تعريف العقل الباطن في علم النفس

مفهوم اللاوعي في علم النفس يعد واحدا من أهم المفاهيم التي تساعدنا على فهم النفس البشرية وما يدور في العقل الباطن، ومعرفة تكوينه وبعض التفاصيل عنه التي تسهل علينا فهم طرق تفكيرنا ودوافعنا واتخاذ القرار.

ما هو اللاوعي؟

  • يستخدم أخصائيو علم النفس والطب النفسي مصطلح اللاوعي لوصف العمليات العقلية التي لا تظهر، مثل الأفكار والتصورات والمشاعر التي تحدث في العقل دون أن يدركها الفرد.
  • بغض النظر عن مدى سيطرتنا على أفعالنا، يتحكم العقل اللاواعي في جميع أفعالنا الواعية.
  • قد يؤدي ذلك إلى اتخاذ قرارات غير صائبة أو الجذب نحو أشخاص غير مناسبين لنا.
  • يتظاهر تأثيره في الأحلام؛ حيث يستخدم الأحلام لإرسال تحذير أو رسالة، سواء كنا ندرك ذلك أم لا.

شاهد أيضًا: كيف أوصل راسله بالتخاطر

مما يتكون اللاوعي

  • يتكون اللاوعي من ثلاث قوى.
  • الجزء الحيواني أو ما يسمى بالـ id.
  • الحس الأخلاقي أو Superego.
  • الذات المنطقية أو الإيجو/ Ego.

خصائص اللاوعي

  • يقوم بعمليات غير مرئية للوعي.
  • يعتبر اللاوعي مخزن الذاكرة التي نعتقد أننا نسيناها في واقعنا، ولكنها محفوظة فيه.
  • يساعدنا على اكتساب المهارات وتحسينها دون بذل نفس الجهد الذي نبذله عند تعلمها لأول مرة.
  • هناك آراء مختلفة حول ما إذا كان اللاوعي مصدرا لتحقيق الرغبات المكبوتة في الإنسان والتي لا يمكنها تحقيقها في الواقع بسبب الرفض الواقعي أو الرفض الاجتماعي أو الرفض الأخلاقي.

نموذج سيغموند فرويد

  • أسهم سيغموند فرويد بشكل كبير في فهم وتحليل الإنسان، ويعرف بأبو التحليل النفسي ومؤسس علم التحليل النفسي، وهو الشخص الأول الذي وضع نموذج اللاوعي.
  • يعتقد فرويد أننا، على الرغم من أن اللاوعي وعملياته ليست واضحة لنا، إلا أننا نكون تحت سيطرته بشكل كامل، ويؤكد أيضا أن اللاوعي يظهر تأثيره من خلال الفرط في الكلام، والأحلام، والمخاوف الهستيرية.
  • قام فرويد بتحليل آراءه وتفسيرها باستخدام الأحلام كدليل، وهذا يشير إلى أن الأحلام هي مكان للقاء اللاوعي وتعبيره عن ردود الفعل الخاصة به.
  • أدرج فرويد نموذجه الشهير وقسم اللاوعي إلى ثلاثة أجزاء.
  • النفس، وهي المعروفة أيضا باسم منطقة الغرائز، تتألف من مجموعة من الدوافع مثل رغبة البقاء والموت، وحماية الذات، والرغبة الجنسية، والعدوانية، وتخضع لمبدأ اللذة والاستمتاع الفوري.
  • لا يدرك العلاقة بين الزمان والمكان، ويجهل قيم ومبادئ الحياة الواقعية، وفيما يتعلق بالتكوين، يتشكل أولا قبل الذات والذات العليا.
  • الأنا هي تلك الطاقة والنظام الحاكم بين الهو والأنا الأعلى، وبالتالي فإنها تتعرض لضغوط كثيرة؛ فهي تخدم أيضا ثلاثة جهات مختلفة، ويتعين عليها تحقيق التوازن بين بدايات الهو واندفاعيته وبين صرامة ومبادئ الأنا الأعلى وبين متطلبات الواقع والمجتمع والمبادئ الاجتماعية.
  • يعتب هو الجزء الأكثر انفتاحا على الواقع الخارجي وتعامله معه، ويعتب أيضا، ويكتسب الاستقلال بالتدريج نتيجة لعمليات الادراك والشعور بسبب احتكاكه بالعالم الخارجي.
  • الأنا العليا هي الجزء الثالث من تكوين اللاوعي، وتمثل الضمير الأخلاقي وتحتوي على القيم والمبادئ والأخلاق الاجتماعية، وتشمل أيضا المراقبة الذاتية ولكن من الداخل.

مفهوم اللاوعي في علم النفس

  • شدد العديد من العلماء وأطباء النفس على تفسير مفهوم العقل الباطن لدى الإنسان ودرسوا أهميته وطرق ترابطه مع تفاعلاته وسلوكياته وأعماله اليومية.
  • بفضل تحليل النفس، يصبح الجزء الغير واعي معروفا وواضحا للوعي.
  • يشير إلى بعض المعاني الغير واعية للمنتجات النفسية عند تجاوز المقاومة في عدم الكشف عنها علنا.
  • يعتبر علم النفس أن اللاوعي هو مصدر الأفكار التلقائية التي ينشئها الإنسان، ومستودع الأحلام والذكريات المنسية.

