هل يجوز أداء صلاة الاستخارة للآخرين؟ يتساءل الكثيرون عما إذا كان يجوز أداء صلاة الاستخارة للآخرين أم لا، حيث تعتبر صلاة الاستخارة طلبا لاختيار الله سبحانه وتعالى عندما يكون الشخص مترددا بين أمور متعددة أو يقوم باختيار شيء جديد في حياته، لذلك يطلب المساعدة من الله ليمنحه الخير في جميع الأمور.
وتصرف عنه ما هو شر، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الصلاة أو الدعاء الموجود في صلاة الاستخارة، ولكن الكثير يتساءل عما إذا كان يجب على الشخص أن يؤدي صلاة الاستخارة بنفسه أم يمكن لشخص آخر أن يؤديها نيابة عنه، وسنتعرف على ذلك في المستقبل.
هل يجوز صلاة الاستخارة للغير؟
تتساءل الكثير من الناس عما إذا كان يجوز لغيرهم أداء صلاة الاستخارة لطلب المساعدة من الله في اتخاذ قرار، وقد أوضحت دار الإفتاء إجابة على هذا السؤال (هل يجوز صلاة الاستخارة للغير) وذلك من خلال الإجابة التالية:
- أوضحت دار الإفتاء، بما في ذلك جميع العلماء، أن صلاة الاستخارة هي سنة مستحبة، حيث يمكن للشخص الوكيل أن يصلي الاستخارة بدلا من غيره. وقد أشار المالكية في إجابتهم على هذا السؤال وأوضحوا أنه يمكن للغير أن يصلي الاستخارة.
- فقد أكد النفراوي وقال في كتابه `الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني` أنه يجوز الاستخارة للآخرين. فعندما يقوم أي شخص بهذا، فإنه يطلب المساعدة من الله للقيام بأعمال الخير.
- وذكر في `شرح مختصر خليل للخرشي` أن العديد من المشايخ يقومون بأداء صلاة الاستخارة للآخرين، وأكد العديد من الفضلاء من خلال قول الرسول صلى الله عليه وسلم: `من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه`. فإن أداء صلاة الاستخارة يعتبر طلبا للنفع من الله سبحانه وتعالى.
ولا تتردد في زيارة مقالنا عن: كيف تصلي صلاة الاستخارة للزواج؟
دعاء صلاة الاستخارة
باستخدام المتابعة، يمكننا الإجابة على سؤال مشروعية أداء صلاة الاستخارة للآخرين ومعرفة أنها مسموحة. يجب على المسلم معرفة الدعاء المناسب للصلاة الاستخارة حيث يلجأ إليها عندما يشعر بالتردد في أمر من أمور الحياة.
ويرغب الإنسان في طلب المساعدة من الله لتحقيق الأفضلية والخير والبصيرة في أمور مثل الزواج أو السفر أو السعي لشراء سيارة أو منزل جديد أو وظيفة أو أمر آخر في الحياة. لذا ينبغي على الإنسان التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالتضرع والطلب منه أن يقدم له الخير في الأمور التي يشتكي منها.
كيفية صلاة الاستخارة
- باستشارة مشايخ دار الإفتاء والحصول على الإجابة الصحيحة، يتبين أن صلاة الاستخارة للآخرين جائزة، ومن الضروري أن نتعلم كيفية أداء صلاة الاستخارة بشكل صحيح، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا هم أحدكم بأمر ما، فليركع ركعتين غير فرض، ثم يقول:
- اللهم، أنا أتوجه إليك بعلمك لأستشيرك وبقدرتك لأستقدرك، وأسألك من فضلك العظيم، فأنت الذي تقدر وأنا لا أستطيع، وأنت الذي تعلم وأنا لا أعلم. أنت عالم بالأسرار والأمور الخفية. اللهم، إن كنت تعلم أن هذا الأمر هو الخير لي في ديني وحياتي ونهايتي – أو ربما يكون أمرا عاجلا ومؤجلا – فاجعله سهلا وميسرا لي، وبارك فيه لي.
- إذا كنت تعلم أن هذا الأمر سيكون سيئا بالنسبة لي في ديني وحياتي ومستقبلي – أو ربما في الوقت الحالي والمستقبل – فالرجاء أن تحوله عني وتبعدني عنه، وأن تقدر لي الخير حيثما كان، ثم ارضني وأجعل حاجتي تتحقق.
كما أدعوك للتعرف على: طريقة صلاة الاستخارة الصحيحة
كيف تصلي الاستخارة؟
يجب صلاة الاستخارة بشكل صحيح، وذلك من خلال القيام بالخطوات التالية:
- أولا، يقوم الإنسان بأداء الوضوء مثل وضوء الصلوات الخمس.
- عند تأدية صلاة الاستخارة، ليس مسموحا بالعمل أو قبولها بدون نية.
- أد صلاة ركعتين غير الفريضة، واقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة ثم سورة الكافرون.
- أما في الركعة الثانية من الصلاة، يتم قراءة سورة الفاتحة، تليها سورة الإخلاص، ثم يتم التسليم في نهاية الصلاة.
- يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمه وفضله، ونثني عليه، ونصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث إن أفضل صيغة للصلاة على النبي هي الصلاة الإبراهيمية التي يقولها المسلم خلال التشهد في الصلاة.
- يتم قراءة دعاء الاستخارة المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما يجد أحدكم نفسه في موقف يحتاج إلى اتخاذ قرار، فينبغي له أن يصلي ركعتين اختيارية، ثم يقول: `اللهم إني أستخيرك بحكمتك وأستعينك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تستطيع وأنا لا أستطيع، وأنت تعلم وأنا لا أعلم، وأنت عالم بالأمور الخفية.
- اللهم إن علمت أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعيشتي ومصير أمري – أو إنه أمر عاجل ومستقبلي – فاقدره وسهله لي، ثم بارك لي فيه، وإن علمت أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعيشتي ومصير أمري – أو إنه في العاجل والمستقبل – فأعرض عنه وأعرضني عنه، واقدر لي الخير حيثما كان، ثم ارضني. قال: “واستجب لحاجته”.
- بعد إتمام صلاة الاستخارة، يجب أن يعتمد الإنسان بثقة على الله سبحانه وتعالى، فقد طلب المساعدة والخير من الله في الأمر الذي يتقدم له ويسعى لتحقيقه، وليس من شروط صلاة الاستخارة أن يحصل المسلم على رؤية أو حلم بعد الصلاة.
- كما يعتقد الكثير من الناس، ويعتمدون على الله ويسعون في الأمور التي يستشيرون الله فيها.
الأوقات المستحبة لصلاة الاستخارة
يعتقد الكثيرون أن هناك أوقات محددة لأداء صلاة الاستخارة، لكنها ليست مشروطة بوقت معين. يحق للمسلم أن يصلي الاستخارة في أي وقت يشاء إذا أراد طلب الخير من الله سبحانه وتعالى في أمر ما. عليه أن يتوضأ ويتوجه إلى الله بالصلاة.
يسأل الله عن حاجته إلا أن هذا السؤال يشير إلى جواز الصلاة في أي وقت، إلا صلاة الاستخارة التي ينبغي أن لا تقام في أوقات المكروه.
أوقات غير مستحب فيها صلاة الاستخارة
- بعد الاطلاع على إجابة السؤال المثير للجدل، وهو هل يجوز أداء صلاة الاستخارة نيابة عن الآخرين، يتوجب علينا معرفة الطريقة الصحيحة لأداء صلاة الاستخارة والأوقات المناسبة لأدائها، بالإضافة إلى التعرف على الأوقات المكروهة للصلاة، ومنها صلاة الاستخارة.
- وتلك الفترات هي من بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس بمقدار رمح، ووقت توسط الشمس في السماء، بالإضافة إلى بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، لذا يجب تجنب هذه الأوقات وأداء صلاة الاستخارة في أي وقت آخر.
- كما يتوجب على الإنسان أن يستشير الله في الأمور المباحة عندما يحدث تعارض بين اختيارين ويرغب في اتخاذ قرار بينهما.
- أو يمكن أن يكون أحدهما أفضل من الآخر، وفيما يتعلق بالأمور المستحبة، من الأفضل أن يتم فعلها، ولا يجب استخدام الاستخارة في الأمور المحرمة.
ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: كيفية صلاة الاستخارة بالتفصيل
حكم صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة هي سنة مستحبة يقوم بها المسلم للتوجه إلى الله سبحانه وتعالى لطلب المشورة والخير في شؤون الدنيا، خاصة في المسائل التي يصعب على المسلم أن يعرف ما هو الصواب فيها. فيتوجه إلى الله ليستعين في اتخاذ القرار إذا كانت تلك الأمور خيرا، أو ليبتعد عنها إذا كانت شرا.
مثلا، الزواج أو السفر أو أي أمر آخر يرغب الإنسان في استشارته من الأمور غير المحظورة.
من خلال ما سبق، يمكننا الإجابة على سؤال مشروعية صلاة الاستخارة للآخرين. إنها جائزة وتعتبر من أفضل النعم التي وهبها الله للإنسان ليستشيره في طلب المساعدة والاستعانة لتحقيق الخير والابتعاد عن الشر في الأمور التي يتردد فيها المسلم.
