أسباب زيادة نشاط الغدة الدرقية، قد خلق الله جسم الإنسان وجعل جميع الأعضاء تعمل بتناغم في نفس الوقت، وعلى الإنسان أن يحافظ على سلامة هذا النظام، ولكن قد يتعرض الإنسان لبعض الإصابات التي تؤدي إلى تعطل هذا النظام، وتعتبر الغدة الدرقية أحد الأجزاء الهامة المنظمة داخل الجسم، ولذلك فإن زيادة إفراز الهرمونات منها تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان.
ما المقصود بفرط الغدة الدرقية؟
- توجد الغدة الدرقية في منطقة الرقبة بجسم الإنسان في الجزء الأمامي منها، وتم وضعها في تلك الموقعة لحمايتها من الاصطدامات أو الصدمات خلال الأنشطة اليومية للإنسان. تقع الغدة في الجانب المقابل للقصبة الهوائية وتشبه الغدد شكل الفراشة. وبالنسبة للون، فهي بنية مع بعض الاحمرار الطفيف.
- يمكننا أن نشرح مفهوم فرط الغدة الدرقية بأنه يتمثل في إفراز الغدد هرمونا معينا يسمى هرمون `الثايروكسين` بشكل زائد وبسرعة، مما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض على الجسم البشري، وبالتالي تتوالى الأعراض حتى يصبح الشخص متعبا بشكل شديد.
- يمكن للمريض أن يكتشف إصابته عند حدوث ذلك من خلال معرفة الأعراض التي سنوضحها بشكل تفصيلي، وبناء على ذلك يجب عليه زيارة الطبيب المعالج لبدء العلاج الخاص بفرط الغدة الدرقية في جسمه.
- في هذه الحالة، العلاج يتكون من إحدى الطرقتين، الطريقة الأولى هي استخدام الأدوية والعقاقير، مثل العلاج باليود المشع وغيره، والطريقة الثانية هي الجراحة، حيث يتم إزالة أجزاء معينة من الغدة أو إزالتها بشكل كامل.
شاهد أيضًا: كيفية فحص الغدة الدرقية
أسباب فرط الغدة الدرقية
- هناك العديد من الأسباب التي تلعب دورا هاما في اضطراب إفراز الغدة الدرقية للهرمون، ومن أهم تلك الأسباب هو إصابة الجسم ببعض الأمراض المعروفة مثل مرض “الدراق الجحوظي” أو ما يعرف علميا بمرض غريفز، أو بسبب إصابة الشخص بمرض “بلامر”.
- قد يحدث اضطراب في الغدة الدرقية بسبب التهابها، حيث يفرز الجهاز المناعي أجساما مضادة للغدة الدرقية، مما يؤدي إلى الالتهاب ومشكلة الفرط. تتوالى الأعراض بعد ذلك.
- يمكن أن يكون الإصابة نتيجة للعوامل الوراثية من الأم أو الأب، مما يزيد من احتمالية حدوث الإصابة، حتى في حالة وجود عوامل تسبب الإصابة في الجسم، ويجدر بالذكر أن جسم المرأة أكثر عرضة لانتقال وراثة فرط الغدة الدرقية من الرجل، ويعود ذلك إلى عوامل فيزيولوجية لا يتدخل فيها الإنسان.
- قد يؤثر إصابة الإنسان ببعض الأمراض المزمنة على وظيفة الغدة الدرقية، ومن أبرز تلك الأمراض مرض السكر وفقر الدم الحاد أو الإصابة بالأورام والأمراض السرطانية مثل اللوكيميا وغيرها، أو الإصابة بالأمراض النادرة أو نتيجة لإصابة الجهاز المناعي للجسم ببعض الأمراض.
أعراض فرط الغدة الدرقية بالجسم
- تختلف أعراض فرط الغدة الدرقية عن قصورها في بعض النقاط، ولكن هناك الكثير من التشابه بينهما مثل الشعور بالتعب والإرهاق والإرهاق المستمر بعد مجهود بسيط، مما يسبب الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على التحرك بشكل طبيعي كما كان معتادا.
- واحدة من الأعراض الواضحة للإصابة بفرط الغدة الدرقية هي فقدان الوزن بشكل سريع على الرغم من تناول كميات كبيرة من الطعام. يتناول مرضى فرط الغدة الدرقية الطعام بشراهة، ومن المن السهل التعرف على ذلك واكتشاف وجود اضطراب في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ زيادة في سرعة ضربات القلب وشعور بالاضطراب.
- كما يشعر المريض بالتوتر بشكل مستمر الذي يتجلى في عدم قدرته على الاسترخاء، بالإضافة إلى شعوره المستمر بالقلق والارتباك، ويرافق ذلك تعرقا شديدا خاصة عند القيام بأي نشاط حتى وإن كان بسيطا، ويصبح المصاب حساسا لحرارة الشمس بشكل واضح، ومن الممكن أن يعاني من حساسية الجلد فور خروجه في الصباح.
- بالنسبة للمرأة، يمكن لها أيضا أن تلاحظ عدم انتظام في دورة الحيض الشهرية، بالإضافة إلى الشعور بالرعشة، وقد يعاني المريض أيضا من اضطرابات مختلفة في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الألم أو صعوبة الهضم، وترافق كل ذلك بضعف الجلد وتحسسه وصعوبة الاسترخاء والنوم.
شاهد أيضًا: ما علاج خمول الغدة الدرقية ؟
مضاعفات فرط الغدة الدرقية
- من بين الأمور الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان هو حدوث بعض المضاعفات عند عدم استجابة الجسم للعلاج باستخدام العقاقير الطبية، ومن أخطر تلك المضاعفات هي إصابة الإنسان بمشاكل في القلب مثل “الرجفان الأذيني”، الذي قد يؤدي إلى السكتة الدماغية أو “فشل القلب الاحتقاني”، وغيرها من الإصابات الأخرى.
- أما الخطر الثاني فيما يتعلق بفرط الغدة الدرقية، فهو أنه يؤدي إلى هشاشة العظام، حيث يتسبب في فقدان الجسم كميات كبيرة من الكالسيوم. والكالسيوم هو المكون الأساسي لعظام الجسم البشري، مما يؤدي إلى ضعف العظام وجعلها عرضة بشكل كبير للكسر بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، يترافق ذلك الهشاشة بآلام شديدة للمريض.
- وفيما يتعلق بالمخاطر الثالثة، تعتبر مشاكل العيون من أبرزها، ومن أمثلتها إصابة الفرد المريض بـ `الدراق الجحوظي`، وتتمثل أعراض هذه الإصابة في تورم واضح في العين مع الحساسية والاحمرار والتهيج، بالإضافة إلى الدوخة المستمرة والتدني في الرؤية بشكل واضح، مما يؤدي إلى فقدان البصر.
- الخطر الرابع يتمثل في تحسس جلد وبشرة المريض، حيث يصاب المريض بترقق الجلد، مما يجعله ضعيفا ومتورما، أو قد يعاني من الالتهاب المستمر. وبسبب ذلك، يكون الجروح سهلة التكون لهذا المريض وصعبة الشفاء. الخطر الخامس يتمثل في احتمالية تعرض المريض لنوبة تسمى `التسمم الدرقي`.
كيف يمكن تشخيص فرط الغدة الدرقية؟
- من المؤكد أن تشخيص مرض فرط الغدة الدرقية مهمة تقع على عاتق الطبيب المعالج، ولكن يمكننا تسليط الضوء بشكل كبير على الخطوات التي يتخذها الطبيب للتحقق من إصابة الشخص بفرط الغدة الدرقية، وكيفية علاج المريض دون حدوث مضاعفات تم ذكرها سابقا.
- أول خطوة يقوم بها الطبيب هي الاطلاع على التاريخ الطبي لحالة المريض، والاستفسار عن الأمراض التي أصابته سابقا، ومعرفة ما إذا كانت هناك أمراض مزمنة أو لا، وأيضا معرفة الأمراض الوراثية المنتشرة في تاريخ عائلته لمعرفة التفاصيل المهمة التي قد تؤثر في العلاج.
- ثم يتم إجراء الفحص البدني للمريض للكشف عن حالته، وبعد أن يتعرف الطبيب على نوعية الإصابة، وهي “فرط الغدة الدرقية”، يطلب بعض الفحوصات والتحاليل الطبية المتعلقة بالغدة، والتي تعرف بالاسم العلمي “TSH”، ثم يبدأ بعدها مرحلة علاج المريض وفقا لنوعية العلاج التي يحددها الطبيب.
- من بين أنواع العلاجات المقدمة لعلاج مشكلة فرط الغدة الدرقية هو `اليود المشع`، وهو أحد أصعب أنواع العلاجات الإشعاعية الخطيرة، ويليه علاج باستخدام `بيتا بلوكرز`، وهو علاج ذو فائدتين لارتفاع ضغط الدم ومشاكل الغدة الدرقية، والخيار الأخير هو التدخل الجراحي لاستئصال الغدة.
شاهد أيضًا: انواع تحاليل الغدة الدرقية
وبهذا، أوضحنا من خلال موضوعنا أسباب فرط الغدة الدرقية، والأسباب الرئيسية التي يصاب بها الجسم بفرط الغدة الدرقية، وكيفية التعامل معها وعلاجها، والمضاعفات التي يجب تجنبها أثناء فترة العلاج، وكيفية تشخيصها وإجراء الفحص الطبي للمريض من قبل الطبيب المعالج.
