هناك معلومات نادرة حول الثورة البلشفية، وهي واحدة من المصطلحات السياسية التي تشير إلى تغيير الوضع الحالي والخروج عنه، وذلك بدافع السخط أو الغضب أو التطلع للأفضل. سنقدم أهم المعلومات النادرة حول الثورة البلشفية في روسيا من خلال المقال التالي.
الثورة البلشفية
يمكن تعريفها كالآتي:
- الثورة الاشتراكية البلشفية، المعروفة أيضا بثورة أكتوبر، وقعت في عام 1917 في روسيا، وتعتبر واحدة من الأحداث الهامة والملحوظة في القرن العشرين.
- وبالفعل، فإنها لا تقل أهمية عن الحروب العالمية الاثنتين، وفقا لوصفها من قبل معظم الروس، حيث تأتي قبلهما من حيث الأهمية، وتمتد آثارها وتأثيراتها لتشمل تقريبا جميع جوانب العالم.
- بالإضافة إلى أنها أثرت في تغيير توازنات القوى على المستوى العالمي لما يقرب من نصف قرن، وعلى الرغم من انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي، إلا أن تلك الثورة وتأثيراتها لا تزال قائمة حتى الآن.
- حتى الآن، الثورة البلشفية لا تزال تشكل تهديدا حقيقيا وملموسا لأعدائها، ويظل الخوف من عودة النظام الشيوعي قائما في جميع أنحاء العالم الرأسمالي.
شاهد أيضًا: من هو صاحب لقب خطيب الثورة الفرنسية ؟
لينين
يمكن تعريفه كما يلي:
- فلاديمير لينين هو قائد الثورة الاشتراكية البلشفية. ولد في الحادي والعشرين من شهر إبريل عام 1870 في روسيا. نشأ في أسرة مثقفة وميسورة الحال، حيث كان والده معلما ووالدته ربة منزل.
- يعتبر لينين واحدا من أبرز الشخصيات التاريخية وأهمها، حتى اختاره الكاتب الأمريكي مايكل هارت في قائمته لأهم 100 شخصية قد ساهمت في تغيير وجه التاريخ، وحصل لينين على المرتبة 15 في تلك القائمة المشهورة.
- تعلم لينين القانون في جامعة كازان، والأمر الغريب هو أنه لم يكن لديه أي دوافع للثورة في شبابه.
- تأثر لينين بشكل كبير بحادث مؤلم في روسيا، ويعتقد أنه كان السبب في دوافعه للثورة، وقد قتل في هذا الحادث العديد من الرجال والنساء والأطفال خلال مظاهرة روسية في عام 1905م، حيث كانوا يطالبون بالطعام وتم إطلاق النار عليهم.
الطبقة العاملة
- لينين نجح في إيجاد بيئة مناسبة لمبادئه وأفكاره بين العمال، وكانت هذه الطبقة مؤهلة تماما للثورة، خاصة في روسيا، نظرا لمعاناتهم الشديدة من الفقر الذي كانوا يعانون منه.
- نتيجة لذلك، قام لينين بتأسيس المنظمة الماركسية الأولى داخل هذه الطبقة، ولقد جذبت الثورة البلشفية انتباه العالم إلى الطبقة العاملة، وهي الطبقة التي تم تجاهلها بواسطة قادة الثورة الصناعية في القرون السابقة.
- كان لدى لينين مستوى عال من الذكاء في معرفة كيفية التعامل مع الطبقة العاملة وفهم أن نجاح جميع الثورات يكون بيد هذه الطبقة، خاصة أن ثورات المثقفين إلى جانب الفلاحين في أواخر القرن التاسع عشر لم تحقق النجاح المتوقع.
- كان لدى المفكرين الشيوعيين اعتقاد بأن الفئة العاملة بالتحديد، هي التي لديها المصلحة في جعل أساليب الإنتاج تتحول إلى ملكية عامة، وذلك بسبب أنها تعمل ولكنها لا تمتلك، وجميع نتاج عملها يكون مملوكا لأصحاب أساليب الإنتاج.
- بالإضافة إلى كونها أكثر ملاءمة للثورة من غيرها بسبب ظروفها الفريدة، فإنهم يعملون في آلاف المناطق المتنوعة ويشتركون في أعمال مشابهة من حيث الظروف، وسيكون بإمكانهم نشر الأفكار بسهولة داخلها والتمسك برأي واحد.
- بالإضافة إلى أنها سهلة الإدارة والتوجيه والتنظيم داخل المجموعات، خاصة أن لدى أغلب أفرادها نفس المهارات والرواتب والمواهب.
أسباب الثورة
من المهم التعرف على الأحداث التالية، قبل التحدث عن سبب الثورة:
شاهد أيضًا: بحث عن أحمد عرابي والثورة العرابية
1_ الثورة الروسية سنة 1917م
- انهيار النظام القيصري، ونهوض الحكومة المؤقتة.
- من الليبرالية وإلى الثورة الاشتراكية.
- في عام 1917 بتاريخ فبراير، خرج المتظاهرون إلى سانت بطرسبورغ بحثا عن الخبز، بدعم من آلاف العمال الصناعيين الذين قاموا بالإضراب عن العمل.
- حدث تصادم بين المتظاهرين وقوات الشرطة، ورفض المتظاهرون فض الاحتجاج والانسحاب من الشوارع، وفي الحادي عشر من مارس تم استدعاء قوات إضافية من الحكومة إلى سانت بطرسبورغ لقمع التمرد.
- خلال المواجهات، أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل عدد كبير منهم، وعلى الرغم من ذلك، لم يتأثر المتظاهرون الآخرون وظلوا يستمرون في التظاهر في الشوارع، مما أدى إلى انحسار تأثير الشرطة.
- في الثاني عشر من شهر مارس، شكل البرلمان حكومة مؤقتة، وبعد عدة أيام، تخلى القيصر الثاني نيكولاس عن العرش، وبالتالي انتهت حكم العائلة الروسية رومانوف. ثم قدمت الحكومة المؤقتة نظاما ليبراليا للحقوق، مؤكدة عدم تأييدها لأي أعمال عنف في الثورة.
2_ مراحل الثورة
- ظهرت في مدينة بيتروغراد موجة عمالية ضخمة تعبيرا عن عدم رضاها عن تدهور الأوضاع.
- أصبحت المشاكل تظاهرات، ومطلبها هو إسقاط النظام الاستبدادي.
- انضم عدد كبير من الجنود المتمردين إلى الثورة، وسقطت بيتروغراد في يد المتظاهرين.
- في تلك اللحظة تم تشكيل لجان من الليبراليين.
- تم إجبار القيصر على التنازل عن العرش، وتشكلت حكومة مؤقتة برئاسة الأمير لفوف، ويتحكم فيها الليبراليون، وقد قرروا استكمال الحرب وتأجيل التصليحات.
3_ التأزم الاجتماعي والتراجع الاقتصادي
- كانت روسيا تعاني من ارتفاع الأسعار ونقص العناصر الأساسية مثل الغذاء ووسائل المواصلات والوقود.
- في عام 1917، كانت روسيا دولة زراعية ولم تحقق ثورتها الصناعية، بالإضافة إلى قلة التصنيع.
- في الريف، فئة الفلاحين لم تستفد من انتهاء نظام القنانة، بالإضافة إلى سوء أحوالهم بسبب استغلال الكولاك وزيادة المبالغ المطلوبة كجباية.
- في الوسط الحضري، أصبحت ظروف العمالة غير مرضية نتيجة للأسعار المرتفعة والأجور المنخفضة، إلى جانب زيادة ساعات العمل وعدم توفر الضمانات الاجتماعية لهم.
4- زيادة قوة المعارضة وتعطيل النظام القيصري
- كان القيصر نيقولا يعتمد على النظام الأوتوقراطي في البلاد، وهذا يعني رفض أي تعديلات أو إصلاحات فيها.
- ظهر ذلك في مجلس الدوما الذي تأسس عام 1905م، حيث كلما حاول وضع قرار لتعديل أو تقليص سلطة القيصر أو المساس بامتيازات الكنيسة، سارع القيصر في إسقاطه.
5_ السبب المباشر
المشاركة داخل الحرب، أدت إلى انفجار تناقضات الدولة الروسية:
- ساهمت الحرب في تدهور الأوضاع الداخلية، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي وارتفاع الأسعار، وحدوث اضطرابات في توزيع الغذاء على جبهات القتال بجانب المدن، وبالتالي زيادة الفقر وحدوث المجاعة وتفاقم الاضطرابات.
- حدث ذلك في وقت تزامن مع هزيمة الجيش الروسي، مما أدى إلى تمرد الجنود وزيادة عدد الهاربين من الحرب. وعلى الرغم من ذلك، استمر القيصر في عناده ورفضه أي دعوة من الليبراليين لتشكيل لجنة تأسيسية، مما جعله يترك الإدارة لزوجته ألكسندرا برفقة المشعوذ رسبوتين.
تحديات الثورة والمواجهة
1_ شيوعية الحرب والحرب الأهلية (ما بين 1918 و 1921)
- انضم أنصار الحكم القيصري إلى القوى المعارضة الناشئة من الليبراليين، وكذلك بعض الاشتراكيين الذين حظوا بدعم من بعض الدول الأوروبية، لقيادة ثورة مضادة أخرى تعرف بـ الجيوش البيضاء، بهدف منع انتشار الثورة إلى أوروبا.
- نجح البلاشفة في الصمود عن طريق الاعتماد على نظام شيوعي للحرب، من خلال استغلال كافة الإمكانات الاقتصادية والبشرية للثورة.
- تمكن تروتسكي بنجاح من تنظيم الجيش الأحمر، وبالتالي إنقاذ الثورة وضمان استمرارها، لكنها أدت إلى تدهور اقتصادي وتبني البلاشفة نظام اقتصادي جديد.
النظام الاقتصادي الجديد (1921-1927 م)، المعروف أيضا بالنظام الاقتصادي الجديد
- هو عودة مؤقتة للرأسمالية بشكل محدود، من خلال إلغاء خلاصات الإنتاج ومنح التجار والفلاحين بالإضافة إلى المستثمرين حرية أكبر.
- ساهم هذا النظام في تحفيز الاقتصاد وتخفيف التوتر الاجتماعي، ومع ذلك، أدى إلى عودة ظهور الكولاك مرة أخرى في المناطق الريفية والنيبمبان داخل المدن.
- حدث خلاف شديد بين زعماء الثورة، خاصة ستالين وتروتسكي، ونجح الأول في التغلب على خصمه وإقصائه، وإلغاء النظام في عام 1927 والسعي نحو بناء نظام اشتراكي.
نتائج الثورة والنظام السوفيتي الجديد
1- الملامح السياسية
- تم إنشاء نظام الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية.
- تم اعتماد النظام الفيدرالي الذي منح الجمهوريات حريتها.
- أكد الدستور الفيدرالي على المساواة في حق الجمهوريات وبينها.
- بالاعتماد على نظام ديكتاتوري للطبقة العاملة، جنبا إلى جنب مع الحزب الشيوعي البلشفي.
2- الملامح الاجتماعية
- تبنت الدولة المذهب الماركسي، بهدف التخلص من الفروقات الطبقية.
- تم منح العمال الكثير من المكاسب.
- تم المساواة بين النساء والرجال.
- بات التعليم إلزامي ومجاني.
3- الملامح الاقتصادية
- كان النظام الشيوعي مبنيا على التأميم وإلغاء نظام الملكية الخاصة في جميع المجالات واستبداله بمبدأ الملكية الاشتراكية.
- في مجال الزراعة، أصبح تجميع الأراضي يتم في إطارين وهما ضيعات الدولة والتعاونيات الفلاحية، حيث يتم استغلالها بشكل جماعي بالإضافة إلى جزء صغير من الأرض يستغل بشكل فردي.
- يشمل التأميم جميع القطاعات الصناعية والتجارية وأخيرا القطاع المالي.
- اعتمد النظام الاقتصادي على خطط إلزامية خماسية، ومن مميزاتها أنها شاملة لجميع الأنظمة.
شاهد أيضًا: بحث عن ثورة 1919 وأسبابها
وبذلك نكون قد انتهينا من شرح الثورة البلشفية، ونذكر أنها أول ثورة اشتراكية عالمية، التي حققت تحويلا في الاتحاد السوفيتي إلى نظام اقتصادي وعسكري ذو قوة هائلة، والذي كان بدوره داعما كبيرا للحرية في المستعمرات.
