تم تأليف قصة الزير سالم بشكل كامل، وهناك اختلاف بين الباحثين حول اسمه، حيث يعتقد البعض أن اسمه هو عدي بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جاسم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، وهناك من يعتقد أن اسمه هو سالم. كان الزير سالم مشهورا كفارس مغوار وشاعر مميز من شعراء العرب، حيث كان أول من قام بكتابة القصائد الطويلة أو التفكير في القصيدة.
السبب وراء لقب الزير سالم
- الشاعر الزير سالم كان السبب في العديد من النزاعات القبلية بسبب قصائده، وأيضا سبب في إبادة قبيلة بأكملها، كان معروفا بميله للترفيه والسحر وشرب الخمر واللعب ومجالسته النساء، ولقب بالزير سالم بعدد من الألقاب، وكان أحدها زير النساء بسبب تعامله المتكرر مع النساء.
- كما أطلق عليه لقب أبي ليلى، وسبب تسميته أبي ليلة هو رؤيته لليلى في منامه عندما كان صغيرا. رأى في المنام أنه أنجب طفلة وأطلق عليها اسم ليلى، وأنها ستحظى بحياة عظيمة وشأن كبير. وفي الواقع، قام بإنجاب طفلة وسماها ليلى. تزوجت ليلى من كلثوم بن مالك وأنجبت منه عمرو بن كلثوم، صاحب أشهر المعلقات الشعرية لدى العرب.
- يطلق عليه لقب المهلهل بسبب ارتدائه الملابس المثيرة، ويقال أيضا أنه يحمل هذا اللقب بسبب شعره الطويل والناعم.
- زوجته هي حبيبته، ولديه أربعة أبناء: ابنته ليلى والأولاد شعبه وحمزة وحرب وعودة.
شاهد أيضًا: بحث عن قصة جبير بن مطعم في الإسلام
وصف الزير سالم
- الزير سالم، هذا الرجل كان فارسا شجاعا وتداولت العديد من الأقاويل حول شخصيته التي تناولت فروسيته وشجاعته وشهامته، وكذلك حبه للترفيه والخمر وقص الشعر في جميع المناسبات.
- وكان أيضا محبا لأخيه كليب بحب كبير، وهناك العديد من الأشخاص الذين يتحدثون عن قصة الزير سالم، فتلك الشخصية لعبت دورا هاما في ذلك الزمن.
- تعتبر أغلب الأحاديث عن مقتل أخيه الذي كان زعيما وقائدا وملكا لقومه في ذلك الزمن، حيث نشبت حرب طويلة الأمد تعرف بـ`حرب البسوس` بسبب قتله لأخيه كليب.
قصة الزير سالم مكتوبة كاملة
هناك عدة روايات تحكي قصة الزير سالم، والتي تختلف بينها بعض الاختلافات الواضحة.
قصة الزير سالم
- كان الكليب هو شقيق الزير سالم الذي كان يحب ابنة عمه الجليلة، ولكن عمه رفض أن يزوجها له وزوجها للتبع اليماني بعد أن قدم عددا كبيرا من الصناديق التي تحتوي على كميات من الذهب إلى القبيلة.
- ثم قام كليب بجمع الشباب واختبأ في صناديق العروس المخصصة، وعندما وصل إلى قبيلة التبع اليماني، خرجوا ليلا وقام بقتل التبع اليماني. ثم عاد بابن عمه وتزوجها.
- في هذا الوقت، كان الزير سالم طفلا صغيرا لا يزال، ولكن ابن عمه جساس، شقيق الجليلة، كان يكره كليب وكان يشعر بالغيرة منه. بالإضافة إلى ذلك، زوجة كليب كانت تكره الزير سالم وكانت تحرض أخاه دائما عليه.
سبب حرب البسوس
- بعد فترة طويلة، ظهرت البسوس، والبسوس هي خالة جساس، وعادت إلى القبيلة مرة أخرى. كانت أخت التبع اليماني، حيث قامت بتكليف جساس، ابن أختها، بالاهتمام بناقتها، ولكنه لم يقم بمراقبتها بشكل جيد، فهربت الناقة وتجولت مع أغنام القبيلة.
- سافرت إلى جميع أنحاء القبيلة حتى رآها كليب وقام بقتلها، ورفضت البسوس العرض الذي قدمه كليب لها بأن يقدم لها مائة ناقة بدلا منها، وهذا ما تسبب في اندلاع الحرب الطويلة المعروفة بحرب البسوس.
- تم رصد جاسوس لكليب خلال الحرب حتى تم قتله، وكانت أخته الجليلة حاضرة، ولكن لم يكن هناك أحد يعلم بذلك.
- عندما علم الزير سالم بالخبر وهو كان في ذلك الوقت في حانة للشرب، قاطع النساء والخمر لكي ينتقم من أخيه. وكان عمره في ذلك الحين 20 عاما، واستمرت الحرب التي بدأها الزير سالم لمدة 40 عاما.
- أما الجليلة زوجة أخيه كليب، فكانت حاملا بطفل ذكر، وبعد وفاته، أنجبت ابنها وأطلقت عليه اسم الهجرس، وتزوجت رجلا آخر من قبيلة أخرى، وعندما كبر الهجرس وعلم أمه عن أبيه وقومه.
