ما هي مراحل حظر الخمر

ما هي مراحل تحريم الخمر؟ في أيام الجاهلية، كانت هناك عادات سائدة ومنتشرة غير سليمة وغير صحية، وكانت تلك العادات تغمر حياة الناس بألوان الجهل وقلة العقل، وتؤدي بهم إلى الفساد والضياع. وكان من بين تلك العادات المنكرة شرب الخمر، وعندما جاء الإسلام وتعاليمه السمحة، حث على التخلص من تلك العادات وحرمتها بشكل قاطع.

معنى الخمر

  • تشير كلمة “الخمر” بالمفهوم الاصطلاحي إلى أي مادة تسبب سكرا للإنسان، أي أنها تشير إلى المشروبات الكحولية التي تسكر الشخص.
  • يتناول الفرد الخمر لتسلية العقل، وتعتبر الخمر من الأمور المحرمة التي حظرها الله تعالى في كتابه العزيز، فقد كان العرب في الماضي يفضلون الخمر بشدة، ولذلك تم تحريمها ثلاث مرات.

شاهد أيضًا: حكم الانتحار بالمراجع

ما هي مراحل تحريم الخمر؟

  • إن دين الإسلام هو راية التوحيد التي بعث بها النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس، وذلك لإنارة عقول هؤلاء الناس والعمل على نزع حب المنكرات والشهوات، ومن ثم الانتقال لحب الله سبحانه وتعالى.
  • لقد أكرم الله الإنسان وفضله عن سائر المخلوقات بنعمة العقل، حيث يستطيع استخدامه في الاستدلال على طرق الرشاد والهداية، ويستخدم عقله في التمييز بين المؤذي والمفيد، فإن استخدام العقل هو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة.
  • كان الإقبال على شرب الخمر من الأمور الشريرة والمذمومة التي كان الصحابة مرتبطين بها قبل ظهور الإسلام، ولكن عندما جاء الإسلام وحظر شرب الخمر تدريجيا، توقفوا عنه.
  • لم يأمر الله عز وجل بتحريم شرب الخمر في مرة واحدة، ولكن الشريعة الإسلامية جاءت بتدريج هذا التحريم على مراحل مختلفة، حتى يتم قبولها من العقول وتفضيلها من القلوب.
  • وإن عدم تحريم الله عز وجل لشرب الخمر مرة واحدة يكمن في حكمة عظيمة، حيث يكون التدرج له تأثير على النفس البشرية التي قد يكون من الصعب عليها أن تتخلى عن شيء اعتادت عليه لفترة طويلة، وتشمل أهم مراحل تحريم الخمر ما يلي:

1 ــ المرحلة الأولى

  • في البداية، حظر الله عز وجل شرب الخمر واعتبرها آثمة، ولم يصدر أمر مباشرا بتحريمها في البداية، وكان الناس يشربون الخمر في عصر الجاهلية.
  • حيث كان من الصعب عليهم التخلي عن هذه العادات التي كانوا يراها ملجأ وفخرا لأولئك الذين يشربونها، ومن بين الآيات الأولى التي أنزلها الله في مراحل تحريم الخمر:
  • يسألونك عن الخمر والميسر، فقل إن فيهما إثما كبيرا ومنافع للناس، ولكن إثمهما أكبر من نفعهما، ويسألونك عن ماذا ينفقون، فقل العفو، هكذا يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون.

2 ــ المرحلة الثانية

  • ثم، تأتي مرحلة جديدة في تحريم الخمر في الإسلام، وتشجيع التخلص منها وتركها من أجل حب الله عز وجل وطاعته والتذلل له في الصلاة.
  • في هذه المرحلة، نزلت الآيات الشريفة في كتاب الله لتحذير من ترك الصلاة عند تناول الخمر، حيث قال الله سبحانه وتعالى:
  • (يا أيها الذين آمنوا، لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى، حتى تعلموا ما تقولون، ولا تقربوها وأنتم جنبا إلا إذا كنتم مارين في طريق، حتى تتطهروا، وإن كنتم مرضى أو في سفر، أو أحد منكم قد جاء من الغائط، أو لمستم النساء ولم تجدوا ماء، فتيمموا بتراب طيب، فامسحوا به وجوهكم وأيديكم. إن الله غفور يعفو).
  • بفضل الله عز وجل، ترك الناس عادة شرب الخمر بسبب التقرب من الله، فهو الهدف الأسمى والأعظم، وله تأثير كبير وعظيم على النفس، يتجلى في تخلصها من حب الشهوات والملذات.
  • كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول أثناء دعائه ومحادثته مع ربه: `اللهم اجعل لنا توضيحا شافيا فيما يتعلق بالخمر.

3 ـ المرحلة الثالثة

  • بعدما تم تضمين الإسلام قاعدة تحريم شرب الخمر، حانت المرحلة النهائية من هذا التحريم، حيث أمر الله عز وجل عباده بالتخلص من الأمور والأشياء التي تسفه وتذهب عقولهم.
  • إن هدف الرسالة الإسلامية هو رفعة الإنسان، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم:
  • يا أيها الذين آمنوا، إن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام هي أشياء مكروهة ومن عمل الشيطان، فابتعدوا عنها لعلكم تنجحون، إنما يريد الشيطان أن يثير بينكم العداوة والبغضاء بواسطة الخمر والميسر، ويريد أن يصدكم عن ذكر الله والصلاة، فهل أنتم مستعدون لذلك؟.