هل اللاوعي موجود؟

  • علميا، من غير الممكن اختبار اللاوعي بشكل مادي أو أن يستنتج علماء النفس وأطباء الطب النفسي وجود اللاوعي من خلال الرؤية.
  • ولكن يؤثر على الوعي في حالة حدوث الإجهاض.
  • يظهر تأثيره أيضا في الأحلام والمعاني اللاوعية في الرموز التي تحملها.
  • تظهر بوضوح في التأثير على الانزلاقات اللسانية والفوبيا.

اللاوعي والأحلام

  • يرى علماء النفس أن اللاوعي يستخدم الأحلام بطرق متعددة كوسيلة.
  • كونها مخرجا للرغبات المكبوتة التي يحولها الواقع أو يرفضها المجتمع.
  • كوسيلة لنقل رسالة أو تحذير في وعي الشخص.
  • يرى بعض آخرون من علماء النفس أنه نتيجة صعوبة الحياة اليومية، قد يلجأ اللاوعي إلى استخدام الأحلام لإيجاد حل لمشكلة ما يواجهه في الوعي أو في يومه.
  • أو أن الأحلام تكون وسيلة للتعبير عن الصعوبات التي يواجهها في الحياة الواقعية.
  • قد ترمز هذه الأحلام أيضا إلى تجارب عاطفية يمر بها الفرد.

شاهد أيضًا: التنويم المغناطيسي وفوائدة

علاقة الوعي باللاوعي

  • من الواضح أن الوعي واللاوعي لهما ارتباط مباشر يرتبط بقوة بحاجات الإنسان.
  • فالأحداث التي يمر بها الإنسان منذ طفولته بوعيه تختزن في العقل الباطن ويقوم بإخراجها، وتظهر بعضها في صورة أحلام أو أخطاء في النطق.
  • من الأفضل ألا نبالغ في تفسير وتقدير أفعال الآخرين، حيث يمكن أن تكون نتيجة لأحداث في الماضي أو مشاكل صحية ونفسية، أو نتيجة اضطرابات نفسية وسلوكية.
  • يحدث التطور في العلاقة بين الوعي واللاوعي للقيام بما يعرف بالإسقاط أو الإسقاطات، أو كما يسمى بالإنجليزية Projection.
  • الإسقاطات هي تقديرنا لكيف ستكون علاقتنا مع الآخرين عندما نلتقي بهم للمرة الأولى، ويتم ذلك من خلال تطبيق خبراتنا وعلاقاتنا السابقة عليهم بعد مراقبة تصرفاتهم.
  • باستخدام الإسقاطات بشكل فعال، نستطيع التفاعل والتواصل مع الآخرين بشكل أفضل.
  • تحدث هذه الإسقاطات سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، وبشكل مباشر أو غير ذلك في جميع الحالات.
  • إذا كانت علاقتنا السابقة أو تجاربنا النفسية إيجابية، فقد تكون هناك احتمالية لأن تكون هذه العلاقة إيجابية أيضا، وقد تتشكل صداقة طيبة ونتبنى مواقف إيجابية تجاه الشخص نفسه.
  • في حالة أن كانت علاقتنا أو تجاربنا النفسية السابقة ذات طابع سلبي، فسوف تتجلى النتيجة بوجود علاقة سلبية، حيث سنتخذ مواقف سيئة وسلبية تجاه العلاقة والشخص أيضا، وهذا ما يعرف بالإسقاط في علم النفس ودوره في حياتنا اليومية.

اللاوعي الجماعي

  • يتم التحدث عن اللاوعي الجماعي بعد اللاوعي الفردي.
  • يتكون اللاوعي الجماعي من تراكم وتجميع الخبرات والرموز التي اكتسبها البشر عبر تاريخ الإنسانية، وأصبح جزءا أساسيا ومتجذرا في اللاوعي الجماعي.
  • يتميز اللاوعي الجماعي بأنه عامل مشترك بين جميع البشر.
  • تكمن أهميته في نقل الخبرات والمعتقدات المشتركة بين الشعوب أو الجماعات.
  • يحدد اللاوعي الجماعي أفعال وسلوك وتصرفات شعب معين أو مجموعة معينة.
  • اعتبر الطبيب النفسي كارل يونج أن اللاوعي الجماعي هو الذاكرة الثقافية الجماعية، وهو أول من تحدث عن اللاوعي الجماعي، وهذه الذاكرة تحتوي على السلوكيات التي مارستها الأجيال السابقة والأسلاف.
  • تكمن خطورة اللاوعي الجماعي في توريث واكتساب السلوكيات غير المنطقية عبر الأجيال، والتي تمنح العاطفة الغلبة على العقل العقلاني.
  • قد يؤدي توريث تلك السلوكيات والتصرفات غير العقلانية إلى حدوث مشكلات في مجالات مختلفة.
  • بناء على أهمية المسؤولية الإعلامية والإعلانية في تشكيل إطار اللاوعي الجماعي، فإنها تلعب دورا كبيرا في التوجيه أو الكشف عن اللاوعي الجماعي بصورته.

شاهد أيضًا: ما هو العلاقة بين الوعي واللاوعي وما يحكم وجود الذات

بالرغم من أهمية تأثير اللاوعي علينا كأفراد أو كجماعات وأمم، فإنه ليس لدينا الحق في استخدامه كعذر أو حجة لأفعال وسلوكيات غير معقولة.

تعريف العقل الباطن في علم النفس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *