الراحة النفسية وثقة الفرد بنفسه

يواجه الشخص يوميا العديد من المواقف والمشاكل التي تؤدي إلى إضطراب حالته النفسية ومزاجه، ومن أفضل السبل لحل المشكلة هو مواجهتها والتغلب عليها باستخدام الأساليب والوسائل المتاحة، وفي هذا المقال سنتعرف على كيفية الحصول على الراحة النفسية وتعزيز الثقة بالنفس.

مفهوم الراحة النفسية

الاستقرار النفسي هو أحد علامات صحة النفس البشرية؛ فتشير بعض الدلائل على الاستقرار النفسي إلى: شعور الشخص بالسعادة الداخلية، وتوافقه مع ذاته، وإعطاء النفس حقوقها، وقدرته على استخدام خبراته الإيجابية يوميا واستثمارها بكفاءة عالية.

الراحة النفسية هي شعور الفرد بالهدوء والسكينة، وتساهم في فتح آفاق جديدة أمامه وتوفير فرص عديدة لاكتساب الخبرة والتعامل مع علاقات مختلفة، مما يؤدي إلى زيادة وعيه واستقراره على المدى الطويل.

الراحة النفسية هي شيء داخلي يعبر عن استقرار النفس بتصرفاتها الفطرية، ويتجلى ذلك في تفاعلاتها السليمة والودية مع نفسها والمجتمع الذي تعيش فيه، بالإضافة إلى تفاعلها الضروري مع أي تأثير مادي أو معنوي وتناغمها مع مشاعرها وأحاسيسها بوسائل طريقة ومتناسقة.

شاهد أيضًا: ما هي مقومات الصحة النفسية وخصائصها

طرق الحصول على الراحة النفسية

الراحة النفسية هي هدف يحتاجه أي فرد في المجتمع، والوسيلة التي تتيح للفرد تحقيقها هي اتباع سلوكيات إيجابية بأشكال مختلفة، ومن بين هذه السلوكيات التي تزيد من فرص الحصول على الراحة النفسية، نذكر ما يلي:

• أن يعترف الشخص بقدراته التي يمتلكها وحدودها، وأن يرضى بها، وأن يعتمد عليها في حياته، لذلك يجب على الإنسان أن يتجنب تقليد أفعال الأشخاص المقربين منه أو أصدقائه، لأن قدراته ومهاراته تختلف عن قدرات ومهارات الآخرين وكفاءاتهم وإمكاناتهم، ومحاولة تقليدهم يؤدي إلى الإحباط والفشل.
• يجب أيضا تجنب النظر إلى أولئك الذين يمتلكون ظروفا اقتصادية متينة وأفضل منا، لأن ذلك يسبب لنا الحزن ويحولنا من أشخاص يحبون الحياة إلى أشخاص متجاهمين يكرهون الحياة التي نعيشها، وبالتالي لن يشعرنا بالراحة النفسية.
• يجب على الشخص أن يعبر عن مشاعره الإيجابية تجاه أقربائه أو أصدقائه، ويعبر عن حبه لهم في جميع الأوقات والأماكن والظروف، حيث يساهم ذلك في زيادة مخزون الحب لديه عند الآخرين، والذي قد يحتاجه عند مواجهة أي أزمات نفسية أو مشاكل مختلفة.
• يجب على الفرد أن يكون مؤمنا بالله سبحانه وتعالى، وبقضائه وقدره، وأن يؤدي جميع فروضه الخمس، وأن يبتعد عما يحظر عليه، وأن يتقرب إليه بأعمال صالحة.
• وأن يسعى لكسب رضاه بجميع الوسائل، وأن يستمر في قراءة أذكار الصباح والمساء، وأن يطلب مغفرة الله في كل وقت وحال، وأن يحافظ على مراقبته كأنه يراه، فجميع هذه الأفعال الإيمانية من الطرق الأساسية لتحقيق الراحة النفسية والاطمئنان والسعادة.
• يجب على الفرد أن يعترف بخطأه ويسعى لإصلاحه والاعتذار لصاحب الحق، وذلك يساعده على تخفيف الضغط النفسي ويترك تأثيرا إيجابيا على الآخرين ويمنحه الراحة النفسية.
• يجب على الفرد أن يصفح ويغفر للآخرين، وأن يمحو ما في قلبه من كراهية وغضب، لأن تخزين الآثار السلبية للكراهية والبغضاء يؤدي إلى حمل الهم وثقل القلب وزيادة الطاقة السلبية للفرد، مما يسبب القلق وعدم الحصول على الراحة النفسية.
• يجب على الفرد أن يتجنب العادات السلبية أو الضارة، وبدلا من ذلك يجب أن يسعى لاكتساب العادات والمهارات الإيجابية التي تجلب السعادة والرضا للفرد.
• يجب على الفرد أن يفكر دائما بالوسائل العملية لكي يتمكن من التصرف بشكل صحيح وجيد في جميع الأمور، لأن كل هذه الأشياء تساعد الفرد على الشعور بالراحة النفسية.
• يجب على الفرد تجنب مراقبة الأخبار السلبية التي تؤثر على مزاجه الإيجابي، وعدم التفكير المفرط في المستقبل، حيث يؤدي ذلك إلى شعور دائم بالقلق والضيق ونقص الراحة النفسية الضرورية.
• يجب على الفرد بناء أسس نفسية قوية تجاه الأفكار السلبية التي تهدد استقراره النفسي وشعوره بالراحة النفسية.
• يمكن تحقيق ذلك من خلال تدريب الفرد على تخفيف الشعور بالتعاسة والحزن، مع التأكيد على الأمل والتفاؤل للاستمتاع بكل ما هو إيجابي وتجاهل كل ما هو سلبي، مما يزيد من فرص الحصول على الراحة النفسية.
• يجب على الفرد تحديد أهدافه التي يعيش من أجلها والسعي لتحقيقها، وتحديد الوسائل التي ستساعده على ذلك.
• الهدف يساعد في تحديد نمط حياة الإنسان، ويزيد من دوافعه لتحقيق العمل الذي يؤدي إلى تحقيق الهدف، وبدون أهداف، يشعر الفرد بالضياع والقلق ويفقد الشعور بالأمان والراحة النفسية.

