سنقدم لكم اليوم توضيحا مفصلا لكيفية صلاة التوبة، وذلك للفائدة العامة ليتعلم الآخرون كيفية التوبة من المعاصي والذنوب، والرجوع إلى الله، ونسأل الله التوبة لكل عاص حتى ينعم بالسعادة الحقيقية التي سيشعر بها ويرضى الله عنه.
ما معنى التوبة؟
- يمكننا توضيح معنى التوبة بأنها العودة إلى الله والابتعاد عن الخطايا وكل ما يغضب الله عز وجل، والدعاء إلى الله لفتح أبواب الرحمة والمغفرة والاستعانة بفضله. وبإذن الله سيتقبل الله التوبة طالما أن العبد يلجأ إليه.
- وقد قال الله تعالى (أقول يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله. إن الله يغفر الذنوب جميعا. إنه هو الغفور الرحيم). والتوبة مفتوحة لكل عاص أو مذنب، ولكن المهم على العاصي أن يكون صادقا في توبته وألا يعود إلى الخطايا مرة أخرى.
شاهد أيضًا: خطبة دينية قصيرة عن أهمية الصلاة
أنواع التوبة
أما عن أنواع التوبة فيمكن أن نوضحها من خلال الآتي: –
- التوبة الصحيحة: وهي تعتبر توبة المذنب توبة صادقة ولا يمكن العودة إلى الخطيئة مرة أخرى.
- التوبة الأصح: إنها التوبة النصوحة التي ينكر فيها الفاعل خطأه ويكرهه تماما، ولا يتذكره مرة أخرى، لأنه بالفعل يكره المعصية ويرغب في رضا الله عنه.
- التوبة الفاسدة: وفي هذه التوبة يمكن لصاحب التوبة أن يعود إلى الخطيئة ويستمتع بها ويحبها، ويتوب بلسانه فقط، ولكن مع مرور الوقت سيقوم بارتكاب الخطيئة مرة أخرى.
كيفية صلاة التوبة بالتفصيل؟
- فيما يتعلق بكيفية أداء صلاة التوبة، يمكن أن نعبر عنها بقول النبي صلى الله عليه وسلم ببساطة. قال: `إنه ليس لأي عبد يذنب ذنبا ثم يتطهر جيدا، ثم يقوم ويصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا أن يغفر له.` بعد ذلك، يأتي ما ذكر في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: `والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم، يذكروا الله فإستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون.
- وهذا الصلاة عبارة عن ركعتين يتوسل فيها العبد الله عز وجل بأن يرضى عنه ويقبل توبته ولا يرغب في العودة إلى تلك المعاصي والذنوب مرة أخرى، ويجب أن تكون نيته صادقة في الدعاء إلى الله، ويمكن أداء هذه الصلاة في أي وقت مباشرة بعد شعور العبد بالتوبة، دون تأجيل أو إبقاء، حيث أن الباب مفتوح دائما.
- في حالة عودة العبد إلى الله، سيقبل التوبة بإرادته، ولكن هناك حالتين لا يمكن لله قبول التوبة فيهما، الأولى عند ظهور آخر علامات يوم القيامة، والثانية عند غرق العبد. فقط في هاتين الحالتين لا يتم قبول التوبة في تلك اللحظة.
داود عليه السلام وتوبته
- أما بالنسبة لداود عليه السلام وتوبته، فقد قام بارتكاب خطيئة معينة وقرر السجود والمضي في السجود حتى يرضى الله عنه ويقبل توبته، وظل يبكي أثناء السجود، وفي ذلك الوقت قال له الملك: `أول أمرك خطيئة، وآخرها معصية، فارفع رأسك`.
- كان داود عليه السلام متضررا من النظر إلى السماء بعد ارتكابه الخطيئة، لم يرفع رأسه أبدا.
أدم عليه السلام وتوبته
- أما عن آدم عليه السلام وتوبته فيمكن القول إن الله عز وجل حذر أدم عليه السلام من الشيطان ووساوسه كثيرا حيث قال تعالى (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين).
- أدم لم يستجب لتحذير الله وأكل من الشجرة، وفي ذلك الوقت كان عليه أن يتوب إلى الله عن ما فعله. فأزاح الشيطان الاثنين من جنتهما وأخرجهما من المكان الذي كانا فيه، وأمرهما الله أن يهبطا إلى الأرض وأصبحا أعداء لبعضهما البعض، ولكن لكم مكان ثابت ونعمة في الأرض حتى الحين، ثم تلقى آدم من ربه بعض الكلمات وتاب عليه، فإنه الرحيم العائد عن الذنب.
شاهد أيضًا: هل تعلم عن الصلاة والصوم ؟
أحاديث عن التوبة
سنوضح لكم بعض أحاديث عن التوبة والتي من بينها ما يلي: –
- قال النبي صلى الله عليه وسلم (سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللهم، أنت ربي، لا يوجد إله سواك، أنت الذي خلقتني وأنا عبدك، وأنا ملتزم بعهدك ووعدك حسب قدرتي، أستعيذ بك من شر ما أقدمت عليه، أعترف بنعمتك علي، وأقر بخطيئتي فارحمني، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قيل: من قال هذا الدعاء في النهار وهو واثق به، ثم توفي في نفس اليوم قبل المساء، فهو من أهل الجنة، ومن قاله في الليل وهو واثق به، ثم توفي قبل الصبح، فهو من أهل الجنة.
- روى أنس بن مالك أن الله تعالى قال: `يا ابن آدم! إذا دعوتني ورجوتني، فإني أغفر لك ما كان منك ولا يهمني. يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، فإني أغفر لك ولا يهمني. يا ابن آدم! لو أتيتني بقراب الأرض ذنوبا ثم لقيتني وأنت لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة.
- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل يمتد يده بالليل ليقبل توبة الخاطئ في النهار، ويمتد يده بالنهار ليقبل توبة الخاطئ في الليل، حتى تشرق الشمس من مغربها).
شروط التوبة من الزنا
بالنسبة لشروط التوبة من الزنا، يمكن أن نوضحها كما يلي: –
- يجب أولا أن يتخلى الفرد بشكل نهائي عن هذا الأمر الفاسد، حيث قال الله (تعالى يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا، إنك على كل شيء قدير).
- يجب أن يندم الشخص من داخله بإخلاص على أفعاله حتى يتقبل الله توبته.
- يجب أن يكون لديه الإصرار والإرادة الكاملة على عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى وعدم الاستسلام لأفكار الشيطان والانسياق وراء هذا الأمر، حتى يقبل الله التوبة ويتخلص من هذا الأمر الفاسد.
أسباب إعاقة التوبة
أما عن أسباب إعاقة التوبة فيمكن توضيحها من خلال الآتي: –
- تسويف التوبة: عندئذ، يرغب العبد في القيام بهذا العصيان ولا يستطيع تجنبه، ويحب أن يستمر في القيام به ويتعود على فعله، ويؤجل توبته حتى تتراكم عليه الخطايا والمعاصي الكثيرة.
- عدم التوبة بسبب ممن حوله: في هذه الحالة، يحتاج الشخص المذنب إلى التوبة، ولكنه لا يتوب بسبب ضغوط المحيطين به. فهناك العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أن الشخص الملتزم بالدين هو ضعيف، وهذا ما يسبب قلق الفرد من أن يتعرض لانتقادات من الآخرين، وهذا الاعتقاد خاطئ تماما.
- استحلال الذنب: الفرد يميل للقيام بالأفعال التي يفضلها ويحبها دائما، وهذا الأمر ينطبق على الكفار.
- اعتماد الفرد على رحمة الله: إذ يظل العبد يرتكب المعصية ويقول إن رحمة الله واسعة وسيقبل توبته في أي وقت يتوب فيه إليه.
شاهد أيضًا: صلاة الشروق موعدها وعدد ركعاتها
في النهاية، بعد أن قدمنا الكثير من المعلومات المختلفة حول التوبة وشرحنا بالتفصيل كيفية أداء صلاة التوبة، نرجو من كل عاص أو مرتكب لذنب أن يعود إلى الله ويتوب بإخلاص قبل أن يندم على ذلك في زمن لا يمكن العودة فيه. نتمنى لكم الخير وانتظروا منا المزيد من المقالات المفيدة.
