أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري وتداعياتها

يعد الاحتباس الحراري ونتائجه ظاهرة خطيرة للغاية تهدد كوكب الأرض، وستؤدي إلى العديد من المخاطر المحتملة التي ستتصاعد في المستقبل، وبالواقع، نحن البشر هم السبب في هذه المشكلة وهم أيضا الحل لها.

نظرة عامة عن ظاهرة الاحتباس الحراري

  • يعرف بأنه ارتفاع متوسط درجات حرارة سطح كوكب الأرض، مصحوبا بزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
  • تتعلق ظاهرة الاحتباس الحراري ارتباطا وثيقا بمجموعة من الغازات المعروفة بالغازات الدفيئة، حيث تزيد نسبة هذه الغازات فترتفع درجات الحرارة.
  • الغازات الدفيئة تساهم في تسخين الجو على سطح الأرض، حيث تقوم بامتصاص الأشعة تحت الحمراء التي تفقدها الأرض، وأمثلة لهذه الغازات هي غاز الميثان وغاز أكسيد النيتروز.
  • تشير الأبحاث والدراسات إلى أن درجات الحرارة الحالية تعادل ضعف درجات الحرارة قبل مئتي عام، ولاحظنا ارتفاع مؤشر درجات الحرارة منذ منتصف القرن العشرين.

شاهد أيضًا: الطاقة الشمسية الحرارية

الفرق بين التغير المناخي والاحتباس الحراري

  • قد يخلط البعض بين مصطلحي التغير المناخي والاحتباس الحراري ويعتقدون أنهما متطابقان، ولكن في الحقيقة هناك اختلاف وفرق بينهما.
  • الاحتباس الحراري هو زيادة متوسط درجات حرارة سطح الأرض، بينما التغير المناخي يشير إلى حدوث تغيرات في طبقات الغلاف الجوي مثل تباين درجات الحرارة ومعدلات سقوط الأمطار وعوامل المناخ.
  • وبهذا نستنتج أنه على الرغم من اختلاف المصطلحين عن بعضهما، إلا أن هناك علاقة سببية بين كل منهما.

أسباب حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري

  • أوضح العلماء والخبراء أن التلوث بأشكاله المختلفة يعد من أبرز أسباب حدوث هذه المشكلة.
  • تشير الإحصاءات إلى أن معظم الأسباب متمحورة حول سوء استخدام الإنسان للمواد، والاعتماد على الطاقة غير المتجددة التي تسبب العديد من الملوثات عند استخدامها.
  • تحدث هذه الظاهرة بسبب تراكم الغازات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى العديد من الملوثات، وتقوم بامتصاص الأشعة الضارة الواصلة من الشمس والاحتفاظ بها في طبقات الغلاف الجوي.
  • الإشعاع الذي ينبعث من الأشعة الضارة للشمس والأشعة تحت الحمراء عادة ما ينتشر ويتسرب في الفضاء بعيدا عن الأرض، ولكن هذه الملوثات تمتصها وتحتفظ بها في الغلاف الجوي.
  • تعتبر تغيرات المناخ من العوامل البارزة التي تؤثر سلبا في تفاقم الوضع، وبالإضافة إلى ذلك، يضيف النشاط البشري كميات هائلة من الغازات الدفيئة والملوثات التي تزيد من حدة المشكلة.
  • نسبة تدخل الإنسان في حدوث هذه الظاهرة تبلغ حوالي 64٪؛ وذلك بسبب الأنشطة والعادات اليومية التي يشارك فيها الإنسان التي تؤدي بشكل مباشر إلى زيادة تركيز الملوثات.
  • تنتج عملية احتراق الوقود الحفري المستخدمة من قبل البشر في جميع الصناعات كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون الذي يمثل جزءا كبيرا من الأزمة.
  • يقوم الإنسان بنقل مساحات واسعة من الغابات واستبدالها بمحطات الوقود أو المناجم أو لصناعة الأخشاب، وتلك المساحات الخضراء هي التي تعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
  • تربية الماشية تؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من غاز الميثان بعد هضمها للطعام.
  • تعتمد البشرية على الأسمدة التي تحتوي على غاز النيتروجين، مما يؤدي إلى انبعاث غاز أكسيد النيتروز، والذي يتفوق على ضرر ثاني أكسيد الكربون.

المشاكل الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري

الآثار التي تظهر بوضوح أمامنا هي زيادة كبيرة في درجات الحرارة، حيث يعمل ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة على تسخين كوكب الأرض سواء في سطحه أو في الجو المحيط به.

1- التأثير على العناصر المختلفة للطقس مثل الحرارة والرياح والأمطار

  • تشتد العواصف وتنتشر موجات الحرارة وتختلف نسبة سقوط الأمطار.
  • تؤدي هذه الظاهرة إلى تغير في نمط هطول الأمطار الطبيعي، حيث تسقط كميات أكبر من الأمطار في بعض المناطق، بينما تنقص الأمطار في مناطق أخرى؛ ويعود ذلك إلى زيادة معدل تبخر المياه.

2- ارتفاع مستوى المسطحات المائية

نتيجة لتمدد الماء بواسطة الحرارة بالإضافة إلى ذوبان الثلوج والجليد، ستحدث فيضانات ساحلية تؤدي في نهاية المطاف إلى غرق السواحل والمدن القريبة.

تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الطبيعة

1- ارتفاع الخطر الناجم عن حريق الغابات

نتيجة لموجات الجفاف الشديدة المصاحبة لارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه.

2- الآفات الزراعية

تساهم هذه الظاهرة في انتشار الآفات الزراعية وظهور آفات جديدة غير معروفة.

