معلومات عن آلة الكمان

تعد آلة الكمان أو الكمنجة واحدة من المعروفة الجيدة في الموسيقى الكلاسيكية، وهي من آلات الوتر التي يتم عزفها بواسطة قوس، وكانت تستخدم في العزف الموسيقي للنبلاء والأمراء في الماضي. سنقدم في هذا المقال بعض المعلومات حول هذه الآلة المميزة.

نشأة آلة الكمان

لم يتوصل الموسيقيون إلى اتفاق حول مكان أو زمان نشأة الكمان، ولكن يشير معظم الروايات إلى أن الكمان عربي الأصل ويعود أصله إلى آلة الربابة. ففي الأزمنة القديمة، كان معظم الشعراء يعزفون على الربابة أثناء تلقي قصائدهم، أو يرافقهم عازف في جولاتهم الشعرية.

ومع ذلك، فإن السجلات التاريخية للموسيقى تؤكد أن آلة الكمان نشأت في الأندلس، حيث حظيت بشعبية كبيرة بسبب موسيقاها الفريدة التي تعبر عن العواطف والمشاعر.

سابقا، وتحديدا في القرن التاسع عشر، كان للكمان وتر واحد فقط، ومع تقدم العصر بدأ الموسيقيون في تعديله، حيث أضافوا وترا آخر، ليصبح بوترين، ثم ثلاثة، ثم أربعة، وثبتت الكمان على أربعة أوتار حتى وقتنا الحالي.

شاهد أيضًا: أفضل أنواع الكمان للمبتدئين في مصر

أنواع آلة الكمان

• الكمان الأجهر

هو أكبر وأضخم أنواع الكمان، حيث يصل طوله إلى 180 سم.

• الكمان الكهربائي

وهو متصل أيضا بمكبر صوت عبر كابل كهربائي يستخدم في معظم حفلات الروك وغيرها.

• كمان الرابي

إنها الكمان العتيقة التي تم تصنيعها على غرار آلة الربابة، وقد خضعت للعديد من التطورات حتى أصبحت في شكلها الحالي.

• الكمان الحديث

يشتهر الكمان بشكله الحالي ويعرف أيضا باسم الكمان المعاصر، وقد نشأ في إيطاليا في القرن الثامن عشر.

أجزاء آلة الكمان

• جسم الكمان

هو صندوق خشبي يشكل الجزء الأكبر من الكمان، وتبدأ الأوتار من هذا النقطة.

• عنق الكمان

إنه لوح خشبي متصل أيضا بالصندوق، وتمر من فوقه الأوتار، وعند الضغط عليها يصدر نغمات مختلفة.

• براغي التحكم

تستخدم لتعديل وشد الأوتار لتحقيق الأصوات المرغوبة، ويكون كل وتر من أوتار الكمان مرتبطا ببرغي واحد فقط من هذه البراغي.

• القوقعة

لا يعتبر جزءا موسيقيا في الكمان، بل يعطيه شكلا ومظهرا مميزا، ويوجد في نهاية العنق.

• فجوات حرف (f)

هي الفراغات الموجودة في جسم الكمان التي تسمح بمرور أصوات الأوتار إلى داخل العلبة.

• الفرس

جزء خشبي يوضع بين الأوتار والصندوق لرفعها قليلا عن جسم الكمان.

• راحة الذقن

جزء مصنوع من مادة مطاطية أو مماثلة يوضع عليه العازف ذقنه لتسهيل التحكم في الكمان.

• الأوتار

تتكون من أربعة أوتار ذات سماكات مختلفة، وتصدر النغمات عندما يمر القوس فوقها.

• القوس

هو عود أو عصا مصنوعة من الخشب ومشدودة عليها خيوط شعر الحصان، ويتم العزف عليها لعزف أوتار الكمان.

آلة الكمان والرسامون

بدأت آلة الكمان تجذب انتباه الفنانين، ولم يكن من الصعب ملاحظة شكلها الأنيق والجميل، فبدأت تظهر الكمان في اللوحات الفنية وتنافس الفنانون في رسمها بأساليب مختلفة.

وعلى الرغم من جمال وفرادة شكل الكمان، واجه الرسامون صعوبة في تصويرها، حيث يحتوي شكلها على العديد من الحدود والأبعاد الفريدة التي تصعب مطابقتها للواقع، لذا فإن آلة الكمان تشكل تحديا صعبا.

ولعل أشهر من تنافسوا في رسم الكمان هم: ماتيس وراؤول دوفي وبيكاسو.. فلا يخلو أي متحف فني من لوحات هؤلاء الفنانين.

مكانة آلة الكمان وأهميتها

الكمان يعتبر أحد الآلات الموسيقية الفريدة والمميزة، فهذا العمل الفني يمكنه تحويل جميع الأحاسيس العاطفية إلى موسيقى عظيمة تعبر عن تلك الأحاسيس والمشاعر.

يستطيع الكمان أن يعبر عن الحزن والفرح والغضب وغيرها من المشاعر الداخلية للإنسان، سواء كانت الموسيقى منفردة أو مصاحبة بآلات موسيقية أخرى.

