كيف استفادت الثورة المعلوماتية من علوم الشريعة والفقه؟ سنجيب اليوم على سؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين، وهو كيف استفادت الثورة المعلوماتية من علوم الشريعة والفقه؟ حيث أحدثت الثورة المعلوماتية تغيرات كبيرة في مختلف المجالات، وأصبح لها دور هام في العلوم الشرعية والفقه، وسنتطرق إليه في هذا المقال.
الثورة المعلوماتية
- إن الثورة المعلوماتية هي مجال يتم من خلاله دراسة الأساليب التقنية التي تنظم معالجة المعلومات بشكل شامل من أجل استخلاص البيانات، وتتدفق المعلومات بكميات هائلة ومن جميع الجوانب، وتعتمد طرق المعالجة بشكل كبير على النظريات والتقنيات المتعلقة بالتخزين والتوزيع واسترجاع المعلومات.
شاهد أيضًا: 18 معلومة عن سلبيات وايجابيات العولمة وأثارها على التعليم
نشأة الثورة المعلوماتية
- يرجع الباحثون نشأة الثورة المعلوماتية إلى أوائل الثمانينات، حيث ظهر ما يعرف بالحاسوب الآلي واستخدم على نطاق واسع. وقد عمل العلماء على تحديث التقنيات المتقدمة المتنوعة التي تساعد الإنسان على القيام بجميع العمليات في وقت واحد، وهذا يوفر الجهد. وأصبح من الممكن إرسال المعلومات من شخص إلى آخر واستقبال المعلومات أيضا.
- يتم تعديل جميع المعلومات في نفس الوقت، وقد ترتبط الثورة بتقدم التكنولوجيا، فقد تقلص حجم الحاسوب الذي كان ضخما وأصبح يمكن للأشخاص حمله في جيبهم. وبالإضافة إلى ذلك، زاد تبادل المعلومات بشكل كبير، وتطورت التقنيات من خلال مشاركة الصور ومقاطع الفيديو مباشرة.
- وقد ارتبطت الثورة المعلوماتية أيضا بوسائل الاتصالات، حيث أصبحت مرتبطة بالشبكة العنكبوتية وظهرت شبكات اتصالات متنوعة، وأصبح بإمكان الإنسان حمل هاتف يحتوي على خدمة الإنترنت للبحث عن المعلومات وإرسالها للجميع.
- تسبب الثورة المعلوماتية منافسة بين العديد من شركات الاتصالات الخاصة، بما في ذلك سرعة استقبال جميع بيانات الأفراد.
علاقة الثورة المعلوماتية بالحياة الإنسانية
- إن التحديات العديدة التي يواجهها الأفراد في الوقت الحاضر في عصر الثورة المعلوماتية قد تختلف بشكل كبير عن أي شيء ماض، حيث ظهرت العديد من التطورات التي تساعد في تطوير الحياة البشرية على نحو كبير، حيث أصبح التواصل بين الناس في جميع أنحاء العالم سهلا.
- يمكن لشخص في روسيا التواصل مع شخص آخر يعيش في أفريقيا صوتيا ومرئيا، ويتبادلان المعلومات بسرعة، بالإضافة إلى أن الوصول إلى المعلومة أصبح سهلا ومتاحا للجميع.
- هناك أمور سلبية ترافق ثورة المعلومات، مثل استخدامها بشكل خاطئ واستغلال الأطفال ونشر معلومات غير صحيحة، بالإضافة إلى نشر أعمال تتعارض مع القيم الأخلاقية، وهناك أيضا أشخاص يصبحون مدمنين ويعزلون أنفسهم عن التواصل مع الآخرين والابتعاد عنهم.
مظاهر الثورة المعلوماتية
- ازدياد استخدام الإنترنت بشكل هائل في جميع المجالات العلمية والمعرفية.
- انتشار واسع للكتب في مجالات مختلفة.
- ظهور العديد من التسجيلات بجميع المواضيع.
- بسبب الانتشار الواسع لوسائل الاتصال مثل اليوتيوب والصحافة الإلكترونية وأيضا فيسبوك وتويتر.
- ظهور العديد من المواقع العربية المتخصصة في المحتوى.
- هناك العديد من المواقع الرسمية وغير الرسمية التي تدفق المعلومات في مجالات مختلفة، وتكون متاحة على مدار 24 ساعة.
- تنتشر العديد من الأنماط المتعلقة بتعليم الحاسوب من خلال التجارب الإبداعية.
شاهد أيضًا: ثقف نفسك بنفسك دينيًا
كيف ساهمت الثورة المعلوماتية في علوم الشريعة والفقه؟
1_ سرعة نقل العلوم الشريعة
بالضغط على زر واحد، يمكن الآن إرسال درس خاص بالشريعة أو خطاب ديني إلى أي مكان في العالم بسرعة كبيرة. إننا نعيش في عصر السرعة، وهذا يجعل الاستفادة من السرعة العالية للتبشير بدين الله عز وجل أمرا سهلا.
