ما هي الفروق بين الصلاحيات الممنوحة والمسئوليات والسلطات؟، عندما يقوم الموظف بالتزامه في عمله، من خلال أداء واجباته ومسئولياته المكلف بها، يجب أن تكون هناك سلطة أساسية مخولة له، وذلك لأن السلطة هي الأساس في تحمل المسؤوليات، بالإضافة إلى أنها توصل بين أجزاء الأنظمة، وفيما يلي المقال التالي الذي يوضح الفرق بين السلطة والمسؤوليات.
السلطة
يوجد أكثر من تعريف لمصطلح السلطة، ويمكن إجمالهم في الأسطر التالية:
1_ التعريف الأول
يمكن تعريفها على أنها القدرة على اتخاذ الإجراءات دون الحاجة إلى موافقة مركز أعلى.
2_ التعريف الثاني
القدرة القانونية على توجيه الجهود العاملة تأثيرا على المرؤوسين، إلى جانب تأثيرهم عليهم، وذلك بهدف تحقيق أهداف المنظمة، ويتم ذلك من خلال إصدار القرارات والتوجيهات للعاملين، لكي يكونوا قادرين على أداء واجباتهم تجاه المنظمة بشكل كامل.
شاهد أيضًا: الفرق بين إساءة إستعمال السلطة وإستغلال النفوذ
3_ التعريف الثالث
وفقا لفايول، العالم الكبير، يتم تعريف السلطة على أنها القدرة على إصدار الأوامر، وهذا يشير إلى السلطة الرئيسية، ويرتبط ذلك بالمهنة التي يمارسها الشخص وليس بالشخص نفسه، حيث يمنح الشخص السلطة عند تكليفه بمهنة محددة والتي لها صلة به.
4_ التعريف الرابع
السلطة هي الحق الممنوح لإقرار الإجراءات وإصدار الأوامر، وتتميز السلطة في هذا التعريف بأنها مطلقة ومحددة ونهائية، وتكون ضمن حدود الاختصاص المكلف به الفرد، وفقا لتعريف جلوفر.
5_ التعريف الخامس
يعتمد ذلك التعريف على دكتور مووني ويكون القدرة على إعطاء الآخرين بعض الأوامر، والقدرة على التصرف أو لا، من خلال الاعتماد على السلوك الذي يحقق أهداف المنظمة.
6_ التعريف الأخير
السلطة هي القدرة الرسمية التي يستخدمها الرؤساء لاتخاذ القرارات وتوجيه جهود الموظفين وتحقيق أهداف المؤسسة.
خصائص السلطة
وتكون كالآتي:
- تتعلق السلطة بالمهنة وليس بالفرد، حيث تنبع قوتها من موقعه المهني، وبالتالي، الأشخاص الذين ينتمون إلى نفس المستوى التنظيمي يتمتعون بنفس مستوى السلطة.
- السلطة تتعلق بتقبلها من قبل الموظفين، وبمعنى آخر، يمكن للمدراء أن يمتلكوا سلطة عندما يتقبلهم الموظفون كمدراء لهم، وبالتالي يتم تنفيذ السلطة عليهم.
- تتدفق السلطة من الأعلى إلى الأسفل، وهذا يعني أن الشخص الذي يكون في مستوى تنظيمي أعلى لديه سلطة أكبر من الشخص الذي يكون في مستوى تنظيمي أدنى منه.
مصادر السلطة
يستطيع المرء أن يكتسب السلطة من خلال 3 مصادر، وهما:
1_ القوة
- كما حدث في العصور الماضية، حيث كانت السلطة تعود إلى الشخص ذو القوة البدنية والعقل الحازم والسن الأكبر في المجتمع، وذلك بسبب حكمته الفائقة على بقية الأفراد.
- إذا تمت السلطة بالقوة، فلن تستمر لفترات أطول، إلا إذا أحدثت تغييرات داخل المجتمع تؤهله للتقدم، بالإضافة إلى اكتسابها لشرعيتها مع مرور الوقت.
2_ إرادة الجماعة
- يتم ذلك عن طريق اختيار الجماعة لشخص مؤهل لقيادتهم، ويتميز بصفات محددة مثل الذكاء والقوة، بالإضافة إلى وجود ما يؤهله لشغل منصب القيادة وتحقيق النجاح فيه.
- من المهم أن يؤمن أفراد المجتمع بهذا، وأنهم سيسعون لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم.
- يمكن توضيح مصدر ذلك من خلال مثال البيعة في فترة الخلافة الإسلامية.
3_ التفويض بواسطة صاحب السلطة الأعلى
- يتم تطبيق ذلك المصدر وفقا للعرف، مثل تعيين القائد من خلال المجالس المختصة في ذلك الأمر.
- تفويض السلطة لأفراد لقيادة المناطق من قبل رئيس الدولة.
- يمكن القول إن هذا المصدر هو أهم مصدر مذكور سابقا، وتحديدا داخل أنظمة الأعمال.
أنواع السلطة
قام ويبر بتقسيم السلطة لثلاث أنواع، وتكون:
1_ التقليدية
وتعتبر التقاليد الشرعية موروثا من الأجيال السابقة.
2_ الكاريزماتية
يعتبر الشرعية من مميزات القائد وصفاته البطولية، وبناء على ذلك، يتم احترامه وطاعته من قبل الجماعة، وإذا فقد هاتين الصفتين، فلن يكون له قرارات مطاعة.
3- الرشيدة
شرعية هذا النوع يكمن في القانون بجانب النظام، حيث يحصل المدير على سلطته من منصبه الرئيسي، ويمكن لأي شخص الوصول إلى سلطة مشروعة فور الحصول على المكانة التي تمنحه ذلك.
حدود استعمال السلطة
عندما يرغب المدراء في استخدام جميع الصلاحيات المخولة لهم في مهنتهم، قد لا يتمكنون من ذلك بسبب وجود حدود تحكم في ممارسة السلطة، وتكون كالتالي:
- مهارات العاملين الذهنية والقدرات البدنية، فلن يستطيع المدير إسناد قرار بتنفيذ عمل محدد يتجاوز مهارات وقدرات العاملين.
- يكون لدى المديرين سلطة محدودة، حيث لا تتجاوز أغراضهم وتنظيماتهم للمؤسسة، وإذا تعارضت مع أهداف المنظمة، فللعامل حق رفض القيام بها.
- تتميز السلطة بحيازتها حدودا اجتماعية، بمعنى أن الأوامر يجب ألا تتعارض مع العادات المعروفة، وكذلك الاحترام للمعتقدات الدينية.
- يجب أن لا تتجاوز سلطة الرئيس حدود القوانين الحكومية، وبالتالي لن يكون بإمكان الرئيس إصدار أمر يتعارض مع قوانين العمل، مثل طلب العامل العمل لفترة أطول من المدة المحددة أو منعه من أخذ إجازته.
أساليب معارضة سلطة المديرين
يمكن استخدام الأساليب التالية للمعارضة لسلطة الرؤساء، وهي:
- عدم تنفيذ القرار الموجه إلى الموظف، وبالتالي يكون للإدارة بدائل ويمكن التراجع عن هذا القرار أو فرض عقوبة على الموظف.
- داخل المنشآت التي تعتمد على سياسات عالية، يتجسد المعارضة عبر الاضراب عن العمل، وذلك حتى يتم تلبية مطالب العمال.
- يمكن للعاملين أن يعارضوا قرارات السلطة عن طريق تنظيم مظاهرات.
- يمكن أيضا للموظفين أن يتجاهلوا قرارات الإدارة.
- يمكن للعامل أن يقدم استقالته للرئيس كطريقة لمعارضة السلطة.
