الله أنعم على عباده بنعم كثيرة وغير محصى، ومن أهم هذه النعم نعمة الماء، التي تعتبر أساسية لحياة جميع المخلوقات. فبدون الماء، يمكن أن يهلك الناس والحيوانات التي تعيش على وجه الأرض. ولذلك، سنناقش في هذا الموضوع كيفية الحفاظ على الماء وسنتعرف على مصادره.
الماء والكائنات الحية
قد خلق الله الإنسان على كوكب الأرض، حيث إنها واحدة من أكثر الكواكب المناسبة له وللحياة عليه. ومن أبرز مميزاتها وجود المياه، فالمياه هي الحياة. وفي الكتاب الكريم قال الله تعالى عن المياه: “وجعلنا من الماء كل شيء حي، أفلا يؤمنون”. صدق الله العظيم.
يعرف أن جميع مخلوقات الله التي خلقها تتألف من الماء بنسب مختلفة، فنسبة الماء في جسم الإنسان تقدر بحوالي 70٪، وهو أكثر المخلوقات استخداما للماء.
فإن الأنشطة البشرية بكافة أشكالها وأنواعها تعتمد بشكل كبير على الماء، فهو مصدر للصناعات المتعددة والزراعة وغيرها من المجالات المهمة التي يعتمد عليها الإنسان في حياته، ولذلك فإن الماء يعتبر كنزا لا يقدر بثمن.
وتغطي المياه سطح الكرة الأرضية بنسبة 71% تقريبا، وبالرغم من ارتفاع نسبة المياه في الأرض إلا أن المياه التي تصلح للاستخدامات البشرية لا تتعدى نسبتها 1% فقط منها.
لذلك، يكون مخزون المياه ضئيلا جدا مقارنة بالكمية المطلوبة للاستخدام البشري، ومن الممكن أن ينفد في أي وقت إذا استمر الإنسان في إهداره وعدم الاحتفاظ به بشكل دائم، ومع عدم الترشيد الجيد لاستخدامه.
سيؤدي نفاد الماء إلى حدوث كوارث هائلة تهدد حياة الكائنات الحية على وجه الأرض، ولذلك من الضروري توعية الناس بأهمية الماء وخطورة إسرافه، وتوضيح الإرشادات التي يجب اتباعها للحفاظ على المياه قدر المستطاع.
شاهد أيضًا: معايير قياس تلوث المياه وحلولها
حالات المياه في الطبيعة
تنتشر المياه في الطبيعة في ثلاث حالات مختلفة، وهي الحالة السائلة والحالة الغازية والحالة الصلبة. المياه السائلة توجد في البحار، الأنهار، البحيرات، المحيطات والينابيع. أما المياه الغازية، فتتواجد في السحب والقطرات المائية المتعلقة بالجو.
تتمثل المياه الصلبة في الثلوج المتجمدة في القطب الشمالي والقطب الجنوبي، وتتحول المياه من حالة إلى أخرى مؤثرة على درجة حرارة كوكب الأرض بشكل عام، وتلعب دورا مهما في التوازن الحراري على الكرة الأرضية.
مصادر المياه
تتنوع مصادر المياه على كوكب الأرض، وتستخدم في العديد من الأنشطة، ومن أهم هذه المصادر مياه المحيطات والبحار، وهي إحدى أهم وأكبر مصادر الماء على وجه الأرض.
ومع ذلك، لا تصلح هذه المياه للاستخدام البشري ولا للزراعة والشرب بسبب وجود كميات كبيرة من الأملاح والمواد الضارة، ومع ذلك، تكمن أهمية هذه المياه في النقل البحري والملاحة، وتحتوي أيضا على ثروة سمكية كبيرة من مختلف الأنواع.
ومع ذلك، هناك مصادر أخرى للماء التي يمكن استخدامها من قبل البشر وفي الزراعة، مثل المياه المتواجدة في البحيرات والأنهار العذبة والينابيع.
وتستخدم في جميع المجالات المختلفة والمرتبطة بالحياة بدون استثناء، حيث يتم استخدامها في شرب الماء وفي المجالات الزراعية وفي العديد من المجالات الأخرى.
مشاكل تواجه مصادر المياه المختلفة
تواجه مصادر المياه التي تعيش منها الحياة مشاكل مختلفة، بما في ذلك نزاعات الدول للسيطرة على تلك المصادر.
إلى جانب التعرض للتلوث بإلقاء جميع نفايات المصانع فيها، سواء كانت صلبة أو سائلة، فإنها تتعرض أيضا لتسرب المياه الناتجة من المنازل والمصانع، مما يؤثر بشكل كبير على محاصيل الزراعة عند ريها.