- بعد ذلك، ذهب الهجرس ليقابل عمه المهلهل وتعاون معه للانتقام من مقتل والده. قام بعد ذلك بقتل جساس، ثم اثنين من عبيد الزير سالم قاموا بقتله لسرقة أمواله، وحدث ذلك في نهاية حياته.
شاهد أيضًا: بحث عن خباب بن الأرت واثره في الاسلام
نهاية الزير سالم ونهاية قصته
هناك عدة روايات تشير إلى وفاة الزير سالم ولكن الرواية الأكثر موثوقية هي الرواية الأولى
الرواية الأولى
- في الأيام الأخيرة للمهلهل، بدأت نهايته مع الحارث بن عباد، وذلك عندما أسره ولكنه، بسبب ضعف بصره، لم يتمكن من تمييز المهلهل. فقال له: دلني على المهلهل. فرد عليه: ولي دمي. قال له: ولك دمك. ثم قال له: ولي ذمتك وذمة أبيك.
- فأجابه الحارث بن عباد قائلا: نعم، يمكنك ذلك. وقال له: أنا المهلهل، خدعتك بشأن نفسي وكانت الحرب خدعة.
- ثم بعد ذلك قال الحارث كافئني بما فعلت لك وذلك بعد ذنبك، عليك أن توجهني إلى شخص مؤهل لبجير، فقال المهلهل إنني لا أعرفه إلا امرئ القيس بن أبان، وهو زعيم القوم والفارس الشجاع، فقام الحارس بقطع رأس الزير سالم ثم قام بقتل بن أبان.
- وظل المهلهل يحث قومه على الانتقام، ومع ذلك، فإنه لم يكن بعد ذلك الفارس الجريء الذي يستطيع قيادة الجيش، وكانت القبائل أيضا قد أنهكتها الحروب وضعفتها.
- تم التوصل إلى صلح بين القبيلتين، ولكن الزير سالم خرق الاتفاق عندما غار على قيس بن ثعلبه.
- قام عمرو بن مالك بأسر المهلهل، وأظهر له حسن الضيافة عندما قدم له بيتا من الشعر لاستقبال زائريه، حيث كان يهتم بهم في تلك الأيام. أهداه نصراني زقا من الخمر وقال في ذلك الوقت الأبيات الشهيرة
الطفلة، ابنة المحلل، بشعرها الأبيض، تكون لطيفة ومحبوبة عند الاحتضان.
اذهبي إليه بقرب، فالعناق لا يأتي من بعيد في العلاقات.
ضربت رقبتها وقالت: `يا عدوي، لقد حان وقتك الأخير.
- عندما سمع عوف، رئيس قيس بن ثعلبة، هذا الخبر، غضب بشدة من المهلهل، وأقسم ألا يعطي المهلهل قطرة ماء حتى يعود الخضير، والخضير هو بعير يملكه عوف ولا يشرب الماء إلا في اليوم السابع.
- قال أهل قوم عوف بأنها تعاقبت عليه بطريقة سيئة جدا، فقد قتل مهلهلا، لأن المهلهل مات عطشا عندما عاد الخضير، وهذه الرواية هي الأكثر موثوقية في وفاته.
- حيث تم ذكرها بوفرة، مثلما ذكرها عبد ربه في كتابه، وكذلك القرشي في مجموعته، والطبري في تاريخ الأمم والملوك، وابن منظور في لسانه، وأيضا ياقوت في معجمه.
الرواية الثانية
- فيما يتعلق بالرواية الثانية، تم تسجيلها عند صاحب الخزانة، وتقول إن المهلهل، عندما كبر في السن وكان لديه عبدان يخدمانه، قام بالسفر معهما واتفق العبدان على قتله. عندما علم المهلهل بذلك، قال قصيدة شعرية
منذ الآن أدع الله أن يحفظكما ويحفظ أباكما
- تم قتله على يد العبيد، وعادوا بعدها إلى المدينة، وقالوا إنه مات، ولكن ابنه المهلهل ليلى قرأ ما كان مكتوبا على القبر، وقالت إن المهلهل لم يقل هذه القصيدة، بل كان يقصد أن يقول:
منذ اللحظة التي أصبح فيها مجردا، أصبح قتيلا في المعركة
أحسن الله إليكما وأحسن إلى أبيكما، فإن العبدان لا يفارقان حتى يموتا
- تعرض العبدان للضرب حتى اعترفا بقتلهما المهلهل.
- وفي نهاية المطاف، توفي البطل الكبير زير سالم أو المهلهل الذي قضى حياته في جمع الجماجم والسعي للانتقام، حتى أصبح الموت لديه مثل الحياة، وتجاهل اللذوذ وفقد كل من كان بجانبه في الأوقات الصعبة، وانقضت صفحات الانتقام مع وفاته.
شاهد أيضًا: معلومات عن كتاب رجال حول الرسول
في نهاية مقالنا، ذكرنا قصة الزير سالم التي تعد جزءا من التراث، والتي تم تجسيدها في مسلسل، حيث كان عدي بن ربيعة من العرب في الجاهلية، أي في الفترة قبل الإسلام، وكان مشهورا بشجاعته وكونه فارسا قويا ومغوارا، وتسبب في حرب استمرت أربعين سنة انتقاما لأخيه.