2_ قلة التكاليف والجهد
قبل الثورة المعلوماتية، كان المتعلم في جميع مجالات العلوم الشرعية مضطرا للسفر لنقل تلك المعرفة للآخرين. وكانت تكاليف السفر باهظة، ولكن مع ثورة المعلومات، أصبحت التكاليف قليلة جدا. أصبح للفرد القدرة على نشر المعارف الشرعية التي يرغب فيها من خلال الإنترنت.
3_ المناقشات المستمرة
لدى العلماء المتخصصين في العلوم الشرعية القدرة على إجراء مناقشات عبر وسائل الإعلام، بهدف الوصول إلى الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، لتفنيد الشبهات والدفاع عن الدين الإسلامي.
4_ التبادل الثقافي
كل منطقة على كوكب الأرض تختلف في ثقافتها عن العديد من المناطق الأخرى. إذا كنت تنشر العلوم الشرعية، فمن الصعب نشرها إلا إذا تعلمت ثقافة الآخرين عبر الإنترنت ووسائل الإعلام، بما في ذلك التلفزيون. يمكن الاطلاع على جميع المستويات الثقافية والفكرية.
5_ كتب الشريعة الإسلامية
إن تدوين الشريعة التي سبق وأن وضعها الأسلاف والعلماء المتفهمين للدين بشكل كبير، فلا يمكن الاستغناء عنها في أي محاضرة أو مقطع فيديو، وبالإضافة إلى ذلك، تمتلك الشبكة المعلوماتية القدرة على التقاط صور لجميع الكتب الإسلامية وتحويلها إلى ملفات PDF، ويمكن لأي شخص تنزيل الكتاب حتى لو كان يحتوي على 400 صفحة في ثوان عدة.
6_ التواصل مع الآخرين
- هناك العديد من العلماء المميزين المتواجدين على الإنترنت للإجابة على جميع الاستفسارات، بالإضافة إلى وجود مواقع مخصصة للفتوى حيث يتم التوافق على الآراء المختلفة في فتوى معينة لضمان صحتها.
- بما أن التواصل مع الآخرين أصبح سهلا عبر الإنترنت، ولكي يتم تبادل المعلومات المتعلقة بالعلوم الشرعية والفقه بسهولة لجميع الأشخاص، فإن الثورة المعلوماتية لعبت دورا كبيرا في نشر العلوم الشرعية بين الناس في جميع أنحاء العالم.
إيجابيات الثورة المعلوماتية
- التوصل للمعلومات بشكل سهل.
- سرعة التواصل مع الآخرين.
- يمكن نشر جميع المعلومات وإيصالها بسهولة لعدد كبير من الأشخاص من خلال الإنترنت.
- تنوع المعلومات وتعدد المصادر وتنوع المحتوى هو ما يجعلها تشمل جميع جوانب المعرفة.
- يوفر فرصة حرية التعبير عن الرأي عبر فيسبوك والمدونات المختلفة وجميع مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى ومواقع الإنترنت.
- اختصار الوقت في الحصول على المعلومة.
- تسهيل عملية البحث للباحثين بمختلف المجالات.
- التحقق من التفوق وتطوير الذات في جميع المجالات.
- توفر فرصا عديدة للعمل، حيث تحتوي على العديد من المواقع المتعلقة بذلك السياق.
- تسهيل مهمة الطلاب الجامعيين في الدراسة بفضل المواقع المساعدة في ذلك.
سلبيات الثورة المعلوماتية
- التدفق الكبير لجميع القيم السلبية.
- نشر الانحلال الخلقي لانعدام الرقابة.
- يتضمن الدعاية الهابطة انتهاك الخصوصية عن طريق تصفح الإنترنت.
- يتم نشر ثقافة الدول المتقدمة وسيطرتها الكبيرة على الشعوب من خلال العولمة.
- تشجيع الفرد على الانعزال والابتعاد عن الأشخاص المحيطين به.
- الكسل والتراخي وضياع الوقت.
- الحد من التواصل بين الأسرة الواحدة.
- تقليل قيمة الكتاب كمصدر مهم للمعلومات، وهذا يؤدي إلى قتل روح البحث الصحيح من أجل توفير بدائل من خلال الإنترنت.
شاهد أيضًا: بحث عن علم الفقه الإسلامي وأصوله
في ختام مقالنا حول كيف أثرت الثورة المعلوماتية على علوم الشريعة والفقه، نلاحظ أن الثورة المعلوماتية لها دور كبير في نشر العديد من العلوم، سواء كانت الشريعة أو غيرها من العلوم. بفضل سهولة نشر المعلومات، ننتظر مشاركاتكم وتعليقاتكم.
