من هو عالم مسلم الذي ألف كتاب الصيدلة في مجال الطب؟ علم الصيدلة هو فرع من العلوم الطبية يهتم بدراسة الأدوية والعقاقير وعملية تكوين الأدوية من أعشاب ونباتات معينة. لقد قام العديد من العلماء في هذا المجال بتأليف كتب الصيدلة في الطب، وأشهرهم من هم؟.
من هو العالم المسلم الذي ألف كتاب الصيدلة في الطب؟
- مؤلف الكتاب هو العالم المسلم البيروني، والذي لم يكن الكتاب أول إنجازاته ولا أوحدها بل كان يكتب في مجال الفلك، والرياضيات، والهندسة، والفلسفة، والجغرافيا، والتاريخ، والجيولوجيا، والترجمة.
- اشتهر البيروني بمعرفته الواسعة في مجالات مختلفة، وكتابه في الصيدلة كان مرجعا للعديد من العلماء بسبب تضمينه لأعشاب نادرة ووصفها بدقة، وهو مرجع لأي باحث في مجال الأعشاب.
- ولد البيروني في الخامس من سبتمبر عام 973 ميلادية، ويوافق ذلك اليوم الثاني من شهر ذو الحجة عام 362 هجرية. البيروني كان فيلسوفا وجغرافيا ورياضيا ومسافرا ومؤرخا وجيولوجيا ومترجما وصيدليا ورساما للخرائط.
- عاش البيروني في العصر الذهبي للإسلام، وكان ذلك في القرن الرابع الهجري. كان يسافر كثيرا بين البلدان بحثا عن العلم، ودرس العديد من التخصصات المختلفة. وأصبح مطلوبا في مجالس الملوك والعلماء.
- كان البيروني متقنا للغة العربية والفارسية واليونانية والسريانية والخوارزمية والعبرية والسنسكريتية والتراثية، وكان يعرف باسم بطليموس العرب والأستاذ، وبهذا نتعرف على العالم الإسلامي الذي كتب كتاب الصيدلة في مجال الطب.
ننصحكم بزيارة مقال: بحث عن شخصيات تاريخية غيرت شكل العالم
حياة البيروني
- ولد البيروني في خوارزم، الموقع الحالي لها في أوزبكستان، وعاش فيها خلال الـ 25 سنة الأولى من حياته حيث كان يدرس النحو وفقه الإسلام. ومعظم حياته اللاحقة كانت في غزنة، أفغانستان، وسافر إلى الهند عندما بلغ الـ 44 من عمره وعاش فيها 40 سنة.
- انتقل البيروني إلى بخارى بعد غزو الأتراك لوطنه، وبعد ذلك ذهب مع منصور الثاني إلى بلاد السامانية، وهناك التقى بابن سينا، وفي عام 998 ميلادية، انتقل إلى بطبرستان وكتب هناك أول كتاب له في عام 1000 ميلادية.
- ذهب البيروني إلى آل مرزبان أثناء حكم باونديان لإقامة عهد سلام معهم ومع الذي سيكون ملكا لخوارزم، ومنذ ذلك الحين أصبحت البلاط الموجودة في غرغانج مركزا معروفا حيث يجتمع العلماء الكبار فيه، وفي عام 1017 ميلادية ذهب إلى غزنة.
- توجه البيروني مع محمود الغزنوي إلى الهند في أحد غزواته، وفي سنة 1030 ميلادية تمكن من إنهاء كتابه الخاص بالهند، وعمل البيروني خلال مدة وجوده في الهند على تحديد طول الشمس.
- كتب البيروني كتاب الأسطلاب لشرح كيفية حساب طول الشمس، وبسبب سفره الكثير من بلد إلى بلد، تمكن من تحقيق تقدم كبير في حياته العلمية، واستفاد كثيرا من زيارته إلى الهند.
مؤلفات أبو الريحان البيروني
- غالبا ما كتب البيروني كتبه باللغة العربية، ولكنه كتب كتابا بعنوان `التفهيم لأوائل صناعة التنجيم` باللغتين العربية والفارسية، وبرزت موهبة البيروني في اللغتين في هذا الكتاب.
- كتب البيروني كتابا متخصصا في دراسة عقائد الهندوس ومعتقداتهم وأطعمتهم وملابسهم واحتفالاتهم، وكيفية تفكيرهم في حياتهم، وأبرز الخصائص الموجودة في لغتهم، ويطلق على هذا الكتاب اسم “كتاب الهند” أو “الهند للبيروني”.
- وليس من الغريب أن يكون الجواب من قام بتأليف كتاب الصيدلة في الطب، وهو البيروني، عالم مسلم، حيث يحتوي الكتاب على العديد من أسماء الأدوية المختلفة التي تناسب عدة أمراض، مع شرح طريقة استخدام كل دواء.
- كتاب التقويم الملكاني هو كتاب عربي تمت ترجمته إلى اللغة الفرنسية، ويعتبر كتاب القانون المسعودي موسوعة شاملة تتناول الهندسة والجغرافيا وعلم الفضاء، وقد قدمه البيروني كهدية لمسعود الغزنوي، ملك دولة غزنة.
