مصر لديها العديد من المعالم السياحية البارزة التي تم بناؤها منذ آلاف السنين من قبل القدماء المصريين. ومن أهم الأماكن التاريخية والأثرية في مصر وادي الملوك، وفي هذا المقال سنتعرف على موقع وادي الملوك ووظيفته وبعض المعلومات الأخرى.
أين يقع وادي الملوك
- وادي الملوك يقع في الجانب الجنوبي من مصر، وهو موقع سياحي جذاب يتوافد عليه آلاف السياح سنويا من الداخل والخارج.
- يزداد تواتر وصول السياح إلى وادي الملوك والملكات بشكل كبير في فصل الشتاء، بهدف استكشاف كنوز الحضارة المصرية القديمة التي تعود إلى الفراعنة، والاستمتاع بالطقس الدافئ الذي يتمتع به مصر في فصل الشتاء.
- وادي الملوك والملكات هي منطقة تخصص لمقابر ملوك وملكات مصر في العصور الفرعونية القديمة.
- والذين كانوا يعتقدون بأنهم سيعودون للحياة مرة أخرى وأن هناك حياة بعد الموت، ولذلك كانوا يرغبون في دفن أنفسهم في هذا الوادي بعد تجهيزه بكنوزهم الخاصة داخل قبورهم.
- لذلك، عندما يكتشف المقابر الأثرية، يجد المكتشف مع الموتى آثارا وكنوزا من الذهب تخص هؤلاء الملوك والملكات.
شاهد أيضًا: أين توجد مدينة الاقصر؟ وماذا يطلق عليها؟
ما هو وادي الملوك
- وادي الملوك هو المنطقة الضيقة المغلقة الموجودة في الضفة الغربية لنهر النيل، وهي تقع بجوار صخور جبل طيبة وخلفها مدينة الأقصر.
- وتدل جغرافيا وادي الملوك على أنه يقع في مناطق عميقة محيطة بالتلال من جميع الاتجاهات، وهو يشبه حفرة ضخمة بشكل غير منتظم.
- وتمتد مرتفعاتها عبر حواف الهضاب الغربية، ويوجد في جانبها الشرقي معبد الكرنك في وادي الملوك، وهو على بعد 3 كم، ويمكن للسائح الوصول إلى وادي الملوك من مدينة الأقصر.
- وذلك بالمرور عبر نهر النيل للتوجه إلى البر الغربي منه، ويتم ذلك عن طريق دخول السهل وعبور معبد سيتي الأول الواقع في قرية القرنة.
- ثم يتم المرور إلى الجهة الغربية للطريق الصحراوي، والذي يتميز بتعرجاته الكثيرة ومروره عبر التلال، وتصل مسافة طريق وادي الملوك إلى حوالي خمسة كيلومترات.
مهام وادي الملوك
- كان الفراعنة يرغبون في تهيئة الوادي ليكون مقبرة لهم تحتوي على كل كنوزهم، لأنهم اعتقدوا أنهم سيعيشون إلى الأبد.
- تعود قصة اختيار وادي الملوك كمكان لدفن ملوك وملكات الفراعنة إلى الملك تحتمس الأول، الذي كان ثالث ملك في الأسرة الثامنة عشرة، وتمتد حكمه من عام 1501 إلى 1540 قبل الميلاد.
- كان هذا الملك يرغب في اختيار مكان معزول ومحمي بصخور طيبة لدفن جسده، وذلك لحمايته والحفاظ عليه من السرقة.
- ذلك دفعه ليطلب من المهند أن يجد له موقعا سهل المنخفض في وسط التلال والهضاب، وخلف الصخور الجبلية.
- ثم قام المهندس فعلا بالبحث عن هذا المكان وبنائه بكل الطرق المعمارية، وقد سجل قصة اختيار مقبرة تحتمس الأولى التي لا تزال موجودة على جدرانها.
- قد قمت بالإشراف بمفردي على اختيار مقبرة صخرية للملك تحتمس الأول دون أن يشعر بي أحد.
شاهد أيضًا: ما لا تعرفه عن الملكة بلقيس
أين كان يدفن المصريون أجسادهم
- اعتقد المصريون القدماء بلا شك أنهم خالدين وسيرجعون إلى الحياة الأبدية مرة أخرى دون أن يتعرضوا للموت مجددا، ولذلك كانوا يجهزون مقابرهم بشكل كامل بكل ما يحتاجونه وكنوز تمكنهم من عيش حياة جيدة عند عودتهم للحياة.
- عمل المصريون القدماء على تحنيط جثامينهم لمنع تعفنها مع مرور الوقت، وكانوا يبذلون جهودا لاختيار مكان دفنهم بعناية، ويحضرون توابيت كبيرة وضخمة لوضع جثامينهم فيها على أمل أن تحمي أجسادهم من التلف.