شاهد أيضًا: بحث عن المهارات النفسية والاجتماعية

تقوية الثقة بالنفس

لكي يشعر الفرد بالراحة النفسية، يجب أن يكون لديه الثقة بالنفس، ولتعزيز ذلك يجب اتباع طرق مختلفة، ومن أبرزها ما يلي:

• تقبل النفس

يجب على كل شخص أن يدرك أن الناس يتفاوتون في الصفات والقدرات والمهارات، وأن مواجهة العديد من القضايا الاجتماعية تختلف من شخص إلى آخر.

بعض الأفراد قد يشعرون بالإحراج والخجل أثناء حضور الاجتماعات الكبيرة، بينما يشعرون بالثقة والجرأة أثناء حضور الاجتماعات الصغيرة؛ ولذلك فمن المهم أن يقبل الفرد نفسه كما هو.

يجب علينا أن ندرك نقاط القوة والمميزات التي يتمتع بها برج الميزان، وأن نعمل على تطوير مهاراتنا وقدراتنا بشكل مستمر، مع الاعتقاد التام بأن الكمال يعود فقط لله.

• التفكير بإيجابية

على كل فرد أن يدعم نفسه ويشجعها عن طريق التفكير بإيجابية، وعليه أن يتجنب وصف نفسه بأنه انطوائي أو خجول وما شابه ذلك من الصفات السلبية، بل يتوجب عليه أن يصف نفسه بالصفات الإيجابية.

ينصح الخبراء بأهمية التحدث مع الذات بشكل إيجابي، حيث يتأثر الدماغ بهذا الفعل، مما يحفز الشخص على تحقيق أهدافه بنجاح وزيادة الثقة بالنفس.

• عدم مقارنة النفس مع الآخرين

ينبغي الابتعاد عن مقارنة الفرد مع أي شخص آخر، سواء على المستوى العائلي أو بين الأصدقاء، فالدراسات النفسية تؤكد أن مقارنة الفرد بشخص آخر تجعله يشعر بقلة ثقته في نفسه.

بالمقارنة، ينشأ لدى الفرد شعور سلبي، عندما يقارن ممتلكاته أو إنجازاته أو مهاراته بممتلكات أو إنجازات أو مهارات الآخرين، مما يجعله يشعر بأنه أقل من الآخرين ويؤدي ذلك إلى نقص في الثقة بالنفس.

• تحديد الأهداف

يجب على الفرد تحديد الأهداف التي يسعى لتحقيقها في حياته المهنية، مما يزيد من ثقته بنفسه، ومن الضروري أن يقبل تحقيق وقياس تلك الأهداف خلال فترة زمنية محددة.

يساعد هذا العمل على تحديد نقاط قوته وتحديد نقاط ضعفه وتقليلها، وتقليل الفجوات والمشكلات التي يواجهها الفرد، مما يزيد من فرص تعزيز ثقة الفرد في نفسه.

• الاهتمام بالصحة

للفرد أن يكون واثقا من نفسه وراض عن الشكل الخارجي له، ولذلك يجب اتباع التعليمات الصحية المختلفة التي تحافظ على سلامة الجسم والعقل.

تتمثل في الحصول على قدر كاف من النوم يوميا، وتناول الغذاء الصحي السليم، وممارسة إحدى الرياضات المفضلة، لكي يتمكن من الشعور بالثقة في نفسه.

شاهد أيضًا: علاج اضطرابات المعدة النفسية

في ختام المقالة وبعد أن وضحنا مفهوم الراحة النفسية والثقة بالنفس وكيفية الحصول عليها، ننصحكم بنشر هذا الموضوع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي.