التسامح يعتبر من المبادئ النبيلة المهمة في تعايش الناس، وهو صفة ليست متوفرة للجميع، ولا يمكن للبعض أن يسامحوا بسهولة على الرغم من أن الجميع يدركون أهمية التسامح في بناء أي مجتمع، وفي هذه المقالة سنستعرض جوانب الموضوع فيما يتعلق بـ `اليوم العالمي للتسامح`.
ما هو التسامح؟
- يعد التسامح مفهوما أساسيا لتكوين أي مجتمع يسعى للتقدم والتطور، وهو صفة ليست متاحة للجميع حيث يعتبر التسامح امتدادا للأفق والتفكير وعدم التقيد بآراء خاطئة أو متعصبة، ويهدف التسامح إلى نشر السلام بين الشعوب.
- يعتقد بعض الناس أن التسامح هو الموافقة على آراء وأفكار الآخرين، ولكن التسامح ليس كذلك، بل هو حكمة وقدرة على ضبط ردود الفعل والتصرفات العصبية، ويدل التسامح على احترام معتقدات الآخرين، فكل منا له رأيه وتفكيره.
- التسامح يعتبر مهمة تعمل على تأسيس حقوق الإنسان والتنوع ونشر الثقافة القانونية، ولا يروج للعنصرية والاستبدادية، ويساهم التسامح في تعزيز حقوق الإنسان التي تقدمها كل دولة.
- قام قاموس أكسفورد بتعريف التسامح على أنه القدرة على تحمل الألم، ويفهم أيضا بأنه القوة، ويعتبر التسامح في الأدب الفلسفي رد فعل يحدث نتيجة لتعاملنا مع مواقف صعبة أو آراء لا يمكننا تحملها.
- يمكن تعريف التسامح وفقا لحقوق الإنسان بأنه عدم الانكسار عندما يتعرض الشخص للظلم أو يترك أفكاره أو يستهين بها، وهو أيضا قبول معتقدات الآخرين مع الاحتفاظ بمعتقداتنا والتمسك بها.
- لكي يحصل أي شعب على التسامح، يجب على الدولة أن تقوم بتوقيع اتفاقيات مع الدول الأخرى لضمان حقوق الإنسان، ويجب أيضا على الدولة وضع تشريعات جديدة إذا لزم الأمر لضمان المساواة بين جميع طبقات المجتمع.
شاهد أيضًا: ما هو اليوم العالمي للبصر؟
ما هو اليوم العالمي للتسامح؟
- ما هو اليوم العالمي للتسامح؟ سؤال طرحه الكثيرون، وتم تعريفه على أنه يوم يحتفل به جميع شعوب العالم؛ وذلك لتعزيز السلام والتسامح والتخلص من التعصب، وتم تحديد هذا اليوم في السادس عشر من شهر نوفمبر.
- في هذا اليوم يحتفل جميع المجتمعات والأمم بهدف نشر التسامح بين الأشخاص والابتعاد عن التعصب والعنصرية المنتشرة في هذه الأيام، وتوعية الناس بالأضرار التي تنجم عن التعصب.
- تقدم الولايات المتحدة الأمريكية دعما في اليوم العالمي للتسامح لنشر ثقافة التسامح من خلال تعزيز الروابط والتفاهم بين الشعوب، وأيضا عن طريق الاهتمام بحقوق الإنسان، ويعتبر التسامح أمرا ضروريا جدا في هذه الفترة نظرا لانتشار العنف.
أسباب تحديد اليوم العالمي للتسامح
- هل تعرفون ما هو اليوم العالمي للتسامح؟ سنشرح سبب تخصيص هذا اليوم، ويرجع ذلك إلى عام 1995 عندما سألت منظمة اليونسكو عن معنى التسامح، فأجابت بأن التسامح هو قبول صفات الآخرين دون تشدد أو تحيز.
- في نفس العام، أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قرارا يعلن أنه سيكون عام التسامح في السادس عشر من شهر تشرين الثاني أو نوفمبر عام 1995، وفي العام التالي، دعت الجمعية العامة في الولايات المتحدة إلى الاحتفال بهذا اليوم سنويا.
مظاهر الاحتفال باليوم العالمي للتسامح
- أوضحت الولايات المتحدة الأمريكية كيفية الاحتفال بهذا اليوم، من خلال احترام أفكار وحقوق الآخرين، ومناقشة التعصب والتأمل في آثار العنصرية والظلم والتمييز في المجتمع.
- يمكن الاحتفال بهذا اليوم عن طريق توزيع ملصقات أو نشر مقالات ومعلومات تشجع الناس على التسامح وفهم أهميته، والالتزام بالمبادئ والاحترام وزرعها في النفوس، وتجنب جميع الأساليب التي تعبر عن التعصب.
- يمكن لرؤساء العمل في أي نظام إنشاء برنامج خاص لتدريب الموظفين على أهمية التسامح والتعرف عليه، وفي هذا اليوم، يتحدث أعضاء حقوق الإنسان عن حقوق الإنسان والقوانين التي وضعت لمكافحة جرائم التعصب والتمييز.
- يستطيع المعلمون شرح موضوع التسامح للطلاب في المدارس، ونشر الوعي بينهم حول حقوق الإنسان والتسامح والتعصب، أو يمكن إجراء حوارات ونقاشات حول التسامح والظلم وتأثيرات كل منهما.
جائزة اليونسكو مادانجيت سنغ
- تأسست هذه الجائزة في عام 1995 للاحتفال بالتسامح والاحتفال بذكرى مرور 125 عاما على ميلاد غاندي، وأيضا لتعزيز مبدأ التسامح بين الناس ورفض العنف.
- تنص إحدى مواثيق اليونسكو على أهمية أن يكون السلام مبنيا على التفاهم الفكري والحضاري القائم منذ الأزل، وتم إصدار مبادئ التسامح من قبل المؤسسة.
- تمنح جائزة اليونسكو كل سنتين، ويمكن لأي شخص أو مؤسسة تستحق أن يحصلوا عليها بسبب إسهامهم القيم، وتهدف هذه الجائزة إلى حل المشكلات بين الدول، وتصل قيمتها إلى 100 ألف دولار أمريكي.
شاهد أيضًا: اذاعة مدرسية عن اليوم العالمي للبيئة
التسامح الديني
- ديننا، الإسلام، يعرف بالمودة والرحمة والتسامح، ويدعو إلى تعايشنا مع بقية أفراد المجتمع بشكل إنساني ومحترم، ويحترم التنوع بين البشر كما قال تعالى: `واختلاف ألسنتكم وألوانكم`.
- يجب احترام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين الصالحين، ويجب أن يكون التسامح الديني والاحترام هما أساس استيعاب التنوع في المعتقدات والأفكار.
- تهدف نشر دين الإسلام بأسلوب سهل وصحيح إلى توضيح الفضاء الواسع الذي يجب أن يتمتع به الفرد، وذلك لتعزيز انتشار التسامح الديني، ويجب على الناس أن يفهموا التنوع الموجود في الأفكار.
القمة العالمية الثانية للتسامح بدبي
- في عام 2019، قامت دولة الإمارات باحتفال باليوم العالمي للتسامح في إمارة دبي بمدينة جميرا في المركز الخاص بالمؤتمرات، وتمت هذه الفعالية بإشراف نائب رئيس الدولة خليفة بن زايد آل نهيان.
- تحتوي هذه الفعالية التي تقام في دبي على عدة ورش عمل وجلسات لمناقشة مواضيع مهمة، ويقدم المعرض الخاص بالتسامح العديد من المشاريع المرتبطة بالتسامح، وتتمكن الجامعات المشاركة من المساهمة في المشاريع التي يقدمها الطلاب.
- يوجد بالقمة مكتبة التسامح التي توفر تشكيلة كبيرة من الكتب الخاصة بالتسامح، وأيضا سيقوم المعرض الفني بعرض صور فنية تعبر عن التسامح بمختلف أشكاله، والقمة الأولى تم إقامتها عام 1866.
كيفية التصدي للتعصب؟
- من الممكن مواجهة التعصب بعدة طرق، بما في ذلك استخدام القانون الذي يوفر حماية للمواطن عند تعرضه لجريمة التمييز، سواء كانت من فرد أو مؤسسة أو حتى شخص مهم في الدولة، وتعمل الدولة على تحقيق العدالة والمساواة.
- لمكافحة التعصب، يجب أن يتم استئصاله من جذوره من خلال إزالة الجهل من العقول والاهتمام بالتعليم والتعرف على ثقافات وحضارات أخرى، وتعليم الأجيال الناشئة عن اليوم العالمي للتسامح وكل ما يتعلق به من التسامح والعنصرية.
- يجب على كل فرد أن يعمل على نفسه للسيطرة على ردود أفعاله وتصرفاته، ويعد التعصب مرضا ينشره المجتمع، لذا يجب أن يكون لدى كل شخص وعي بالأساليب المختلفة للحياة.
- يجب تقليل التعصب الفردي الذي يسبب مشاكل على المستوى المحلي ثم العالمي، حيث تبدأ كل مشكلة صغيرة وتتوسع إلا إذا تم إيقافها، ويجب على الأشخاص مواجهة المشاكل وإيجاد حلول لها، ووضع نهاية للعنف والتحيز.
شاهد أيضًا: ما هو اليوم العالمي للمرأة الريفية؟
في ختام مقال `ما هو اليوم العالمي للتسامح؟`، تم استعراض مفهوم التسامح وتقديم مجموعة من المعلومات حول اليوم العالمي للتسامح، بما في ذلك سبب اختيار هذا اليوم وكيفية الاحتفال به، بالإضافة إلى جائزة مادانجيت سنغ المخصصة لأعمال محددة، وتم التطرق أيضا إلى التسامح الديني.
