الموهبة هي هبة يمنحها الله سبحانه وتعالى لعباده منذ نشأتهم وطفولتهم، ويتم منح كل فرد موهبة فريدة تختلف عن الآخر، ففي نفس الأسرة، قد تجد موهبة الطفل الأكبر مختلفة عن الطفل الأوسط ومنه تختلف عن الطفل الأصغر، ومع ذلك، تكون هذه الموهبة مكتنزة وغير متجسدة، وتحتاج إلى اكتشافها وتنميتها من قبل شخص آخر.
سنتعرف في هذا الموضوع على كيفية تطوير مواهب الأطفال واكتشافها.
مواهب الاطفال
المواهب والابداعات هي نعمة من الله سبحانه وتعالى لنا، ولهما مساران فقط، إما أن تتجه نحو التطور والنمو، أو أن تتجه نحو الزوال والاندثار، وذلك يتوقف على البيئة التي يعيش فيها الطفل.
وأشارت الأبحاث التي أجريت حول مواهب الأطفال الخاصة إلى أن 90% منها مكتملة فيهم منذ ولادتهم وحتى بلوغهم سن الخمس سنوات.
عندما يصل الطفل إلى سن السابعة، تنخفض النسبة إلى 10٪، وعندما يصل الطفل إلى سن الثامنة، تظهر قدرته الإبداعية بنسبة 2٪ فقط، وهناك العديد من الممارسات التي تعوق تطور موهبة الطفل بدلا من تنميتها.
شاهد أيضًا: فنيات تعديل السلوك للأطفال pdf
طرق اكتشاف مواهب الأطفال
يجب على الوالدين اكتشاف المواهب الكامنة في أطفالهم وتنميتها وتشجيعها بمختلف الطرق.
أي شخص مشهور حاليا في أي مجال مختلف يكون لديه هواية سرية منذ صغره التي يمكن اكتشافها من قبل المسؤول عنها. فالموهبة تقود صاحبها إلى النجاح إذا تم اكتشافها وتنميتها وتشجيعها.
طرق اكتشاف مواهب الطفل
هناك طرق عديدة لاكتشاف مواهب الأطفال، وتتضمن هذه الطرق النقاط التالية:
البحث عن القدرات
يجب على الوالدين أن يبحثا عن قدرات أطفالهم واكتشاف مجالاتها واتجاهاتها، حتى لو كانت قدراتهم بسيطة، فإنها ستكون الأساس الرئيسي لشخصياتهم في المستقبل، فالمهارة هي النبتة التي تنمو تدريجيا.
متابعة الطفل
يجب الاهتمام بالطفل ومتابعته بشكل مستمر، وبشكل خاص ينبغي متابعته من قبل المعلمين وأصدقائه وأقاربه وجميع من يتعامل معه، لكي نتعرف على اهتماماته ونشاطاته التي يفضل ممارستها بشكل مستمر، من أجل أن يصبح مستقبل الطفل مشرقا كما يرغب.
التحدث مع الطفل
يجب على الوالدين التحدث مع أطفالهم حول مواهبهم، ومن الأفضل أن يتم الحوار والمناقشة بدلا من طرح الأسئلة والإجابات، لأن الأطفال الصغار قد لا يتمكنون من الإجابة على أسئلة والديهم نظرا لصغر سنهم.
نظرا لعدم قدرتهم على التعبير عن أفكارهم، فإنه يجب وصف شعور الآباء بالسعادة تجاه أطفالهم والمواهب التي يمتلكونها.
حرية الاختيار
يجب على الوالدين أن لا يتدخلوا في مواهب واهتمامات وطموحات أطفالهم، بل يجب أن يتركوهم يمارسون هواياتهم بحرية، سواء كانت الرقص أو العزف أو أي هواية أخرى، ويمكنهم تقديم المساعدة عند الحاجة.
شاهد أيضًا: نموذج اختبار ذكاء للأطفال بعمر 10 سنوات
طرق تنمية المواهب عند الأطفال
يجب على الوالدين أن يعملوا دوما على تحفيز أطفالهم واستغلال حماسهم تجاه المواهب التي يحملونها، ويجب أن يتم تشجيعهم بشكل دائم ومستمر لتنمية المواهب التي يفضلونها.
يجب أن نعلم أن أي خطأ يحدث للطفل يمثل فرصة لمستقبل مشرق، وهناك عدة طرق لتنمية مواهب الأطفال، وفيما يلي عرض لأهم هذه الطرق:
التعليم والتدريب
يجب على الوالدين مساعدة أطفالهم عن طريق تعليمهم وتدريبهم، وتوضيح الدروس المستفادة من أخطائهم لتجنب تكرارها، ولذلك يجب مساعدة الأطفال على تحقيق أعلى مستويات مواهبهم المتاحة لديهم.
يمكن أن يؤدي هذا إلى وقوع العديد من الأخطاء التي يمكن أن يقعوا فيها، ولذلك يجب علينا تعليمهم أن أخطائهم تعد بمثابة الخطوة الأولى نحو تحقيق الإبداع العظيم.
استغلال الوقت
يتوجب على الآباء والأمهات أن يهتموا بتمكين الأطفال من استغلال أوقاتهم في تنمية مواهبهم، وخاصة خلال فترات الفراغ والعطلات. ويجب تعليمهم أن التعلم البطيء يكون أفضل من التعلم السريع، حيث إن التعلم السريع يفتقد للدقة والاحترافية. فتحقيق النجاح يستلزم إيلاء كل مهمة حقها.
المدح والثناء
أحد أهم الطرق الضرورية لتطوير مواهب الأطفال هو تقديم المدح والثناء عليهم بشكل مستمر، سواء كانت الموهبة الخاصة بالطفل كبيرة أو صغيرة، فالمدح والثناء يساعدان في تنمية الروح الإبداعية للموهبة وتطويرها.
تقديم النصح
يجب أن يتعلم طفلك أن الأشخاص الناجحين والمبدعين لم يولدوا ناجحين ومبدعين، ولكنهم اكتشفوا مواهبهم تدريجيا منذ صغرهم حتى تمكنوا من تحقيق أهدافهم الحالية.
الاستفادة من المبدعين القدماء
أحد الطرق الناجحة لتطوير مواهب الأطفال هو إتاحة فرصة مناسبة لهم لمحاكاة الآخرين، أي الحفاظ على شخصياتهم وعدم إلغائها بشكل كامل، حتى يتعلموا من الأشخاص الموهوبين قبل أن يتمكنوا من التألق بالمواهب التي يمتلكونها.
شاهد أيضًا: أهمية مرحلة رياض الأطفال في بناء شخصية وأسلوب الطفل
في النهاية، بعد أن تعرفنا على كيفية تنمية مواهب الطفل واكتشافها منذ الصغر، يطلب منكم مشاركة هذا الموضوع عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي لنعم الفائدة للجميع.