- قبل عصور الأسرات وخلال عصر السحيق، كان المصري القديم يبني مقبرته على حواف مناطق الصحراء البعيدة عن الأراضي الزراعية المملوءة بالمياه، وتتميز تلك المناطق ببعدها عن مياه الفيضانات التي تغمر جنوب مصر سنويا.
- وكما اختار موقع قبره على سفوح الهضاب والتلال، لكي يكون بعيدا تماما عن الظروف الطبيعية المختلفة، مثل الرطوبة التي تؤدي إلى تحلل الجثث.
طريقة الدفن في عصر الملوك والملكات الفراعنة
- منذ خلق الله هذا الكون، كانت طريقة دفن الموتى معروفة، وقد علمنا الله سبحانه وتعالى هذه الطريقة من خلال قصة قابيل وهابيل عندما قال الله تعالى في سورة المائدة: `ثم بعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يكفن سوءة أخيه.` صدق الله العظيم.
- في السابق، كانت الطريقة الوحيدة لدفن الموتى هي التي تحدث في المناطق الجبلية، حيث كانوا يدفنون الموتى على عمق يتراوح بين 3 و 4 أمتار تحت الأرض.
- ثم قام المصريون القدماء باتباع طرق أخرى لدفن الموتى، حيث تكون مساحة المقبرة 7 أمتار في الطول و5 أمتار في العرض، ويتم تعميقها بحوالي 3 أمتار.
- كان الفرعون المصري القديم يولي اهتماما للبنية الطينية كبطانة لجوانب وجدران المقابر الداخلية، ويغطيها بألواح خشبية مقطوعة من الشجر لمنع انهيارها بسبب الرمال.
- ومقابر ملوك وملكات مصر كانت تختلف عن مقابر الأشخاص العاديين في حجمها وشكلها.
- كانت المقابر القديمة تزخر بالزخارف والتصاميم الجميلة، بالإضافة إلى أن الأرضية في مقابرهم كانت مبنية من الطوب اللبن، مما يميزها عن المقابر التقليدية الأخرى.
- أثناء تصميم المقبرة، تم إنشاء درج يصل من أسفل المقبرة إلى سطح الأرض. كما انتشر تصميم إنشاء غرف خاصة بجوار مقابر الملوك أو الملكات لتخزين الطعام والأثاث والأدوات المتعلقة بالزينة والصيد والأسلحة القتالية التي يمتلكها الملك. وفي كل مقبرة، يوجد لوحة تحمل بيانات الملك بعد دفنه.
مراسم دفن ملوك وملكات الفراعنة
بعد وفاة الملك، يتم تحنيط جثمانه، ثم يتم التحضير للمراسم الجنائزية الرسمية، حيث توضح النقوش الموجودة على جدران المقابر تفاصيل تشييع جنازة المتوفى وتتضمن النقاط التالية:
- تبدأ موكب جنازة الملك بأقربائه، بما في ذلك زوجاته وأبناؤه وموظفيه، وأشخاص يحملون الزهور والزيوت العطرية وأواني العطور.
- ثم ينضم إلى فريق كبار الكهنة ورجال الدين الذين يحملون القوارير المائية المقدسة، ويعملون على وضع تابوت المتوفي وما يحمله الرجال الدين من أواني وعطور وطيب.
- أقارب الملك المتوفي، بما في ذلك الأبناء والزوجات والأقارب والمعارف، يقفون خلف التابوت ويقومون بتنظيف الرؤوس وتلوين الوجوه بالطيب وصبغة النيل الملونة باللون الأزرق.
- يقومون بتمزيق ثيابهم وضرب وجوههم وضرب أجسادهم، وبعض النساء يتذكرن أعمال المتوفى الحسنة والسيئة بشكل متعدد حتى ينتهي مراسم الجنازة.
- بعد انتهاء مراسم تشييع جنازة الملك، يتم حمل التابوت على أكتاف الرجال لإدخاله إلى المقبرة، ثم يتم تحريكه بلطف حتى ينزلق في الممر الهابط المبلل بالماء المقدس والرمال الناعمة.
- ثم يتم وضع أثاث الملك في غرفته الخاصة لتخزينها، ويتم أيضا وضع أسلحته وأدواته وكنوزه من الذهب والحلي فيها.
- زوجته موجودة داخل المقبرة ولا تتركها إلا في النهاية بعد وضع الزهور بجوارها كودعة له، وبعد خروجها، يقوم عمال المكان بإغلاق مقبرة الملك وإخفاء بابها بشكل نهائي.
- وكانوا يكسرون الأواني الفخارية ويضعونها في حفرة قريبة من المقبرة، لتشير إلى وجود مقبرة قريبة من هذه الحفرة.
شاهد أيضًا: ما لا تعرفه عن وادي الملكات
وفي نهاية هذا الموضوع وبعد أن تعرفنا على وادي الملوك والملكات وموقعه، واطلعنا على طريق الوادي، وسبب اختيار المصريين القدماء للوادي كمقابر لهم، ونظام دفن الموتى، ومراسم تشييعهم للمقابر.
يرجى مشاركة هذا الموضوع فقط عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