3- حدوث خلل في التوازن البيئي

مصاحبة ذلك خلل في الأنواع النباتية والحيوانية؛ نتيجة لحدوث اضطراب في الموطن الأصلي لتلك الكائنات.

4- حدوث الكوارث الطبيعية

نتيجة لحدوث تغيرات مناخية حادة تحدث اضطرابات كبيرة في النظام البيئي، مثل زيادة الفيضانات والأعاصير.

تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الإنسان

1- انتشار موجات الحر

يساهم بشكل أساسي في انتقال الأمراض وزيادة معدل الوفيات، خاصة في البلدان التي لم يتعود سكانها على درجات حرارة مرتفعة، نتيجة للأمراض التنفسية والأزمات القلبية.

2- تأثر الجلد

نتيجة لتعرضنا لأشعة الشمس الضارة، وذلك بسبب امتصاص الغلاف الجوي للشمس وعدم احتباسها على سطح الأرض وفي الجو، ستشهد الأرض موجات حر شديدة.

3- انتشار الأمراض المرتبطة بالعائل الوسيط

وتعتمد ذلك على الحشرات الناقلة مثل الذباب والبعوض.

4- انتشار ظاهرة التسمم الغذائي

نتيجة نمو البكتيريا والطفيليات بشكل هائل، في ظل الظروف المناخية الجديدة.

5- تفشي الأمراض المعدية

  • وهي تنتقل وفقا لظروف البيئة مثل الكوليرا.
  • نتيجة لنقص المياه، سيساهم ذلك في انتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه، مثل مرض البلهارسيا.
  • يتوقع العلماء انتشار الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي بسبب موجات الحرارة الشديدة.

شاهد أيضًا: معلومات عن أضرار الإحتباس الحراري وكيفية مواجهته

تأثير الاحتباس الحراري على الاقتصاد العالمي

  • من الناحية الاقتصادية، سيؤثر الاحتباس الحراري على الاقتصاد العالمي بشكل كبير، حيث سيؤثر بوضوح على جميع المجالات بما في ذلك الزراعة والصناعة، وهذا يدفعنا للعمل على حل هذه المشكلة بشكل سريع
  • تقدر صندوق النقد الدولي العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة والإنتاج العالمي، حيث ينخفض الإنتاج العالمي بمعدل 2% على المدى البعيد عندما ترتفع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية.
  • تنخفض اقتصاد المناطق الساحلية والجزر بسبب ارتفاع مستوى المياه بشكل يمكن أن يؤدي إلى غرق هذه المناطق.
  • نقص المياه وانتشار الآفات الزراعية، بالإضافة إلى الجفاف والتصحر، سيؤثر بصورة مدمرة على الزراعة، والتي تعتبر أحد أعمدة الاقتصاد العالمي.
  • سيؤدي الاحتباس الحراري إلى تراجع إنتاج المحاصيل وتقلص المساحات الزراعية بالإضافة إلى حدوث التصحر، مما سيتسبب في مشاكل في إمدادات الغذاء العالمية.

تأثير الاحتباس الحراري على البيئة

  • نتيجة ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون وامتصاص البحار والمحيطات نسبة منه، تزداد حموضة البحار والمحيطات؛ ويحدث ذلك بتكون حمض الكربوليك.
  • قد يكون زيادة هطول الأمطار نتيجة فرعية للمشكلة، ولكن من الجانب الآخر، هناك نقص في مياه الشرب الصالحة.
  • التأثير الكبير على الحيوانات والنباتات يشمل تهديدها بالهجرة من مواطنها وزيادة نسبة أمراضها المسببة، بالإضافة إلى تهديد حياة النباتات بشكل مباشر من خلال ظاهرة الاحتباس الحراري.
  • تم فقدان حوالي 20% من الشعاب المرجانية في العالم، وتدهور ما يقرب من 20% منها في العقود الأخيرة من القرن العشرين.
  • يؤدي نقص الرطوبة إلى زيادة حرائق الأشجار وانتشار ظاهرة الصحراء.
  • تلوث الغذاء والمحاصيل الغذائية من بين العواقب الخطيرة التي ستهدد حياة الكائنات الحية والسلاسل الغذائية بأكملها.
  • تتعرض طبقة الأوزون للتآكل والاستنزاف نتيجة وجود غاز الميثان وأكسيد النيتروز وثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى مركبات تعرف باسم الكلوروفلوروكربون.

أهم الحلول للتغلب على المشكلة

  • أهمية زيادة زراعة الأشجار لمواجهة هذه الأزمة، حيث يعمل النباتات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون واستخدامه في عملية التمثيل الضوئي وإنتاج الغذاء.
  • اعتماد الطاقة المتجددة في حياتنا اليومية في وسائل النقل وإنتاج الكهرباء.
  • التوسع في زراعة النباتات المقاومة للجفاف والظروف المناخية الصعبة ضروري، نظرا لأن الأزمة قد تؤدي إلى زيادة نسبة الجفاف والتصحر، بالإضافة إلى نقص المياه.
  • استخدام تقنيات حديثة لتحقيق قدرة أرضية على انعكاس جزء من أشعة الشمس التي تسقط عليها.
  • وضع القوانين التي تحظر استخدام الملوثات التي تساهم في تفاقم الأزمة، وتعزيز الوعي البيئي لجعل الأفراد والمؤسسات مشاركين في الحفاظ على البيئة.

شاهد أيضًا: أضرار ظاهرة الإحتباس الحراري

وبهذه الطريقة، عرضنا في مقالنا أسباب ونتائج الاحتباس الحراري، وهو ظاهرة تهدد جميع الكائنات الحية، وتحدثنا عن أسباب حدوث هذه المشكلة وتأثيراتها الخطيرة التي ستؤثر على جميع الجوانب.

أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري وتداعياتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *