تظهر مظاهر النمو الديمغرافي السريع وحلولها، حيث يتميز النمو الديمغرافي السريع بزيادة كبيرة في عدد السكان وهناك عدم توازن بين عدد السكان واحتياجاتهم ومتطلباتهم. يحدث ذلك بسبب زيادة المواليد وانخفاض معدل الوفيات لتحسين الخدمات المعيشية.
تعريف النمو الديمغرافي
- النمو الديمغرافي السريع يعني زيادة كبيرة في عدد السكان، ويحدث انحرافا بين احتياجات السكان ومتطلباتهم، ويحدث ذلك نتيجة لزيادة عدد المواليد وتراجع نسبة الوفيات التي تهدف إلى تحسين الخدمات المعيشية.
- يتكون النمو الديمغرافي من حدوث تغير سريع في عدد السكان ويمر النمو بمرحلتين هما المرحلة الأولى تكون بحدوث ارتفاع في عدد المواليد وانخفاض في نسبة الوفيات.
- تنخفض المواليد في المرحلة الثانية بنسبة قليلة، ويتطلب النمو الديمغرافي وقتا طويلا لحدوثه، حتى يحدث زيادة كبيرة في عدد السكان.
- النمو السكاني هو زيادة عدد السكان في البيئة مقارنة بالعوامل الطبيعية المتاحة فيها من مياه وطعام وهواء، مما يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية وبالتالي يحرم الأجيال القادمة من فرصة حياة كريمة.
العوامل المؤثرة على تعداد السكان
تتفاوت العوامل التي تؤثر على تعداد السكان في الدول حسب طبيعة الدولة، وتنقسم هذه العوامل إلى عوامل طبيعية وعوامل بشرية.
1- العوامل الطبيعية
- تأثير الاقتراب أو الابتعاد عن مصادر المياه والموارد الطبيعية يؤثر في تغير الكثافة السكانية في المناطق المختلفة، حيث يفضل الناس التواجد في مناطق توفر لهم فرصا وإمكانيات للنجاح.
- دور التضاريس في عدد السكان مهم واختلافها يؤثر على الكثافة والتعداد السكاني. يميل الأفراد إلى الاستقرار في المناطق السهلية أكثر من المناطق الجبلية أو الصحاري.
- كما يلعب المناخ أيضا دورا أساسيا في تحديد كثافة السكان، حيث يفضل الناس الأماكن ذات المناخ المعتدل عوضا عن الصقيع أو الحرارة الزائدة.
- الكوارث الطبيعية في المناطق التي يشتبه حدوث كوارث فيها مثل الزلازل أو البراكين وغيرها، تجعل السكان يتجنبون العيش بالقرب منها.
2- العوامل البشرية
- تطور السكان في منطقة معينة يعتبر عاملا يجذب الآخرين ويساهم في استقرارهم في تلك المناطق، مما يؤدي في النهاية إلى حدوث تكدس سكاني.
- يفضل الأفراد في العالم الحالي الهجرة إلى الدول المتقدمة والمتطورة مثل الدول الأوروبية وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.
- تلعب الأحداث السياسية وتأثيراتها دورا كبيرا في توزيع السكان، حيث يهرب الناس من المناطق التي تشهد حروبا وصراعات سياسية، مثل ما يحدث في سوريا.
أسباب النمو الديمغرافي السريع
- زيادة عدد المواليد.
- انخفاض عدد الوفيات بفضل تحسن المستوى الصحي والخدمات الطبية.
- زيادة نسبة المهاجرين إلى مكان محدد.
- يؤدي الزواج المبكر إلى زيادة في الخصوبة وزيادة في عدد المواليد.
- عدم الوعي بتنظيم الأسرة والحمل يؤدي إلى زيادة عدد المواليد.
- ارتفاع الوعي الصحي بين الأفراد.
- المعتقدات الدينية والاجتماعية والعادات والتقاليد.
مظاهر النمو الديمغرافي
يظهر النمو الديمغرافي على شكل:
- التزاحم السكاني.
- زيادة الطلب على الخدمات الطبية والتعليمية.
- عندما تحدث تأثيرات اقتصادية سلبية على البلدان أو يزداد النمو الاقتصادي بزيادة نسبة القوى العاملة.
- اختلال في منظومة توزيع السكان.
- حدوث ارتفاع في نسب الإعالة.
- زيادة معدلات البطالة في البلدة.
- تدهور الاستقرار السياسي.
- حدوث فقر وتدهور بيئي.
- إمكانية حدوث مجاعات.
- التضخم في المدن.
- انخفاض نسب الأجور.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية للانفجار السكاني
- زيادة استهلاك الأفراد وتقليل معدل الادخار لتلبية احتياجاتهم يؤدي إلى تراجع مشاريع الاستثمار وبالتالي انخفاض الدخل القومي، مما يؤدي بدوره إلى تدهور مستوى المعيشة لدى سكان الدولة.
- يحدث زيادة في نسبة النفقات التي تنفقها الدولة على الخدمات الأساسية مثل التعليم والخدمات الطبية والمواصلات العامة والأمن والمصلحة العامة. ويحدث ارتفاع في الطلب على هذه الخدمات بسبب زيادة عدد السكان.
- تحدث ظاهرة البطالة وعجز المتعلمين والخريجين عن العمل، مما يؤدي إلى هجرتهم للخارج ويخلق مشكلة وقضية أخرى وهي هجرة العقول إلى الخارج.
- انخفاض نسب الأجور لكثرة الأيدي العاملة.
- زيادة أسعار المنتجات والسلع بسبب زيادة السكان.
- حدوث ارتفاع في أسعار الوحدات السكنية.
- زيادة عدد السكان تؤدي إلى الزحف العمراني على الأراضي الزراعية وتقليل الإنتاج الزراعي وانخفاض الدخل القومي للدول التي تعتمد اقتصادها القومي على الزراعة.
- يحدث انقطاع في الخدمات العامة بسبب الطلب الزائد عليها وعدم قدرة تلبيتها، مثل الكهرباء والمياه.
- حدوث ازدحام يعوق الأعمال ويؤثر على الإنتاجية.
الآثار الاجتماعية
- يؤدي التوزيع غير العادل للثروة والخدمات بين الأفراد إلى حدوث مشاكل أخرى، مثل العزلة الاجتماعية والتعاسة وعدم الاستقرار.
- التفكك الأسري والارتفاع في معدل الجريمة.
- تعني الحرمان من وسائل الترفيه الأساسية والتركيز على الحصول على احتياجات المعيشة الأساسية.
تأثير النمو الديمغرافي على البيئة
- تسبب النمو الديمغرافي الكبير والواسع في زيادة عدد السكان وتعاقبه مشاكل عديدة تؤثر سلبا على البيئة، منها التلوث في الجو وتداعياته الصحية على الناس.
- أدى العدد الكبير للسكان إلى هجرة الأشخاص من الريف إلى المدن، مما أثر على كمية الأراضي المزروعة وكمية الإنتاج الزراعي، وهذا يؤثر بدوره على البيئة والسكان بشكل مباشر.
- توسيع المدن والمناطق العمرانية على حساب الأراضي الزراعية.
الدول ذات الكثافة السكانية العالية وتعاني من معدلات نمو مرتفعة
- تحتل الصين المرتبة الأولى، ويبلغ عدد سكانها 1,341,335,000 نسمة.
- تأتي الهند في المرتبة الثانية بعدد سكان يبلغ 1.224.614.000 نسمة.
- تحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان، حيث يقدر عددهم بحوالي 310.384.000 نسمة.
- تأتي إندونيسيا في المركز الرابع من حيث عدد سكانها، ويبلغ عددهم 239.871.000 نسمة.
- تحتل البرازيل المرتبة الخامسة من حيث عدد السكان مع 194.946.000 نسمة.
- تأتي دولة باكستان في المركز السادس بعدد سكان يقدر بـ 173.593.000 نسمة.
- المركز السابع يتبع دولة نيجيريا والثامن يتبع بنغلاديش.
- روسيا تحتل المركز التاسع في عدد سكانها واليابان تحتل المركز العاشر بعدد سكانها 128,057,000 نسمة.
نتائج الانفجار الديمغرافي
- زيادة السكان في أفريقيا أدت إلى ضعف الاقتصاد وحدوث المجاعات.
- وبحسب منظمة الزراعة العالمية، تناقصت نسبة الإنتاج في قطاع الزراعة بنسبة 10%.
- زاد عدد الفقراء إلى 127 شخصا في عام 2000، وكان دخل بعض الأفراد أقل من 500 دولار سنويا.
- انتشرت واشتهرت ظاهرة الهجرة الريفية إلى الدول الأوروبية.
- بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الانفجار السكاني إلى نقص في تأمين الموارد الغذائية الكافية، وتعقيدات في توفير الخدمات الصحية.
- زيادة الضغوطات على استغلال الأراضي الزراعية.
- يحدث توسع المدن وانتشار الأحياء العشوائية فيها بسبب تهجير السكان من القرى والأرياف.
- زيادة الأعباء على المجتمعات والأسر الفقيرة وتزايد عبء المساعدات للأفراد.
- يحدث عجز في توفير الخدمات العامة مثل وسائل المواصلات بسبب الزيادة الكبيرة في عدد السكان، مما يؤدي إلى زحام شديد على الطرق الرئيسية وتعطيل الحياة العامة.
- وتعاني أيضا من نقص في تقديم خدمات التعليم المجانية والرعاية الصحية المناسبة.
- يحدث عجز في ميزانيات الحكومة ودخل الأفراد السنوي بسبب أن القيمة الحقيقية للنقود قليلة وصغيرة بسبب التضخم.
- هناك زيادة في معدلات البطالة ونقص في فرص العمل الملائمة للسكان المتقدمة.
طرق لمواجهة التحديات الناجمة عن النمو الديموغرافي الكبير وتفشي السكان
- فرض الضرائب هو طريقة يستخدمها بعض الحكومات عند زيادة عدد الأطفال في الأسرة الواحدة للمساعدة في تقليل معدل الولادات وبالتالي النمو السكاني العام.
- تبعا لطريقة تنظيم النسل لتحديد عدد المواليد وفقا لظروف كل أسرة.
- تتجه بعض الدول ذات الكثافة السكانية العالية إلى تنفيذ سياسة الطفل الواحد بهدف التحكم في النمو السكاني وتقليصه.
حلول لمواجهة النمو الديمغرافي الكبير
- يؤكد الخبراء أن فرض حوافز تشجيعية لتحفيز السكان على تقليل الزيادة السكانية له تأثير أفضل من فرض عقوبات أو غرامات، وهذا مثال على ذلك
- يفرض زيادة على الراتب في حالة وجود طفلين ويتم قطع هذه الزيادات في حالة وجود الطفل الثالث.
- تقديم الدعم للأطفال والزوج والزوجة مجانا، وفي حالة وجود مزيد من الأطفال، يتوقف الدعم.
- تحسين طبيعة الخدمات وجودتها التي يتلقاها المواطنون وأطفالهم، حتى يشعر المواطن بأن وجود أكثر من طفل سيكون عبئا عليه.
- يتم نشر حملات توعوية محليا وعالميا عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر رسالة تحذيرية حول ارتفاع معدل النمو السكاني وتأثيره السلبي في إحداث الفقر والمجاعات والحروب وتدهور البيئة.
- تعزيز الدور الذي تلعبه برامج التنمية المستدامة التي تهدف إلى تعزيز وتطوير القطاعات الصحية والتعليمية والاقتصادية.
- العمل على تحقيق التنمية البشرية والتي تعني تحسين قدرات ومهارات الأفراد من أجل الحد من مخاطر هذه الظاهرة والتعامل معها بحكمة وحذر حتى لا نزيد من المشكلة.
- الاستفادة القصوى من موارد الدولة واستغلالها بحكمة، مثل استصلاح الأراضي الزراعية الفارغة أو تحويل الصحاري إلى أراض زراعية ومعالجة مشكلة نقص المياه.
في ختام رحلتنا مع ظاهرة النمو الديمغرافي السريع وحلولها، يكمن سبب الانفجار السكاني والنمو الديمغرافي الكبير في عوامل واضحة، وتعمل الدول جميعها على تقليله والتخلص منه نهائيا عن طريق اتباع مجموعة من الأساليب التي تتوافق مع سياسة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة التي يسعى العالم لتحقيقها للحفاظ على كوكبنا حاليا.
