تزدهر الأعمال الأدبية في العصر العباسي أكثر من أي عصر آخر، وتتعدد أنواعها بحيث لم تكن مقتصرة على نوع واحد من المؤلفات الأدبية، وفي هذا الموضوع سنتحدث عن الأدب في العصر العباسي وعوامل ازدهاره.
العصر العباسي
الدولة العباسية هي الخلافة الثانية للمسلمين بعد سقوط الدولة الأموية، وتمكن العباسيون من السيطرة على الخلافة بعد إطاحتهم ببني أمية والتخلص منهم، واستمرت الخلافة العباسية في الازدهار مع استمرار وجود الخلفاء، ولكن تمت إسقاطها من قبل المغول.
الدولة العباسية هي اسم مشتق من الاسم العباس، الذي هو عم النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهي جزء من سلالة بني هاشم التابعة للقبيلة القريشية في مكة المكرمة.
وقد أسس رجال سلالة العباس بن عبد المطلب هذا الدولة، واعتمدوا في تأسيسها على استبعاد المناصب العليا التي كان يشغلها الأمويون، والتي ساهمت في زعزعة الكيان الأموي السابق.
وبعد نجاح الثورة، قاموا بنقل عاصمة بلادهم من دمشق إلى الكوفة، ثم إلى الأنبار، ثم قاموا ببناء مدينة بغداد لتصبح عاصمة الدولة العباسية، وتكون إحدى أكبر وأجمل المدن العالمية، متميزة بتركيزها على العلوم والفنون المختلفة.
شاهد أيضًا: معلومات عن شعراء العصر العباسي بالأسماء
الادب في العصر العباسي
ظهرت العديد من الأعمال الأدبية في عصر الخلافة العباسية، وأصبحت الثقافة تعبر عن كل المعرفة بعد أن قام علماء اللغة بتعريفها، لنتعرف على تعريف المثقفين أو الأدباء كأولئك الذين يعرفون شيئا عن كل شيء.
كانت أنواع مؤلفات الأدباء متنوعة وغير مقتصرة على نوع واحد فقط، فبالإضافة إلى معرفة الأدباء والمثقفين، كانوا يعملون في مجالات أخرى متعددة مثل اللغة والتاريخ ومجالات متنوعة أخرى.
تميز الأدب في العصور العباسية بانتشاره وتقدمه بشكل علمي واسع، خاصة في الشعر العربي، إلى جانب المنافسة التي ظهرت في مدن الدولة العباسية.
والتي نشأت منها في تعزيز المعرفة والأدب، حتى وصل الأمر بالأمراء في تلك المدن إلى تشجيع العلوم والثقافات واستخدام لغة ضاد المشتركة بين أصدقائهم، مما أدى إلى انتشار قصائدهم في تلك الحقبة.
وسعوا في تكريم الشعراء من خلال منح الهدايا القيمة، حيث ازدهرت الأدبية في العصور العباسية بفضل تشجيع الأمراء والملوك العرب والأجانب للأدباء والشعراء في تلك الفترة، وظهرت النتائج الإيجابية على الأدب وازدهاره في تلك الحقبة.
عوامل ازدهار الادب في العصر العباسي
توجد عدة عوامل أدت إلى ازدهار الأدب خلال الخلافة العباسية، ولها تأثير واضح في ذلك، وفي بداية العصر العباسي انتشر الإسلام بشكل واسع في مناطق كثيرة من المنطقة.
وقد خرج جيش الخلافة العباسية لغزو ومواجهة الجيش الصيني في غزوة تقع بجوار نهر الطلاس، وعلى الرغم من أن هذه الحرب كانت هادئة جدا، إلا أنها تمكنت من تحقيق نتائج هامة ومهمة، حيث سمحت لدول العالم العربي بتعلم سر صناعة الورق من بعض الأسرى الصينيين الحرفيين.
كانت فترة الخلافة العباسية تعتبر عصر الإسلام الذهبي، حيث اهتم خلفاء هذه الفترة برعاية العلماء والفنانين بشكل كبير.
قاموا أيضا بترجمة النصوص المتعلقة بالشأن الطبي والفلكي في الدولة اليونانية وروما إلى اللغة العربية، مما ساعد في الحفاظ عليها من التهميش، وكانت جميع هذه الأشياء سببا في ازدهار النشاط الأدبي في تلك الفترة.
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن العصر العباسي
الشعر في العصر العباسي
في فترة معينة من العصر العباسي، بدأت خلافتهم تضعف، مما أدى إلى استضافة العواصم للشعراء والأدباء بشكل واسع وكبير، لتشجيعهم على الإبداع والاستمرار في العمل الأدبي والشعر.
ومن هذه العواصم حلب والبخاري وسمرقند وبغداد، وقد شهدت بعض التغيرات في الأشعار، فبعض موضوعاتها تميزت بالقوة وأخرى بالضعف.
وظهرت بعض الأشعار الشعرية التي لم يكن أحد يعرفها في السابق، وتغيرت فيها المعاني والألفاظ والصور، وكانت الأشعار السياسية والحماسية وأشعار الغزل العذري ضعيفة في ذلك الزمن.
في حين أصبح الاهتمام المتزايد واضحا في القصائد المهتمة بالمدح والفخر والعتاب والحكمة والبطولة، وكان كل ذلك بواسطة الشاعر أبو الطيب المتنبي.
الذي حصل على الكمية الكبيرة من مختلف أنواع الشعر والأدب في عصر الخلافة العباسية، حيث كان يتنقل ويجول في أنحاء الدول العربية والإسلامية بشكل واسع.
كما أن المتنبي كان يمتلك معرفة واسعة بالكتب المترجمة للإغريق والرومان، وكان لشعر الفلسفة شهرة واسعة بفضل أبي علاء المعري، في حين انتشرت قصائد المجون والزهد التي كانت تميزا للأدب والشعر في عصر الخلافة العباسية.
النثر في العصر العباسي
كان للنثر في العصر العباسي حظ وافر، حيث تمتع العرب بإنتاج كثير من النصوص النثرية الفنية الرائعة، وما زالت كلماتها تلهم عقولنا وتنبض بأحاسيسنا.
بدأ النثر في العصور الإسلامية بسيطا ومباشرا، ولكنه ازدهر بشكل كبير في عصر الخلافة العباسية، حيث تنوعت المواضيع والفنون فيه، بالإضافة إلى دقة معانيه وعمق موضوعاته. ويتميز أسلوبه بمقامات الحريري وببديع الزمان للهمذاني.
وهناك أنواع مختلفة من النثر التي كانت مشهورة في أدب الخلافة العباسية، وفيما يلي عرض لهذه الأنواع
الخطابة
ظهرت الخطابة في العصر العباسي كفن فني في الأدب. تهدف الخطابة إلى توجيه الخطيب لعقول الجمهور وإقناعهم بإثارة العواطف لديهم، وهي تحتل مكانة هامة بعد الشعر في الثقافة العربية.
وظهر ذلك بعد أن قاموا بتدريب الفتيان على إلقاء الخطبة المتميزة بالبلاغة، حتى يتأدبوا بها ويستفيدوا منها، وذلك بسبب قوة كلماتها البليغة والتي تظهر بالخيال والحماس، ومن أمثلة الكتب الأدبية في العصور العباسية في فن الخطابة “كتاب البيان والتبيين للأديب الجاحظ.
الامثال
الأمثال تعتبر من أهم فنون النثر وأكثرها شهرة في الأدب في عصر الخلافة العباسية، حيث أولى علماء تلك الفترة اهتماما كبيرا بها من خلال جمعها وتأليف العديد من الكتب في هذا المجال، مثل “مجمع الأمثال” للأديب الميداني و”كتاب المستقصي بالأمثال” للأديب الزمخشري.
المثل هو عبارة موجزة تلخص المغزى أو الهدف من تجربة معينة تمر بها شخص أو مجموعة من الأشخاص. إنها نتيجة جمع تجارب الأمة جيلا بعد جيل.
القصة
عند الحديث عن الأدب في العصر العباسي، لا بد من الإشارة إلى القصة بشكل مختصر، حيث بدأت القصة في العصور الجاهلية بواسطة الحكايات والأخبار والنوادر الخاصة بهم.
ثم استمرت هذه الأفكار في العصور الإسلامية، حيث تم تناول قصص الأنبياء وتفاعلهم مع الشعوب المختلفة وتعاملهم مع الغزوات وما إلى ذلك.
اهتم العرب في عصر الخلافة العباسية بنقل وترجمة القصص والحكايات الأجنبية، ومن بين الكتب الشهيرة التي تم ترجمتها في فن الحكايات كتاب كليلة ودمنة الذي يتحدث عن الحيوانات بألسنتها وتم ترجمته بواسطة ابن المقفع.
في القرن الرابع الهجري، اشتهرت القصص القصيرة من خلال المقامات، وتتميز هذه القصص بأنها قليلة الأحداث بسبب قصرها، وتعتمد على استخدام عبارات أنيقة وإظهار براعة في اللغة، ومن أشهر هذه المقامات هو `بديع المان للهمذاني`.
شاهد أيضًا: موضوع عن مفهوم الرحالة في العصر الحديث
وفي ختام الموضوع وبعد التعرف على العصر العباسي والحديث عن الأدب في تلك الحقبة وعوامل ازدهاره، ينصحكم بمشاركته في جميع وسائل التواصل الاجتماعي فقط.
