تأثير الضرب على نفسية الأطفال يعتبر جزءا هاما من تربيتهم ويؤثر في أساليب تفاعلهم مع الآخرين. عندما يتعرض الطفل للعنف والضرب في الأسرة، فإنه يصبح عنيفا بالتالي. في هذه المقالة، سنتناول تأثير الضرب على الأطفال ونسلط الضوء على جوانبه المختلفة.
قلة الثقة بالنفس
- عندما يتعرض الطفل للضرب والتعنيف من قبل أفراد أسرته، يؤدي ذلك إلى نشوء طفل عنيف، ويحب الانعزال والبقاء وحيدا، ويتجنب النظر إلى أعين الناس.
- يشعر الطفل الذي يتعرض للضرب بشدة بأنه سيء وأنه لا أحد يحبه، وأنه ليس له قيمة في الأسرة، ويشعر دائما أنه الجانب الضعيف.
ضعف التطور المعرفي
- أظهرت الدراسات أن ضرب الطفل يؤثر سلبا على قدراته المعرفية.
- عندما يتعرض الطفل للضرب، يصبح أقل ذكاء من الأطفال في نفس عمره، كما يؤدي إلى انخفاض الرمادية في دماغه، مما يؤثر على قدرته في التعلم، وقد أثبت ذلك العلماء النفسيون.
ضعف التطور العاطفي
- يعتبر الأطفال الذين يتعرضون للتعنيف اللفظي أو الجسدي أكثر عرضة للاضطرابات النفسية من غيرهم.
- أشارت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية إلى أن تعرض الأطفال للإساءة يؤدي إلى انخفاض احترام الذات لدى الطفل، وتلف الدماغ، واضطرابات التركيز، ويؤدي كل ذلك إلى ضعف المهارات الاجتماعية وتعرضهم للقلق والاكتئاب.
- من ناحية أخرى، أثبتت الدراسات العديدة أن معاقبة الطفل جسديا من قبل أفراد الأسرة يؤدي إلى زيادة التوتر في العلاقة بينهما وتقليل العمق والدفء في تلك العلاقة.
- عندما ينشأ الطفل في بيئة مليئة بالعنف، سيصبح أكثر قسوة وستظل هناك دائما تحديات بين الأبناء وأسرهم، وهذا يؤدي أيضا إلى فقدان التعاطف لدى الطفل تجاه الآخرين ويجعله أقل قدرة على فهم المعايير الأخلاقية.
تعليم الأطفال الضرب
- عندما يتعرض الطفل للعنف الجسدي من قبل والديه، ينتج ذلك ضرب الطفل للآخرين.
- تشير الدراسات والأبحاث إلى وجود ارتباط مباشر بين التعنيف الجسدي في فترة الطفولة والسلوك العدواني في مرحلة المراهقة وما يليها. تشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون للعقاب الجسدي والتعنيف في طفولتهم يصبحون من المجرمين الأكثر خطورة، ويؤثر ذلك على أخلاقهم ونفسيتهم.
- من الطبيعي أن يتعلم الطفل من والديه جميع سلوكياتهم وأفعالهم، ويتم ذلك من خلال مراقبتهم وتقليدهم، لذا يتوجب عليهم أن يكونوا حذرين دائما في أفعالهم أمام الأطفال.
الأضرار قصيرة الأمد
- يواجه الطفل صعوبة في النوم ويشهد دائما كوابيس.
- يقوم الطفل دائما بلوم نفسه ويشعر بالذنب بشكل مستمر.
- من أضرار الضرب على الطفل أنه قد يتعرض لسلوكيات غريبة عليه، مثل التبول اللاإرادي ومص أحد أصابعه كما كان يفعل وهو طفل رضيع.
- الشعور الدائم بالخوف والقلق من الآخرين.
- يتعرض للتنمر المستمر.
- يعتبر من الأفضل له عدم التخلص بالناس ويفضل الابتعاد عنهم.
- ينفق كل طاقته السلبية في إيذاء الحيوانات ومعاملتها بقسوة مفرطة.
- يشعر دوما بالصداع والقلق وألم في منطقة البطن.
- يتكلم بصعوبة بالغه ويصبح يتأتأ.
- يتعرض الأطفال الأكبر سنا لتعاطي المخدرات والكحول.
الأضرار طويلة الأمد
- يؤدي العنف الأسري إلى ظهور أطفال يتصرفون بشكل سيء مثل آبائهم، ويتعاملون بطريقة مهينة مع الآخرين، وتتفاقم المشاكل مع تقدم الطفل في العمر، ويواجهون العديد من المشاكل، ومن بين تلك المشاكل التالية.
- يتعرض الطفل إلى مشاكل جسدية، ونفسية.
- يتعرض إلى الفشل في التعليم.
- إدمان المخدرات والكحوليات.
- يصبح مجرما ويقوم بارتكاب العديد من الجرائم.
- لا يثق في أحدا.
- يتعرض إلى خطر الإصابة بالأمراض العقلية.
- يظل يفكر في الانتحار.
أسباب العنف ضد الأطفال
1- أسباب أسرية
- انعزال الأسرة عن العالم الخارجي.
- قلة التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة.
- الفوضى وعدم التنظيم في الحياة اليومية.
- تتوقع الكثير من النتائج غير المنطقية للطفل.
- عدم حصول الأسرة الصغيرة على نصائح من الأسرة الموسعة.
- المشاكل والخلافات بين الأب والأم.
- العنف الدائم بين أفراد العائلة.
- عدم معرفة أولياء الأمور بكيفية تربية الأطفال والتعامل معهم بشكل صحيح.
- تدهور العلاقة بين الطفل وأحد والدية.
2- أسباب نفسية
- عندما يتعرض الأهل للضغط النفسي وبعض الضغوط والمشاكل العائلية، يمكن أن ينتج عن ذلك العنف والضرب ضد الأطفال، على سبيل المثال.
- يتعرض أحد أو كلا الوالدين للاكتئاب أو الأمراض العقلية أو الجسدية المزمنة.
- يتعرض أفراد العائلة لضغوط ومشاكل في أعمالهم الخاصة.
- عدم ثقة الأهل بأنفسهم.
- تعاطي المخدرات والإفراط في تناول الكحوليات.
3- أسباب اجتماعية
- وهذه أسباب تنشأ من المجتمع الذي يعيش فيه الآباء والأطفال على سبيل المثال.
- عندما ينتشر العنف في المجتمع كله.
- قبول المجتمع العنف والقوة.
- قبول المجتمع للعقوبة الجسدية للأطفال.
- انتشار الجهل ونقص التعليم في المجتمع.
- عدم المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع.
4- أسباب اقتصادية
- وتعتبر الأسباب الاقتصادية من أهم الدوافع للعنف ضد الأطفال، مثل.
- فقر الأسرة.
- تراجع الوضع المادي للأسرة التي تعتني بتربية الأطفال.
- البطالة.
- الإقامة غير الدائمة والتنقل بين الأماكن.
- عدم الاستقرار الأسري.
أنواع العنف ضد الأطفال
العنف الجسدي
وهو أحد أشكال العنف الموجهة ضد الأطفال ويشمل استخدام العقاب بالضرب والخنق والركل، ويمكن أن يتسبب في إصابة الطفل والتسمم، وأيضا ضرب الطفل بأي شيء أمامهم.
يؤدي هذا النوع من العنف إلى ترك آثار على الجسم مثل الكدمات والجروح والندوب، وقد يصل إلى حدوث كسور، وفي النهاية، يمكن أن يؤدي هذا العنف إلى الوفاة.
العنف الجنسي
يشمل هذا النوع من العنف تعرض الطفل للتحرش الجسدي، أو إجباره على فعل ذلك، أو تعرضه لمحتوى جنسي عبر الإنترنت.
العنف النفسي أو العاطفي
ويشمل هذا النوع من العنف إحباط الطفل، وتعرضه إلى الأذى النفسي بسبب المعاملة السيئة والمهينة التي يتعرض لها الطفل، والإهمال المفرط، أو الترهيب الزائد، ويؤدي العنف النفسي إلى تأخر نمو الطفل.
العنف المنزلي
يتعرض الطفل لهذا النوع من العنف في المنزل من قبل والديه ويشمل العنف المنزلي، العنف الجسدي والمادي والعاطفي والنفسي.
الإهمال
يعد هذا من أكثر أنواع الانتشار، حيث يفشل الأهل في تلبية الاحتياجات الأساسية للطفل مثل التغذية والنظافة الشخصية والتعليم.
عدم تقديم الرعاية الصحية المناسبة
ترك الطفل يتعرض للعنف والضرب من قبل الآخرين دون تدخل الأهل وحمايته، وعدم إعطاء الطفل الحب والاهتمام الذي يستحقه.
نصائح لمنع ضرب الطفل
- عندما يخطئ الطفل ويبدأ في البكاء يجب على الأهل تجاهل تصرف الطفل تماما، حتى يعرف أن ما فعله خاطئ ويجب عدم تكراره والاعتراف بخطأه.
- هناك طريقة لطيفة أخرى تعرف بـكرسي الشقاوة، حيث يطلب من الطفل الجلوس على كرسي معين في زاوية معزولة من الغرفة لفترة زمنية محددة، وتتغير مدة الفترة حسب عمر الطفل.
- في الأطفال الصغار، يشعرون بالوقت بشكل أكبر، لذلك ننصح بعدم جلوس الطفل لفترة طويلة حتى لا يشعر بالملل ويخالف العقوبة.
- ينصح بزيادة الكلمات التشجيعية والمحفزة للأطفال، ولا ينبغي أن يتعرضوا للتعنيف باستمرار حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتهم وأخلاقهم.
في النهاية، قدمنا لكم جميعا المعلومات المتعلقة بتأثير الضرب على الأطفال نفسيا، وننصح الآباء والأمهات بعدم التفاعل المفرط عندما يرتكب الأطفال أخطاء. فمن أهم مبادئ التربية أن يخطئ الطفل ليتعلم ما هو صحيح، وينبغي على الأم أن تتأكد قبل أن تقرر توجيه الضربة مما إذا كان الطفل قد فهم ما قام به.
