بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة المنورة، استقبل أهل المدينة النبي محمد بأفضل استقبال ورعايتهم. ووفروا له الدعم وشاركوه في توزيع أموالهم وأراضيهم بينهم، ولم يبخلوا عليهم بأي شيء.
ثم قاموا بالمشاركة في الجهاد في سبيل الله عز وجل مع نبي الله محمد ومع أولئك الذين هاجروا معه، وسنتعرف في هذا المقام على الاسم الذي أطلق على أهل يثرب بعد الهجرة، وعلى فضائلهم، وعلى وصية النبي لهم.
ما هو الاسم الذي أطلق على سكان يثرب بعد الهجرة
المدينة المنورة الحالية كانت تعرف سابقا باسم يثرب. وبعد أن قدم أهل يثرب دعما ماليا وماديا للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمهاجرين، ونصروهم، أطلق عليهم اسم `الأنصار`.
شاهد أيضًا: بحث عن الهجرة النبوية الشريفة من مكة الى المدينة
أفضال أهل يثرب والانصار
ذكر الإسلام فضائل أهل يثرب بالكامل دون نقص، وأيضا أكرمهم، وقد أوضح الله هذه الكرامة في القرآن الكريم، ومن هذه الفضائل ما يلي:
- قام أهل يثرب بالعمل على نشر الإسلام في المدينة المنورة، وكانوا هم الذين قاموا بالبيعة الأولى والبيعة الثانية (بيعة العقبة)، وهم الذين آمنوا بنبي الله، وحملوا رسالة الإسلام إلى أهل المدينة.
- اهتموا بتحقيق التآزر بين الأنصار والمهاجرين، حيث يتقاسمون الأموال والممتلكات بينهم، ويقدمون العون والتعاون للمهاجرين بعد تعرضهم للتعذيب والظلم في مكة.
- من أبرز ما يميز الأنصار هو أنهم يعملون على تعزيز الإيمان وجعله جزءا من قلوبهم، حتى وصفهم البعض بأن الإيمان قد أصبح مسكنا للأنصار، وليس العكس، وذلك بسبب قوة صدق إيمانهم.
وصية نبي الله بالأنصار
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من المواقف حبه الشديد للأنصار وولائه لهم، وعمل على مكافأتهم ومحبتهم، كما أشار إلى أن الأنصار هم أقرب الناس إلى قلبه، ودعا لهم بالخير والفضل في يوم القيامة، لأنه يرغب في مكافأتهم على أفضالهم تجاه المسلمين المهاجرين حتى بعد الموت.
ومن بين الأدعية الرئيسية التي دعا لهم بها، أن يلتقي بهم في الجنة على حوضه الخاص، مكافئا لهم عن ما أنفقوه في سبيل الله من طعام وشراب وكرامة. وعندما مرض النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بفترة قصيرة، قام بتوجيه بعض التوصيات الأخيرة لأصحابه، ومن بينها توصيتهم بعناية الأنصار – سكان يثرب – وإكرامهم.
الانصار قبل هجرة الرسول
مدينة يثرب عانت لفترة طويلة قبل الهجرة ووصول الإسلام إليها بسبب النزاعات والمعارك المستمرة بين قبيلة الأوس وقبيلة الخزرج، واستمرت هذه الحروب لما يقرب من 120 عاما، بدأت بحرب سمير وانتهت بحرب الفجار الثانية. وكانت الديانات المعتنقة في تلك الفترة دين وثني ودين يهودي.
شاهد أيضًا: بحث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
