معلومات عن مسجد آيا صوفيا

سنتحدث في المقال التالي عن معلومات حول مسجد آيا صوفيا، وكيف أصبحت مثالا رائعا لتطور البناء والفن المعماري والزخرفة. تحولت آيا صوفيا إلى ثلاثة مبان مختلفة، بما في ذلك مسجدا ومتحفا. سنقدم تفاصيل أكثر في هذا المقال.

معلومات عن آيا صوفيا

  • كانت آيا صوفيا قديما كنيسة على المذهب المسيحي الأرثوذكسية الشرقية، وذلك قبل أن يتم تحويلها إلى مسجد من قبل محمد الفاتح السلطان السابع لآل عثمان، وبعدها تحول في العام الميلادي 1935 إلى متحف ديني.
  • تقع آيا صوفيا في مدينة إسطنبول بتركيا، وتعد رمزا للزخرفة في العهد العثماني بالإضافة إلى العمارة البيزنطية.
  • في عام 532 ميلادية، بدأ الإمبراطور الأول جوستينيان في بناء تلك الكنيسة، واستغرق الأمر حوالي خمس سنوات حتى اكتمالها، وتم افتتاحها رسميا في عام 537 ميلادية.
  • كانت رغبة جوستنيان أن يقوم ببناء كاتدرائية آيا صوفيا بتصميم جديد لا يشبه الطراز المعتاد في ذلك الوقت، حيث كان يسعى دائما لابتكار جديد. ولذلك، قام بتكليف اثنين من أفضل المهندسين المعماريين بتصميم المبنى.
  • هؤلاء المهندسان هم إيسودور الميليسي وأنثيميوس التراليني، وكلاهما من الأناضول، مما يشير إلى تقدم دراسة البناء في الأناضول أثناء عهد الإمبراطور جوستنيان.
  • نظرا لذلك، لم يكن هناك حاجة لتكليف مهندسين من روما ببناء المباني البيزنطية.

شاهد أيضًا: معلومات عن القدس والمسجد الاقصى

نبذة تاريخية

  • يمكن القول إن المبنى كان مبنى معماريا وعملا فنيا مميزا، ويقع في مدينة إسطنبول بالتحديد داخل المنطقة الخاصة بالسلطان أحمد، ويقترب من الجامع الأزرق.
  • كان المبنى كنيسة لمدة تقريبية 916 عاما، ثم أصبح مسجدا لمدة 481 سنة، ومنذ عام 1935 أصبح متحفا، ويعتبر من أبرز التحف والأعمال المعمارية في تاريخ بلاد الشرق الأوسط.
  • تم بناء كاتدرائية آيا صوفيا على أنقاض كنيسة سابقة قام الإمبراطور العظيم قسطنطين ببنائها، واكتمل بناؤها في السنة 360 خلال عهد قسطنطينوس الثاني.
  • تم إطلاق اسم ميغالي أكليسيا في البداية على تلك الكاتدرائية، ومعناه `الكنيسة الكبيرة`، وبعد ذلك تم تغيير اسمها لتصبح هاغيا صوفيا، ويعني `منطقة الحكمة المقدسة`، وذلك بعد انقضاء القرن الخامس، وهذا هو معنى آيا صوفيا.
  •   كان المبنى الأصلي لآيا صوفيا يحتوي على سقف خشبي، وتم حرقه بالكامل بسبب أعمال التمرد. ولذلك، تم إعادة بنائها من قبل تيودوروس الثاني وافتتاحها للعبادة في عام 415 ميلاديا.
  • كانت عملية بناء المبنى الثاني لا تختلف كثيرا عن الأول، حيث كانت الكنيسة تمتلك أيضا سقفا خشبيا وجدرانا من الحجارة، وقد تعرض المبنى بأكمله للحرق مرة أخرى نتيجة لحركات التمرد في عام 532.

ثالث بناء لآيا صوفيا

  • بعد احتراق المبنى مرة أخرى وإزالته بشكل نهائي بسبب حريق ثان، أصدر الإمبراطور الأول جوستنيان قرارا بإعادة بناء المبنى بشكل أفضل وأكبر مما كان عليه في السابق، ولذلك اختار أفضل المعماريين وأشهرهم في تلك الفترة للقيام بذلك.
  • المبنى الحالي هو نفس المبنى الذي تم بناؤه للمرة الثالثة وقد استغرقت خمس سنوات متتالية دون الانتهاء من تصميم الزخارف، وافتتح المبنى للعبادة.
  • يعتبر المبنى الحالي لآيا صوفيا تحفة فنية تعكس الفن المبكر للعمارة البيزنطية، بالإضافة إلى تقاليد الفن المعماري الروماني والتأثير الشرقي وأعمال الفن الشرقي.
  • يمكن اعتبار آيا صوفيا معجزة معمارية نادرة في وسط إسطنبول، ويجدر الإشارة إلى أن المبنى تم تصميمه على النمط البازيليك المقبب.
  • يتميز المبنى بطول هائل يبلغ مائة متر، وتبلغ ارتفاع القبة حوالي خمسة وخمسون مترا، مما يجعله أعلى من قبة معبد الرومان البانثيون، وقطر القبة يبلغ ثلاثين مترا.
  • بعد مرور عشر سنوات فقط من بناء المبنى، انهار الجانب الشرقي للمبنى بسبب وقوع زلزال في مدينة إسطنبول، حيث سقطت جزء كبير من القبة.
  • لذلك، أمر الإمبراطور الأول جوستنيان بإعادة بناء القبة، وفي هذا الوقت تم بناؤها بارتفاع أكبر مقارنة بالسابق، وتم تعزيز قوة الأساسات التي تحمل القبة.
  • يجدر بالذكر أن هذه القبة ما زالت قائمة حتى الآن، فقد تمكنت من الصمود أمام جميع الأحداث منذ بنائها.

آيا صوفيا يتحول المسجد

  • استخدمت آيا صوفيا ككاتدرائية ومركز للدين المسيحي لفترة طويلة، حتى وصول الدين الإسلامي إلى إسطنبول في العام 1453.
  • لم تكن هناك جامعة في إسطنبول بعد الفتح الإسلامي حيث يمكن أداء صلاة الجمعة، وبسبب عدم إمكانية بناء مسجد جديد في ذلك الوقت القصير، قرر السلطان تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد.
  • ثم قام بشراء المبنى وأمر بتغطية جميع رسوم الموزاييك الموجودة في الداخل، دون إزالتها، وذلك احتراما لمشاعر المسيحيين، ويجدر بالذكر أن تلك الرسومات ما زالت موجودة في المبنى حتى الآن.
  • وكان السلطان محمد هو من قام بالفتح الإسلامي لإسطنبول، والذي كان والده السلطان خوجة مراد، وذلك كان حلم والده الذي قام بتحقيقه.
  • أمر السلطان محمد بإقامة الأذان في المبنى عندما فتح مدينة إسطنبول، وأدى أول صلاة تشكرا لله بأداء ركعتين عن هذا الفتح الكبير.
  • قام السلطان بتحويل تلك الكاتدرائية إلى مسجد عن طريق إضافة المآذن الأربعة، وهي مآذن بشكل أسطواني وقمة مخروطية.
  • تمت إضافة منارة إلى المسجد في وقت لاحق بواسطة السلطان بايزيد الثاني خلال الحكم العثماني.
  • هذه الإضافات جعلت المبنى أكثر جمالا ومنحته أفضل رونق، ولم تؤثر على الفن المعماري البيزنطي فيه.
  • يجب الإشارة إلى أن قبة المسجد كانت متطورة بشكل جميل في هذا الوقت، وذلك بسبب كونها قبة فريدة من نوعها حيث بدت وكأنها معلقة في السماء.
  • كان جمال القبة ومظهرها أمرا نسبيا، وذلك لأن المهندسين البيزنطيين في ذلك الوقت كانوا ذوي خبرة وقدرة على الابتكار لإنتاج كل ما يبدو ملفتا ومدهشا.
  • استمر المبنى كمسجد حتى بداية القرن العشرين، ثم حوله كمال أتاتورك إلى متحف في وقت لاحق واستمر ذلك حتى الوقت الحالي.

شاهد أيضًا: ما هو شكل مسجد قبة الصخرة

عمارة المبنى

  • تمكن المبنى من دمج عدة أفكار معمارية في هذا الوقت، بل يمكن وصفه على أنه ذروة العمارة البيزنطية داخل مجال الباسيليكا.
  • تم بناء المبنى بشكل مستطيل على النمط الباسيليكي، بجانب القبة التي كانت توجد فوق الجزء المربع في المنتصف.
  • يظهر المبنى الضخم للصرح أتريوم أماميا، محاطا بممرات من الجوانب الثلاثة، ثم تأتي القاعة الرئيسية، بالإضافة إلى القاعات الجانبية.
  • يوجد قبة ضخمة فوق الصالة الرئيسية، وتم تثبيتها على الصرح المربع السفلي، وتبدو كأنها دعامات ضخمة تحمل عقودا كبيرة، وتحتوي على المقرنصات وتدعم أساس القبة.
  • تتم تثبيت القبة من الجهتين الشرقية والغربية على نصفي قبة ضخمة، والتي بدورها تعتمد على دعائم وعقود سفلية لتقليل الضغط على الجدران.
  • تغطى القبة داخليا بطبقة من مادة الرصاص حتى لا تتأثر بالعوامل الجوية، وتحتها توجد نوافذ يتم فتحها للحصول على الإضاءة.
  • الحلية لها شكل مضلع وتوجد في الشرق، بينما المعمودية توجد في الجنوب.
  • تحتوي الفناء على سلم يمكن استخدامه للوصول إلى الطابق العلوي والذي يخصص للنساء.
  • تم إضافة عدة مبان دينية للمبنى الرئيسي في وقت لاحق، والتي كانت ذات صلة معه بطريقة ما، حيث توجد عدة كنائس صغيرة محاطة بالمبنى، إلى جانب غرف عديدة سواء استخدمت للصلاة أو من قبل رجال الدين.

التصميم الداخلي

  • كان هناك اهتمام كبير بتزيين وتجميل المبنى من الداخل، وقام الإمبراطور جوستنيان الأول باستغلال كل الإمكانيات المتاحة له في ذلك الوقت لتزيين وتجميل المبنى.
  • تم تغطية جزء كبير من الجدران بألواح مصنوعة من الرخام، وكانت تتميز بألوان وأنواع متنوعة، وتم تزيين سقف المبنى بنقوش رائعة باستخدام الفسيسفاء والفرسكو.
  •  تم تغطية معظم هذه الرسومات خلال عهد الدولة العثمانية باستخدام طبقات من الجص، بالإضافة إلى الرسم فوقها باستخدام زخارف هندسية وأعمال فنية للخط العربي.
  • على الرغم من تغطية هذه الرسومات بشكل كامل، إلا أن العديد من الطبقات المستخدمة في إخفائها قد تساقطت، مما أظهر الأعمال الفنية القديمة التي كانت تحتها.

التزيين الداخلي

  • تقع الأشجار الكثيفة داخل قبة المبنى في إسطنبول، وتظهر بمظهر مهيب يطل على مضيق البوسفور، وتبرز أبراج المبنى كأنها تتنافس مع السحب.
  • يكون مقابلة للمسجد الأزرق، حيث تكون جدرانها ذات لون قرمزي مميز يميل إلى اللون الوردي، ونجد أن المبنى قوي ومهيب ويقع في منطقة بارزة.

تحويل آيا صوفيا لمتحف

  • كانت آيا صوفيا في الأصل كاتدرائية ضخمة، تم بناؤها من قبل الإمبراطور البيزنطي الأول جوستنيان (532-537 ميلادي). وسقطت قبتها أكثر من مرة.
  • تم إعادة بناءها وتشييدها لآخر مرة في عام 1346 الميلادي، وتم تنفيذ العديد من أعمال الترميم والتجديد لهذا المبنى خلال العصر العثماني.
  • قام السلطان العثماني محمد الفاتح بتحويل البناء إلى مسجد وأدخل بعض التعديلات عليه.
  • ثم تحول المبنى إلى متحف في عام 1934 بواسطة أتاتورك، ويحتوي على ملايين الكنوز المسيحية والإسلامية التي لا يمكن تقدير قيمتها.
  • في الوقت الحالي، متحف آيا صوفيا يعتبر واحدا من أبرز المتاحف الأثرية في تركيا، حيث يحتضن تراثا عريقا يمتد عبر عدة فترات زمنية وتاريخية.
  • يأتي العديد من السياح من مختلف أنحاء العالم لزيارة المتحف طوال العام.

طلب إعادة آيا صوفيا كمسجد

  • في يوم الحادي والثلاثين من شهر مايو عام 2014 الميلادي، بتوجيه من الرئيس التركي أردوغان، نظمت جمعية تدعى شباب الأناضول فعالية لأداء صلاة الفجر في ساحة جامع آيا صوفيا.
  • كانت هذه الفعالية تهدف إلى تحويل المبنى الذي أصبح متحفا إلى مسجد مرة أخرى.
  • يجدر الإشارة إلى أن الجمعية قد حصلت على حوالي خمسة عشر مليون توقيع، بهدف تقديم طلب لإعادة المبنى وتحويله إلى متحف.
  • أفاد مستشار رئيس الوزراء في تركيا بأنه لا يوجد نية حاليا لتغيير حالة متحف آيا صوفيا وإعادته ليصبح مسجدا مرة أخرى.

شاهد أيضًا: معلومات عن مسجد الشيخ زايد بالتفصيل

هذا هو انتهاء عرض المعلومات المتعلقة بجامع آيا صوفيا، الذي يعد واحدا من أهم الأمثلة وأبرزها لجمال الزخرفة العثمانية وروعة العمارة البيزنطية، كما يعد شاهدا على جميع أحداث التاريخ بكل ما تحمله هذه الكلمة.

معلومات عن مسجد آيا صوفيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *