ابحث عن الزراعة العضوية وأهميتها للإنسان، بالرغم من التقدم الضخم الذي يواجهه العالم حاليا في مختلف المجالات، إلا أن الزراعة ستظل دائما واحدة من أهم المهن التي يمارسها وسيمارسها الإنسان. ويمكن القول بأن الزراعة هي أكثر تلك المهن أهمية بشكل عام، إذ تشغل الزراعة أكثر من ثلث المساحة في جميع أرجاء العالم. كما يعمل ملايين البشر في قطاع الزراعة والقطاعات المرتبطة به، ولذلك تعتبر الزراعة مصدرا هاما للدخل.
مقدمة لبحث حول الزراعة العضوية وأهميتها للإنسان
أصبح الآن الجميع على معرفة كبيرة بحجم المشاكل والأضرار الهائلة التي تنتج عن استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية الكيميائية، والتي تعد المصدر الأساسي الذي يعتمد عليه في الإنتاج الزراعي، وتنعكس نتائجها بشكل سلبي على صحة الإنسان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ولهذا السبب، تم الانتقال في السنوات القليلة الماضية إلى الزراعة العضوية بسبب أهميتها الكبيرة.
شاهد أيضًا: أدوات الزراعة وأسمائها مع الصور
مفهوم الزراعة
الزراعة هي العملية التي تشمل تهيئة الأرض وحراثتها بالإضافة إلى توفير العناصر الضرورية لنمو النباتات بها، وتشمل أيضا زراعة البذور وزراعة الأشجار للحصول على الغذاء للإنسان عن طريق الثمار، وتوفير الطعام للحيوانات من خلال العلف. يقوم الفلاح أو المزارع بأداء عملية الزراعة.
واحدة من الأسباب التي تدفعنا إلى ممارسة الزراعة هي توفير منظر جمالي للبيئة وتهيئة مكان للتجول وقضاء أوقات لطيفة وهادئة تحت ظل تلك الأشجار الجميلة. يجب أن نعمل على توفير ظروف مناسبة وتربة جاهزة للزراعة لزراعة تلك النباتات والأشجار. هناك أنواع مختلفة من الزراعة مثل الزراعة التقليدية والزراعة العضوية، وهذا البحث يتناول الزراعة العضوية وسنتناولها بالتفصيل.
لمحة عن الزراعة العضوية
- ألبرت هوارد رودولف شتاينر هو أول من وضع مفهوم الزراعة العضوية في بداية القرن العشرين. أوضح أن الزراعة العضوية هي نظام يتم فيه زراعة النباتات دون الحاجة إلى استخدام الأسمدة الزراعية الصناعية أو المبيدات الحشرية. يعتمد النظام الزراعي العضوي على الأسمدة البيولوجية التي يتم الحصول عليها من بقايا المخلفات الحيوانية والنباتية.
- بمرور الوقت، تم اكتشاف أن أفضل طرق الزراعة تتمثل في استخدام فضلات الحيوان كسماد للنباتات، مع الاهتمام بحماية الأشجار بشكل كامل من الآفات الزراعية. وتبين أن الزراعة العضوية تسبب أقل ضررا للبيئة، مما أدى إلى زيادة شعبية الزراعة العضوية بين الناس وزيادة الطلب على منتجاتها.
- ووفقا للإحصاءات التي تم إعدادها حول مستوى مبيعات المنتجات العضوية، تبين أنه في الولايات المتحدة الأمريكية، ارتفعت مبيعات المنتجات العضوية من 20.39 مليار دولار في عام 2008 ميلادي إلى 45.21 مليار دولار في عام 2017 ميلادي، وفي أوروبا بلغت مبيعات المنتجات العضوية حوالي 33 مليار دولار في عام 2015 ميلادي.
ما لا تعرفه عن الزراعة العضوية
- ونتيجة لذلك، زاد نمو الزراعة العضوية في جميع أنحاء العالم، حيث أصبحت أسعار الأغذية العضوية الآن أعلى بشكل كبير وملحوظ من أسعار الأغذية التقليدية المزروعة، وفي بعض الأحيان يكون سعرها أقل، وذلك يعتمد على طبيعة المنتج وفصل السنة الزراعية المخصصة له وكذلك حالة الطلب والعرض في الأسواق.
- يتم التمييز بين المنتجات العضوية وغيرها من المنتجات الأخرى عن طريق إلصاق ملصقات معتمدة على المنتجات العضوية، والتي توضح الإرشادات والسياسات المتعلقة بالزراعة والمنتجات العضوية. ويعود استخدام قانون إنتاج الأغذية العضوية إلى عام 1990 ميلاديا، حيث تم فرض التزام المزارعين بتنفيذ القوانين التي تم وضعها.
- بالإضافة إلى ضرورة اتباع طرق الزراعة العضوية المعتمدة والمعايير المحددة للزراعة العضوية، يتطلب الأمر أيضا تسهيل عملية بيع وشراء المنتجات العضوية على المستوى المحلي والدولي. في حالة عدم الامتثال لتلك القوانين، ستتعرض الأشخاص أو الجهات المخالفة لعقوبة مالية.
شاهد أيضًا: الزراعة المائية بدون تربة في مصر
طريقة تحضير السماد العضوي
تعتمد الزراعة العضوية السليمة أساسا على استخدام السماد العضوي، ويمكن الحصول على السماد العضوي من فضلات الحيوانات. وفي حالة عدم توفر السماد الحيواني، يمكن استخدام فضلات النباتات أو بقايا الأطعمة النباتية المتوفرة في المنزل لإنتاج السماد العضوي. ومع ذلك، يجب توفير النيتروجين أو فضلات عضوية تحتوي على الكربون.
يتم ذلك عن طريق إضافة طبقات من الكربون (وهي مادة عضوية مثل أوراق الحديقة) مع النيتروجين (وهو مادة خضراء يمكن الحصول عليها من الخضروات الورقية)، ومن ثم إضافة طبقة من التربة بسمك يتراوح بين أربعة إلى ستة بوصات. بعد حوالي شهرين، يمكن الحصول على سماد عضوي فعال يمكن استخدامه على النباتات والأشجار.
أمثلة للمنتجات العضوية
أصبحت الأسواق حاليا مليئة بمنتجات الزراعة العضوية بشكل كبير، وتشمل هذه المنتجات العديد من الأغذية مثل اللحوم ومنتجات الألبان، وكذلك المنتجات المصنعة مثل البسكويت، إلى جانب الوجبات المجمدة والمشروبات.
فوائد الزراعة العضوية
هناك العديد من الفوائد للزراعة العضوية ويمكن إيضاحها فيما يلي:
- ينصح بعدم استخدام الأسمدة والمبيدات المصنعة في الزراعة، لأنها تعتمد على التنوع البيولوجي في الأراضي الزراعية. وذلك يؤدي إلى تقليل النقل الكيميائي وبالتالي الحد من تلوث المياه والتربة، وتقليل التلوث البيئي بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يعزز استخدام السماد العضوي استفادة التربة، حيث يعمل على زيادة خصوبتها.
- تعتبر المنتجات التي يتم زراعتها صحية أكثر من غيرها من المنتجات الأخرى لأنها غير معدلة وراثيا وتنمو بشكل سليم، مما يزيد طلب المستهلكين عليها بشكل مستمر.
- المحاصيل العضوية لها محتوى غذائي أعلى بكثير من المحاصيل غير العضوية، وتتميز عن غيرها في الطعم.
- تعتمد المنتجات التي يتم زراعتها بشكل عضوي على مصادر طبيعية موجودة في البيئة.
الصعوبات التي تواجه الزراعة العضوية
- هناك عدة تحديات ومشاكل تواجه الزراعة العضوية، ومن أبرزها قلة كمية المنتجات المستخرجة من الزراعة العضوية، على الرغم من ارتفاع أسعار المنتجات العضوية بشكل كبير، وبالتالي يتطلب زيادة المساحات الزراعية لزراعة المنتجات العضوية والحصول على كمية كافية من الغذاء.
- ربما يكون السبب وراء ذلك هو أن بعض الطيور والحشرات، وخاصة الثدييات، تتغذى على المحاصيل العضوية. وبالتالي، قد لا يكون هناك إنتاج زراعي كبير من الزراعة العضوية. وتتجلى هذه المشكلة بوضوح في المناطق المدارية.
- الزراعة العضوية تواجه مشكلة كبيرة في ارتفاع تكلفة شراء المنتجات العضوية للمستهلكين، وذلك بسبب الاعتماد الكبير على العمالة البشرية وتكاليف إصدار شهادات الاعتماد على المنتجات العضوية.
- توجه تصدير المنتجات العضوية من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية يعتبر تحديا للزراعة العضوية، لأن الدول الفقيرة غالبا ما تعجز عن شراء المنتجات العضوية التي تنتجها.
- إجبار المزارعين على إنتاج محاصيل غذائية لتلبية متطلبات المجتمع يؤدي إلى نقص الأمن الغذائي، وندرك أن تغير المناخ يسبب مشكلة الاستدامة الاقتصادية للزراعة العضوية.
شاهد أيضًا: تدهور الغطاء النباتي الطبيعي
اختتام بحث حول الزراعة العضوية وأهميتها للإنسان
في ختام رحلتنا في البحث عن الزراعة العضوية وأهميتها للإنسان، نوضح ما سبق بوضوح يظهر لنا مدى الأهمية الكبرى التي وصلت إليها الزراعة العضوية بسبب تأثيرها الإيجابي على صحة الإنسان، مما جعلها من أولويات برامج الدول والشركات الكبيرة في العالم، نظرا لدورها في حماية صحة الإنسان والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى تحقيق المزيد من الأرباح وبالتالي تعزيز اقتصاد البلاد.