وتم استعراض أهمية آلة الكمان في تشاركها في معظم، إن لم يكن جميع، القطع الموسيقية الطويلة والقصيرة، ولم يكن دورها محصورا في ذلك فقط، بل أصبحت جزءا لا يتجزأ من الموسيقى التصويرية للأفلام والمسلسلات وغيرها.

شاهد أيضًا: ما هو السلم الذي لا يمكن الصعود عليه

كيفية صنع آلة الكمان

تصنع آلة الكمان من خشب القبقب، حيث يتميز هذا النوع من الأخشاب بقدرته على البقاء لسنوات وربما لقرون دون تغير في شكله أو حجمه.

يقوم صانع آلة الكمان بتحضير قطعة من خشب القبقب ويقسمها إلى قسمين ويلصق كل قسم بالآخر باستخدام غراء مصنوع من جلود الحيوانات، حيث يتم تجميع أجزاء الكمان بواسطة هذا الغراء لتحقيق المتانة والقوة.

ولا يستخدم صانع آلة الكمان أي مسامير في تجميع أجزاء الكمان، حيث يتم تصنيع الجسم الخاص بالكمان والعنق والقوقعة من خشب القبقب كما ذكرنا، ثم يتم تجميع هذه الأجزاء مع بعضها البعض بواسطة الغراء.

يتم تلوين جسم آلة الكمان بمادة الورنيش بطبقات تصل إلى أربع طبقات، للحصول على لون مرغوب فيه، ثم يتم طلاؤه بطبقات من الزيت لعدة أيام لتحقيق المظهر اللامع والجذاب، ويتم تجميع مجموعة من شعر الحصان وتثبيتها على قوس خشبي بطريقة محددة لصنع القوس الخاص بالكمان.

السبب الذي يدفع لاختيار شعر الحصان في صناعة القوس هو أن شعر الحصان ليس ناعما كما يبدو، بل هو ملتو نسبيا ويحتوي على منحنيات قوية، وعندما يتلامس هذا الشعر مع أوتار آلة الكمان، ينتج صوتا هادئا ومميزا.

وتجرى عملية طلاء شعر الحصان باستخدام مادة شمعية محددة لتمنع القوس من الانزلاق عن الأوتار أثناء عزف آلة الكمان.

وأخيرا وليس آخرا يتم تصنيع الأوتار من البلاستيك أو معدن محدد، وتكون متفاوتة في السماكة لكي تصدر لحنا مختلفا لكل واحدة عن الأخرى.

أشهر عازفي آلة الكمان

• نيكولو باجانيني

اشتهر نيكولو بعزفه المنفرد على الكمان، ويميز نفسه بتعابيره الفريدة في التعبير عن المشاعر الإنسانية المختلفة من خلال عزفه.

• بابلو دي ساراساتي

تعلم بابلو العزف على الكمان منذ صغره، مما أضاف العديد من المهارات إلى أدائه، وساعد في نشر الأسلوب الموسيقي الإسباني.

• اسحاق بيرلمان

اشتهر إسحاق بأدائه المليء بالحماس والحيوية، وكان لديه أسلوبه الفريد عن غيره من العازفين.

هناك أيضا بعض العازفين العرب الذين تميزوا وبرعوا في العزف على الكمان، وساعدوا في إضافة هذه الآلة المميزة إلى الموسيقى العربية، ومنهم:

• سامي الشوا

كان الشوا هو أول عازف عربي يعزف على الكمان ذات الوتر الواحد، وذلك كان في إيطاليا في حفل ملكي، فأدهش جميع الحضور في الحفل بأدائه المميز.

• عبده داغر

داغر هو موسيقار وعازف مشهور من مصر، شارك في أعمال فنية مع فنانين وموسيقيين كبار مثل الموسيقار محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم، وله العديد من التأليفات الموسيقية.

آلة الكمان كانت ولا تزال آلة فريدة بين جميع الآلات الموسيقية، وذلك بسبب قدرتها على وصف الشعور الداخلي للإنسان بشكل مميز عن غيرها من الآلات.

كان هناك منافس للكمان في وصف التعابير والمشاعر، وهو الناي، ولكن الكمان سرعان ما تفوق عليه. فالناي متخصص في وصف الحزن والأسى، بينما الكمان يتميز في وصف الحزن والحماس والغضب والسعادة وغيرها.

انتشرت آلة الكمان في العالم والمجال الموسيقي بسرعة وبدون صعوبة، حيث كانت في البداية مقتصرة على الحفلات الملكية، ومن ثم انتشرت بين الجماهير، فلا توجد أي عمل موسيقي بدون هذه الآلة المميزة.

شاهد أيضًا: أنواع الآلات الموسيقية و أسمائها بالصور

لقد قدمنا لكم بعض المعلومات حول آلة الكمان، بما في ذلك نشأتها وأنواعها وكيفية تصنيعها وأمور أخرى، وفي النهاية ندعوكم للمشاركة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.