني العدالة أيضا رؤية الإنسان الخاصة.
- هذا ينطبق على الجميع المحيطين به بشرط أن يتم تنظيم هذا الرؤية وفقا للقانون المعمول به، ويشارك الجميع في صياغته، بعيدا عن أي تحكم. ويتضح لنا أن العدالة تكون عكس الظلم، وأن هناك أهدافا متعددة تتضمن:
شاهد أيضًا: ايات قرانية واحاديث عن أهمية احترام المسنين
أهداف العدالة
- تكون العدالة من أهدافها المناصفة والمساواة بين جميع فئات الشعب والمجتمع.
- تهدف العدالة إلى منع التعدي على الآخرين.
- تهدف العدل أيضا إلى حماية المصالح الفردية والعامة.
- العدل يهدف أيضا إلى تحقيق الحق والسعي لتحقيق الأخلاق الحميدة.
- ويتمثل العدل في تحقيق مفاهيم الحق وتطبيقها بصرامة وشفافية تامة.
العدالة
- باعتبار أن العدالة تختلف في تنفيذها وتطبيقها بين البلدان، فإنها لا تختلف في قوانينها الطبيعية. وتحقيق العدالة يعتمد نسبيا على مدى فهم الآخرين والعمل على فهم الرسالات السماوية التي توضح ما يرغب منا فيه من الله تعالى.
- عندما يتحقق العدل بالطريقة التي يرضيها الله، يصبح الأغنياء والفقراء قادرين على التعايش مع بعضهم البعض بسعادة ورضا كبيرين.
- فالقوانين الموجودة في المحاكم هي من صنع البشر، وتخدم مصالح الأشخاص الذين يمتلكون سلطة قوية، ولكن عدالة الله هي الأجمل والأفضل والأبقى، حيث تعمل على تحقيق العدل في كل شيء وبين جميع الناس.
- العدالة هي قاعدة من القواعد الاجتماعية الأساسية التي تعزز استمرارية حياة البشر مع بعضهم البعض، عندما يتحقق العدالة، يكون هناك أخلاق في كل شيء، في الحقوق والفلسفة والمجتمع بأكمله.
تاريخ
- قام شخص بطرح سؤال عن معنى العدالة في الفلسفة القديمة، فكانت الإجابة هي أن العدالة ترتبط بفضل الله تعالى فهي العدالة السماوية التي يريدها الله بأن تسود بين الجميع حتى يتحقق المساواة والحب والعطاء بين الغني والفقير، بين الكبير والصغير.
- وكما أوضح أرسطو، العدل يعني أن يقوم كل فرد بأداء واجبه في تحقيق التوازن الروحي من خلال العمل على ثلاثة جوانب رئيسية وهي: الرغبة، الشجاعة، الوعي.
- أرسطو وتوما الإكوينى أعلنا أن العدالة ليست فقط فضيلة، بل هي فعل من أعمال الخير التي تتطلب التضحية من أجل الآخرين.
الانسجام
- أفلاطون كان يعيش في العصور القديمة وعند مناظراته مع الجميع، كان قادرا على مناقشة أي شخص يتناقض معه في مفهوم العدالة.
- كان يعتبر العدالة مبنية على معاملة عادلة للفرد والمدينة التي تتمتع بالعدل. فالعدالة هي علاقة واضحة وسليمة تنشأ بين الأطراف المتنازعة وتكون أيضا موجودة بين المدينة والعلاقة السليمة والواضحة المنسجمة.
- ومن هنا يعرف أفلاطون العدالة بأن الفرد لديه القدرة على التحكم في فعل شيء في يده، والرجل العادل هو الذي يأخذ مكانه الصحيح
- الرجل الذي يسعى جاهدا لتحقيق العدالة والمساواة لكل من تعرض للظلم، وهذا ينطبق على المستوى الفردي والعالمي بشكل كبير.
- كما تتكون روح الإنسان من ثلاثة أجزاء وهما: المنطق، والخيال، والرغبة، وهناك تشابه بين ذلك وبين تكون المدينة من ثلاثة أجزاء.
- سقراط يستخدم العربة الحربية لتوضيح هذه النقطة التي يرغب في توضيحها.
- تتحرك العربة بالكامل بفضل قوة الحصانين ويقوم سائق العربة بتوجيهها.
- لذلك فإن الفلاسفة هم الذين يحبون المحكمة.
- هم الأشخاص الذين لهم الحق في الحكم، لأنهم هم الوحيدون الذين يفهمون الخير والشر بشكل كبير.
شاهد أيضًا: أهم ما قيل عن المبادئ والقيم الإنسانية والاجتماعية
فمثلًا
- إذا مرض فرد ما، سيقوم بالذهاب إلى الطبيب بدلا من النجار.
- لأن الطبيب يمكنه علاج المريض.
- وبالتالي، يجب أن يتسم الشخص الذي يعمل في هذا المجال بصفات العدالة اللازمة.
- يجب أن يكون رحيما وحكيما حتى يمكنه أن يدير العدل بدون أي تدخل من أحد، ولا يتولى هذه المناصب لأجل مصالح شخصية أو أهداف شخصية.
- فسقراط يعطي مثلا يشبه ذلك، وهو أن هناك سفينة تجري في عرض البحر.
- وكان يقودها شخص قوي ولكنه كان مخمورا أو سكرانا، والمقصود هنا هو الشعب بشكل عام.
- وهناك أيضا مجموعة من المستشارين الذين لا يستحقون ثقة الآخرين فيهم.
- وهؤلاء هم الأشخاص الذين يحاولون التلاعب بالقائد أو الرئيس.
- لكي يتم منحهم السلطة، يشير هؤلاء إلى السياسيين، والملاحين يشير بهم إلى الفلاسفة.
- هذا هو الشخص الوحيد الذي يعلم كيفية الوصول بالسفينة إلى الميناء.
- بالنسبة لسقراط، كانت طريقته الوحيدة لضمان وصول السفينة بأمان هي الخير.
أشكال العدالة
توجد أشكال عديدة للعدالة ومنها كالتالي:
العدالة المساواتية
- وهذا النوع من العدالة هو نوع العدالة القائمة على تكافؤ البشر.
- وذلك عن طريق عدم التمييز بين الأشخاص وبعضهم، فهم متساوون، بغض النظر عن جنسهم، أو عرقهم، أو عقيدتهم.
- فجميع البشر لديهم حقوق الحرية وتحقيق العدل والمساواة بينهم.
العدالة السياسية
- فالعدالة السياسية تعني حق الفرد في المشاركة السياسية على المستوى الوطني والعالمي.
العدالة القضائية
- وهذه العدالة هي النظام الذي يستند إلى وضع قوانين متوازنة إلى حد كبير، وتتوافق مع الجريمة.
- وأيضا لديهم الحق في محاكمة عاجلة وعادلة وعلنية.
- والجهود مبذولة لإعادة محاكمات عسكرية إلى عقوبات تحت مستوى السجن.
عدالة المبادلة
هذا العدل يأتي عن طريق تأديب الأشخاص الذين يؤذون الآخرين.
عندما يردعون الضرر بنفس القوة التي تعرضوا لها، يمكن تحويل الأذى إلى تسوية مقبولة.
العدالة الاجتماعية
- وتقوم هذه العدالة على توزيع عادل للثروات والمواقع المهمة للعمل.
- والعمل على استغلال الفرص لتلبية الاحتياجات المعيشية والطبية والغذائية.
عدالة الأجيال
- فعدالة الأجيال تعني وجود تفاعل وانسجام بين أجيال اليوم وأجيال المستقبل.
- ويتم ذلك من خلال تحقيق التوازن بين التعويض التقاعدي والتأمين التقاعدي أيضا.
- يتم تحقيق ذلك أيضا من خلال المحافظة على التوازن البيئي والاستفادة من الثروات الطبيعية دون تجاوز حدودها.
- والعمل على ابتكار وتحسين أدوات إنتاج الطاقة المتجددة حتى يتم توريث الأرض.
- تجعل الأجيال القادمة تتمتع بالقدرة على العيش عليها بدون أي مشاكل.
قيمة العدل في الإسلام
- العدل هو أمر مهم جدا في الإسلام، حيث أمر الله بالعدل في كل شيء، ومن هنا جاء الإسلام لنشره.
- لذلك يتم اختيار القضاة بناء على العمل والمعرفة بالكتاب والسنة والشريعة، لكي يتمكنوا من تحقيق العدل والعدالة بين الناس.
شاهد أيضًا: احاديث نبوية تحث على العمل اليدوي