طرق المحافظة على المياه
من الضروري جدا حماية الماء من التلوث والحفاظ عليه باستخدام الطرق المعروفة أو ابتكار طرق جديدة، حيث يحدث تلوث المياه نتيجة إلقاء المواد الكيميائية عن طريق العمد أو غير العمد.
تتنوع أشكال التلوث، فمنها المواد السامة، والملوثات، والمركبات الضارة للمسطحات المائية المتعددة مثل الأنهار والبحيرات والمحطات. وإذا لم يتم إزالة هذه الملوثات بشكل سليم، فمن المحتمل أن تنتشر في الماء.
ونتيجة لذلك، ينتج تأثير سلبي على جميع الكائنات المائية، وسيتسبب ذلك أيضا في تلف الموارد الطبيعية المتنوعة.
لحماية مصادر المياه من التلوث والحفاظ على الماء، يجب أن تتعاون جميع الجهات مع بعضها البعض، وفيما يلي عرض لدور كل الجهات في الحفاظ على المياه
دور الفرد في الحفاظ على المياه
يتحمل الفرد دورا هاما في المحافظة على المياه من جميع العوامل المختلفة التي تسبب التلوث، ومن بين طرق المحافظة على الماء التي يجب اتباعها ما يلي:
- يجب على جميع أصحاب السيارات الحفاظ على صيانة سياراتهم بانتظام.
- يجب على الفرد استخدام المنتجات المتعلقة بالنظافة والتي تتميز بأنها صديقة للبيئة حتى لا ينتج عنها تلوث المياه.
- يجب التقليل المستمر من كمية الطاقة المستخدمة، مع استخدام مصابيح الكهرباء التي توفر الطاقة.
- يجب إعادة تدوير المنتجات بشكل جيد لاستخدامها مرة أخرى.
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن مصادر المياه فى مصر
دور المؤسسات والمصانع
يجب على أصحاب المصانع ومديرو المواقع العقارية والبنائية التأكد من تخلصهم من النفايات الناتجة عن أعمالهم بالطريقة الصحيحة والسليمة، للمساهمة في تحسين الوضع المائي الحالي.
يساهم أيضا في تقليل تعرض البيئة للتلوث، مع الحاجة إلى تعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتنفيذها، حتى تحصل المصانع على الطاقة من مصادر نظيفة، ويجب أيضا الاعتماد المستمر على المواد الكيميائية الصديقة للبيئة واستبدال المواد الكيميائية السامة.
ترشيد استهلاك المياه
دور الفرد
يمكن للإنسان أداء أدوار متعددة لتقليل استهلاك المياه، وتشمل هذه الأدوار ما يلي:
- يجب على الشخص إغلاق صنبور الماء أثناء تنظيف أسنانه وغسل يديه وحلق لحيته.
- ينبغي إجراء صيانة دورية على أنابيب المياه وصنابيرها للتحقق من عدم وجود تسريبات.
- يجب على أصحاب السيارات أن لا يقوموا بغسلها أمام المنزل باستخدام الأساليب البدائية مع الخراطيم غير الموفرة للاستهلاك، بل يجب أن يتوجهوا إلى أحد محطات غسيل السيارات المسؤولة عن هذه الخدمة.
- عند بناء المنازل، يجب على المالك اختيار مجهزات سباكة موفرة للمياه، مثل اختيار رؤوس الدش التي توفر الماء، وفي حالة استخدام غسالة الصحون ينبغي اختيار النوع الذي يوفر الماء.
- يجب سقي نباتات المنزل يوميا قبل شروق الشمس، لكي تكون درجة الحرارة منخفضة في هذا الوقت، وذلك يؤدي إلى استهلاك أقل كمية من الماء.
دور الحكومة
تلعب الحكومات الوطنية دورا بارزا في التخطيط للمياه العذبة على المستوى المحلي والإقليمي، حيث تعمل على تنشيط أنشطتها المسؤولة عن توفير استهلاك المياه بشكل كبير.
بالنسبة لجميع الحكومات المركزية، فإنها تعمل على تطوير السياسات الوطنية لإدارة موارد المياه العذبة بشكل أكثر كفاءة، من خلال إصدار البيان الخاص بالسياسة الوطنية لإدارة الماء العذب وتحديد معايير البيئة الوطنية.
شاهد أيضًا: طرق معالجة المياه المستعملة في الصناعة
وفي نهاية المقال وبعد أن استوعبنا العلاقة بين الماء والكائنات الحية، وسبل الحفاظ على الماء وحمايته، وتعرفنا على مصادر الماء، وأدوار الفرد والحكومة في الحفاظ على الموارد المائية.
يجب عليك فقط مشاركة هذا الموضوع عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