شاهد أيضًا: حكم التصوير في الاسلام

الحكمة من تحريم الخمر

  • إن العقل هو واحد من أعظم النعم التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان، وذلك ليستخدمه في كل ما هو صالح له وليوجهه نحو الهداية والخير، وليتجنب به الضلالة والشهوات والمتع الزائلة.
  • كان شرب الخمر في الماضي وسيلة للانحراف والضلالة، وكان يحول دون ذكر الله ويضيع أوقاتا ثمينة.
  • شرب الخمر يسبب عمى القلب وفقدان العقل والعمل، ويؤدي أيضا إلى انتشار العداوة والبغضاء بين الناس، وتجاهل الغاية الأعظم التي خلقوا من أجلها.
  • هدفنا هو إعمار الأرض والتفاني في ذكر الله تعالى والاقتراب منه من خلال الصلاة والصيام والامتثال لأوامره، فالإسلام جاء لحماية الناس وصونهم وحفظ عقولهم.
  • إن الله عز وجل حظر تدريجيا وعلى مراحل شرب الخمر، رحمة بالعباد، حيث نزل الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله والصلاة، فهل أنتم منتهون).
  • العقاب في حق شارب الخمر
  • هناك اتفاق من قبل علماء الشرع على وجوب معاقبة من يشرب الخمر، وذلك استنادا إلى الأدلة الصحيحة والمؤكدة التي تشير إلى تحريم الخمر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
  • والعقوبة المقررة لشارب الخمر هي تجليده، ولكن هناك اختلاف بين علماء الشرع في كمية التجليد.
  • قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين جلدة، وأجرى أبو بكر أربعين جلدة، وأكملها عمر بثمانين جلدة، وكل سنة جلدة).
  • هنا يكمن الاختلاف بين الفقهاء، حيث كان الإمام الشافعي يتفق مع القول الذي يقول أن العقاب الخاص بالشرب هو جلد 40 جلدة.
  • ومع ذلك، كلا من الإمام مالك والإمام أبو حنيفة قد اتفقا على أن العقوبة المناسبة لشرب الخمر هي جلد الشخص 80 جلدة.

الأضرار الناتجة عن شرب الخمر

لم يأمر الله عز وجل بتحريم أي شيء إلا لأن له آثارا سلبية على الإنسان، فهو الخالق الحكيم الذي يعلم كل شيء، وبالتأكيد، شرب الخمر يترتب عليه العديد من الأضرار والتبعات الضارة على الإنسان.

يؤثر الخمر على القوى الجسمية والعقلية للإنسان، ومن أبرز الأضرار التي تحدث عند تناوله الخمر:

  • تؤدي تكرار شرب الكحول إلى الإدمان، وهو الشرب الذي يكون بشكل مفرط وعدم القدرة على التخلص منه، وهذا الأمر يضر بصحة الإنسان بشكل كبير، حيث يمنع امتصاص الكالسيوم في الجسم.
  • أحد نتائج إدمان شرب الخمر هو فقدان الوزن بشكل كبير، بالإضافة إلى ضعف جهاز المناعة في الجسم، حيث يمنعه من امتصاص الغذاء اللازم له والمتمثل في الفيتامينات والبروتينات.
  • تؤدي تناول الخمر إلى نقص حمض الفوليك، وهو أحد الأحماض الهامة للجسم، حيث يمكن أن يؤدي نقصه أو غيابه إلى الإصابة بفقر الدم.
  • إن تعاطي الخمر بشكل مستمر يؤدي إلى تضرر جسيم للجهاز الهضمي، فالخمر تؤثر سلبا على الكبد الذي يقوم بتحليل المكونات الكيميائية للخمر، وتكرار هذا السلوك يؤدي إلى تكوين أكياس دهنية على الكبد، مما يحرمه من أداء وظائفه الصحيحة ويؤدي في النهاية إلى الوفاة.
  • يؤدي استهلاك الخمور أيضا إلى التهاب الجدار المعدي والاثني عشر، مما يمكن أن يؤدي إلى حدوث نزيف خطير جدا وقاتل للشخص المتضرر.
  • يؤثر أيضا شرب الخمر على الجهاز العصبي، حيث يتسبب في وقوع أضرار ليست بالهينة على القدرات العقلية في مراكز الدماغ التي تتعرض خلاياها للتلف.
  • وبالتالي، يتعرض الشخص لخطر الإصابة بضعف في الذاكرة، ويمكن أن يتسبب أيضا في الضرر للأعصاب الطرفية، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس بالأطراف.

كيفية مواجهة شرب الخمر

شرب الخمر من الأمور المحرمة التي نهى الله تعالى عنها في كتابه العزيز، ويجب التصدي لهذا الأمر بحزم، حيث يجب:

  • على الأسرة أن تقوم بتربية أبنائها بشكل صحيح ورعايتهم وتشجيعهم على كل ما هو مفيد.
  • متابعة دورية من الأهل لأطفالهم والاهتمام بمعرفة أصدقائهم، حيث يعتبرون أصدقاء السوء العامل الأساسي في انحراف الإنسان وارتكابه لأفعال منكرة بما في ذلك شرب الكحول.
  • يجب أن يتصدى المجتمع، وخاصة الدولة، لهذا الفساد ويعاقب بشدة كل من يرتكب هذا العمل، ويجب وضع قوانين صارمة لإجرامه وتجريمه.
  • يقوم الإعلام بدوره في نشر الفضيلة والإشارة إلى الأضرار التي يسببها هذا الشخص.
  • يجب على رجال الدين أن يقوموا بالتوعية الدينية وتعريف الشباب بأضرار الخمر وعقوبة شارب الخمر في الدنيا والآخرة.

شاهد أيضًا: حكم الوشم وعقوبته

في ختام مقالنا حول مراحل حظر الكحول، قدمنا معلومات حول هذا الموضوع، ونأمل أن ينال المقال إعجابكم.

ما هي مراحل حظر الخمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *