صلاة القصر من الصلوات التي شرعها الدين للمسافر لتسهيل صلاته أثناء السفر. وهي من السنن المؤكدة للرسول صلى الله عليه وسلم. اتفق العلماء على قصر الصلاة للمسافر لعدة أيام، ولكن هناك اختلاف بين العلماء حول صلاة القصر وشروطها أثناء السفر. فبعضهم يرون أنها واجبة على المسافر، في حين يرون البعض الآخر أنها مستحبة.
مفهوم القصر في الإسلام
- في ديننا الحنيف، القصر هو رخصة تمنح لأي مسافر لتخفيف أعباء السفر عنه، حيث يصلي المسافر ركعتين بدلا من أربع ركعات.
- يعتقد العلماء من المذهب المالكي والحنفي أن صلاة القصر هي من السنن التي أكدها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أدى هذه الصلاة أثناء سفره.
- بعض شافعية وحنابلة أكدوا أنه يجوز للمسافر التقضية، ولكنها ليست واجبة.
شاهد أيضًا: كيفية أداء صلاة التهجد وعدد ركعاتها في المنزل
كيفية أداء صلاة القصر أثناء السفر
- يقال إن صلاة القصر مخصصة للصلوات الرباعية فقط، مثل صلاة الظهر والعصر والعشاء، ولا يلزم أحد بأن يصلي صلاة القصر في صلاة الفجر والمغرب.
- يصلي المسافر فقط ركعتين مقصورتين بدلا من الركعات الأربع التي تكون في صلاة الفرض.
معلومات عن صلاة القصر وشروطها
- يجب أن تتوافر بعض الشروط من أجل صلاة القصر ومنها:
- أن يكون هذا السفر في طاعة الله، سواء لطلب العلم، أو للجهاد في سبيل الله، أو لأجل التجارة، وأن يكون نية المسافر خالصة لطلب مرضاة الله.
- أن تكون مدة السفر طويلة وتتجاوز المسافة المحددة من قبل العلماء.
- ينبغي تجديد النية في كل صلاة، ولكن يرى جمهور العلماء من المذهب المالكي أن النية الواحدة تكفي، ويكون هذا النية عند أول صلاة يصليها المسافر.
- يجب ألا يكون المسافر ينوي الإقامة في هذا البلد.
- مدة إقامته ستة أيام ولا يملك زوجة أو مأوى في هذا المكان.
المسافة التي يجوز فيها القصر للمسافر
- اختلف العلماء في تحديد المسافة التي يجوز للمسافر فيها قصر الصلاة، فابن تيمية يرى أن أي سفر يجوز فيه القصر بغض النظر عن طول المسافة.
- يعتقد جمهور العلماء من المذهب الشافعي أنه يجوز قصر الصلاة إذا كانت مدة السفر أربع ليال، وقد حددوا هذه المسافة بما يعادل 81 كيلومترا.
- بعض علماء المالكية يقدرون هذا المسافة بنحو 83 كيلومتر، ولكن مذهب الإمام أبو حنيفة يرون أن هذه المسافة تعادل ثلاثة ليال.
أداء صلاة القصر في المنزل قبل السفر
الأصل في صلاة القصر هو أن يكون المسافر خارج حدود مدينته، ولذلك اتفق العلماء على أنه غير مسموح بأداء صلاة القصر قبل مغادرة المنزل.
النية الواجبة أثناء أداء صلاة القصر
- يعتقد المذهب الشافعي وابن حنبل أنه يجب أن يكون هناك نية لأداء صلاة القصر منذ بدايتها. أما بعض المالكية، فيتفقون على أنه ليس هناك حاجة لوجود نية لأداء صلاة القصر.
- يعتقد ابن عثيمين أنه ليس هناك حاجة للنية في صلاة الفريضة، وبالتالي لا يوجد نية معينة لصلاة القصر، ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار بضرورة وجود نية خاصة لأداء صلاة القصر.
شروط صلاة القصر عند علماء الشافعية
- تشترك جماعة العلماء الشافعية في العديد من الشروط الهامة، ومنها:
- أن تكون مدة الإقامة أكثر من أربع ليال، وقد استدلوا على ذلك من أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام في مكة عشر ليال وقام فيها بالقصر.
- عدم قيام المسافر بالإقامة الكاملة في البلد التي يصلي فيها صلاة القصر.
صلاة القصر عند الحنفية
وافق علماء الحنفية على أن الصلاة القصر واجبة أثناء السفر، ولا يجب على المسافر أن يصلي الصلاة في أربع ركعات، وذلك لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الصلاة فرضت بأربع ركعات في الحضر وركعتين في السفر.
حكم صلاة القصر عند المالكية
- وافق جمهور العلماء عند المالكية على أن صلاة القصر هي صلاة مؤكدة عند النبي صلى الله عليه وسلم، بناء على ما ذكره الإمام البصري في صحيحه بأن النبي لم يترك الصلاة أثناء السفر.
- كان الصحابة رضوان الله عليهم يقتصرون في أداء صلاتهم باتباع سنة النبي، حيث كانوا يؤدون ركعتين بدلا من الفريضة أثناء سفرهم للحج أو للتجارة.
شاهد أيضًا: كيفية صلاة الشفع والوتر وقيام الليل
رأي الحنابلة والشافعية في صلاة القصر
- يرى علماء الحنابلة والشافعية جواز صلاة القصر أثناء السفر بناء على قوله تعالى (وإذا قاتلتم في الأرض فلا يجب عليكم تقصير الصلاة).
- تبين هذه الآية أنه يجوز للمسافر أن يصلي صلاة القصر أو يتركها أثناء السفر.
رأي ابن عباس في صلاة القصر
- يعتقد ابن عباس -رضي الله عنه- أن الفترة التي يجب أن يقصر فيها هي تسعة عشر يوما أو أقل، ما لم يكن النية للإقامة في هذا المكان، ولكن هناك اختلاف بين العلماء في هذا الأمر.
- استدل ابن عباس بهذا القول لأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى تسعة عشر يوما في مكة وكان يقصر الصلاة خلال هذه الفترة.
صلاة القصر عند الشيعة
اتفق العلماء على أن صلاة القصر واجبة للمسافر حسب سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقتصر عدد ركعات الصلاة الأربعة على ركعتين.
أداء صلاة القصر في السفر
- يجب أداء صلاة القصر بصوت مسموع بمقدار ركعتين، مثل صلاة الصبح، ويجوز قصر صلاة العشاء والظهر والعصر، وتتضمن قراءة المصلي سورة الفاتحة.
- إذا قطع المسافر مسافة تزيد عن ثلاثمائة كيلومتر، يجوز له أن يصلي صلاة القصر.
حكم صلاة القصر في حالة السفر للرفاهية
- يعتقد العلماء أنه إذا قطع المسافر المسافة التي حددها علماء الإسلام لأداء صلاة القصر، يجوز له أن يقضي هذه الصلاة، لأن الدين الإسلامي لم يحدد نوع السفر الذي يكون فيه القصر.
- يجوز للمسافر بغرض الصيد أيضا أداء صلاة القصر ما دام الصيد حلالا.
صلاة القصر داخل المكان المخصص للسفر
اتفق العلماء على أنه في حال سفر الشخص خارج حدود المدينة وعدم وجود اتصال بينه وبين المدينة، يمكن للفرد الصلاة قصرا داخل محطة القطار أو المطارات.
العلاقة بين صلاة الجمع وصلاة القصر للمسافر
- يتفق العلماء على أنه يجوز للمسافر أن يصلي صلاة القصر بأداء ركعتين بدلا من أربع ركعات في صلاة الظهر والعشاء وصلاة العصر، وذلك استنادا إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- أما صلاة الجمع، فهي دمج الصلوات مع بعضها البعض، مثل أداء صلاة العصر والظهر معا، وفي حالة المسافر، يفضل أن يؤدي فقط صلاة القصر لتخفيف عبء السفر ومتاعبه.
- إذا كانت فترة إقامة المسافر تزيد عن أربعة أيام، يجب عليه أداء الصلوات بشكل كامل ولا يقتصر على تقديمها؛ لأنه في هذه الحالة يعتبر مقيما وليس مسافرا.
- يرون العلماء أنه إذا كان السفر للصيد، يسمح للشخص بأداء صلاة القصر إذا استمرت إقامته أربعة أيام.
شاهد أيضًا: فضل صلاة الفجر ودعائها
تعتبر صلاة القصر وشروطها من أهم المسائل التي ينبغي على المسلمين، وخاصة المسافرين، أن يلتزموا بها، نظرا لأنها تعتبر اتباعا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم.