المسئولية
- يستخدم مصطلح المسؤولية في الحياة المهنية، وقد يستخدم في بعض الأحيان بمعنى السلطة، وأحيانا بمعنى المهام، وأحيانا أخرى بمعنى المساءلة.
- ونتيجة لذلك، يتعرض المنشأة لأخطار يمكن أن تؤثر سلبا عليها بسبب استخدام غير دقيق للمسؤولية.
- مصطلح الالتزام يرمز إلى مجموعة من الواجبات والمهام التي تكلف بها الشخص ويطلب منه أداؤها، بمعنى أنه ملزم بأداء مهام محددة داخل المؤسسة.
- يمكن توضيح المسؤولية عن طريق التزام الشخص بأداء مهام محددة بأسلوب صحيح وبأفضل طريقة.
شاهد أيضًا: أكثر من 50 حكمة مؤثرة وملهمة حول الحياة الصعبة
أنواع السلطة الرسمية
هناك ثلاثة أنواع من السياسات التنظيمية، وتم تصنيفها وفقا للسلطة، وتشمل ما يلي:
1_ التنفيذية
وفقا لذلك النوع، تسير السلطة بشكل تسلسلي، وتكون السلطة التنفيذية هي الأساس في أي منشأة عمل، بمعنى أنها المسؤولة النهائية عن اتخاذ القرارات وتنفيذها.
2_ الاستشارية
بمعنى تزويد الموظفين بالنصائح والإرشادات من قبل المدراء، لمساعدتهم في أداء مهامهم.
3_ الوظيفية
السلطة المخولة للشخص لاتخاذ سياسات محددة، والتي ترتبط بأنشطة تقوم بها وحدات تنظيمية، على سبيل المثال المدير المالي.
الفرق بين المسئولية والسلطة
يمكن التمييز بين السلطة والمسئولية من خلال النقاط التالية:
- السلطة مرتبطة بمهنة محددة لاتخاذ القرارات وتنفيذها وإصدار الأوامر.
- السلطة ترمز إلى سلطة الرئيس القانونية، وتتجلى في إصدار الأوامر، ومن ناحية أخرى، تتحمل المسئولية نتيجة للسلطة.
- تحدد مكانة الشخص داخل المؤسسة بناء على السلطة، فكلما احتل الموظف مرتبة أعلى، زادت سلطته، وبالتالي، تتمثل العلاقة بين المدير والموظفين في الاستلزام الأساسي للمسؤولية.
- عندما يمنح المدراء سلطة تفويض المسئولية للموظفين، تصبح المسئولية جزءا أساسيا من المهمة الموكلة للعمل.
- تتطلب السلطة استخدام القوة لاتخاذ القرارات، بالمقارنة مع المسئولية التي تتطلب الطاعة من العاملين لتنفيذ تلك القرارات.
- ينتقل السلطة بشكل أكبر مقارنة بالمسئولية التي تتحرك من الأسفل إلى الأعلى، وهذا يعني أن العامل مسئول تماما تجاه مديره.
- الهدف من تفويض السلطة هو إعطاء الأوامر وتنفيذها، أما المسؤولية فتسعى إلى أداء المهام الواجبة على العامل بواسطة المدير.
- السلطة مرتبطة بالمكانة الوظيفية، وبالتالي تستمر لفترة أطول، بينما المسئولية تتعلق بواجبات محددة، وهكذا تكون مدتها أقصر، وتنتهي بمجرد أداء المهمة.
شاهد أيضًا: اسباب الحرب العالمية الثانية والعمليات العسكرية
وهكذا في نهاية رحلتنا في توضيح الفروق بين الصلاحيات الممنوحة والمسؤوليات والسلطات؛ لقد أوضحنا كل ما يتعلق بالسلطة، إلى جانب المسؤوليات داخل المنشآت الخاصة بالأعمال، ومن الأهمية بمكان أن تحافظ جميع المنشآت على التوازن بينهما.
