نهر النيل هو أحد الأنهار الرئيسية في العالم من حيث كمية المياه التي تجري فيه، وعرضه الكبير من الجانب الآخر. يشترك عدد من الدول الأفريقية في حوض نهر النيل، ويعتبر مصدرا رئيسيا يؤثر على اقتصاد هذه الدول، وهو أيضا أطول نهر في العالم.
في هذا الموضوع، سنتعرف على أهمية النيل الاقتصادية والمخاطر المحيطة به، وسنشرح كيفية حماية النيل من التلوث.
نهر النيل
يبدأ نهر النيل من هضبة البحيرات في جنوب الدولة السودانية، ويتم تغذيته بشكل دائم من الأمطار الاستوائية طوال العام. تغذي هذه الأمطار كلا من بحيرة إدوارد وبحيرة فيكتوريا وبحيرة ألبرت، ومن هنا ينبع نهر النيل ليتجه نحو الشمال حتى يصب مياهه في البحر الأبيض المتوسط شمال القارة الأفريقية.
يتنقل المناخ في ثلاثة مناطق مختلفة (مناطق استوائية في الجنوب، وموسمية في الوسط، وصحراوية في الشمال)، ولذلك يعتبر المطر الاستوائي على منابع نهر النيل خزانا رئيسيا يدعم الحياة.
شاهد أيضًا: بحث كامل عن نهر النيل وأهميته وواجبنا نحوه
اهمية نهر النيل الاقتصادية
تتأثر الدولة المصرية بمياه النهر حيث تعتبر واحدة من الدول المشتركة في حوض النيل من حيث الموارد المائية. وذلك بسبب موقعها ضمن منطقة صحراوية نادرة الأمطار. وإذا لم يكن هناك نهر النيل، لم تكن الحضارة الفرعونية قد نشأت في مصر. ولذلك، يعتبر نهر النيل هبة حقيقية لمصر.
في المجالات الزراعية، يعتمد زراعة جميع المحاصيل في مصر على مياه نهر النيل بشكل كامل. يتمركز معظم سكان مصر على طول مجرى نهر النيل.
وفي منطقة فروعها بالشمال في سهول الدلتا التي تعد سهولها خصبة للغاية عالميا، وذلك بسبب تراكم الطمي الذي يمنحنا إياه نهر النيل في رحلته الطويلة.
قام الشعب المصري بتطوير وسائل الري التي لم تكن متاحة في وقتهم، حيث حفروا ترعا توازي مجرى نهر النيل للاستفادة من الفيضانات التي تحدث في الصيف، وقاموا بإنشاء قنوات تروي بها المحاصيل التي يزرعونها.
وقد أظهروا أيضا مهارة كبيرة في تجهيز مضخات لرفع المياه من النهر إلى ضفافه خلال فترات انخفاض منسوب المياه في نهر النيل. وتعتبر زراعة الفواكه بجميع أنواعها والقطن والقمح والتمور وقصب السكر والحمضيات من أهم المحاصيل لديهم.
بالإضافة إلى ملء نهر النيل بمختلف أنواع الأسماك البحرية، الأمر الذي زاد من أهمية النهر اقتصاديا بسبب ثرائه بالثروات السمكية.
المخاطر التي تحاصر نهر النيل
قبل أن تتعرف على كيفية حماية نهر النيل من التلوث والحفاظ عليه، يجب أن نتعرف على المخاطر التي تواجهه، وتتمثل هذه المخاطر في النقاط التالية
تغير المناخ
تعتبر ظاهرة تغير المناخ حقيقة واقعة تشكل خطرا على نهر النيل، حيث تحدث تغيرات مفاجئة في المناخ في العديد من الدول المشاركة في حوض النيل، مما يؤدي إلى نقص كمية الأمطار التي تسقط عليها عموما.
تزايدت معدلات هطول الأمطار في بعض البلدان التي اعتادت على ندرتها في الماضي.
تزايد معدل السكان
يزداد معدل نمو السكان على وجه الخصوص في دول حوض النهر، ما يجعل الدول الأفريقية من أكثر الدول في العالم من حيث النمو السكاني الطبيعي.
تلوث المياه
تلوث مياه نهر النيل يشكل أحد أخطر المشكلات التي تواجهها بشكل عام، حيث تزداد معدلات تلوث المياه بشكل كبير مع تقدم المجتمع البشري.
في الواقع، العديد من المصانع تقوم برمي فضلاتها في مياه النهر، بالإضافة إلى رمي القمامة ومياه الصرف الصحي ومخلفات الحيوانات والحيوانات الميتة، وكل ذلك يؤثر على مياه النيل وثروتها السمكية.
شاهد أيضًا: معلومات عن نهر النيل لا تعرفها
التوسع الزراعي
توسيع الزراعة بشكل أفقي واستصلاح المناطق غير المزروعة منها من أهم المخاطر التي تواجه نهر النيل.
طرق المحافظة على نهر النيل
هناك عدة طرق للحفاظ على نهر النيل وحماية مياهه وثروته السمكية، وتشمل هذه الطرق التالية:
البحث عن موارد جديدة
يجب البحث عن مصادر مياه إضافية لنهر النيل، مثل إنشاء سدود في المناطق التي تشهد زيادة في هطول الأمطار على حدود مصر والسودان.
تطوير وسائل الري
يتوجب تطوير وسائل سقي الأراضي الزراعية للحد من التبخر والتسرب الذي يؤدي إلى فقدان نسب الري.
تحلية المياه
يجب إنشاء محطات تحلية المياه الموجودة في البحار، وأيضا تحلية مياه الصرف للاستفادة منها في مختلف المجالات.
سن القوانين
يجب على البرلمان المصري أن يقوم بإصدار قوانين صارمة لمحاسبة المصانع التي تلقي مخلفاتها في مياه نهر النيل، مما يؤدي إلى تلوث مياهه.
دور الطالب في حماية نهر النيل من التلوث
على الجميع عموما وعلى الطلاب بشكل خاص أن يلعبوا دورا فعالا في حماية نهر النيل من التلوث، لأنه إذا تلوث نهر النيل، ستكون له تأثيرات على الجميع، ولن نتمكن من الحصول على مياه الشرب العذبة التي هي أساس الحياة، وسيتعطل مصدر الغذاء المعروف والمعتمد وهو الأسماك.
يمكن للطالب أن يساهم في حماية النيل من التلوث من خلال إقامة ندوات في مدرسته أو في الجامعة التي يدرس فيها، بهدف توعية زملائه عن خطورة تلوث مياه نهر النيل، ويجب أيضا منع الأشخاص الجاهلين من رمي القمامة في النهر لأن ذلك يعتبر سلوكا غير حضاريا.
يجب أيضا تنفيذ حملات توعية للمصانع المختلفة وموظفيها لتعريفهم بمدى خطورة تلوث نهر النيل على الأفراد والمجتمع.
مشكلة سد النهضة الاثيوبي
في عام 2011، بدأ الأثيوبيون ببناء سد لتلبية احتياجاتهم من المياه لأسباب عدة، بما في ذلك توليد الكهرباء. وتمكنوا من ذلك بمساعدة العديد من الدول، وتم الانتهاء من بناء السد في عام 2020. ومع ذلك، سيكون هذا السد عائقا أمام حياة دول الحوض مثل مصر والسودان.
لذلك، تمت المفاوضات المتعددة بين مصر وإثيوبيا والسودان للتوصل إلى اتفاق حول كيفية ملء السد دون إلحاق أي ضرر بأي من الدول.
ومع ذلك، فقد فشلت الدولة الإثيوبية في أي مفاوضات شاركت فيها، ولكنها شاركت فقط لتضييع الوقت حتى يحين وقت ملء السد، والذي تم تحديده في يوليو من عام 2020، والجدير بالذكر أن رئيس وزراء إثيوبيا يلوح دائما بالحرب ويدعي أنه قادر على تجنيد مليون مقاتل في حالة اندلاعها.
ومع ذلك، تتعامل الحكومة المصرية، بما في ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري سامح شكري، مع هذا الموقف بشكل دبلوماسي وعقلاني.
ويشيران إلى أنهما لا يتذكران أي شيء عن اندلاع حرب في حالة ملء السد أو أي تهديد بذلك، على الرغم من النتائج الخطيرة التي تنتج عن ملء سد النهضة في ثلاث سنوات فقط كما ترغب إثيوبيا.
اقترحت مصر أن يتم ملء السد في مدة لا تقل عن 7 أعوام فقط، وعلى الرغم من أن هذه المدة قد تؤثر على حقوق مصر في المياه، وفقا للدراسة التي نشرتها الجمعية الجيولوجية في أمريكا عام 2017.
وأظهرت الدراسة أن نسبة نقص المياه في الدولة المصرية تبلغ خمسة وعشرين في المئة من حصتها السنوية من الماء عند ملء سد الحزان خلال فترة تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات.
وفقا للدراسة، يشير إلى أن نقص المياه سيكون خطرا شديدا على دلتا مصر، وهي تقع على ارتفاع متر واحد فوق سطح البحر، وحتى الآن لم يتم حل هذه المشكلة ولم تحقق أي مفاوضات تم عقدها حتى الآن، ونحن في انتظار الحل المناسب للجميع.
شاهد أيضًا: بحث عن أهمية نهر النيل
في نهاية الموضوع وبعد أن تعرفنا على نهر النيل وأهميته الاقتصادية، والمخاطر التي تحيط به، وطرق الحفاظ عليه، ودور الطالب في حماية نهر النيل من التلوث، وتعرفنا على مشكلة سد النهضة الإثيوبي.
يجب عليكم فقط مشاركة هذا الموضوع على جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