- كتاب التفهيم لصناعة التنجيم مكتوب على شكل أسئلة وأجوبة، وتدور أسئلته حول الفضاء والرياضيات، ومكتوب باللغة الفارسية واللغة العربية، وتمت كتابته بواسطة الإخوة رسالة البيروني والإسطرلاب.
- كتب البيروني كانت معظمها باللغة العربية، لكن هناك بعض الكتب باللغة الفارسية، مثل كتاب الجماهير في معرفة الجواهر، حيث كتب عن الفلزات والجواهر، وكان أول عالم يحدد الكثافة النوعية للفلزات.
علماء أثروا وتأثروا بالبيروني
- تأثر البيروني بشخصيات مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والرازي، وابن سينا، وأبو نصر المنصور، وأرسطو، والسجزي، وبطليموس، وإيران شهري، وأريابهاتا، والبتاني، وبراهماكويتا.
- كان هناك عدة أشخاص تأثروا به واستفادوا من كتاباته، ومن بينهم الخازني، والسجزي، ومرصد مراغة، وعمر الخيام، وزكريا القزويني.
إليكم من هنا: 10 من أشهر علماء العرب والمسلمين واختراعاتهم
وفاة البيروني وإرثه
- توفي البيروني وهو يبلغ من العمر 75 عاما في اليوم التاسع من شهر ديسمبر عام 1048 بالميلاد الميلادي، أي في السنة 440 هجرية، وعندما أتته المنية كان في غزنة، وهي إحدى مدن أفغانستان.
- لم يتم استخدام كتب البيروني في أي بحوث مرتبطة خلال القرون التالية للعائلة الغزنوية، ولم يتم اقتباس أي شيء من الكتب لدى باقي العلماء، ولم تبدأ في الانتشار إلا عند الغرب في أوروبا.
- كتاب الحضارة الهندية كان ذا أهمية بالغة للمملكة البريطانية التي أسستها في الهند خلال القرن السابع عشر، وفي عام 1974 ميلادية، تم إنتاج فيلم يتناول حياة البيروني وأطلق عليه اسما على فوهة بركانية توجد على القمر، وكذلك على كويكب.
- في سنة 2009 بالميلادية، أهدت إيران جناحا أثريا إلى مكتب الولايات المتحدة في فيينا، ويحتوي الجناح على تمثال البيروني وابن سينا وعمر الخيام وأبو بكر الرازي.
كتاب الصيدلة في الطب
- يتحدث كتاب الصيدلة عن الأدوية وأهميتها وأسمائها ومكوناتها، ويتألف الكتاب من 427 صفحة، والنسخة الأحدث على الإطلاق هي التي كتبها إبراهيم التبريزي في سنة 678 هجرية، وتم استخراجها من النسخة الأصلية للكتاب.
- كتب البيروني كتابا في الصيدلة الطبية لوصف العقاقير المشتقة من الأعشاب والنباتات، وقد كتب الكتاب باللغة الفارسية، وكان قد كتبه البيروني قبل وفاته بفترة قصيرة.
- تم تغيير اسم الكتاب من `علم العقاقير في الطب` إلى `صيدلية في الطب`. ويحتوي الكتاب على خمسة فصول، حيث يختص كل فصل بشرح جزء محدد أو سلسلة نبات محددة.
محتويات كتاب الصيدلة في الطب
- أول فصل في علم العقاقير يسمى بجندل، وهو الشخص الذي يبيع العطور والأعشاب، وفي اللغة العربية ينطق جندل بصندل، والصيدلاني هو الشخص المتخصص في تجميع وتحديد أفضل الأدوية.
- الفصل الثاني يتناول العقاقير والأدوية، وقد وضع البيروني التعريف الأول في هذا الفصل وهو تعريف معنى العقار، وفي اللغة السريانية تشير الكلمة إلى البكتيريا، وصنف العقاقير إلى ثلاث فئات وهي الأغذية والسموم والأدوية.
- الفصل الثالث من الكتاب يتحدث عن مختلف أنواع الأدوية سواء كانت مركبة أو غير مركبة، ويوضح دور الصيدلاني في تبديل الدواء أو إزالته إذا لزم الأمر.
- في الفصل الرابع، ذكر البيروني أهمية اللغة العربية والأثر الذي تركته على باقي اللغات. أما في الفصل الخامس، فقد قدم البيروني أهمية العلوم في حياة الإنسان وكيف يمكن للشخص أن يكتسب هذه العلوم من مصادرها، وأوضح أهمية معرفة الشخص لباقي اللغات.
اقرأ من هنا: بحث عن علماء الرياضيات وانجازاتهم جاهز للطباعة
وهكذا في نهاية المقال تعرفنا على العالم المسلم الذي كتب كتاب الصيدلة في مجال الطب، وهو أبو الريحان البيروني، وذكرنا أهم نقاط حياته وأنه درس معظم العلوم. حتى الآن، يعتبر كتاب الصيدلة مرجعا للكثيرين في مجال الأعشاب والأدوية.
