فوائد الخلايا الجذعية للإنسان، يمكن اعتبار الخلايا الجذعية كمادة أولية للخلايا في جسم الإنسان، حيث ليست متخصصة ولكنها قادرة على إنتاج جميع الخلايا المتخصصة، وبالتالي يمكن تحويلها إلى أي نوع خلوي عند زراعتها.
تعرف على الخلايا الجذعية وأنواعها
- بسهولة يمكننا أن نقول أن الخلايا الجذعية هي جذور الإنسان، إذ يمكن للبويضة الملقحة أن تنتج العديد من هذه الخلايا الجذعية التي بدورها قادرة على الانقسام لتشكيل أنواع متعددة من الخلايا الموجودة في جسم الإنسان.
- في هذه الفترة ومع التقدم العلمي الملحوظ، زادت الأبحاث بشكل كبير حول فوائد الخلايا الجذعية للإنسان، والتي يمكن أن تكون بديلا لعلاج العديد من الأمراض المزمنة في المستقبل.
- تنقسم الخلايا الجذعية بشكل عام إلى نوعين، النوع الأول هو الخلايا الجنينية والنوع الثاني هو الخلايا البالغة، وسنتحدث عن كل منهما بالتفصيل في وقت لاحق وعن نسب الخلايا الجذعية الموجودة في كل نوع بشكل منفصل.
شاهد أيضًا: كيف يتم علاج التوحد بالخلايا الجذعية
ما يميز الخلايا الجذعية
- تتميز هذه الخلايا بشكل كبير عن باقي خلايا الجسم، حيث يمكن أن تنقسم وتتجدد مع مرور الوقت، وما يميزها أيضا أنها غير متخصصة ولا تقوم بأي وظائف محددة كباقي خلايا جسم الإنسان.
- وما يميز هذه الخلايا عن باقي خلايا الجسم هو أنها تجدد نفسها باستمرار ولديها القدرة على التطور وتحويل نفسها إلى خلايا متخصصة في جسم الإنسان وأداء نفس المهام.
مراحل اكتشافها
- بدأت في عام ١٩٦٠ على يد الدكتور جيمس تيل والدكتور أرنست ماكولوتش عندما أعلنوا اكتشاف نوع جديد من الخلايا الجذعية التي تشكل خلايا الدم وتتناغم معها ويمكن أن تحل محلها.
- منذ ذلك الحين، توالت الأبحاث في هذا الموضوع ولم تتوقف في العالم بأسره، حتى أصبحت مسألة العلاج بالخلايا الجذعية محط اهتمام وبحث من قبل العالم بأسره حتى عام ١٩٩١.
- في عام ١٩٩١، أعلن العالم الأمريكي أرنولد كبلان اكتشافه للخلايا الجذعية الوسيطة واكتشاف فوائد الخلايا الجذعية لجسم الإنسان، وأظهر أن هذا الاكتشاف يمكن أن يغير العالم بأسره ويسهل التخلص من العديد من الأمراض التي لا تزال تهدد البشرية.
أشهر من بحث في الخلايا الجذعية
- ولد العالم الأمريكي أرنولد كبلان في عام ١٩٤٢، وبعد انتهاء دراسته الثانوية، انضم إلى معهد إلينوي للتكنولوجيا حيث اختص في مجال الكيمياء. وبعد تخرجه في عام ١٩٦٣، تقدم بطلب للحصول على درجة الدكتوراه في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز وحصل عليها في عام ١٩٦٦.
- في البداية عمل في جامعة براندايس، ثم عمل كأستاذ في قسم البيولوجي في جامعة كيس ويسترن ريزيرف منذ عام ١٩٨١، وقدم أكثر من أربعمائة بحث علمي منشور، بالإضافة إلى حصوله على العديد من براءات الاختراع.
نسبة وجود الخلايا الجذعية في جسم الإنسان
- تحدثنا سابقا عن أنواع الخلايا الجذعية ولم ندرسها بتفصيل، ولكن عندما نتحدث عن نسبتها في جسم الإنسان، يجب أن نوضح أنها تتحدد حسب نوعها.
- إن النوع الأول هو الخلايا الجذعية الجنينية، وهذا النوع يعتبر الأكثر أهمية وقوة، حيث يتواجد في الأجنة التي يبلغ عمرها من ثلاث إلى خمسة أيام، ويحوي حوالي ١٥٠ خلية تقريبا في هذا النوع وفي هذا العمر تحديدا.
- وتتميز في هذا النوع بأنها قادرة على الانقسام إلى خلايا جذعية أخرى أو الاندماج مع خلايا الجسم لتصبح مشابهة لها، مما يسهل استخدامها في حال تعرض هذه الأعضاء للتدهور أو الإصابة بالمرض، حيث يمكن أن تحل محلها.
- بينما النوع الثاني فهو الخلايا البالغة وهذا النوع نادر في أجسام البالغين ولا يوجد إلا في الدهون والنخاع بنسبة قليلة، وليست قوتها مماثلة للخلايا الجنينية في الانقسام والتجدد الخلوي.
فوائد الخلايا الجذعية للإنسان
- تعتمد أكبر أمال العلم حاليا على نجاح العديد من الدراسات المجراة حول الخلايا الجذعية. وبالنسبة لفوائد الخلايا الجذعية للإنسان، فهي كثيرة وتساعد في فهم طرق الإصابة ببعض الأمراض التي تصيب الإنسان.
- يمكن أيضا استخدام الخلايا الجذعية لتقييم فعالية بعض الأدوية وصلاحيتها قبل اختبارها مباشرة على البشر، ونظرا لقدرة الخلايا الجذعية على التحول إلى أي خلية في جسم الإنسان، يمكن استخدامها لتجديد الخلايا المصابة.
- يمكن استخدامها أيضا في مساعدة زراعة الأعضاء وتسهيل علاج بعض الأمراض مثل العيوب الخلقية والزهايمر والسرطان وأمراض النخاع الشوكي والتوحد ومشاكل العيون وإصابات الحروق.
مصادر إنتاج الخلايا الجذعية بجسم الإنسان
- يمكن استخلاصها من الأجنة المجهضة حيث تحتوي على العديد من الخلايا الجذعية، ويمكن أيضا استخلاصها من الأطفال والبالغين، ولكن بنسب محددة. كما يمكننا الاستفادة من باقي لقاح أطفال الأنابيب.
- يمكن استخراجها أيضا من المشيمة والسائل الأمنيوسي والحبل الشوكي، ويمكننا أيضا الاستفادة من الاستنساخ العلاجي واستخدامه كمصدر لإنتاج الخلايا الجذعية في جسم الإنسان.
تطبيق العلاج بالخلايا الجذعية
- يعتبر العلاج بالخلايا الجذعية طريقة جديدة ومفيدة جدا في المجال العلمي، ولكنها لم تستخدم حتى الآن إلا فيما يتعلق بأمراض الدم فقط، مثل سرطان الدم وفقر الدم وتخثر الدم، وخاصة سرطان الدم الذي يشكل قلقا للعالم بأسره.
- بالنسبة لعلاج سرطان الدم، يتم استخلاص الخلايا الجذعية من نخاع العظام في جسم الإنسان، وبعد معالجة الخلايا السرطانية في الدم باستخدام الأدوية، يتم إعادة بناء الدم باستخدام هذه الخلايا الجذعية.
- على الرغم من أن جميع الأبحاث تظهر نتائج مبشرة، إلا أن كل هذا البحث وهذه التجارب لا تزال مجرد تجارب ولم يتم تطبيق هذا العلاج بشكل طبيعي إلا في حالات نادرة جدا.
- تأخير تطبيق العلاج بالخلايا الجذعية يعود إلى إصابة بعض الحيوانات التجريبية بانتكاسات، مما جعل من الصعب تطبيقه في الوقت الحالي على البشر حتى يتم التأكد من عدم حدوث هذه الانتكاسات مرة أخرى.
شاهد أيضًا: علاج العقم بالخلايا الجذعية
أبحاث مخبرية في مصر حول الخلايا الجذعية
- بدأت الأبحاث المخبرية في مصر في عام ٢٠٠٣ في جميع الجامعات، وأجريت العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في هذا الموضوع، وتم إثبات أن العلاج بالخلايا الجذعية يحقق نسبة عالية من الشفاء للأمراض المزمنة.
- ومع ذلك، لم تتجاوز نسبة نجاح هذه الأبحاث والتجارب ٦٠٪، وبعضها حتى لم يصل إلى ٣٠٪، ومع ذلك، هذه النسب رغم قلتها مفرحة جدا لأولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة.
رأى الدين في العلاج بالخلايا الجذعية
- أكدت دار الإفتاء المصرية أن لا يوجد أي حظر على العلاج بواسطة الخلايا الجذعية، حيث تتجدد هذه الخلايا بشكل طبيعي، وكذلك الطرق المستخدمة لاستخلاص هذه الخلايا غير محظورة أو ضارة للإنسان.
- بالإضافة إلى ذلك، سيكون هذا العلاج مفيدا جدا في علاج حالات مرضية التي يعجز العلاج الطبي عن علاجها حتى الآن أو في حالات تكون نسبة الاستجابة للعلاج أقل من الخلايا الجذعية، مثل السرطان وإصابات النخاع الشوكي.
- لكن دار الإفتاء أوضحت أن كل شيء في المعرفة يكون سلاحا ذو حدين، فمن الممكن أن يكون استخدام الخلايا الجذعية حلالا أو حراما وفقا لطريقة استخدامها في الطب والأفراد.
- قد يكون ذلك محظورا في بعض الحالات المحددة، مثل حقن بويضة امرأة بحيوان منوي لرجل غريب عنها لاستخلاص الخلايا فقط دون الزواج بينهما.
- بمجرد أن تأخذ من طفل صغير، حتى مع موافقة الوالدين، ستحرم من استخدامها في علاجه، وتحظر أيضا في حالة الإجهاض المتعمد لاستخراج هذه الخلايا. وفي غير تلك الحالات، لا توجد أي قيود.
فرصة العلاج بالخلايا الجذعية في مواجهة فيروس كورونا
- عندما ظهرت الجائحة التي تجتاح العالم في هذه الأيام وانتشر فيروس كورونا المستجد المعروف بكوفيد ١٩، حاول بعض العلماء البحث عن وسيلة لمواجهة هذا الفيروس باستخدام الخلايا الجذعية.
- عقدت مجموعة من الباحثين تجربة بسيطة على سبعة مرضى مصابين بفيروس كورونا المستجد بعد انتشار الفيروس في مدينة ووهان الصينية. كانت أعراض إصابتهم شديدة ، ولكن بعد حقنهم لمدة ١٤ يوما ، تم شفاؤهم وخروجهم من المستشفى.
- بالرغم من نجاح هذه التجربة، لا يمكن للعالم الاعتماد فقط على علاج الجذعية في مواجهة هذه الجائحة، ويتطلب ذلك جهودا دولية كبيرة لاختباره أولا قبل أن يصبح بديلا للعلاج الذي تسعى الدول لتطويره.
شاهد أيضًا: ما هي الخلايا الجذعية والسكري
في ختام رحلتنا في استكشاف فوائد الخلايا الجذعية للإنسان، من الجيد أن يصل العلم في هذه المرحلة إلى هذا التقدم الكبير، وخاصة في هذا المجال الذي سيساعد في علاج بعض الأمراض الشديدة مثل السرطان، وقد أثبت العلم فوائد الخلايا الجذعية للإنسان في المستقبل القريب بشكل أوسع ليكون قفزة علمية كبيرة.
